ماذا لو تخلى الأنسان عن مبادىء ه لمره وقيمه أمن الممكن ان يتخلى عنها مرة أخرى
وإن تخلى عنها لمره أستعود إليه ؟
أيمكنه أن يقول أنا شخص ذو مبادىء؟ أم أنه خرقها. ولم يعد من أهلها
مثلا انا لا اكذب
أنا لا اغش
أنا لا أفعل لدي مبدأ... أوصلت الفكره؟
نعم في وجهة نظري، فالإنسان يجب أن يكون مرناً، خاصة مع ظروف الحياة، فمثلاً إن قلت أنا لا أكذب ولكن هناك مواقف تستدعي الكذب، هناك أشياء لو علم بها ستفشل أو سيقف لك أشخاص في طريقك، تنازلت في موقف كان لابد من فعل ذلك حتى أصل لما أريد ومن بعدها أرد لمن أذاني أذيته
الناس تأخذها من منظور وأنا أسلط الضوء على منظور آخر
لكن التخلي عن مبادئك في إطار شىء سيء مثلاً سيضر البشر
فهذا ما أسميه ضياع المبادىء وعندها لن تعود، لأن الشخص لو كان سوياً، فلن يستطيع مسامحة نفسه مرة أخرى.
يجب أن يكون هناك ضغوط على الشخص الذي لا يكذب مثلاً حتى نعرف فعلاً إذا كان يكذب أو لا، أي برأيي مسألة إدعائه وكلامه لا معنى له نهائياً، يبقى إدعائه فارغاً حتى يثبت صدقه بمقاومته لظروف تكون مواتية جداً لكذبه ولكنه يرفض أن يكون هذا الشخص، أما طرح حضرتك يفترض شيء أكثر من مجرّد مرونة، طرح حضرتك يفترض أهمية غياب الظروف الضاغطة التي يمكن أن تواجه الإنسان ليبقى على صدقه! إذا كان الإنسان غير محتاجاً للكذب فما معنى أن يقول أنا لا أكذب؟ هنا تقول مثلاً:
خاصة مع ظروف الحياة، فمثلاً إن قلت أنا لا أكذب ولكن هناك مواقف تستدعي الكذب، هناك أشياء لو علم بها ستفشل أو سيقف لك أشخاص في طريقك، تنازلت في موقف كان لابد من فعل ذلك حتى أصل لما أريد ومن بعدها أرد لمن أذاني أذيته
هذه عبارة لا أفهمها، إن لم تشكّل الظروف الضاغطة فرصة التعرّف على معادن البشر وأخلاقهم فلا وظيفة أخرى لهذه الظروف، بالإضافة إلى أنني أرى بأنّ الشخص يقدم فقط على أذية الناس والضرر بهم فقط حين تتعارض مصالحه الشخصية مع مصالح الآخرين، في هذه العملية التفضيلية يقرر الأذية فيغدو إنسان بلا مبادئ أو يقرر الكفّ عن الأذى فيحافظ على مبدأه.
كلامك صحيح ولكن انحرفت عن ما اعنيه، ماعنيته في هذا الامر هو ان هناك امورا تستدعي الكذب، على سبيل المثال ان كان هناك شخص يتمني لك الشر وانت تعلم، وكنت تحضر لشىء ما وهو أحس بهذا وسألك، هل ستخبره بالحقيقة وان علم من غيرك سيقول بأنك شخص كاذب، من يكذب في شىء يكذب في كل شىء، في نظري هذا ليس كذبا بل حفاظ على نفسك واتقاء لشر آخر لذلك لفتت النظر لهذه النقطة لكي نأخذها بعين الاعتبار
ولذلك أنا أعتبر أنّ الكذب دلالة على أمرين، يا أما شخص مخادع ويدبّر مكائد للشخص الأخر، يا أما ضعيف جداً ولا يقوى على مجابهة ما يعيشه الأن بدون كذب، وفي الأمرين برأيي هو لا يستحق الاحترام ويسقط من عيني حتى ولو لمرة واحدة، طبعاً البشر تكذب، ولكن هناك فرق بالكذب طبعاً بين الأمور الروتينية العادية اليومية وبين الأمور المهمة التي لها علاقة بجودة العلاقة بيني وبين الشخص.
بالإضافة إلى أنني أرى بأنّ الشخص يقدم فقط على أذية الناس والضرر بهم فقط حين تتعارض مصالحه الشخصية مع مصالح الآخرين.
وماذا إذا كان تخلي الشخص عن مبدأه اضطرارا منه لحماية الآخرين ولعدم أذيتهم؟ ألا يحدث أن يضطر الشخص للكذب لحماية أحبائه أو لكف أذية شخص ما على شخص أضعف منه، هنا الظروف اضطرت الشخص للتخلي عن مبدأه في عدم الكذب في سبيل هدف آخر أفضل وأقوى، فهنا ضروري ألا نعمم وأن نفرق بين الحالات المختلفة التي قد تضطر الشخص للتخلي عن أحد مبادئه، لأن في كل الأحوال لا يوجد شخص مثالي، ولا شخص بلا أخطاء، ولكن يوجد شخص يحاول أن يجاهد نفسه ويحاول أن يتدارك أخطائه ويتحمل مسؤوليتها.
يقول د.أحمد خالد توفيق "حتى هذه اللحظة من حياتي لم أتعرض لأي إغراء .. ليس أمامي ما يسرق .. ولا يجب الحكم على حراس المرمى الذين لم يتعرضوا لكرة واحدة طيلة المباراة .. لقد تعلمت أن كل إنسان يقضي حياته في الفخر بأنه لم يقترف ذنبا، مع أن الحقيقة هي أن نطاق حياته بعيد عن أية فرصة لاقتراف الذنوب .. فإذا أتيحت له الفرصة .. حسنا .. أنتم تعرفون من أين يأتي اللصوص والمختلسون والقتلة! إنهم من بيننا .. إنهم نحن ! .. هؤلاء أشخاص وجدوا الفرصة كاملة فأدركوا أنهم أضعف مما تتصوروا .. أدركوا أنهم لم يكونوا شامخي الأخلاق كما حسبوا"
المبدأ الأساسي هو وجود إمتحان إغراء إبتلاء يتعرض له الشخص لنستطيع أن نحكم ونقول هل يكون متسقا مع مبادئه التي يتشدق بها ويفعل الصواب أم ينهزم أمام الإغراء ويقترف الخطأ
معنى أن يتخلى إنسان عن مبادئة أنه ليس مؤمن بها ولا متجذرة فية بل لا يوجد إقتناع بها من البداية، المبادىء هي الثوابت التي يستند عليها الشخص، كثير من الأشخاص أصفهم بالهلاميين يتشدقوا بالمبادىء والثوابت ومع أول إختبار يجدوا أنفسهم كفقاعة صابون تلاشت بشكل نهائي، وهناك مقولة بهذا الصدد تقول ( المبادىء الثابته تولد سلوكا واضحا، والسلوك الواضح ينتج شخصية واضحة المعالم)
لكن هناك مواقف تضطر فيها لأشياء أنت مؤمن بأنها خطأ، فأنا لدي مبدأ أن الكذب مفسدة ولكن لا أستطيع أن أقول أني لم أكذب ولا مرة، ففنحن البشر خطائون، لا أحد متمسك بمبادئه ويطبقها 100% وإلا نكن ملائكة، الأهم أننا إن أخطئنا وسقطنا سهوا في شيء يخالف مبادئنا أن نعود سريعا دون التمادي أو الاستمرار.
لو أخذنا الكذب كمثال تم طرحه، لماذا نكذب من الأساس لتبرير خطأ؟ أم لتبديل حقيقة؟ كلاهما كذب، ولماذا أضع نفسي في الأمر من البداية.
يمكن للإنسان تغيير قيمه ومبادئه مع مرور الوقت قد تتغير الأفكار والتجارب وتؤدي إلى إعادة تقييم المبادئ يرتكب الإنسان أخطاء ويتخلى عن مبادئه، ولكن يمكن أن تكون هذه تجارب مفيدة تؤدي إلى التعلم وتحديث القيم.
وحتى الشخص الذي يتخلى عن مبادئه ليس محكومًا بذلك للأبد، و الإنسان كائن معقد، ومع التغيرات في الحياة، قد يجد نفسه في مواقف تجبره على إعادة تقييم مواقفه ومبادئه.
لا أفهم الفكرة من القول أن الشخص عنده مبدأ وإذا كسره فقد هذا الأمر ما أهمية فكرة المبدأ هذه أصلا، الفكرة كلها في أن يحاول الإنسان أن يقوم بالفعل الصحيح طوال الوقت ومن طبيعة البشر أنهم قد يخفقوا في الالتزام الكامل بالأمر ويخطؤا ثم يرجعوا للالتزام ثانية هذا أمر طبيعي وهذا الخطأ لا يجعل من حقنا أن نحكم عليهم حكم نهائي بأنهم أشخاص سيئون أو أنهم بلا مبدأ إلى آخره.
التعليقات