راقبت ولاحظت أن كثير من النساء لا يتزوجن بعد موت الزوج الأول أو الانفصال وهذا مختلف تماماً برأيي عن الرجال (على عكس معظم الرجال)، لماذا برأيكم؟
كثير من النساء لا يتزوجن بعد موت الزوج الأول أو الانفصال (على عكس معظم الرجال)، لماذا برأيكم؟
برأيي، الأمر متعلق ببعض التبعات الاجتماعية والثقافية العميقة.
في الماضي، كانت فكرة الزواج بعد الطلاق أو بعد موت الزوج أو حتى التعدد أيسر بكثير من الوقت الحالي، لكن حاليًا فمن الصعب أن يتزوج الرجال إلا من النساء البكر، وهذا يجعل خيارات النساء المطلقات والأرامل محدودة، كما أن الكثير من النساء المتزوجات لا يقبلن في الغالب أن يتزوج زوجها من امرأة أخرى سواءً أكانت أرملة أم مطلقة أم حتى لم يسبق لها الزواج من قبل.
منذ جيلين تقريبا، كان الأمر أيسر من ذلك بكثير، وكان في مجتمعي من العيب أن تبقى امرأة أرملة ومعها أيتام بدون زواج (أي يكون عيبا على رجال هذه المنطقة)، ولذا كانوا يسارعون بالتقدم لأي امرأة مات زوجها، ومعها أيتام. والآن، صار الأمر بالعكس، والكثير يُحمّل المرأة الأرملة مسئولية أطفالها اليتامى، ويقول لها: "اعملي بأي عمل لتربيهم، وإياك والزواج". لا أعلم كيف انقلبت الموازين بهذه السرعة.
اعملي بأي عمل لتربيهم، وإياك والزواج
المشكلة الحقيقية أن هذا الأمر يصبح قاعدة بمرور الوقت. على الرغم من كون هناك نساء استثنائيات قادرين على القيام بدور الأب والأم معًا بأكمل وجه، إلا أنه لا يمكننا التعميم، خاصةً مع طبيعة الجيل الحالي والفروقات الواضحة بينه وبين الأجيال السابقة في البنية الجسدية وحتى الظروف المجتمعية المحيطة.
على الرغم من كون هناك نساء استثنائيات قادرين على القيام بدور الأب والأم معًا بأكمل وجه، إلا أنه لا يمكننا التعميم
صحيح. لا يمكن البناء على الاستثناءات. معظم النساء تحتجن لزوج معها لتستطيع تربية أبنائها. الأخطر أني بدأت ألاحظ ظاهرة غريبة: إذا تزوجت امرأة معها أيتام، أجد الناس يقولون للزوج لماذا تنفق على أولاد رجل آخر؟ ويقولون إن المرأة هي المسئولة عن الإنفاق على أولادها، وهو ينفق فقط على أولاده.
أحيانًا تدور الأسباب حول المخاوف والأفكار التي تعيش بها النساء بعد تجربة الإنفصال أو وفاة الزوج، وهذا ما لاحظته بعد عدد من القصص التي سردتها بعض من المطلقات والأرامل، فتخشى المطلقة أن تكرر نفس تجربة الزواج الأول الفاشلة، وهذه المخاوف تزداد في حالة كانت تجربتها مريرة، وأحياناً تخرج من هذه التجربة مملوءة بقناعة "أن كل الرجال سيئين" أو "الزواج سيء"، وطبعاً لا ننسى أنه في حالة وجود الأطفال فهذا سيزيد من تحاشيها لفكرة الزواج من جديد خوفًا على أطفالها.
الأمر الآخر هو الضغط المجتمعي عليها، فأحياناً قد تخشى المرأة من نظرة المجتمع التي قد تكون في بعض الأحيان قاسية، بالأخص للتي تتزوج بعد وفاة زوجها، أما بالنسبة للمطلقة قد تخشى أن تحمل لقب المطلقة للمرة الثانية.
المرأة لن تذهب لتخطب رجل وتطلبه للزواج أما الرجل يذهب ويبحث ويطلب، لكن النساء التى ترفض غالباً يكون بسبب من حولها، أو خوفاً من أن ينعتها أحدهم بكلمة من أهل زوجها السابق، لكن لو غيرت المكان وبعدت عن أهل الزوج السابق ستتزوج عادى إن جائها نصيبها، لكن طالما هى جلست فى بيت الزوج الأول ولم تحاول تغييره أو تعود للعيش مع أهلها سيكون صعب عليها الزواج وسترفض بناءاً على مشورة من حولها.
للأسف حتى لو انتقلت لمكان أخر بعيد عن أهل زوجها لن تجد فرصة مناسبة بسهولة، المرأة المطقلة يتعامل معها المجتمع على أنها درجة ثانية، لذا تجد كل من هب ودب يتقدم بصرف النظر عن مواصفات المرأة، يعني لي زميلات طبيبات ووضع اجتماعي جيد جدا، شكلا وخلقا ممتازين، ويكونوا بالثلاثينات، ومعهم طفل مثلا تجد من يتقدم لهم لا وضع اجتماعي ولا أي ميزة وتجده بالخمسين ومن المفترض أن توافق، في حين لو رجل شاب وبنفس الظروف تجده يتزوج أنسة، منذ يومين بالضبط زميلة طلبت عروس لابن خالتها وهو طبيب وكان مطلق ولديه طفلة مع والدتها وهو ينفق عليها ولكن شرطه أن تكون العروسة آنسة، متخيل أن هذه عقلية الرجال بمجتمعاتنا، فبالتأكيد ستجلس المطلقة بدون زواج أو حتى الأرملة طالما ننظر لهما وكأنهما نقصوا شيئا بزواجهم الأول.
أغلب الرجال إن توفر لهم المال والمقدرة المالية سيتزوجون الأربعة، لكن انظر حولك 90% إن لم يكن أكثر المرأة شريكة بالدخل، تعمل لتساعد، فكيف سيتزوج؟!
لأننا مسلمين هذا العصر نسعي خلف الغربي سعياً حثيثاً يقولوا وظيفة نبصم بالعشرة، هل تعلمين أن الوظيفة هذه تضيع علينا الدين، صلاة الظهر والعصر كدا كدا عند الأغلب لايتم أدائهما وخصوصاً عند النساء، لايوجد توكل على الله لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو بطانا وتعود خماصاً، ولكن الموظف يتوكل على صاحب العمل والراتب أليس كذلك؟! طالما أن المسلمين لايلتزمون بدينهم فسيظلوا ضعافاً فى كل شئ.
تنويه بسيط: الرواتب الحالية لو كانت جميع النساء تربي جيل الأمة كما يجب، لكان الموظف الرجل الذى يتقاضي راتب 6000 ج لكان يتقاضي الأن 12000 ج أو 15000 ج ولكن النساء رأت أن هناك شيئاً يسمى إندبندنت فلما لانجربه؟! الرزق مكتوب وأى إمرأة لاتعمل يرزقها الله وزوجها وأبنائها لو أن إمرأة وزوجها يعملون ورواتبهم 30000 ج هذا رزقهم لو لم تعمل أياً كان ليصلهم 30000ج أيضاً، ولكن هناك شرط: "ولو أن أهل القرى أمنوا وإتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء" وأرى انكي تلمحى أن الرجال لم يستطيعوا الصرف فخرجت النساء حتى تساعد، لا والله خروجكم لم يساعد بل زاد الطين بلة، ما رأيكم بإستغلال أصحاب الأعمال أن المرأة تعمل براتب أقل من الرجال وإستغل هذا وبناءاً على هذا أيضاً قللوا رواتب الرجال.
الكثير من النساء لا تتزوجن بعد وفاة الزوج الأول أوبعد الطلاق، لأنهن مثقلات بنظرة اجتماعية ظالمة، تعتبر أن زواج المرأة بعد وفاة زوجها يدل على عدم وفائها لذكراه، متانسيين أن الحي أبقى من الميت.
أما في حالة الطلاق، فهي دائما السبب في انهيار زواجها.
خاصة عندما تكون غير عاملة، فاللوم كله والمحاصرة تكون لها فيهما حصة الأسد، ولكن اليوم بدأنا نرصد تحولات عميقة في المجتمع بسبب خروج المرأة للعمل، والمستوى التعليمي والثقافي التي أحرزتهما، ونسبة الحرية التي تتمتع بها، كل هذا ساهم في تخفيف نظرة المجتمع لسلوكها، واعترافه بإنسانيتها وأهليتها لتختار كيفية إكمال حياتها بعد الترمل أو الطلاق.
في حين تعفي الرجل من أي ضغط أو نظرة سلبية، فهو حر يعيش كما يحلو له وقد يتزوج وزوجته على فراش المرض ولم تمت بعد.
لا زال الموروث الثقافي والذاكرة الشعبية يزخران بنظرة محافظة تقليدية منحازة للرجل ضد المرأة، على الرغم من أن العقلية بدأت تتحلل من القيود المفروضة عليها.
التعليقات