كيف تتصرف في مثل هذه الحالات؟
ماذا تفعل إذا اكتشفت أن زميلك يعاني من مشكلة شخصية تؤثر على أدائه في العمل؟
إن كنا مقربين فربما أتحدث معه بهدوء دون محاولة إحراجه أو محاولة التعمق بالتفاصيل، إن أخبرني فأساعده بالنصح، او حتى مساعدته إن كان الأمر ماديًا، إن لم يخبرني أو لم تكن نصيحته في حدود خبرتي، فأوجهه لطلب المساعدة ممن يرتاح إليهم ويثق برأيهم، وأخيرًا اللجوء لطبيب نفسي إن كانت المشكلة نفسية أو حرجة.
هذا الرأي هو الأقرب فعلًا لما كنت لأفعله شخصيًا، وحتى لو كانت مشكلته خارج إطار معرفتي، سأجد له حلًا من خلال المعارف والمقربين، طبعًا كل شيء بعلمه، وهذا أمر مهم، لأن البعض قد يتحسس من دخول أطراف أخرى في مشكلته، أو يشعر أنني أقتحمت حدوده بشكل أو بآخر.
سأطلب منه تقديم طلب لإجازة لو كان بيننا كلام وعلاقة جيدة تسمح لي بطلب هذا منه، ولو لم يكن لدينا هذه القرابة في التعامل، حينها سأطلب من المدير أو المشرف أن يتواصل معه ويعطيه إجازة أو يقدم له المساعدة المطلوبة.
ذكرت أنه لو لم هناك قرابة بينكما، فستطلب من المدير التواصل معه، وهي فكرة جيدة، ولكن هل تعتقد انها قد تؤثر سلبًا على هذا الزميل؟ يعني ماذا لو لم يرد هو أن يعرف أحد بمشكلته؟ ما الحل هنا في رأيك؟
أنا دائما أحب مساعدة الأشخاص في أمورهم المادية فقط دون أن يطلبوا لكن لا أحب إقحام نفسي في الأمور الشخصية لأنهم غالبا ما يرتاحون للفضفضة معي لأن وجهي ودود كما يقولون.
لكن بالنسبة للأمور المادية فأنا أساعد الشخص بمزاح: مثلا كان لدي صديق أعرف أن ظروفه ليست جيدة وكنا نعمل سويا في مكتب واحد، ذات يوم اقتربت منه ووضعت يدي في جيبه وكأنني أريد سرقته ثم وضعت له مالا في جيبه وقلت له خذ هذا بمناسبة عيد الفلاح، وحتى أرفع عنه الحرج ذهبت إلى صديق آخر ووضعت يدي في جيبه وأخرجت منه مبلغا صغيرا جدا وقلت له: هات هذا بمناسبة عيد الفلاح. هذه هي الدنيا "هات وخد واللي معه يكب على اللي ما عهوش." ومر الموقف والحمد لله بمداعبة وضحك.
ذات يوم اقتربت منه ووضعت يدي في جيبه وكأنني أريد سرقته ثم وضعت له مالا في جيبه وقلت له خذ هذا بمناسبة عيد الفلاح، وحتى أرفع عنه الحرج ذهبت إلى صديق آخر ووضعت يدي في جيبه وأخرجت منه مبلغا صغيرا جدا
الأمور المادية تحديدًا هي الأكثر حرجًا بالنسبة لكل الناس، طريقتك بها ذكاء اجتماعي وتبدو وكأنها طبيعية وتلقائية، ولكن كيف عرفت أن الشخص كان سيقبل بذلك، بمعنى أنه لن يتحسس أم يشعر بالشفقة من ناحيتك، وخصوصًا أن الموقف كان فيه مجموعة من الأشخاص؟ أسألك عن هذا الشأن، كوني تعرضت لمواقف سابقة لأشخاص رفضوا المساعدة تمامًا بسبب التحسس أو لأسباب أخرى خاصة بهم.
ولكن كيف عرفت أن الشخص كان سيقبل بذلك
لو كنت تعاملت معه بشكل فردي لكان من الممكن أن يرفض أو حتى يتعبني في البداية، لكنني فعلت هذا حتى يبدو وكأنه بمحض الصدفة وهو أخذ المال لأنه كان يحتاجه ولم يخبر أحدا. وكأنك تعثرين على مال في الشارع لقطة وأنتِ ليس لديكِ في جيبك مال تعودين به إلى بيتك.
لكن ما هي المواقف التي تعرضتي لها؟ أنا فضولي وأحب أن أعرف لو لم تمانعي بالطبع.
حتى لو نحن زملاء فقط فيمكننا المساعدة في نطاق العمل، والمهام المطلوبة، مثلا مساعدته في إنجاز مهامه لتوفير الدعم النفسي له فيتمكن من حل مشاكله ولو نسبيا
هذا صحيح فعلًا ورؤية صحيحة. فيمكننا مساعدة الزميل من هذا الجانب بدون التدخل في أموره الشخصية، على عكس الصديق، حيث نساعد بعضنا في العمل وخارجه.
من حقه على أن أسأله عن حاله وما الذي يشغله ويتسبب له فى سوء إنتاجيته، هل هناك أمر يمكنني مساعدته فيه، أو هل تريد الفضفضة معي، غالباً. هو يحتاج شخص يستمع له أو يحتاج مالاً كثيراً.
التعليقات