في ظل التحديات المعاصرة والإمكانيات المهولة اصبحنا نجد عواطفنا وتوجهاتنا النفسية أيضا رهن لهذه التطورات، حتى الحب نفسه أصبح مجال كبير للمغامرة والغموض...لذا تخيل تخيل لو وضعت في هذا الموقف :
لذيك طفلين، أحدهما ولد بطريقة طبيعية، والثاني معدل وراثيا بواسطة الهندسة الوراثية بالصفات التي تحلم بها، ايهما ستحب أكثر؟
الصراحة لم أتمكن من التخيل وتجاوز خلق الله، لكن لنفرض أنه يمكننا فعل ذلك فسأختار الطفل الطبيعي أختار دائما ما اختاره الله لي فهو الافضل لا محالة، حتى لو الطفل المعدل جينيا ربما به كل الصفات التي أريدها وأحبها في الوقت الحالي فربما مع الوقت والكبر يحدث خلل ويتحول لوحش من يدري؟ الأفضل ان أبقى على ما اختاره الله لي والحفاظ على النسل البشري كما خلقه الله.
لذيك طفلين، أحدهما ولد بطريقة طبيعية، والثاني معدل وراثيا بواسطة الهندسة الوراثية بالصفات التي تحلم بها، ايهما ستحب أكثر؟
لم تعجبني فكرة الإختيار هاته، ولا أظن أنه سيحدث شيء يسمى بالطفل المعدل جينيا لكن وإن حدث شيء من هذا القبيل، فلن يكون حتما بصفات خلق الله سبحانه وتعالى.
أما عن وضعي في إختيار بين الطفل الطبيعي والطفل المعدل وراثيا بالصفات التي أحلم بها، بالنسبة لي هذا الأمر لن يحدث إطلاقا، فلطرح هذا الإختيار علي يجب أن أقوم بطلب طفل وفق مواصفات محددة من قبل شركة مهتمة بمثل هكذا أفكار منافية للطبيعة البشرية (وهذا ما لن يحدث).
وبغض النظر عن كون هذا الأمر تكبرا وتعاليا على الله سبحانه وتعالى من قبل الشركات المصنعة، سيكون عدم رضا على ما منحه الله لنا من نعم، خاصة نعمة الذرية.
لذلك فإختياري سيكون عدم الإختيار.
لا أستطيع الجزم بردّة فعلي وقتها. لكنني قد أستعين بأحد أبرز الأعمال الفنية لفتًا لنظري، وهو مسلسل متاح على منصة Netflix، اسمه Living with yourself. أرشّح لكِ لمشاهدته يا خلود أنتِ وجميع أصدقائنا الحسوبيين.
في هذا العمل الفني، تتحدّث القصة عن مفهوم التعديل الجيني، وتطرح قصّة متخيّلة عن المقارنة التي تحاولين تقييمها في هذه المساهمة. وتظهر هنا فكرة التفضيل، حيث أن الأمر لا يعتمد على الأفضلية الأخلاقية التي نظنّها أو نتوقّعها، وإنما يعتمد على حبّنا لأنفسنا على صعيد العيوب والمميزات، وكيفية اختلاف منظور العيوب من شخص إلى آخر، لهذا السبب أرى أن الموضوع فردي، لا يعتمد على معايير ثابتة على الإطلاق.
أحدهما ولد بطريقة طبيعية، والثاني معدل وراثيا بواسطة الهندسة الوراثية بالصفات التي تحلم بها، ايهما ستحب أكثر؟
لا اعتقد انني كونت صفات احلم بها عن طفلي... اطلاقًا
لكن لو حدث هذا الموقف، ما اثق به كثيرًا هو قلبي
سأحبهما بالتأكيد لا اعرف من اكثر ومن اقل لكن لعل تخيالاتي عن طفل الاحلام كانت ساذجة؟ واتضح ان طفلي الطبيعي اشد رأفةً ويشبهني اكثر؟ القلب يميل ولا شيء محدد
وحين يوضع الموقف -الصعب هذا- على ارض الواقع تُقلب الموازين، لكن في منظوري سأحبهما بذات المقدر... فكلاهما طفلاي، وليس لهما اختيار في كيفية الوجود
سأحبهما بالتأكيد لا اعرف من اكثر ومن اقل لكن لعل تخيالاتي عن طفل الاحلام كانت ساذجة؟ واتضح ان طفلي الطبيعي اشد رأفةً ويشبهني اكثر؟ القلب يميل ولا شيء محدد
هذا هو المراد من السؤال منذ البداية وهو معرفة مدى اقناع الاشخاص بفكرة العدل الأمومي في الحب بين الاولاد، والى اي مدى يمكن ان يكون هذا الامر واقعيا؟ ام انه مجرد ادعاء صوري فارغ.
فكرة وجود ابنين من ام واحدة بفارق مشاعر مختلفة لكل ابن او على الاقل في مستوى المشاعر نفسها هي فكرة تضحد كل اعتقاداتنا بالعدل الأمومي والحب الخالص غير المشروط.
التعليقات