التعاطف أو empathy هو أن أضع نفسي في مكان الشخص الذي أمامي بإظهار كل مشاعر الضعف، في حين أن الشفقة أو sympathy تعني أن أشفق على من حولي واتفهم موقفهم ولكني أضع مسافة بيني وبينهم أي التعامل معهم من خلف جدار حاجز لا أعبر عن مشاعري بل فقط أستمع لهم.
سؤالي لكم كيف نستخدم التعاطف والشفقة في مواقفنا الحياتية المختلفة؟ هل كل المواقف تستدعي إظهار الضعف لإظهار الجانب الإنساني أم أن بعضها يستدعي التعامل بالشفقة فقط وإبقاء مسافة بيننا وبين من حولنا؟
هناك فارق بين الأثنين، هناك إلتباس عند الكثير من الأشخاص بخصوص المفهوم العام، في حياتنا اليومية يتم إستخدامهم بشكل كبير حتى بدون معرفة سابقة بمعناها، حدث بالفعل بأن يوجد ممرضة تعمل معي في المؤسسة الطبيه، وجدتها في حالة تأثر كبير على مدار اليوم بأكمله، تقدمت لسؤالها عن السبب، وجدتها تبيح لي بأنها بسبب تأثرها بحالة مرضية تم حجزها في قسم الرعاية، حتى هنا لا بأس ولكن أن تتعدى حدود العاطفة الى الشفقة التي تقوم بعمل جدار حرفيا ويؤثر على شخصي وعلى تعاملاتي فهذه مشكلةـ العاطفة تجعلني متجاوب ومتحمس لتقديم المساعده مع عدم تأثري بها، بل تكون محفز داخلي لتقديم المساعده
لو نظرنا غلى موقف الممرضة سنرى أن التعاطف أثر عليها نفسيًا بنسبة كبيرة وقد يؤدي ذلك لإصابتها باحتراق نفسي ووظيفي إذا استمرت على ذلك مع كل الحالات، فبرغم صعوبة الأمر، يجب عليها أن تقوم بالشفقة بدلًأ من العاطفة وتضع حاجز بينها وبين كل حالة، وهذا لا يعني أن لا تقدم المساعدة، ولكنها تقدمها دون أن يؤثر ذلك على نفسيتها مباشرة، أعلم أن ذلك عسير جدًا ولكن ألا تتفق على أهميته؟
العاطفة تجعلني متجاوب ومتحمس لتقديم المساعده مع عدم تأثري بها، بل تكون محفز داخلي لتقديم المساعده
أتفق معك في هذه الجملة، ولكني أريد أن أسألك هل تتعاطف مع كل من حولك بنفس الدرجة؟ أم تفضل في بعض الأحيان إظهار الشفقة فقط دون أن تجهد نفسك ومشاعرك مع كل شخص؟ (أسألك هنا لأعرف وجهة نظرك عن كيفية التعامل السليم ف كل موقف على حدى)
تقسيم التعاملات الى فئات، بالنسبة لي التعامل يختلف في التأثير من شخص لأخر وعلى مقدار المؤثر، فالتعامل مع الموظفين يختلف مع العملاء يختلف مع دائرة المقربين مني، ولابد من معرفه الإطار الخاص بالتعاطف ويبدأ من فهم للغة الجسد، والإصغاء والانتباه مع عدم إصطناع للمشاعر
ربما كلمة شفقة لدينا في مجتمعنا لها وضع غير محبب على النفس لسبب مجهول، ولكن في العموم لا تسدعي كل المواقف إظهار الضعف تجاه الأخرين لأنه في بعض الأحيانا يحتاجون إلى شخص قوي يقف بجانبهم أو بمعنى أدق يحتاجون إلى من يسمع لهم فقط دون إبداء مشاعره بشكل واضح فمثلا لو صديق لنا يمر بفترة صعبة ويحكي لصديقه فمن الجيد أن يستمع إليه صديقه ولكن يحاول أن يظهر بمظهر الثابت غير المهتز لأنه بهذه الطريقة يعطي صديقه القوة للاستمرار أما لو أظهر الضعف هو الأخر فسيقل عزم صديقه وربما ينهار داخليا بشكل أكبر. لذا في تلك الحالة يكفي أن يستمع له ويربت على كتفه ويخبره أنه يتفهم ما يمر به وغيرها من كلمات المساعدة الجيدة وهو تعاطف ويظهر مكامن الضعف فينا ولكن ليست بصورة قوية، أما الشفقة فأنا استخدمها عادة بشكل واضح وخاصة تجاه كبار السن والأطفال دون إبداء أي مشاعر ضعف على وجهي أو حتى في نبرة صوتي فقط أذهب لأساعدهم في مواقف متعددة أحيانا دون التحدث، وأحيانا ببالتحدث بنبرة هادئة مثل هل تريد مساعدة أو دعني أساعدك في كذا أو كذا.
بالفعل كلمة شفقة في مجتمعنا نراها فقط ككلمة pity (كما يستخدمها بعض الأجانب) وهو شعور الشفقة كنوع من التعالي والسخرية من وضع الشخص الآخر، أما معنى الشفقة الخاصة sympathy فهو أن أشفق على الظرف الذي يمر به من أمامي وأتفهم حالته ولكن دون أن أضع نفسي بكل مشاعري ودواخلي في مكانه.
فمثلا لو صديق لنا يمر بفترة صعبة ويحكي لصديقه فمن الجيد أن يستمع إليه صديقه ولكن يحاول أن يظهر بمظهر الثابت غير المهتز لأنه بهذه الطريقة يعطي صديقه القوة للاستمرار أما لو أظهر الضعف هو الأخر فسيقل عزم صديقه وربما ينهار داخليا بشكل أكبر.
إذًا أنت تعتقد أن استخدام الشفقة مع بعض المقربين قد يكون أفضل من إظهار كامل الضعف والتعاطف حتى تعطي لهم مساحة للتحدث، ولكن طبقًا لدراسة قراتها حديثًا وجدوا أن فكرة إظهار التعاطف بشكل كامل قد يمنع البعض من الإقدام على أشياء كالانتحار مثلًا لأنهم شعروا داخليًا أنهم ليسوا بمفردهم وأن من حولهم لا يبنون حواجز ليفصلوا مشاعرهم عنهم، لذلك كيف تحكم بشكل صائب عن نوع الموقف وخصوصًا مع المقربين، الذي يحتاج ضعف وتعاطف أو الذي يحتاج صلابة مع إظهار الشفقة والتفهم؟
هذا برأيي الشخصي أمر تقديري يتوقف على 3 عناصر مؤثرة في رد فعلي
بناءاً على تلك العناصر الثلاثة سيكون من السهل علي اختيار رد الفعل المناسب ولكن بشكل عام أفضل التعاطف على الشفقة.
لكن بشكل عام أفضل التعاطف على الشفقة.
عناصرك مهمة في التقييم الفعلي، ولكنك آثرت التعاطف بشكل عام، وهذا يعني أنك حسب كلامك شخص متعاطف، ألا ترى أن تأثير ذلك قد يكون منهك بعض الشيء وخصوصًا أن الشخص المتعاطف غالبًا لا يستطيع التحول للشفقة فقط، بل يضع نفسه دائمًا مكان من حوله لدرجة مرهقة نفسيًا، في وجهة نظرك كيف يمكننا التعامل مع نقطة الانغماس في التعاطف تحديدًا؟
أعتقد أنّ أداة التعاطف هي من الأدوات التي قد نحتاجها بشكل يومي. ففي مجال عملي الإنساني مثلا، فإن إظهار التعاطف مع الأطفال هو أمر لا بد منه (في بعض المواقف وليس دائما) كونه يُظهر تفهّم المعلمة لظروف كل طفل ونيتها اتخاذ القرار الصائب بناء على هذه الظروف. أما الشفقة فهي أداة غير مفيدة في جميع الظروف مهما اختلفت كونها نظرة تقوم على الشعور بالدونيّة نحو الآخر وهو أمر لا يجب أن يحصل في العلاقات الانسانية.
ذكرت موقف مثالي بالنسبة لي لاستخدام التعاطف، بالفعل في التعامل مع الأطفال خصوصًا يحتاجوا للشعور بالتواصل مع من هم أكبر منهم (معلميهم وأهاليهم) والشعور بأنهم مفهومين، على عكس البعض ممن يتعاملون مع الأطفال أنهم لا يفهمون ولا يتأثرون وأن وعيهم لايزال غير مكتمل، في حين أن السن الصغير هو الأكثر حرجًا وتأثيرًا على وعي الفرد.
الشفقة فهي أداة غير مفيدة في جميع الظروف مهما اختلفت كونها نظرة تقوم على الشعور بالدونيّة نحو الآخر وهو أمر لا يجب أن يحصل في العلاقات الانسانية.
ليس القصد هنا هو ذلك النوع من الشفقة، ولكن المقصود هو أن أشفق على موقف أحدهم وأتفهمه ولكن دون الخوض في التفاصيل أو التعاطف بشكل يظهر الضعف الكامل، واعتقد أن أفضل مثال لذلك هو التعامل في بيئات العمل مثلًا، كالعلاقة بين مدير الموارد البشرية والموظفين، هل الأصلح أن يتعاطف (وهو أمر يصلح بنسبة أكبر في العلاقات القريبة) مع جميع مشكلات الموظفين، أم يتعامل بمدأ التفهم والشفقة حتى يستطيع مساعدتهم دون التأثر بشدة بمشكلاتهم الشخصية؟ أتمنى معرفة رأيك بهذا الخصوص.
مثلا المدير الذي لا يمتلك قدرة على استشفاف مشاعر فريق عمله لا يمكنه النجاح في أي مشروع شراكة يعتمد على العنصر البشري ، لأن البشر ليسوا آلات أو روبوتات إنهم يتعبون و يرهقون و يحزنون و يتأثرون عاطفيا ببيئة العمل ...
أشكرك على طرح نقطة علاقة المدير بموظفيه، في رأيك التعامل بالتعاطف أصلح أم التعامل بالتفهم والشفقة؟ مع العلم أن المصطلحين صائبين حسب نوع الموقف والعلاقة التي نتناولها.
التعاطف يعني أن تكون على وعي بما يشعر به الآخر و تساعده إذا كان فعلا يستحقها ، و لكن رغم معرفتنا بما يشعر به شخص ما فأحيانا نقرر أن لا نلبي له رغبته إذا كنا نرى أنه لا يستحق المساعدة و الشفقة ، ليس قسوة منا و غياب رحمة ، و لكن هو أسلوب تحفيزي لكي نجعل ذلك الشخص يتوقف عن إختلاق حجج و أعذار كاذبة و غير مقبولة و غير منطقية ..
التعليقات