لنفترض أن والدك قد أخبرك في حياته بأنه سيترك لك قطعة أرض بإسمك، ولكن بعد وفاته، اكتشفت أن أحد إخوتك قد اختطف تلك القطعة بأوراق قانونية غير شرعية. تلك الحالة صعبة وقد تكون مؤلمة جدًا. قد تشعر بالخيبة والغضب، ولكن يجب عليك الحفاظ على هدوئك وتعقلك واتخاذ الخطوات المناسبة بحيث تتمكن من استرداد حقك. كيف ستكون ردت فعلك حيال هذا الأمر، هل ستشارع أخاك في أروقة المحاكم من أجل ورث (قطعة أرض) قد تركه والدك لك؟ ام ستسمح له بأخذها بالرغم من أنك محتاج اليها؟
هل ستشارع أخاك في المحاكم من أجل ورث قد تركه والدك لك؟
هو حقي وقد أستطيع أخذه بالقانون ، ولكن ... أنا فعلا لن أفعلها ، وخاصة إذا كنت مضطرة لإيذاءه بالسجن في حال تم إثبات أنه حصل عليها بطرق غير شرعية ، قد أحاول أن أجد حلا لإقناعه بمراجعة نفسه خوفا عليه من الظلم الذي أوقع نفسه فيه . ليس كل حق يستحق الدفاع عنه مهما كانت النتائج ، وخاصة إذا كانت الخسائر أكبر بكثير ، والخسارة هنا قد تكون العائلة ، لا شئ يساوي العائلة .
لا شئ يساوي العائلة .
بالفعل لا شئ يظاهي العائلة، ولكن مع الأسف ليس كل الأشخاص مثلي ومثلك يا منال يدركون ذلك، برايك لو كان هذا الشخص بالرغم من أنه أخذ ورث ليس من حقه، الا انه يشارعك في المحاكم من اجل اخذ ما تبقى لك من ورث، هل ستواجهينه في المحاكم؟
المال أكثر شئ يذهب ويأتي، والآخ إن ذهب فلا فائدة في الدنيا، أثق في آخي أنه حتي وإن أغرته الدنيا سيعود لي ولو احتجت له سيقطع من نفسه ويعطيه لي، وأن هذا الحادث وإن كان يظهر الطمع إلا أنى واثق بأنه سيعود ولو بعد زمن، ولن أختصمه مهما كان السبب
كلامي يتعلق بذاتي، فمن حق أي شخص اللجوء للقضاء، فإنما شرع القضاء لرجوع الحقوق إلي أهلها، لكني أثرت حقي علي أن أخسر أخي، فأعلم أن التخاصم أمام القضاء في زماننا أشبه بالعداوة وأخشي أن أخسر آخي حتي لو كان المكسب مال الدنيا كله
المال أكثر شئ يذهب ويأتي، والآخ إن ذهب فلا فائدة في الدنيا، أثق في آخي أنه حتي وإن أغرته الدنيا سيعود لي ولو احتجت له سيقطع من نفسه ويعطيه لي
ولكن متى سيعود بعد ذلك؟ هل ستصبر لعشر سنوات من الانقطاع في الاتصال بينكما؟
سيبدأ الأمر بالنصح والإرشاد والتفاوض وإن لم يجد شيئا رفعنا الأمر لمن هو أكبر في العائلة لحل الأمر ولكن إن لم يجد كل ما سبق نفعا فسأحتسب الأجر عند الله لأن مخاصمتنا لبعضنا أمام القضاء هو بكل تأكيد أمرا كان سيحزن والدينا إن كانا أحياء, فيجب على المرء أن يرضيهما حتى بعد موتهما.
فلا تقاس الأمور كلها بمقاييس الحقوق الدنيوية. وإن كان من حقي شرعا وواجبا اللجوء للقضاء.
فلا تقاس الأمور كلها بمقاييس الحقوق الدنيوية. وإن كان من حقي شرعا وواجبا اللجوء للقضاء.
بالتأكيد من حقك ان تتوجه الى القضاء، ولكن ألا من عفا وسمح في حقه ولو كان مظلوم خصوصا مع العائلة سيجزى عمله من الله تعالى، وقد قال الله تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40)
في مثل هذه الحالة الصعبة، فإن ردة فعلي ستعتمد على قيمي ومبادئي الشخصية، والتي يمكن أن تختلف من شخص لآخر، سأحاول تقييم الوضع بشكل عاقل وتحليل الأدلة والمعلومات المتاحة بعناية، قد أستعين بمحامٍ متخصص لمساعدتي في فهم حقوقي القانونية وخطواتي الممكنة لاسترداد حقي، وسأحاول أولاً التواصل مع أخي الذي احتجز القطعة بصورة غير شرعية، قد نجري محادثات ومفاوضات للتوصل إلى اتفاق متفق عليه يحقق العدالة ويعيد الحقوق المشروعة، وإذا فشل التواصل العائلي، قد يكون الخيار التالي هو مراجعة القضاء ورفع دعوى قانونية لاستعادة القطعة بطرق قانونية وعادلة. سأسعى للعمل مع محامٍ متخصص لتقديم قضيتي بشكل صحيح وموثوق به، على الرغم من الصعوبات التي قد تحدث بسبب هذا الصراع، سأسعى جاهدًا للحفاظ على العلاقات العائلية، قد أحاول التواصل بشكل هادئ ومحاولة التوصل إلى حلول تفاهمية تلبي مصالح الجميع، قد يكون هناك حالات تستدعي التسامح والتفكير في المصلحة العامة للعائلة والمجتمع بشكل عام، إذا كان القرار الأفضل هو السماح لأخي بالاحتفاظ بالقطعة الأرضية بالرغم من حاجتي إليها، فقد أكون مستعدًا للتفكير في هذا الخيار.، قد يكون هناك عوامل وظروف محددة تجعل السماح لأخي بالاحتفاظ بالقطعة أفضل حلاً على المدى الطويل، مثلاً، إذا كان أخي يواجه ضروف مالية صعبة أو إذا كانت القطعة تعني له الكثير من الناحية العاطفية، فقد يكون من الأفضل تجنب الصراعات القانونية والحفاظ على السلام العائلي، يمكنني النظر في بدائل أخرى لتلبية احتياجاتي العقارية، مثل شراء قطعة أرضية أخرى أو التفكير في خيارات استثمارية أخرى، مع ذلك، يجب أن أتأكد من أن القرار المتخذ يعكس مصالحي الشخصية ولا يتعارض مع حقوقي القانونية، إذا كان هناك مجال للتوصل إلى تسوية أو اتفاق يعالج المشكلة بطريقة عادلة للجميع، فسأسعى لذلك، ومن الضروري أن أدير هذه الحالة بحكمة وروح هادئة، وأتحلى بالصبر والتفاهم، قد يكون الحل الأمثل هو العمل مع العائلة لإيجاد حل يرضي الجميع ويعزز الوحدة العائلية، تجارب الحياة تعلمنا أنه في بعض الأحيان يجب على الإنسان التخلي عن بعض الممتلكات المادية من أجل المحافظة على العلاقات العائلية الصحية والسلام النفسي.
لا أعرف يا عفيفة ما الظروف التي أنت فيها أو الشخص الذي ربما تعرفينه ويعيش هذا الموقف، لا أعرف ظروفه لأقوم بنطق حكم وطريقة تحصيل تنطبق عليه فعلاً، ومع ذلك يمكنني تقديم بعض النصائح العامة في هذا المجال من واقع خبرتي في الأمر فعلاً، أولاً إذا تمكنت أنت وأخيك من التوصل إلى اتفاق بشأن الميراث دون اللجوء إلى المحكمة فهذا هو أفضل مسار للعمل، ببساطة لإنّهُ قد يكون الذهاب إلى المحكمة مكلفاً ويستغرق وقتاً طويلاً والأكثر سوءاً هو أنّهُ يستنزف عاطفياً، يمكن أن يضر أيضاً جداً بعلاقتك بأخيك وقد ينهيها بضربة واحدة مرّة وإلى الأبد.
إذا لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق ، فقد تحتاج إلى الذهاب إلى المحكمة، هذا اضطرار، واضطرار شديد، في هذه الحالة من المهم تعيين محامٍ متمرس يمكنه تمثيلك بشكل قوي وسريع، يمكن للمحامي مساعدتك على فهم حقوقك وخياراتك القانونية ويمكنه الدفاع عن مصالحك في المحكمة بطريقة ستسعدك على أنّها ستستنزفك مالياً.
من المهم أيضاً أن تتذكر أن المحكمة ليست دائماً أفضل طريقة لحل النزاعات، لكن لماذا؟ لإنّ هناك أمور أخرى قد تنفع ونحن نتجاهلها عادةً، مثل الوساطة أو التحكيم، الوساطة هي عملية يساعد فيها طرف ثالث محايد الأطراف على التوصل إلى اتفاق، وهذا أمر عربي رائج، خاصّة عند العرب رائج جداً أثناء الخلافات ويمكننا استخدامه، التحكيم هو عملية يتفق فيها الطرفان على أن يقوم طرف ثالث بحل نزاعهما.
هنا سأقوم بما يمليه علي ديني وأخلاقي. فقد يظن الواحد منا أن الأفضل التنازل إلا أن الحقيقة هي أن الساكت عن حقه هو شيطان أخرس. وبالتالي سأقوم بالمطالبة بحقي حتى الرمق الأخير وذلك إيمانا مني بأن على الحقوق أن تعود إلى أصحابها. ولكن طبعا سألجأ أولا إلى الخطاب الهادئ والعقلاني مع أخي قبل الذهاب فورا إلى المحكمة فإن أصر عندها يكون لجوؤي إلى المحكمة. الأمر صعب فعلا ولا أتخيل الفكرة ولكن بالنهاية هو أمر يحصل مع الآخرين بالفعل ولا يؤدي إلى خواتيم سعيدة دائما طبعا.
التعليقات