هنالك مصطلح شهير يسمى بـ "procrastination" أو التسويف حيث يميل البعض إلى التقاعس وتأجيل المهام لأجل غير مسمى وهذه إحدى القضايا الشائعة في حياتنا حيث نجد أنفسنا نؤجل القيام بالمهام والأعمال المهمة بشكل متكرر وغير واعِ مما قد يؤدي إلى الإحباط والتوتر، ومن ثم يؤثر على الإنتاجية والأداء الشخصي والمهني لذا في هذا الصدد احكي لنا تجربتك مع التسويف ؟ وكيف تمكنت من حل هذه المشكلة ؟
لماذا يميل الإنسان إلى التقاعس والكسل بدلاً من الإنجاز والعمل بِجِدٍّ؟
هذه الظاهرة تحدث لي كثيرًا ولا أعرف السبب وأحاول جاهدًا التغلب عليها ولكن جميع محاولاتي تبوء بالفشل، ولكن غالبًا ما يتعلق الأمر بالنسبة لي بالعامل النفسي لأنني عندما أكون حزينًا لا يكون لدي القدرة على العمل بأي شكل من الأشكال.
قد يكون التسويف والتقاعس في إنجاز المهام بشكل جيد نتيجة لعدة عوامل أيضا كضعف الإرادة فقد يفتقر بعض الأشخاص إلى قوة الإرادة لبدء أو استكمال المهام المطلوبة منهم.فنراهم يجدون صعوبة كبيرة في التحكم في أنفسهم والتغلب على إغراءاتهم، فيفضلون فعل أشياء أخرى أكثر متعة أو سهولة أو راحة بدلا من المهام المهمة.
البقاء مع الهواتف الذكية لساعات طوال، إضافة إلى السهر الزائد والمبالغ فيه، هذه التصرفات حتما سينتج عنها تكاسل وتقاعس، من الأفضل أن ينام الإنسان باكرا وينهض باكرا، فيكون نشطا وحيويا.
يميل الانسان للكسل بسبب العديد من العوامل منها الضغوط النفسية و العادات السيئة و البيئة من حوله فإذا كانت البيئة توفر له جو للراحة خالي من التحديات و المسئوليات سيكون من السهل الإنجرار خلف الكسل.
و أرى أن البدء في حل هذه المشكلة في تحديد اهدافك و المكافئات الذاتية و ممارسة الرياضة و الأنشطة و العثور على الدافع و أهم شيء البداية مهما كانت صغيرة.
و أرى أن البدء في حل هذه المشكلة في تحديد اهدافك و المكافئات الذاتية و ممارسة الرياضة و الأنشطة و العثور على الدافع و أهم شيء البداية مهما كانت صغيرة.
وهل تعتقد أن الشخص الذي يعاني من مشكلة الكسل سيتمكن من فعل ذلك في ظل ما يمر به ؟
أعتقد أن الخطوة الأولى التي يجب أن يتم البدء بها هي تغيير طريقة تفكيره أو ما يسمى بـ "Mindset" أي عقليته لكي يكون لديه الوعي الكافي لمعرفة المشكلة وتحديدها ومن ثم سيتمكن من التغلب عليها لأن الأغلبية العظمي تكون في حالة من الإنكار التام للكسل.
بعيدا عن التقاعس والتسويف، قد نجد بأن لدى الإنسان العديد من العوامل التي تؤثر عليه وخارجة عن نطاقه من بينها الظروف المحيطة بالإنسان، فقد يواجه مشاكل في العمل أو في الحياة الشخصية تؤثر سلباً على رغبته في العمل.
فبعض الأحيان يشعر الإنسان بالتعب والإرهاق من العمل المتواصل، ويحتاج إلى الراحة والاسترخاء للتعافي واستعادة نشاطه، وقد نجد بعض الأشخاص يواجهون صعوبة في البدء بالعمل، ويحتاجون إلى دفعة قوية للبدء بالإنجاز، ناهيك عن الشعور بالعجز وعدم القدرة على إتمام المهام المطلوبة، وهذا يؤدي إلى انخفاض حماسه ورغبته في العمل.
وكيف تمكنت من حل هذه المشكلة ؟
كل ما يراودني التسويف أحاول تحفيز نفسي على العمل بجدية وإنجاز المهام المطلوبة، وذلك عن طريق تحديد أهداف واضحة ومحددة، وتحديد مهام يومية وتنظيمها بشكل جيد، والعمل على تحسين مهاراتي الشخصية والمهنية، وذلك بالاستفادة من تطبيقات إدارة الوقت والمهام في مقدمتها الأكسل أون لاين و منصة أنا.
دعك من كل الاستراتيجيات التي سيكتبونها لك في التعليقات، حقًا دعك منها، فكلها تحتاج لمجهود مما سيؤدي بعقلك إلى تسويفها هي الأخرى، الأمر مضحك.
علاج التسويف هو الخوف، إن سوفت ستفقد وظيفتك، إن سوفت ستكون فقيرًا "حسنًا وحتى لو لم تسوف ستظل فقيرًا فهكذا تأسس النظام الرأسمالي الحالي ولكن على الأقل تكون قد حاولت" إذا سوفت سينقضي عمرك وأنت في مكانك والكل متقدمون "وهذا أيضًا ليس صحيح فالكل يسوف لكن أكيد هناك من سيسبقك".
المهم لا تبذل مجهودًا لعلاج التسويف وإلا ستسوفه هو الآخر، فقط فكر في عواقب تسويفك وركز عليها، ستجد صدرك امتلأ بالخوف مما سيدفعك إلى القيام بأعمالك.
دعك من كل الاستراتيجيات التي سيكتبونها لك في التعليقات، حقًا دعك منها، فكلها تحتاج لمجهود مما سيؤدي بعقلك إلى تسويفها هي الأخرى، الأمر مضحك.
للأسف هذا ما شعرت به حينما وضعت نفسي محل الشخص المتقاعس لن يتمكن من تنفيذ أي من هذه الإستراتيجيات.
المهم لا تبذل مجهودًا لعلاج التسويف وإلا ستسوفه هو الآخر، فقط فكر في عواقب تسويفك وركز عليها، ستجد صدرك امتلأ بالخوف مما سيدفعك إلى القيام بأعمالك.
أعتقد أن هذه الطريقة قد تكون فعالة في بعض الأحيان ولكن هنالك بعض الأشخاص الذين قد وصلوا للهاوية بالفعل لذا فإنهم لا يخافون السقوط أو الفشل وفئة آخرى غير مكلفة بالعمل من الأساس لذلك لا تواجه أي مخاوف .. لذا برأيك كيف يمكننا مساعدتهم ؟
"أعتقد أن العمل الذي يُنجَز في العالم يزيد على ما ينبغي إنجازه بكثير، وأن ثمة ضررا جسيما ينجم عن الإيمان بفضيلة العمل".
(برتراند راسل، فيلسوف إنجليزي في مقاله "في مدح الكسل")
ربما لم يُدرك راسل كل هذا عندما نشر مقاله "في مدح الكسل" في مجلة هاربرز الأميركية، لكنّ آراءه كانت ثورية بمقاييس عصره، حيث أشار في مقاله إلى أن الكسل كان ضرورة لقيام الحضارات وتطوُّر أصناف الفنون، ولكي يتحقَّق ذلك، كان لا بد أن يعمل البعض -العبيد- كثيرا حتى يرتاح الأسياد ويتفرَّغوا للإبداع. وحتى يحافظ الأغنياء على مكانتهم تلك، كان لا بد من ابتكار "فضيلة العمل"، فالفرد الصالح هو الفرد الذي يعمل كثيرا، ربما أكثر من اللازم.
ورغم انتهاء عصر العبيد، استمرت "فضيلة العمل" لتضع العُمَّال في منزلة العبيد مجددا، فقد كتب راسل أن عدد ساعات العمل اليومية يمكن أن يُقتطع إلى النصف دون أن يؤثِّر ذلك على الإنتاجية أو رخاء المجتمع، كما ثبت أثناء الحرب العالمية الأولى عندما انسحبت نصف العمالة من الوظائف العادية لتعمل في التجسُّس وصناعة السلاح، دون أن يؤثِّر ذلك على توافر الخبز.
لكن بدلا من أن يعمل الجميع قليلا كل يوم، ويعيش الكل في سعادة ورخاء، أصبح نصف المجتمع يعمل لساعات إضافية، بينما النصف الآخر يتراوح بين البطالة وحياة الدعة. ما أراد راسل قوله منذ 90 عاما هو أن الكسل فضيلة فقط إن كانت متاحة للجميع بالتساوي.
في يومنا هذا، ما زالت فضيلة العمل ذات صوت عالٍ، وربما هذا ما يدفعك للشعور بالذنب لبقائك مُستلقيا لا تفعلُ شيئا، أو ما يدفعك لإنهاك نفسك في العمل أو النشاط، وبين هذا وذاك، يمكنك أن تخلق توازنا صحيا، يحميك من الانقراض كأسلافنا الكسالى، ويقيك من أمراض العصر التي تفتك بالكثيرين ممن يعيشون حولك الآن.
أعتقد أن الأمر لا يتعلق بالكسل وإنما بعمل توازن في الحياة لأنه على الرغم أنه من الضروري أن نكون منتجين ونعمل لتحقيق أهدافنا وتحسين حياتنا، إلا أنه أيضًا يجب علينا أن نفهم أهمية الاستراحة والإستجمام. هذا التوازن يلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على توازن صحي في الحياة وتجنب الإجهاد والانهيارات النفسية.لذا، يُفضل أن نسعى إلى تحقيق توازن بين العمل والاستراحة، وأن نفهم أن الكسل ليس بالضرورة سلبيًا إذا كان يستخدم بشكل مناسب كجزء من التوازن الصحي.
عانيت من التسويف و لكن كانت هناك أسباب تقف خلف ذلك على رأسها الخوف من خسارة الوقت و الجهد بدون تحقيق أي نتيجة مرضية .
ظاهرة التسويف ظاهرة صعبة ومنتشرة، أعاني منها أحيانًا، لكني تعلمت بعض الطرق للتغلب عليها وتحسين إدارة وقتي وأولوياتي.
أحدى التجارب التي مررت بها مع التسويف كانت عندما كنت أريد كتابة مقالة عن الذكاء الاصطناعي وآثاره على المجتمع. كنت أجد صعوبة في البدء في الكتابة، فكنت أضيع وقتي في تصفح الإنترنت أو مشاهدة الفيديوهات أو اللعب بالألعاب. كنت أقول لنفسي أنني سأبدأ في الكتابة بعد قليل، لكن القليل يصبح كثيرًا، والموعد النهائي يقترب.
الحل معها كان البدء مباشرة في العمل، لا تنتظر ولا تقل بعد قليل، لا تنتظر بداية الساعة، أو بداية اليوم، أو الوقت المناسب، فقط ابدأ.
الحل معها كان البدء مباشرة في العمل، لا تنتظر ولا تقل بعد قليل، لا تنتظر بداية الساعة، أو بداية اليوم، أو الوقت المناسب، فقط ابدأ.
ولكن ما زال هناك عائق بين الشخص المتقاعس والبدء لأنه لا يوجد دافع لكي يبدء من الأساس لذلك تصبح حجته هي الإنتظار لموعد محدد حتى تتهيئ له الظروف ظنًا منه أنها ستصبح مثالية. لذلك ما الذي كان يدفعك للبدء على حال ؟
عانيت من التسويف و لكن كانت هناك أسباب تقف خلف ذلك على رأسها
الخوف من خسارة الوقت و الجهد بدون تحقيق أي نتيجة مرضية ..
أعتقد أن الحل في ذلك هو التفكير بالأسلوب الذي تحدثت عنه @Eman_Talebi ، ومن الممكن أيضًا استخدام المكافئة أو "Reward" وهذا في النهاية يعتمد على شخصية الفرد.
التعليقات