طفلتي حساسة، تحزن من أقل المواقف وتبكي بسرعة عند ارتكابها لأي خطأ، غالبًا أحاول التعامل معها بهدوء، لكن أحيانًا أجد الأمر مبالغًا فيه، ما هي نصائحكم للتعامل مع الطفل الحساس دون تدليله الزائد أو التسبب في مشكلة نفسية؟
ما هي نصائحكم للتعامل مع الطفل الحساس؟
أول وأهم أمر هو عدم التعامل معها كمخطئة أو بشكل غير مفهوم، يجب أن تفهم أنكم ترونها حساسة وأن هذا غير خطأ، يعني أن تخبريها أنه من الطبيعي أن تشعر بالحزن أو الإحباط أو الحساسية العالية اتجاه المواقف من حولها، لترتاح هي وبالتالي أنت، علميها التنفس العميق، أرى هذا الموضوع حلاً لكل المشاكل النفسية، يساهم بالتهدئة بشكل لا يصدق، ٤ ثواني شهيق، ٤ كتم، ٤ زفير، هذه تمارين لا يمكن أن تخطئ بإدارة عواطفها.
ثم ستأتي المرحلة الثانية معها بتحديد المقبول وغير المقبول معها، وهذا يأتي عبر المديح، المديح يفصل هذه الأمور وبعض الذم الخفيف، الطفل مع الوقت يبدأ بنمذجة نفسه وطرح ما يناسب والتعامل مع ما لا يناسب وحده. إذا فعلتِ دور النقاش الدائم في كل شيء وصرتِ بالنسبة لها مكان للحوار لا لحل المشكلات، للسماع لا للتنظير سوف تتحسن تدريجياً معك لإنها ستلتصق بك أكثر.
إذا فعلتِ دور النقاش الدائم في كل شيء وصرتِ بالنسبة لها مكان للحوار لا لحل المشكلات، للسماع لا للتنظير سوف تتحسن تدريجياً معك
نحن بالفعل صديقتان ولا أحاول اتخاذ قرارت خاصة بها دون استشارتها، فقط أوجه لها النصح وأخبرها بالخيارات وأتركها لتختار، وإن حاولت وقررت التراجع فإني أدعمها في خيارها التالي، المشكلة فقط أنها تحب أن تكون مميزة وإذا شعرت بتراجع مستواها الدراسي مثلًا تحزن وتبكي، أو أخبرتها المعلمة أنها مقصرة تحزن وتبكي، وهكذا في عدة أمور.
أعتقد أن التعامل مع طفل حساس يتطلب مزيجا من التعاطف والفهم دون التدليل الزائد، فمن المهم أن تظهر لطفلك أنك تفهم مشاعره بدلا من محاولة تهدئته بسرعة، و أيضا تشجيعه على تجربة أشياء جديدة والاحتفاء بإنجازاته، مهما كانت صغيرة يمكن أن يعزز ثقته بنفسه ويقلل من حساسيتهم.
أنا أرفض أن يتم التعامل مع مثل هذه المشاكل بالمنزل، وأرى أن إدارة أفراد الأسرة للأمر قد تصنع كارثة جديدة، كأن تصاب الطفلة بعشوائية الشعور، أو يحدث خلل في حقل شعوري معين، أو تصاب الطفلة بالتبلد، والحل الأمثل هنا هو المتابعة مع مختص نفسي في الطفولة والنمو، والذي بدوره سيقوم بتطبيق بعد الاختبارات النفسية لقياس جودة المستقبلات الشعورية والتأكد من عدم وجود خلل بها، ثم يطبق مقاييس مصممة للأطفال توضح مدى سواء المشاعر ويضع خطة لتصحيح المسار الشعوري وهنا سيكون للأسرة دور ولكن تحت إشراف مختص، وفي الختام أؤكد أن ما تعاني منه الطفلة ليس باختيارها لذلك يجب أن نتعامل معها بمشاعر الحب والتفهم والصبر.
على العكس تمامًا، طفلتي إن لم أستطع التعامل معها وأنشأنا معًا لغة مشتركة للتواصل والتفاهم فإن أي تدخل خارجي قد يخلق مشاكل لم تكن موجودة من الأساس، الطفل الحساس طبيعي تمامًا ما لم يٌظهر أعراضًا نفسيه كالعزلة والانطوائية أو العدوانية أو بعض أنواع الرهاب الاجتماعي، خاصة إذا كان الطفل كبيرًا كفاية للتعبير عن نفسه.
التعليقات