بين الاستقرار والمجازفة، بين أن أضمن نصيبي وبين أن أجازف للمزيد أسأل الأن سؤال يحيّرني ويجعلني فضولي جداً في معرفة كيفية تفاعل معظم الناس عليه وفهمهم للموضوع، فلسفتهم العملية بالحياة: ترمي عملة معدنية قد تربح بها 250$ أو تأخذ 50$ مباشرةً؟ أيّهم أصح وكيف يحدد هذا الأمر برأيك شخصيتي بالحياة؟
ترمي عملة معدنية قد تربح بها 250$ أو تأخذ 50$ مباشرةً؟ أيّهم أصح وكيف يحدد هذا الأمر برأيك شخصيتي بالحياة؟
ترمي عملة معدنية قد تربح بها 250$
شخصية مجازفة مغامرة تحب خوض المغامرات ستختار هذا الأمر، لكن شخصية مثل شخصيتي رتيبة نوعا ما وتحب دراسة الأمر تفصيليا قبل الدخول فيه ستختار 50 دولار المضمونة.
المغامرة ممكن تجعلني أكسب أكثر أو أخسر أكثر، لكن الاختيار الثابت في يريحي تفكيري ويكسبني المال في نفس الوقت.
المغامرة ممكن تجعلني أكسب أكثر أو أخسر أكثر، لكن الاختيار الثابت في يريحي تفكيري ويكسبني المال في نفس الوقت.
يُقال بأنّ هذه الطريقة في العيش هي ما تجعل الوظائف الحكومية أمراً مطلوباً إلى الآن رغم ضعف دخلها، وهي ما تجعل الكثير من الناس يعانون فعلاً في الوظائف الصعبة، هل شعرتِ ولو لمرّة بأنّ هذه العقلية التي تحملينها تؤثّر سلباً على شخصيتك وحياتك؟
هل شعرتِ ولو لمرّة بأنّ هذه العقلية التي تحملينها تؤثّر سلباً على شخصيتك وحياتك؟
الصراحة هذه العقلية هي التي أحملها، لكن تشاء الظروف أني اعمل بغيرها يعني بالمغامرة والتحدي، أتمنى أن اجرب العمل الروتيني لأني انسانة متحمسة وشغوفة ومنظمة جدا والتأخر عن موعد أو عدم التمكن من القيام بأمر يدخلني في دوامة التفكير والتفكير التي تصل بي إلى الضغط، العمل الحر رغم كل ايجابياته لكن أجد نفسي في ضغط نفسي فأفضل الخسارة المالية على الخسارة النفسية، لكن لم أجدها.
لا يمكننا تحديد شخصياتنا بالضبط بناءً على هذا الخيار وحده، فهناك عوامل عديدة تؤثر في تشكيل الشخصية واتخاذ القرارات، مثل القيم والخبرات السابقة والتحفيزات الشخصية والظروف المحيطة.
في البداية أفضل أخذ 50$ مباشرةً، لأني لا أرغب في المجازفة بل في الاستقرار وضمان الحصول على مبلغ محدد بالتأكيد، بمعنى أٌفضل الاحتفاظ بمبلغ أقل وتقليل المخاطرة.
بعد مدة من الحفاظ على الاستقرار، قد يتولد الملل من هذا الروتين فأتوجه للمجازفة والمخاطرة وهذه ما يفعله الريادي غالباً.
بالنهاية، يعتمد خيارنا على ما نرغب في تحقيقه وما نعتبره مهمًا بالنسبة لنا، يمكن أن يكون الحفاظ على الاستقرار أمرًا هامًا لبعض الأشخاص، في حين يرون آخرون أن المجازفة والبحث عن فرص جديدة هي طريقة للنمو والتحقيق.
لا يمكننا تحديد شخصياتنا بالضبط بناءً على هذا الخيار وحده، فهناك عوامل عديدة تؤثر في تشكيل الشخصية واتخاذ القرارات، مثل القيم والخبرات السابقة والتحفيزات الشخصية والظروف المحيطة.
في البداية أفضل أخذ 50$ مباشرةً، لأني لا أرغب في المجازفة بل في الاستقرار وضمان الحصول على مبلغ محدد بالتأكيد، بمعنى أٌفضل الاحتفاظ بمبلغ أقل وتقليل المخاطرة.
ألا تعتقدي معي يا مها بأنّ الشق الأوّل يناقض الشق الثاني من كلامك، أنا لما قرأت الشق الثاني منه استطعت التكهّن فوراً بأنّك لا تمتلكين مشروع خاص تعتاشين منه وبأنّ العمل الذي تقومين به غالباً مستقل ولكنّك تسعين نحو وظيفة مستقرّة في شركة ناجحة، لا أعلم إن كنت مصيب بالأمر فعلاً، ولكن هذا الكلام يوحي فعلاً بهذا الأمر أو على الأقل يقول الكثير عن الشخص.
المخاطرة أم الحذر؟ عصفور في اليد أم عشرة على الشجرة؟
بشكل عام، تختلف الشخصيات فيما يتعلق بمدى تفضيلهم للمجازفة أو الاستقرار. فمن الممكن أن يرغب شخص ما في الحفاظ على الاستقرار والتأكد من حصوله على نصيبه المضمون 100%. في حين يحب الآخرون المجازفة وتحمل المخاطر للحصول على مكافأة أكبر (رأيت أناس يحبون المخاطرة لأجل المخاطرة حتى، وليس لأجل المكسب).
ومع ذلك، أظن أن جواب كل شخص على سؤالك يعتمد على العديد من العوامل، مثل: مدى أهمية المبلغ بالنسبة للشخص، ومدى تحمله للمخاطر، ومدى الثقة في قدرته على الفوز بالمكافأة الأكبر، وما يمكله حاليا من أموال. لذلك، هل جواب الشخص يعكس شيئا عن طبيعة شخصيته أم عن طبيعة وضعه الحالي؟
في المجمل، أرى أن الحق وسط بين حدين متطرفين: أحيانا يجب على الشخصأن يختار الاستقرار، ويكون أكثر تحفظًا وحذرًا في اتخاذ القرارات. وفي أوقات أخرى، يجب أن يختار المجازفة، ويكون أكثر جرأة وثقة في نفسه.
ومع ذلك، أظن أن جواب كل شخص على سؤالك يعتمد على العديد من العوامل، مثل: مدى أهمية المبلغ بالنسبة للشخص
لقد لاحظت في حياتي أنّ هذا الأمر لا ينطبق نهائياً على البشر في الحقيقة، فالبشر لا يقيسون أهمية المال بناءً على احتياجاتهم، بل دائماً ما يحملون اعتقاداً وهمياً بأنّ المبلغ الأكبر هو المبلغ الأهم حتى ولو كان في صحراء دون أي طرف آخر للتعامل معه والتقايض.
البعض فعلا كما تقول. والبعض الآخر لا.
نفترض أن شخصا لا يملك قوت يومه، ومبلغ ال50 دولار سيكفيه، سيأخذه طبعا، ولا إنه يقامر ويظل جائعا. المغامرون هم القلة في تجربتي، لكن أظنه أمر يتعلق بطبع الشخص.
هناك تريند خرج كان اسمه: one dollar or mystery gift?
كان الغالبية يختارون الدولار، ولا يهتمون بالهدايا. رغم أن أي هدية قيمتها أكبر من دولار. بل حتى قيمتها المعنوية. الأمر أثار استغرابي خاصة وأني اعتقدت أنه لن يختار أحد الدولار أبدا.
بالنسبة لي فأنا أختار الخيار الثاني وهو ال 50 دولار إذ أنني من الشخصيات المحافظة التي لا تفضل اتخاذ مخاطر وإن بأقل قدر ممكن. ومن هنا فأنا أرضى بال 50 دولار على أن أنتظر 250 دولار قد أحصل وقد لا أحصل عليها. ولكن في نفس الوقت هناك مجالات أخرى في حياتي أخوض بها وأستهوي اتخاذ المخاطر بها خاصة إذ ما كان الموضوع يتعلق بالقراءة والكتب. ومن هنا فإن هذا الأمر يحدد شخصية المرء إذا كانت محافظة أو تحب اتخاذ المخاطر (مع الإشارة إلى أنني أجمع بين كليهما مع الميل إلى المحافظة أكثر) وهو ما يحدد خياراتنا المستقبلية بشكل يتناسب مع تفضيلاتنا وميولنا. مثلا: هل أختار الاستثمار في مجال أنا أعلم أنه من الممكن أن لا ينجح في منطقة ما؟
لست أتكلّم عن حضرتك، لكن بشكل عام الإجابة لفتتني جداً، لإنّهُ يبدو أننا ميّالين للتضحية بالوقت وكل شيء آخر والمخاطرة بكل عنصر في حياتنا إلّا في المال، فإننا ميالين إلى اتخاذ أقصر وأكثر الطرق أماناً لتحصيله، يبدو أنّ الأمر عائد إلى إيلائنا مسألة المال أهمية كبرى في حياتنا خاصة في مجتمعات يطغى عليها أمرين الفقر والعصر المليء بالإعلانات والفكر الرأسمالي.
هذا السؤال يتعلق بالتوازن بين الأمان والمجازفة في الحياة، ويمكن أن يختلف رد الفعل من شخص لآخر بناءً على عوامل مختلفة مثل الخبرة والتجربة السابقة والشخصية والقيم والمعتقدات.
فيما يتعلق بالاختيار بين إمكانية الفوز بمبلغ كبير أو أخذ مبلغ أقل ولكنه مضمون، فقد يختار بعض الأشخاص الاستقرار والأمان، بينما يفضل البعض الآخر المجازفة والتحدي.
من وجهة نظري الشخصية، يمكن أن يحدد هذا الاختيار شخصية الفرد في الحياة ونوع تفكيره. فمن يفضل الاستقرار قد يكون أكثر تحفظاً وحذراً في الحياة، بينما من يفضل المجازفة قد يكون أكثر جرأة وإيجابية في التعامل مع التحديات.
ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن هذا الاختيار ليس ثابتاً وقد يتغير بناءً على الظروف والتجارب الجديدة التي يمر بها الفرد في حياته. وبغض النظر عن الخيار الذي يتم اتخاذه، فإنه يجب أن يكون مدروساً بشكل جيد وأن يتم النظر في جميع العوامل المتعلقة بهذا القرار.
بينما من يفضل المجازفة قد يكون أكثر جرأة وإيجابية في التعامل مع التحديات.
لا أفهم للصراحة علاقة الجرأة مع الإيجابية، لماذا يرتبط مفهوم الجرأة والمجازفة بالإيجابية مع أنّهُ برأيي في الحياة فعلاً الأمر عادةً ما يشير إلى غباء وغباء محض أيضاً، وبمعظم الأحيان الإيجابي هو من يعيش عيشة محسوبة الخطوات معروفة وواضحة، يمكنه البناء عليها والراحة والتنعّم بها، ما الذي يجعل برأي الإيجابية عنصراً مرتبطاً بالمجازفة في مجتمعاتنا؟
عادة ما يرتبط مفهوم الجرأة والمجازفة بالإيجابية لأنهما يعدان من الصفات التي تمكن الفرد من اتخاذ القرارات الجريئة والمخاطرة في مواجهة المستقبل بكل جرأة وثقة. ولكن، فعلياً، الجرأة والمجازفة ليست دائماً تعبيراً عن الإيجابية، بل يمكن أن تكون مجرد محاولة يائسة للخروج من موقف محفوف بالمخاطر دون تفكير مسبق، وهو ما يسمى بالجرأة الجاهلة.
فيما يتعلق بربط الإيجابية بالمجازفة في المجتمعات، فقد يكون ذلك بسبب أن المجتمعات تميل إلى الاحتفاء بالأفراد الذين يتخذون قرارات جريئة ويجازفون، ويرونهم كأبطال يجسدون روح الشجاعة والتحدي والإنجاز. ومن الطبيعي أن يرتبط النجاح والإنجاز في بعض الأحيان بالمجازفة، حيث قد يتطلب الأمر تجربة أشياء جديدة أو اتخاذ قرارات جريئة للوصول إلى هدف معين.
ولكن الأمر الأهم هو أن تكون الجرأة والمجازفة مدروسة ومستندة إلى تقييم دقيق للمخاطر والاحتمالات، ويجب تفادي الجرأة الجاهلة التي لا يتم فيها التفكير بعناية في المخاطر والعواقب المحتملة. في النهاية، يمكن اعتبار الجرأة والمجازفة إيجابية عندما تتم بشكل مدروس وفي سياق يتطلب الخروج من المألوف والتحدي، ولكن عندما تكون عشوائية وجاهلة، فإنها قد تؤدي إلى نتائج سلبية ومؤذية.
فيما يتعلق بربط الإيجابية بالمجازفة في المجتمعات، فقد يكون ذلك بسبب أن المجتمعات تميل إلى الاحتفاء بالأفراد الذين يتخذون قرارات جريئة ويجازفون، ويرونهم كأبطال يجسدون روح الشجاعة والتحدي والإنجاز
للحياة طرقات نقود أنفسنا خلالها، التسرّع باتخاذ القرارات فيها مكلف تماماً ككلفة تسرّع شخص على أوتستراد سريع بالقيادة، هذا الأمر خطير ولذلك نمنعه في القيادة ولكن الغريب أنّ ذات الأمر نحتفي به في حياة الأشخاص وطريقة تفكيرهم، أرى دائماً أن التروّي أهم بكثير من أي صفة فيها تفاؤل أو إيجابية خاصّة تلك الإيجابية غير المُدلل عليها ببيانات من الواقع.
أيّهم أصح وكيف يحدد هذا الأمر برأيك شخصيتي بالحياة؟
أعقتد أن ذلك يعتمد على الاحتمالات القائمة يا ضياء وأعتقد أنه هناك نظرية كاملة للاحتمالات. يعني هناك من يلعبون القمار من المحترفين فهم يعتدون على حساب عامل الاحتمالات وهذا برايي الطريقة العلمية. فإذا كان الاحتمال الأكبر أن أفوز بال 250$ من 1 إلى 3 و أن أربح 50$ من أول ضربة إي 1 إلى 1 فسأعتمد على الأولى لكن أيضاً ذلك مربوط بمدى حاجتي إلى تلك الخمسين ومدى استغنائي عن تلك المائتين وخمسين. هذا امر يختلف باختلاف الأفراد و دوافعهم بالطبع.
التعليقات