النوسوفوبيا. ما هي نصائحك للتخلص منها؟

القلق من المستقبل وما يمكن أن يحدث هو شعور طبيعي للكثيرين. لذلك لست وحيدة في التفكير بذلك لكن قد يختلف عند البعض بأن الأمر يتجاوز حده مما يؤدي إلى ما تحدث حوله.

وما نصائحكم للتخلص منه ؟

عليك بالتفكير الإيجابي حيث يمكنك تحويل التفكير السلبي إلى إيجابي عن طريق تغيير نظرتك للأمور. بدلاً من التفكير في المرض والمشاكل المحتملة، حاول التفكير في الأشياء الإيجابية في حياتك والأشياء التي تسبب لك السعادة. وستفيدك ممارسة الرياضة حيث أن تمارين الرياضة يمكن أن تساعد على تحسين الصحة النفسية وتقليل مستويات القلق. يمكنك البدء بالمشي لمدة 30 دقيقة يومياً أو الالتحاق بصفوف اليوغا أو الرقص. وعليك أبضاً بالاسترخاء حيث يمكن للتمارين التي تساعد على الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق أن تساعد على تخفيف القلق وتحسين الصحة النفسية.

وحاولي التفكير بشكل عقلاني وتحديد المخاطر الحقيقية لحالتك، ولا تدعي الخيال يسيطر على تفكيرك. تذكر أن معظم الأمراض لا تحدث للجميع. وقد يساعدك التحدث مع الأصدقاء والأسرة المقربين على تخفيف القلق والتشجيع على التفكير الإيجابي.

ليس هناك أسباب معينًة للنوسوفوبيا غير الوراثة من الوالدين او أحد المقربين في العائلة ممن كانوا يعانون من رهاب التقاط الامراض. أذكر ني سمعت أن الفنان عبد الوهاب كان كذلك؛ فكان يخشى من الأمراض و البرد وكان يخشى من نزلات البردحتى أنه كان يضع قطرات من الليمون في كوب المياه الذي يشربه ظناً منه ان ذلك يقيه من الميكروبات. أنا نفسي في الثلاث سنين الماضية كنت أرتاع من أي مظهر من مظاهر تدهور في الصحة! كنت لذلك أجري على جوجل أبحث عما عساه يكون من مرض عندي!! أنا كذلك فعلاً لدرجة أن اهلي يقولون عني اني: شكاك و موسوس. و لكن في الواقع تلك الصفة المقيتة قد جلبت عليً فعلاً مشاكل صحية!! فقد جرى عليً ما يسمونه (Self-fulfilling prophecy) فقد تحقق لي ما كنت أخشاه من نفسي و على نفسي. ولكنه حين كان كان قوياً فظيعاً؛ فقد كنت أخشى كورونا فعلاً وأصبت بالفيروس حتى أنً أهلي الذين لم يهتموا كثيراً وكنت أنا أنصجهم بارتداء القناع واستخدام الكحول لم يصابوا بشيئ وأنا أصبت و بشدة رغم كل احتياطاتي!!!! النتيجة أني لم أعد بهذه الصفة الممقوتة بل تركت الامور للمقدور لأني لا أملك لنفسي شيئاً وكل ما فعلته أني أحتاط لنفسي بدون مبالغة فقط لا غير.

ولا اخفيكم اني اتعرض في السنة الأخيرة الى بعض التفكير السلبي حول المرض، بفعل الضغوط وحالات المرض التي اسمع عنها

أظن هذا طبيعي جدا، مع ما حدث ويحدث حول العالم. أظنك تحتاجين لمعالجة مشاعرك بخصوص حدث ما. ما الذي بدأ هذا الإحساس؟ حاولي الوصول لأصل هذا الإحساس

المشاعر أحيانا تخبرك بوجود مشكلة، لذا، أنصحك بالتدوين بشكل تفرغي فيه مشاعرك بخصوص الأمراض. جادلي مع نفسك، واكتبي كل ما يجول بخاطرك مهما بدا غير منطقي لك. ثم، اجلسي واقرأي ما كتبته في قاعدة صفاء. أتحداك ستصلي لأصل هذا الإحساس الذي يرادوك.

لذلك نريد ان نعرف تجاربكم الخاصة لكم أو لمعارفكم حول فوبيا المرض

كان يراودني شخصيا حين كنت في مكان مظلم نفسيا، وكان هذا هو مصدره بالنسبة لي. كنت أردد "سأموت". الآن، أنا أستحي من أقول كلمة كهذه، النعم تحاوطني، وأنا في فضل كبير ونعمة. كان مصدر هذا الإحساس النسبة لي هو صدمة مررت بها، وكان إحساسي أني "سأموت" نابعا من صوت داخلي يقول:

هذا الشخص الذي أنا عليه لم يعد مناسبا وقد أثبتت الصدمة هذا الأمر. هذا الشخص الذي أنا عليه "سيموت"، وأنا أخاف من هذا التغيير. وسأفتقد نفسي التي ستموت كثيرا، ولا أريدها أن تموت (تنتهي).

الأمر وما فيه أن الموت يليه حياة. ونضوجك يعني النهاية (الموت) لمن كنت عليه من قبل، والبداية (الولادة) لما ستكون عليه من الآن فصاعدا. أرجو أن تكون تجربتي أفادتك بشيء. المشاعر تتحدث لغة الرموز، وهي -رغم كونها تبدو لا عقلانية- منطقية تماما.

المشاعر التي تتحدثي عنها طبيعية جدًا .. الغرق في التفكير في المستقبل وما يمكن أن يحدث فيه قد يعوق حركتك حاليًا، بل قد تصل سيطرته إلى أن يعجزك بالفعل حتى تتعاملي وكأنه قادم لا محالة

وبصراحة أعتقد أن ذلك يرجع إلى مطالعة الأخبار السلبية بصفة مستمرة فنحن محاوطون بالأخبار السلبية التي تعتبر منبت التفكير السلبي العاجز ومعه الشعور أننا سنموت بمرض شديد، وقد نتوقع دوام العجز حتى يساورنا القلق وقد نموت بسببه

ونصيحتي للتخلص من ذلك هي تلك الخطوات :

• الوحيد الذي بيده الغد هو الله، ولذلك وجب علينا أن نسأله دائمًا أن يصرف السوء والأمراض عنا
• ينبغي علينا جميعًا أن نقلل التعرض لمواقع التواصل، لأنها مناخ منهك ومستنزف نفسيًا إلا حد لا تتحمله النفس البشرية
• ينبغي أن نفكر في اليوم وما أديناه وأننا اليوم بخير فماذا فعلنا؟ لأن الغد ليس من اختصاصنا ولا يمكننا تقديم أي شيء حياله
• كان أحمد خالد توفيق يقول : لا اخاف من الموت، أخاف أن أموت قبل أن أحيا، وهذه الكلمة تسري على تلك المشاعر تمامًا، ولذلك التفكير في الغد سيقتل مرتين
• لا تتركي نفسك للفراغ فهو منبت الأفكار السلبية
• إذا كان الخوف من المرض سببه مرض موجود بالفعل، مثل الشخص الذي يعاني من جيوب أنفية ويخشى دائمًا من نزلات البرد .. أو الذي يخشى من أن يرث مرض السكري من أبيه مثلًا، فهذا طبيعي وبديهي، ما عليه هو أن يقي نفسه قدر ما أمكن، لأنه في تلك الحالة ليس مصابًا بوسوسة، بل هو يستند إلى دليل، ولكي يقتل ذلك الدليل عليه أن يحمي نفسه منه.