عندما يخوّنونَكَ فكأنّهم قطعوا ذراعَيك، تستطيعُ مسامحتَهم ولكنك لا تستطيعُ عناقَهم.
تولستوي*
بعد هذه المقولة أسألكم بعد العفو والمسامحة هل أستطعتم الرجوع
وإن أجبتم ب لا
فكيف عفوتم إذاً
العفو و كظم الغيظ من أرفع الأخلاق و أنبل الصفات، لذلك كان الجزء عليه عظيم و الثواب جزيل.
كما أشارت الأخت @abeer_03 ، نسامح من أساء الينا لعلمنا ان الوقوع في الخطأ سمة بشرية قلما يسلم منه أحد. المسألة برأيي تعود تدريب النفس و ترويضها و كبح جماحها حال الغضب اولاً، ثم تذكر ما أعده الله سبحانه من جزاء و ثواب لمن كظم الغيظ.
عندما يخوّنونَكَ فكأنّهم قطعوا ذراعَيك، تستطيعُ مسامحتَهم ولكنك لا تستطيعُ عناقَهم.
ليس بالضرورة أن نعود كما كنا، لكن المقصود تطهير القلب من الاضغان والحقد تجاه الشخص الآخر.
من عاشر الناس لاقى منهم أذى
لأن سوسهم بغي و عدوان
لابد من إستشعار مبدأ إلتباس الأعذار لمن حولنا، و الأستعداد على العفو حال وقوع الزلل. التعامل مع الناس يتطلب قدر كبير من معرفة أحوالهم و دراستها.
قد يبدو جوابي غريباً ولكن ينبع عن تجربة شخصية حقيقية مع هذا الأمر، يُقال عادةً بأنّ عليك أن تكون صاحب أخلاق وكاظم للغيظ ومُحب للناس لتستطيع التجاوز عن ذلّاتهم وإيذائهم لَك، لكنني وللأمانة وجدتُ هذا صعباً في الحقيقة على النفس، ثقيلاً ويحتاج جهد كبير للمحافظة على الأمر، لكن في الأونة الأخيرة غيّرت من طريقة تفكيري، عقليّتي كلّها، أدخلت إلى برنامجي العقلي سؤال واحد: لماذا عليّ أن أهتم؟ هل أنا مهتم فعلاً؟ - جعل المشاكل البشرية الدنيوية أمر صغير هو ما يجعلني أتجاوز بكل سهولة، حين أرى فعلاً بأنّ الوجود والحياة لغزاً كبيراً وهائلاً، مهول هذا العالم بمواضيعه ورحابته، حين أرى الدنيا بهذه العيون صرت أستطيع التعالي على المشاكل الشخصيّة مع المحيط، ليس لإنّها غير مؤثّرة ولكن لإنّ في قرارة نفسي بتُّ أراها أصغر من قيمة الوقت والتفرّغ لها سواء بالوقت أو بالطاقة، بهذا صار الموضوع أسهل، مثلاً فلان يهاجمني على مواقع التواصل الاجتماعي، أسأل نفسي: هل فعلان آذاني بطريقة تعيقني عن استكمال الحياة؟ بالمعظم الجواب سيكون لا، نادراً تلك ال نعم أن تأتي. إذاً أنا لن أقف أو أتوقّف، الله يسامحك، أكمل دربي لأجل صحّتي والمحافظة على مواردي، هناك أمور أكبر.
الحياة قصيرة جدًا وأبسط من كل ذلك! ربما الخيانة تكلم القلب، ولكن عدم القدرة على العفو تقتله . الجميع معرض للخطأ بحق الآخرين ولكننا نبذل قصارى جهدنا لنحافظ على قيمنا وعلى علاقاتنا، هذا لا يعني أننا أصحاب مبادئ وأننا أفاضل؛ هذا حظنا في أننا لم نتعرض لموقف نفقد به صوابنا.
من يعفو ويسامح ويعتبر شيئًا لم يكن، لا يساعد نفسه فحسب، وإنما يساعد من أساء إليه من أجل مراجعة نفسه.
يختلف الأمر حسب الأذى الذي حدث، وحسب قرب علاقة الشخص، وحسب توقيت الاذى؛ عوامل كثيرة تشترك في قدرتك على العودة كما كنت أم تسامح وتضع حدودا لمنع تكرار الأذى مجددا.
في حياتي أشخاص حين سامحتهم نسيت أصلا سبب الأذى وعاد الأمر كما كان من قبل وربما أفضل؛ ولكن هناك من لم أستطع مسامحتهم أصلا، فضلا عن من عدت للتعامل ولكن بحدود كثيرة جدا منعا لتكرار الأذى
التعليقات