كيف نفصل حالتنا النفسية عن وقت العمل؟
كيف نفصل حالتنا النفسية عن وقت العمل؟
صحيح أن الانسان لا يكون بنفس النفسية طوال الوقت ، لأنه معروف أن نفسية البشر متقلبة المزاج، يمكن حتى أن يتقلب مزاجك داخل العمل في حد ذاته، لكن لايجب أن ندع هذا الأمر يؤرقنا، ونعطيه أكثر من حجمه ، بل نحاول أن نتخلص من المزاج قبل بدء العمل وذلك باتباع بعض الخطوات التي أراها مهمة لمتقلبي المزاج ، مثلا عند بدء العمل تقوم بتفريغ كل الطاقة السلبية أو المشتتات من خلال غلق الهاتف أو عدم الاصتدام بأناس تعرف أنهم سيعكرون مزاجك أو حتى تمر على أشخاص فكاهيين ليعدلو قليلا من مزاجك وهكذا ، بعدها صب كل تركيزك على العمل ستجد أن الوقت يمر بسهولة وأن الأمور التي جعلتك تستاء قد ذهبت بالفعل.
للأسف في العديد من الأحيان، خصوصصا في بداياتي في مجال العمل الحر، عندما كنتُ أتعرّض لتقلّبات مزاجية نتيجة أي توتّر أو خلاف عائلي، أو بسبب الدراسة عندما كنتُ أدرس في الجامعة، كنت أستسهل فكرة هجر العمل والخروج من المنزل، وبالتالي خسرتُ العديد من الفرص والمهارات الخاصة بالالتزام في هذا الصدد. لكن بعد فترة من الاحترافية، أدركتُ أن هذا السلوك قادر على تدمير أي مسار مهني في الحال.
هذه هي معضلتي الاكبر ... وهذا هو اكبر اسباب فشلي في الالتزام بالكثير من الجداول التي اضعها.
اعتبر نفسي شخصية قليلة التقلب غير مزاجية، ولكن في العام الاخير اصبحت كثيرة المزاجية وسهلة الانفعال بفعل الضغوط، واصبح من الصعب علي الالتزام بمهام اضعها بسبب دخولي في موجة القلقة التي تمنعني من العمل، للامانة لم اتعود هذا التقلب، ومن جهة اخرى الكتابة والبحث والقراءة تحتاج الى حالة من الاستقرار التفسي والمزاجي او على الاقل مستويات معينة من الهدوء العقلي، وهذا ما افتقدته اخر عام.
بعد محاولات عديدة ، وصلت الىبعض للحيل ، هي الاستعانة بالموسيقى، وبالتحديد الموسيقى الوترية( الشيللو، العود، الكمان، القانون، الغيتار...الخ).
الزام نفسي بالجلوس في مكان العمل لفترة من الوقت .
الزام نفسي بالعمل فقط لخمس دقائق، بعدها اجد انه بإمكاني العمل اكثر.
عدم التفكير في حالتي النفسية او سبب القلق.
لكن في العديد من المراحل يا خلود أجدني أمام جبلٍ من الضغوط، وبالتالي فإنني في هذه الحالة أشعر بأنه لا خيار لديّ سوى الاستسلام لهذا التقلّب المزاجي. أمتنع عن العمل وأرمي بنفسي في أحضان السرير أو بين الطرق والأصدقاء كي أنسى هذه القغوط بأكبر سرعة ممكنة. هل من الممكن ان نتخلّص من هذه الحالة بأنفسنا من أجل الحفاظ على التزامنا المهني؟ أم علينا أن نطلب المساعدة من أخصائيي السلوك في هذه الحالة؟
كيف نفصل حالتنا النفسية عن وقت العمل؟
للأسف لا يمكنني إجابتك على هذا السؤال أخ علي، حالتي النفسية تؤثر في كل شيء في نفسي سواء في العمل أو على علاقاتي أو حتى على جسدي وفي برنامج اكلي، أنا أعتبرها هي الريموت الذي يتحكم في، عندما تكون نفسية تعبانة لا يمكنني حتى تكوين فقرة متناسقة ومفهومة للشخص الذي أمامي، وما يساعدني لتجاوزها هو البكاء والكتابة الغير مفهومة وحتى الكلام الذي بصوت عالي جدا يصل حتى للصراخ في العديد من المرات.
إنها بالتأكيد تؤثّر يا مريم، وإلّا لما كنّا في هذه الحالة التي نحن فيها الآن كبشر من الرغبة في المواصلة من أجل الاستمتاع وتخطّي التجارب المؤلمة. لكن من جهةٍ أخرى، أجد أن البحث عن الأسلوب المناسب للتخلّص من أكبر قدر من الآثار الجانبية لهذه العلاقة هو الحل الأكثر عقلانية. لأننا بكل تأكيد لا نستطيع أن ننتزع قطعةً من طبيعتنا النفسيّة، لذلك فإن التعايش معها برويضها قدر الإمكان هو الأمر الأجدر بالمحاولة.
لا يمكننا على أن نفصل حالتنا النفسية عن العمل تمامًا، لكننا نحاول التحكم بها على الأقل حتى لا تؤثر على حياتنا المهنية أكثر ولكن على الأقل أذكر نفسي بأن العمل هو الحاضر والمستقبل، هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها سواء كنا نعمل في وظائف مكتبية أو عن بعد
- ابدأ يومك في العمل بتمارين التنفس، والعمل على أخذ فترات راحة في العمل وممارسة اليقظة وبناء الوعي الذاتي.
- عدم التحدث ومناقشة مشاكلك النفسية في العمل مع زملائك، إن شعرت بأنّ الحالة النفسية لك صعبة جدًا، ما المشكلة في التحدث مع مديرك في العمل فقط
- دع عقلك هو يقوم بالعمل بدلاً من مشاعرك وعاطفتك.
- لا تتواصل مع الزملاء السلبيين ومن يبثون الطاقة السلبية.
- تحكم في غضبك قليلا عندما تكون غاضب
- إن كنت تعمل عن بعد، فهنا يجب أن يكون مكتبك مهيء لراحتك، لا تتواصل مع أفراد عائلتك الذين يسببون لك القلق، حاول أن تضع حدود بينك وبينهم في فترة العمل.
- الاستماع للموسيقى الهادئة بدون كلمات مثلا
- الحرص على تناول الأكل الصحي والاكثار من تناول الماء.
لا تتواصل مع الزملاء السلبيين ومن يبثون الطاقة السلبية.
اكتشفتُ أن هذه المنطقة -خصوصًا في بيئة العمل الوظيفي- تعد إحدى أهم النقاط، لأن الكثير من الأشخاص داخل بيئة العمل يمثّلون أزمة كبيرة لمختلف الزملاء من حولهم، وذلك بسبب رغبتهم المستمرّة في عرض السلبيات عوضًا عن الإيجابيات، فهم يرغبون على الدوام في العمل على إبراز هذه التجارب للآخرين كما هي بارزة لهم.
دع عقلك هو يقوم بالعمل بدلاً من مشاعرك وعاطفتك.
تبدو هذه الاستراتيجية مقنعة ومهمّة إلى حدٍّ بعيدٍ. لكنني لا أجد الأسلوب المناسب لها.
تحكم في غضبك قليلا عندما تكون غاضب
واحدة من أصعب الأشياء ، لأن الإنسان في حالة الغضب يتكلم بما لا يدري ، ولا يقتنع بسهولة ، ولا يسمع للأخرين ونصائحهم وأراءهم ، يحتاج الإنسان في حالة الغضب أن يخصص نشاطًا معينًا مدروسًا كأن يتوضأ ويصلي أو أن يستحم بماء بارد حتى يسترخي .
الاستماع للموسيقى الهادئة بدون كلمات مثلا
إحدى المشكلات في الاستماع للموسيقى أنها قد تتحول إلى إدمان ، بمعنى أن عقله سيكون مهيئًا أنه في حالة الغضب لن يهدئه إلا الاستماع للموسيقى .
انا شخصيا لم اجد حلا لهذا الديلاما، كنت اطرح لنفسي هذا السؤال قبل عشرة دقاءق من الآن. أ
عتقد، لكي نكون أفضل في عملنا و أكثر إنتاجية، يجب علينا ان نكون في ا فضل حلاتنا الشخصية، ولكي نكون في افضل حلاتنا النفسية يجب أن نكون قد حققنا الاهدهاف التي نعتبرها الأكثر أهمية بالنسبة لنا، فراحة بالنا. هي التي تجلب لنا التركيز في العمل.
دعني ارجع خطوة للوراء وأبادر بالسؤال هنا: ولماذا نفصل حالتنا النفسية عن العمل؟
فهل قوة العمل وغناه آت إلا من المحرك والدافع والمزاج النفسي من العاملين فيه؟
إذا ساق الإنسان مشاعره وعواطفه ومزاجه النفسي فلن يتقدم إلى الأمام أي خطوة ، خصوصًا في حال كان عمله يوفر له قوته اليومي أو الشهري بالضبط ، فعدم إنجازه ليوم أو اثنين أو أسبوع بسبب الحالة النفسية والمزاجية السيئة فسيزداد الطين بلة .
إذا ساق الإنسان مشاعره وعواطفه ومزاجه النفسي فلن يتقدم إلى الأمام أي خطوة
كيف يكون ذلك كذلك والإنسان لا تحركه إلا ناصية الأفكار والدوافع والعواطف والمشاعر والتي تتجمع في بؤرة البال وتتولد منها العزائم والنيات وتبعث (تشتعل) طاقات الفؤاد؟
ولماذا تعتبر أن انسياق الإنسان أو استسلامه لهذا سيرجعه للوراء ولن يتقدم للأمام؟
أقولك أنا لماذا والله أعلم: غالبا لما يكون الإنسان لم يجرب أشغالا وأعمالا وكسب قوت تكون محل شغفع واهتمامه وأفاق طموحاته (في إعمار الأرض وتقديم النافع المفيد للآخرين ولنفسه إلخ) غالبا مثل هذا الشخص لم يذق حلاوة هذا الجانب فتح الله عليه وعلينا ووسع أرزاقنا جميعا آمين.
فإي نعم، تقيد أو إرغام نفسه على عمل ما اضطراريا قد يجعله عُرضة لمثل هذا السوء والتراجع النفسي وستزداد الطين بلة بالفعل طوال الوقت (دائرة مفرغة)
_____________
لاحظ هنا إنه من شرط أن يترك العمل لغيره حتى يوقف دوران هذه العجلة (بالسوء) لجهة الدوران الأخرى. قد يكفيه إلى حد ما أن يتوقف قليلا وينظر إلى مكامن الإبداع والرضا والتحسين في عمله القائم كما هو (حتى وإن كان عملا بسيطا في نظره أو حتى إن كان عملا روتينيا مملا في نظر الناس عموما) ولكن بنظرة مختلفة فستفتح له آفاق من تداعيات تحسين الأداء والاستمتاع به (مجرد تعيير نظرته ثم تغيير أدائه قد يجعل العمل نفسه هو هو قد يتغير ثم يقع في الشغف به أو في هذه التغيرات الجديدة إن شاء الله)
أنت أجبت على السؤال بنفسك ، فالإنسان لا يحركه إلا ناصية الأفكار والدوافع والعواطف والمشاعر ، ومن الطبيعي أن الإنسان في حالة الحماس يكون لديه طاقة وشحنة إيجابية تساعده على الإنتاجية والعمل وإنجاز مهامه .
على النقيض، فإن الإنسان في حالات الغضب والإحباط واليأس لا يكون لديه الرغبة بالعمل أو الإنجاز ، وبالتالي إذا ترك نفسه لتلك المشاعر وعدم الرغبة بالعمل ... فهل سيتقدم للإمام ؟ هذا ما أقصده .
لذا من الضروري أن يحدد الإنسان قرارات العمل بناء على أولوياته وعقله وليس بناء على الحالة المزاجية .
هى نقطة مثيرة للإهتمام ، ولكننا فى الحقيقة فى أحيان كثيرة نحتاج إلى قدر من التحكم فى مشاعرنا السلبية أثناء العمل حتى نتمكن من التركيز فى أداء المهام المطلوبة منا ، أو تعلم أحيانا يكون العمل إحدي الوسائل الفعالة للمساعدة فى تقليل مشاعرنا السلبية ، فتلك الحالة من التركيز فى أداء بعض المهام يكون لها تأثير ممارسة التأمل أو اليوجا ، فتمنحنا شعور بالراحة .
التعليقات