منذ ان لمحت هذه المقولة قبل أيام بدأت افكر فيها، هل هي مجرد كلمات رنانة وجافة لا أساس لها حضور في الواقع، ام انها بالفعل واقعية، المقولة تقول: "أحدهم لايحادثك، لكنه يفكر بك أكثر من اللازم"، مارأيك في هذه المقولة؟ وما الدافع الذي يجعل الفرد يفكر في الأخر أكثر من اللازم ولكن لا يملك الشجاعة لمحادثته؟
ما رأيك بمقولة:"أحدهم لايحادثك، لكنه يفكر بك أكثر من اللازم"؟
أعتقد يا عفيفة تلك المقولة لا تنطبق إلا على المراهقين غير الناضجين. فقد يقعون في غرام فتيات و يفكرون فيهن كثيراً ويتحرجون من أن يبدوا عواطفهم تلك لهن. لا أفهم تلك المقولة إلا على هذا النحو. وقد أفهم منها أن أحدهم أو إحداهن يحمل أو تحمل من الحقد عليك الكثير ثم هي أو هو لا يستطيع او تستطيع التفنيس عن حقدها الكامن. قد تكون هناك دوافع أخرى غير أني لا أعلم إلا هذين الدافعين. هل تعلمين أنت دوافع أخرى؟ لأني أرى من يفكر كثيرا في شخص إما يحبه جداً أو يبغضه جداً ولكن ما المانع أن يعلن عن ذلك بوضوح؟!
بالعكس خالد، ليس الأمر مقتصراً على المراهقين فحسب، بل يمتد إلى الكبار والناضجين أيضاً، ولأسباب شخصية ونفسية بالمقام الأول، فالبعض لا يفضل الحديث طوال الوقت، ويفضل الصمت، والبعض يخشى من الحديث حتى لا يساء فهمه إذا كان الطرف الآخر سريع التقلبات أو الشك أو العصبية.
والتفكير بالآخر لا يعني بالضرورة حبه، بل قد يكون تفكيراً نابعاً من الانشغال بما يفعله، كصاحب العمل الذي يفكر بأمر الشاب الصغير الذي تولى حديثاً مسئولية عمل عنده، وصاحب السيارة الذي أوكل أمرها لسائق مستأجر يعمل عليها، أو مواطن يفكر بشأن حاكمه أو المسئول عنه وقراراته ولا يستطيع التحدث معه.. إلى آخره من الأمثلة.
كصاحب العمل الذي يفكر بأمر الشاب الصغير الذي تولى حديثاً مسئولية عمل عنده
ولكن هل نصف ذلك التفكير بانه ( تفكير أكثر من اللازم) مثلاً كما سالت صديقتنا عفيفة؟!! أنا لا أفهم العبارة إلا على معنى أنً أحدهم يقوم ويجلس وفي دماغه شخص معين يفكر فيه؛ فهو وسواسه الذي لا يفارقه. هذا ما فهمته. وقد يكون بين المحبين سواء كباراً أو صغاراً في العمر. وعندما قلت مراهقين فإني ليس بالضرورة مراهقة العمر ما أقصده بل مراهقة التفكير. لان الناضجة و الناضجة لن يطول تفكيرهم حتى يعلنوا بكل وضوح عن مشاعرهم؛ لأنهم يعلمون أنهم بصدد عاطفة نبيلة. ولكن من ذوي الأعمار ما فوق الثلاثين مثلاً قد نجدهم غير ناضجين عاطفياً فيمثلون دور المراهقين حقيقةً ويظلون يفكرون ليل نهار دون أن يعلنوا للطرف الآخر عن حبهم مثلاً.
أعتقد يا عفيفة تلك المقولة لا تنطبق إلا على المراهقين غير الناضجين.
ولكن هذه المقولة تشمل جميع العلاقات ليس العاطفية فقط، بل حتى العائلية والاجتماعية، مثلا عندما يكون هناك خلاف بين الأخوة، سوف سيصمت الطرف الظالم بالرغم من انه يفكر في اخيه ولكن سملك الشجاعة من اجل التحدث وطلب المسامحة.
لأني أرى من يفكر كثيرا في شخص إما يحبه جداً أو يبغضه جداً ولكن ما المانع أن يعلن عن ذلك بوضوح؟!
من يبغض الأخر سوف يظهر في غطاء المحب وطبيعي لا يقوم باعلان حقده وبغضه.
مارأيك في هذه المقولة؟ وما الدافع الذي يجعل الفرد يفكر في الأخر أكثر من اللازم ولكن لا يملك الشجاعة لمحادثته؟
لديّ عدّة أسباب، بالمناسبة أنا من هؤلاء الأشخاص، الذين يفكّرون بمن يحبّون فعلاً، سواء العائلة أو الشريكة ولكن لا أتكلّم في هذا الأمر، حتى مع الأصدقاء أقوم بذلك، مع الوقت تبيّن لي أنّ الأمر مبني على الكثير من الأسباب، أهمّها الخوف من الرفض، لديّ قلق شديد دائماً من التعرّض للرفض من الأصدقاء مثلاً أو عدم الاهتمام بمشاعري على مستوى العائلة والشريك، هذا القلق لم استطيع أن أجد لهُ أي علاج حتى اللحظة.
هُناك آخرين أيضاً يقومون بذات الأمر الذي أقوم به لكن لأسباب مختلفة، مثل أنّهم يعانون من قلق اجتماعي دائماً، social anxiety لا تنتهي أبداً، هؤلاء الذين يشعرون بضيق عندما يكونون في دائرة فيها أكثر من واحد، أي أكثر من ذاتهم، هذا الأمر مؤثّر أيضاً ويدعوهم للكتمان عادةً.
بالإضافة إلى أنّ منهم قد يعاني من قلّة ثقة رهيبة بنفسه، تجعله يعتقد بأنّهُ غير جدير بمحبّة أحد أو ثقة أحد، لذلك يُبعد نفسه عن أحبائه، قلة الثقة هذه قد تتولّد من نظرة شخصية للقيمة الذاتية، يعتقد الشخص فيها أنهُ لا يساوي شيئاً، بلا قيمة بالمرّة، هذا الأمر علاجه سهل ولكن طويل، يحتاج الشخص إعادة بناء نفسه من الصفر تقريباً.
لذلك حين ترين يا عفيفة شخص من هذا النوع أنا برأيي يجب أن تهتمّي بأمره وتحاولي إما مساعدته أو إمداده بالحبّ اللازم بدون أن تطلبي منه عطاءً مماثلاً حتى يرتاح ويقوم بذلك بنفسه.
الدافع الذي يجعل الفرد يفكر في الأخر اكثر من اللازم هو الحب بين جنسين او محبة صداقة تربط بين صديقين غالبا ما يكون بين ذكر وأنثى فهناك نوع من رجال لا يحدثون اي فتاة حتى تبدأ المحادثة معهم وانا شخصيا منهم والسبب وراء كل ذلك راجع إلى الخجل من اي شيء.
رأيي في المقولة محاييد يمكن أن يكون الفرد غير مهتم أوالعكس.
ولكن الى متى يستمر ذلك؟ هل تفضل ان تعيش عمرك كله وانت تفكر في ذات الشخصية لسنوات بدون ان تعلم بوجودك اصلا؟ اعتقد ان هذا الأمر يصيب الفرد بتعب نفسي بسبب التفكير الزائد.
أتفق مع @afifa08_hamza يا @Ayoub68 ، فحتّى الحب يجب أن تُفرَض عليه الحدود الخاصة بصحّة الإنسان وطبيعته النفسيّة. لا يجب علينا أن نستسلم إلى هذا المستوى من المشاعر الفيّاضة أكثر من اللازم والارتباط السام بالآخر. يجب أن نحقّق لأنفسنا المساحة الآمنة التي تضمن لنا الاعتماد على أنفسنا، مهما بلغ الحب تجاه هذا الشخص من مستوياته.
لا أؤمن بهذه المقولة كثيرا إذ أنها تكون في الكثير من الأحيان غير حقيقية أو واقعية. فقد نواجه في حياتنا الكثير من الأفراد الذين لا يحادثوننا لأنهم فقد لا يهتمون , فهل أبنى فكرتي على مغالطة كبيرة؟ أنا أجزم أن من ألف هذه الفرضية هو شخص مشتاق لأحدهم وقد احتاج إلى أن يبرر غيابه بطريقة منطقية. ولكنني صرت أؤمن اليوم أن من يحب الثاني لا يمكنه الابتعاد عنه وهو ما لا يبرر غيابه. وبالتالي لا يجب أن نعمل في أي حالة على تبرير أعمال هذه الفئة من الناس بل أن نؤمن أن من يهتم للآخر لا يمكنه الابتعاد عنه.
وبالتالي لا يجب أن نعمل في أي حالة على تبرير أعمال هذه الفئة من الناس بل أن نؤمن أن من يهتم للآخر لا يمكنه الابتعاد عنه.
احيانا الظروف قد تكون اقوى مما تعتقدين، والعوامل الخارجية تؤثر لا محالة في ارادة الشخص، تخيلي معي في الخدمة الوطنية التي يؤديها الشاب يمكث هناك قرابة سنة او اكثر في بعض البلدان بدون اتصال هاتفي بعائلته واو خطيبته، هل هنا في هذه الحالة الشخص غير محب ولا تنطبق عليه هذه المقولة؟
يحدث هذا فعلا فكثير من الموظفين في جميع انحاء العالم يفكرون في مدرائهم ويريدون المطالبة بزيادة الراتب او تحسين بيئة العمل ولكنهم يخشون المطالبة خوفا من ردة فعل الادارة العليا. وقد ينطبق هذا ايضا علي امور الحب والزواج فقد يحب شخص ما فتاة ويريدها زوجة له ولكنه يخاف من ردة الفعل حيث الفوارق الاجتماعية والطبقية تفرق بينهما. وتوجد اسباب كثير اخرى اذكر منها اللغة على سبيل المثال فقد لا يتمكن هذا الشخص من التواصل المباشر مع شخص آخر.
برأي في العلاقات المهنية لابد الا يصاب الموظفين بالخجل او الخوف من مدرائهم عند مطالبتهم بزيادة الرواتب خصوصا اذا كان يعلم الموظف انه يستحق تلك الزيادة، احيانا قد نجد ان الموظفين المتميزين والمتفوقين في أداء وظائهم هم أؤلئك الذي لا يخجلون في المطالبة بحقوقهم، لان قيمتهم لا تعوض حقا.
يمكن النظر إلى مثل هذه المقولة من عدة جوانب:
- الحرج: قد يعاني الشخص الذي يفكر بالآخر أكثر من اللازم، من بعض الحرج أو الشك حول مدى اهتمام أو إعجاب الشخص الآخر به، وهو ما يمنعه من التحدث.
- الحذر: قد تدفع الهواجس الداخلية الشخص إلى الحذر والخوف من رفض الطرف الآخر، فيؤثر التفكير به بدلاً من المخاطرة بالتحدث إليه والتعرض إلى الرفض الجارح.
- الخجل: حين يتعلق الأمر بالعلاقات العاطفية خاصة، فإن الخجل والتردد يمكن أن يجعل الشخص يفضل التفكير بالآخر بدلاً من محادثته؛ لأنه لا يعرف ما يقول، ويخجل من التعبير عن عواطفه.
- عدم الثقة بالنفس: قد لا يملك الشخص الشجاعة أو الثقة بالنفس لمحادثة شخص معين، مما يجعله يفكر به كثيراً عوضاً عن التحدث إليه. قد يكون الطرف الآخر شخصاً يعجبه أو مدير عمل يخشى مواجهته... إلخ.
إجمالاً، فإن هذه المقولة تشير إلى أن هناك حواجز نفسية بين الشخصين، تجعل أحدهما يختار التفكير بالآخر فقط، بدلاً من محاولة التواصل الفعلي معه، وذلك خوفاً من رفض مطالبه أو رفضه شخصياً.
التعليقات