هل يعتبر سؤال العريس عن راتبه أمرًا مقبولًا في مجتمعكم؟ وهل يحق للمخطوبة أو أهلها طرح هذا السؤال خلال مرحلة الخطوبة؟ وما هو رأيك اذا كنت انت العريس في هذا السؤال؟وهل يؤثر مقدار الراتب على تقييم الشخص كشريك حياة محتمل؟
من وجهة نظرك , هل يحق للمخطوبة أو أهلها سؤال العريس عن راتبه؟
وهل يحق للمخطوبة أو أهلها طرح هذا السؤال خلال مرحلة الخطوبة؟
أختلف مع أراء أصدقائي في أنّ الأمر يعتمد على الثقافة الاجتماعية السائدة أو هو نسبي، برأيي الشخصي هذا الأمر ينقسم إلى قسمين للإجابة، هل يحق للأهل أن يسألوا هذا السؤال خلال مرحلة الخطوبة؟ بكل تأكيد لا! هذه العادة العربية لا يمكن أن تكون إلّا بداعي التسلّط أو الطبقية، ما حاجتك مثلاً أن تعرف كأب أو كأم راتب الزوج الذي ترضاه لبنتك؟ ألا يكفي أن تسأل عن عمله؟ هذه تفاصيل شخصية لا علاقة لهم بها. هو يتكفّل بتحمّل مسؤولية البنت، إذاً عليكم أن تثقوا به أو لا تقبلوا من الأساس، لكن أن يُبنى الأمر كله على قاعدة من طمع فهذا أراه اتجاه غير أخلاقي بالمرّة. هذا ناهيك أصلاً عن أنّ العصر الحديث صار يفرض على أن تكون هي أيضاً كزوجة وشريكة تعمل في شهادتها المُكتسبة بعرق جبينها وجهدها، أن تعمل في الاختصاص الذي بذلك فيه الكثير، هل يكون من المناسب أن يسأل أبو العريس مثلاً عن راتب العروس؟ ألا يُعتبر هذا الأمر طمعاً؟ إذاً لماذا بالعكس لا يُعتبر طمعاً وسؤال غير مناسب؟
والشق الثاني من إجابتي: هل يحق للمخطوبة أن تسأل هذا السؤال؟ بكل تأكيد نعم! ولا تناقض بإجابتي، لإنّ المخطوبة تتهيأ أن تكون شريكة لهذا الرجل وبما أنّها إنسانة لها أحلام فقد تكون أحلامها وخططها بالحياة لا تتناسب مع هذا الدخل، بهذا ربما قد تحمي نفسها من الوقوع في طبقة مادية لا تستطيع أن تعيش بها براحة حتى ولو مع الحب. الشريكة والشريك يحق لهما أن يسألوا ما يشاؤون، على عكس الأهالي بالمطلق، الذين يجب أن يعرفوا أنّ هذه الأسئلة غير لائقة بالمرّة وتعدّي واضح على مسألة الخصوصية.
أجد أن من حق الأب معرفة ما راتب الزوج المستقبلي لبنته وخصوصًا أن المادة تحكم كل شيء لا يمكنني أن أدفع ببنتي للهاوية لمجرد أنهم سيقولون عني متطفل، يجب ألا أرمي ببنتي لمستوى أقل أو صعب أو أنا مدرك أن ابنتي لا يمكنها تحمل الضغط لما سألقي بها بمكان هي ستبذل الكثير من الجهد لتستطيع العطاء به.
هل يؤثر بطبع يؤثر وكل من يقول لك لا يؤثر يضحك على نفسه، عموميًا القاعدة الاساسية باختيار شريك الحياة من ترضونه خلقه ودينه، ولكن فكرة المستوى الإجتماعي المتناسب هذه مهمة لاستمرار الزواج والتفاهم بعد ذلك، حتى لا نولد ونخلق مشاكل ليس لها داعي.
يعتمد الأمر على الثقافة الاجتماعية، فعلى الرغم من أنني أرفض المسألة قلبًا وقالبًا، نجد العديد من الأهالي ذات الثقافات الجتماعية المختلفة التي تعتني بذلك الأمر. لكن في قناعاتي الشخصية مثلًا، أرى أن الأمر يجب أن يكون شخصيًا في الأساس، لا دخل فيه لأي من أهل الشخصين المقبلين على الزواج، وبالتالي فإن توجيه الأهل لمثل هذه الأسئلة ليس بالأمر المحمود على الإطلاق. لأن ذلك ينبئ بالقواعد التي تقوم عليها العلاقة من البداية.
لم أفهم رفضك القاطع للأمر يا علي، ألا يحق لأهل الفتاة الاطمئنان على مستقبل ابنتهم مع رجل قادر على إسعادها وتوفير جميع احتياجاتها واحتياجات منزلهم المستقبلي؟ والسؤال قبل الموافقة ليس بعدها والأمر ليس مادي أبدًا، لنقل ان الفتاة معتادة على مستوى معيشة معينة وبعدها الزواج كان الأمر مختلف جدًا بالنسبة لها ولم تستطع التأقلم ومن هنا ستنشأ المشاكل، إذا كان الشخص لا يرغب في مشاركة راتبه على الأقل يطمئنهم أنه مقتدر ويستطيع تلبية احتياجاتهم بعد الزواج.
لكن يا غدير من الافضل ان يكون السؤال عن قدرة العريس على تلبية رغبات المنزل وتحقيق الاستقرار المادي للبيت بدلا من سؤاله عن راتبه. أيضا أرى أن يكون السؤال من الفتاة نفسها لا من أهلها , كما أن الفتاة عليها ان تكون واقعية في متطلباتها وتوقعاتها ولا تتوقع ان يكون المتقدم لخطبتها ولنقل انه لديه 7 سنوات خبرة فبالطبع لن يكون قادرا على ان يحقق لها نفس المستوى المادي الذي يحققه لها والدها ذو الثلاثين او الاربعين سنة خبرة .
لكن يا غدير من الافضل ان يكون السؤال عن قدرة العريس على تلبية رغبات المنزل وتحقيق الاستقرار المادي للبيت بدلا من سؤاله عن راتبه.
تمام ولذلك ذكرت أنه إذا كان لديه مشكلة في الإفصاح عن راتبه بشكل محدد أو يشعر ان الأمر غير لائق ومحرج يمكنه الرد بطريقة مناسبة وطمأنتهم أنه مقتدر على تحقيق الاستقرار المادي لهم بعد الزواج، وأنا دعمت سؤال الأهل إذا كان من هذه الناحية وليس بسبب العادات ولا تطفل أو أي شيء مشابه، ولو ركزت في الأمر السؤال عن مقدرته وراتبه سيان ويؤديان إلى نفس الجواب ولكن ممكن الصيغة الأخرى محببة أكثر.
أيضا أرى أن يكون السؤال من الفتاة نفسها لا من أهلها
أوافقك الرأي وأفضل مناقشة هذه الأمور بين الزوجين نفسهم لأنها امور شخصية، لكن كما ذكرت سابقًا، السؤال قبل الموافقة، تخيل أن تسألك الفتاة في النظرة الشرعية مثلًا كم راتبك؟ أتطلع لسماع رأيك إذا وقعت في هذا الموقف، أشعر أنه أغرب من أن يسألك والدها عن راتبك.
كما أن الفتاة عليها ان تكون واقعية في متطلباتها وتوقعاتها
أتفق معك مئة بالمئة وعليها أن تكون قنوعة وصبورة أيضًا، لكن البعض من الفتيات يا محمد يرون الحياة الزوجية من منظور وردي تمامًا لأنهم لم يصلوا لمرحلة النضج ويعتقدون أن الزواج كما يُصور لهم بالمسلسلات والأفلام والروايات ويعتقدون أنهم لن يهتموا بالأمور المادية بعد الزواج، ولكن الحياة مختلفة ومن هنا لن يقدروا على تحمل مشقة الزواج والمشاكل المادية، وأكرر لأنهم لم يصلوا لمرحلة النضج بأن يكونوا واقعيين في طلباتهم.
دعوني أطرح سؤالاً:
ماذا لو طرح أهل العروس سؤال الراتب هذا اطمئناناً على مستقبل ابنتهم، وتقبله العريس وأجابهم بما يرضي مسامعهم، واطمأنوا وباركوا الزيجة، ثم ما لبث العريس بعد الزواج بعدة أشهر إلى أن فقد وظيفته وباع ذهب زوجته ليسدد التزاماته وينفق على طعام وشراب أسرته، وفشل في إيجاد وظيفة واستدان وانهار به الحال مادياً.. ماذا سيكون موقف أهل الزوجة الآن؟ هل سيأتون ويطلقونها ويأخذونها إلى منزلهم ويقولون للزوج حينما تستقر أمورك وتعود لسابق عهدك تعال وخذها؟
هذه النقطة للأسف لا يفكر فيها أغلب الناس، وكأنهم يضمنون استمرار الأمور كما هي دون تغيير.
إن ما يجب السؤال عنه والاهتمام به -في رأيي- هو الشخص نفسه، بشخصيته وأخلاقه ودينه وفكره، فهذا هو ما سيستطيع بواسطته اجتياز أي عقبة أو نكبة مفاجئة في حياته هو وابنتهم، وهذا أيضاً ما بوجوده سيحتفظ بنفس الحب والود والمعاملة بالمعروف مع ابنتهم إن اغتنى وزادت ثروته وأغرته الحياة بتطليقها والزواج من غيرها ذات شباب وجمال.
القدرة المادية متقلبة وغير مضمونة، ولكن الدين والخلق والمبدأ يصعب تقلبه أو تغيره لأنه من معدن الإنسان.
كنت بالأمس وأول أمس أناقش زميل لي في تلك المسألة. فقد تعرف على معلمة أو بالأحرى كانت معنا في الجامعة وبعد سنوات طويلة التقيا ثم صارت بينهما علاقة جادة يريدان أن تتطور إلى خطبة وزواج. ولكن الأمور لم تسر في الطريق السليم. فقد قالت له أن أهلها وخاصة أبيها سيسأله عن مرتبه!!! هو قال لها و هي تعرف عنه ولكنً أباها يريد أن يعرف ذلك. سالني ما رأيي فكان أن قلت له ليس من حقه ان يسأل عن المرتب وعما تجنيه كل شهر من مال. هذا اعتقادي الراسخ؛ فطالما الإثنان متفقان ويقبلان ببعضهما البعض فليس للأهل أن يسألوا سؤال كهذا. استهجنت الأمر بشدة لأن كل ما يحق لولي الأمر أن يعرفه ويسأله في هذا الصدد هو معرفة ما إذا كان الخاطب يعمل عملاً مناسباً شريفاً أم لا. يكفيه أن يقول الخاطب أن عمله يكفيه أن يفتح بيتاً وأنً ابنته ستعيش معه مبسوطة وكفى.
وما هو رأيك اذا كنت انت العريس في هذا السؤال؟وهل يؤثر مقدار الراتب على تقييم الشخص كشريك حياة محتمل؟
لا، لا أقبل أن يسألني مثل هذا السؤال. سأقول أنه من قبيل الأشياء الشخصية. لا، مقدار الراتب لا يؤثر برأيي طالما المخطوبان مقنعان ببعضهما البعض وإن كان قد يكون للأهل رأي آخر فهذا لا ينسحب على كل الأهالي. فهذا أمر نسبيً. برأيي يكفي أن تقول لهم: أنا أعمل عمل شريف يكفيني أن أفتح بيت إن شاء الله وانا أعمل على كسب المزيد و تطوير نفسي في أشياء أخرى. و البيوت لا تقوم فقط على المال بل على أعتبارات أخرى أيضاً.
المشكلة التي أراها هنا هو أن والد العروسة يقارن بين مرتب خطيب ابنته وبين حالته المادية هو الآن!!! هذا برأيي غير منطقي واجحاف؛ فلينظر إلى نفسه في بداية حياته كيف كان.
صراحة فهو أمر غير مقبول . يحق سؤال العريس عن طبيعة عمله ومكان العمل والأمور الشبيهة. ولكن السؤال عن الراتب؟ هذا أمر غير مألوف بالنسبة لي. أما لو كنت العريس في هذا الموقف فقد أخمن أن أهل العروس يسألونني لتقييمي من خلال أصولي المالية أم أنهم بدرجة من السذاجة لدرجة طرح سؤال غير لائق. وبكل تأكيد فإن هكذا خيار لا يمكن تحديده من خلال المال إذ أن هناك معايير أخرى أهم بكثير مثل الأخلاق والتدين وأما الأمور الأخرى فهي تفاصيل. وطبعا لا يعني هذا أن الأمر المالي غير مهم أبدا إذ أنه اساس في تحديد مدى الاستقرار والاكتفاء الذي يمكن تحديده ولكنه لا يقف عائقا أو أساسا في المعادلة.
التعليقات