يفضّل البعض تشعّب علاقات صديقة عميقة في بيئة العمل، بينما يستعين البعض الآخر بالعزلة للحفاظ على الحدود المريحة مع الآخرين
هل تكوّن صداقات في العمل أم تفضل الانعزال؟ ولماذا؟
هل تكوّن صداقات في العمل أم تفضل الانعزال؟ ولماذا؟
يتوقف ذلك على نوعية الأشخاص ؛الأماكن ؛الأعمار ؛ طبيعة العمل ومعطيات عديدة، في ما مضى كنت أعتبر بأن الصداقات في مجال العمل ضرورة واجب الأخذ بها لاسيما وأني شخصية جد اجتماعية ومختلفة قليلا ما يجعل الجميع يرغب في مصادقتي، لكن بعد قراءة بعض الكتب والقيام بالعديد من التجارب الفاشلة في هذا المجال أيقنت بأن الصداقة يجب أن تكون محضورة في بعض الحالات، والعلاقات القريبة بصفة عامة مثل الحب أو الباست فراند، التي تعد ممنوعة تماما، خصوصا بين الجنسين أو الأشخاص المنجذبين إليهم، لأن ذلك لن يؤدي إلى تدمير العمل فقط وانتهاكه بل سيؤدي إلى تدمير الشخص وفريق العمل والمشروع كاملا.
اما في الحالات العادية فالأحسن الالتزام بالإنسانية، ليس الزمالة بالمعنى الجاف والرسمي، بل المرونة الإنسانية التي تجعلك قادر على التعاطف في احيان والسكوت في احيان، والغضب في أحيان، والانعزال في احيان.
يتوقف ذلك على نوعية الأشخاص ؛الأماكن ؛الأعمار ؛ طبيعة العمل ومعطيات عديدة،
هذه معطيات كثيرة جدا من أجل أخذ قرار حول تكوين صداقة أو الانعزال، برأي الشئ الوحيد المهم في بيئة العمل هو الاحترام والالتزام بأخلاقيات المهنة، لا يهم العمر، أحيانا الموظفين الذين هم أكبر منا عمرا يجعلوننا نتحفز من أجل العمل وكسب الخبرة ودراية بأسرار النجاح والتميز.
أما عن الأماكن ليس شرطا، يكفي أن تكون بيئة عمل هادئة ومحفزة للإنتاجية.
بل المرونة الإنسانية التي تجعلك قادر على التعاطف في احيان والسكوت في احيان، والغضب في أحيان، والانعزال في احيان.
العمل في الادارة خصوصا يجعلك تكتسب مهارات الانصات قبل تعلم الكلام، المرونة كونها بيئة تتطلب التواصل الدائم.
هذه معطيات كثيرة جدا من أجل أخذ قرار حول تكوين صداقة أو الانعزال،
بالتأكيد هي مهمة، لا تبدو لنا كثرتها فقط لأننا نعتمدها عادة بشكل لا واعي وبالتحديد للأشخاص أصحاب الذكاء الاجتماعي العالي، فمثلا الاماكن، لنفترض ان امرأة تشتغل كنادلة في مطعم وكل من فيه رجال وهي لا تفضل هذا النوع من الصداقات، لاسيما إذا كان هناك إمكانية للتحرش أو الاستغلال، فالمؤكد أنها ستنعزل عن الجميع، أيضا الأعمار، لنفترض أن بنت عشرينة التحقت بمشغل خياطة كل العاملين والعاملات فيه في الخمسينيات فما فوق ولا تجد في رفقتهم أي متعة لفارق السن واختلاف الاهتمامات وتباعد الاجيال ففي هذه الحالة تصبح الصداقة شيء غير ممكن خوصوا إذا كانت البنت ذات مستوى ثقافي حسن والبقية اميون ومتزمتون للفكر والتجديد ...إلخ..
لا أفضل الانعزال الكامل عن الزملاء في العمل، لا ضرر من بناء علاقات ودية تساعد في تخفيف عبء الأعمال بين الزملاء، لكن ألا تخرج عن إطار الزمالة.
صحيح ان وجود صديق في العمل له كثير من المميزات لكن بعض الأوقات يجعله أصعب في اتخاذ القرارات، ومشاكل في العمل، قد تختلط الأمور الشخصية والعملية للموظف أو المدير ويضر العمل، وأيضًا المشاكل في العمل قد تضر الصداقة.
نميل بالغالب كبشر إلى النظر الأمور من منظور شخصي حتى وإن لم تكن كذلك، فلو كانت فعلًا شخصية في العمل يمكنني أن أعدد لك المساوئ والمشاكل أو حتى واضحة بدون تعديدها.
ومن رأي الابتعاد أيضًا على تكوين صداقة مع المدير أهم، لأنها ستؤثر على العمل بشكل مباشر أكثر، تخيل أن صديقك مديرك وحصلت مشكلة بينكم وتصرف بشكل شخصي غير احترافي وأنهي مسيرتك في هذا العمل؟ من الأفضل تجنب هذا الموقف من الأساس وعدم الخلط بين المسميات الوظيفية لتبقى في مكانها.
إذن يمكننا أن نستقر من خلال رأيك على أن الصداقة في إطار العمل ليس بالأمر المكروه أو غير المستحب. لكن يجب ألّا تخرج عن إطار العمل قدر الإمكان.
في هذا الصدد، فضّلتُ الانعزال على نفسي في بيئة العمل، وهو سلوك لم أكن أعرفه عن نفسي إلّا من خلال المسار الوظيفي. في هذا الصدد، يمكنني اعتبار الأمر عفويًا بعض الشيء. أفضّل الانعزال في بيئة العمل، لكن لا أمانع تكوين المعارف والعلاقات. ولا أرغب أيضًا في أن أخرج بها من إطار العمل.
صحيح الصداقات ليست أمر مكروه في العمل وقد تكون لها فوائد كثيرة، لكن بحدود العمل.
ألا ترى أن نحيط أنفسنا بنفس الأشخاص أمر مرهق؟ مثلًا زميلي في العمل ويكون معي أكثر من 8 ساعات في اليوم على مدار 5 أو 6 أيام، هل سأحب أن أرى نفس الوجه خاارج العمل أيضًا، وماذا ستكون المواضيع أو الفعاليات التي سنفعلها؟ لا شيء جديد.
هل تكوّن صداقات في العمل أم تفضل الانعزال؟ ولماذا؟
أنا أفضل الانعزال غلا في العمل فافضل الصداقات، الصداقات في العمل تكون لها إيجابيات أكثر من السلبيات.
أصدقاء العمل تستفيد من أفكارهم وتجاربهم السابقة خاصة إذا كنت تتعامل مع أصدقاء أكثر خبرة منك لتتعلم منهم ومن أخطائهم وتتواجد معهم في فضاء يشاركون فيه تجاربهم الجيدة والسيئة مثل هذا الفضاء الذي نتواجد فيه نحن.
الصداقات خارج العمل تكون أكثر عمقا وتدخل في الخصوصية خاصة علاقات اليومن صديق اليوم نادرا أين يقدم لك نصيحة وإنما يفضل الاستماع لأخبارك ومعرفتها دون أن ينير لك الطريق ولو قليلا بل تجده يضرب بك المثل في حالة الخسارة والألم.
حالياً, افضل الانعزال. حاليا لست احتاج الى جلب صداقات من العمل الى حياتي الشخصية. فالمزيد من الالتزامات ليس في صالحي ولست احب ان ابدأ شيء ولا انهيه او اهتم به على اكمل وجه. في المستقبل ربما اختار لي صديق او اثنين من بيئة العمل ولكن في اطار ونطاق ضيق ومحدود. احب ان تأخذ الامور الكثير من الوقت قبل ان اطور علاقة صداقة مع شخص جديد.
بالإضافة إلى ذلك يا أحمد، لم يعد يعتمد الأمر على المزيد من الالتزامات أو البحث عن العلاقات، لأنني كشخص لا أجد الألفة مع عدد كبير من الأشخاص، ولا أستطيع التصالح مع فكرة الضغط الخاص بالعلاقات والمعارف داخل إطار العمل. لذلك السبب لا أرغب على الإطلاق في إتمام صداقات عميقة في العمل. لا أنكر في هذا الصدد أهمية اللطف في التعامل، والالتزام بالاحترام المتبادل والمعاملة الجيّدة والدردشات القصيرة. لكن فيما يخص الصداقة بمفهومها العميق، فأنا لم أستطع تكوين ذلك في العمل، بل من خلال دوائر أخرى.
تكوين شبكة علاقات في العمل تعتبر أكثر من ضرورة اليوم، خصوصا اذا كانت الوظيفة تتطلب الاستشارة أو مكملة لمهمة أخرى فهناك التوفيق والتواصل هو الحل لتفادي الوقوع في الأخطاء وتخطيها.
أما اذا كانت الوظيفة ادارية تتم وفق العمل على وثائق ادارية، لا تستدعي الى ابداع أو تجديد للأفكار والاستشارة فهنا أفضل العزلة على الاختلاط.
لان التجمعات التي تتم في أوقات الراحة أو المناقشة في أمور الخصوصية الشخصية ستؤدي الى تهيئة بيئة سامة يسودها النميمة والأنانية بين أعضاء الفريق، وقد تؤدي الى فقدان الوظيفة في بعض المرات.
علينا أن نكون أكثر واقعية في هذا الموضوع برأيي، نحن نقضي معظم وقتنا في العمل، لذلك وبشكل حتمي، ينتهي بنا الأمر إلى إنشاء روابط، والكشف عن جزء من حياتنا الخاصة، وربما اكتشاف سمات مشتركة بيننا وبين زملائنا يمكن أن تؤدي إلى تشكيل صداقات حقيقية، هذا هو الواقع، برأيي الانعزال فكرة غير موجودة، فالأمر لهُ حلّين لا ثالث لهما: إمّا صداقات حقيقية سعيدة وإما أعداء عمل، هذا ما يحصل فعلاً.
وحتى نكون أكثر واقعية وفهم للمشهد بتجرّد من العواطف فإنّ تكوين صداقات حقيقية أصعب بكثير من إنشاء اعداء، الصداقة الحقيقية في العمل تواجه تحديات وعوائق كثيرة مثل المنافسة المتفاقمة والطموح المهني المبالغ فيه والغيرة من المسؤولين والنمائم، وهو ما يجعل الصداقة مستحيلة أو سطحية جدا بالنسبة للبعض، لذلك أحبّ أن أنتهي من كل ذلك وأن أبني علاقتي مع الأخرين على مبدأ الاحترام، احترمني لاحترمك، هذا المبدأ يشتغل وفعّال دائماً.
مرحبا علي.. هذا طرح جيد.. لكن أظن أن الإجابة عن سؤالك حسب المجتمع الذي تعيش فيه.. ففي العمل الجماعي هناك من زملاء العمل من يضيق ضرعه بمجرد دخول زميل جديد وسيسعون جاهدا إما للتنمر والتقزيم أو لإعطال عمله أو لإفتعال مشاكل واهية أو (حتى إساءة إستخدامها) بحيث من شأنها طرده من قبل رئيس عمله وإفشاء النمينة لذلك أقول إن كان مجتمعك سلوكه طيب ومرحب بالجميع وأخلاقه رائعة .. فإن تكوين صداقات وعلاقات عمل تكون منظمة أفضل في حال توفر من الأسباب ما ذكرت.. أما بالنسبة للعمل في منصات العمل عن بعد كهته التي نحن عليها وغيرها فالعلاقات والصداقات الجيدة تتيح لك فرص أفضل واسهل وأريح .. وهذه وجهة نظري..
التعليقات