قد يُجبر الكثير منّا على عمل أو مسار مهني لم يفضّله أو يختاره يومًا.
هل من الممكن أن يغيّر الإنسان شعوره تجاه العمل الذي يكرهه بالفعل؟
لا أعتقد أن الغنسان يمكن ان يحب أو يغير اتجاهه لعمل يكرهه، ولا احبذ مثل هذا الفعل لانه يستنزف طاقة الشخص بشكل كبير. لكن بالطبع قد يضطر لمثل هذا العمل غما بسبب الراتب او بيئة العمل او أنها ستأهله لشيء أفضل فيعتبرها كسلم للوصول.
كنت سأقول ان يقنع نفسه بانه يحبها وان هذا الأفضل والمكان جيد، لكن الطريقة لن تنفع أبدًا سيبقى داخله يرفض حتى لو أقنع نفسه سنوات، قد يتقن هذا العمل لسنوات ويتظاهر بالعكس لكن سيأتي وقت ويستوعب أنه أهدر حياته في شيء لا يريده وهذا سيؤثر سلبًا عليه في المدى القريب أو البعيد.
ممكن وجود صديق داخل العمل يجعلها أفضل أو أخف حدة وقد تفيد لبعض الوقت. شاهدت سابقًا المسلسل الطبي the resident، هناك هناك طبيب مقيم لم يرغب في ان يصبح طبيب من الأساس لكنه درس الطب بناءً على رغبة أهله، وبالفعل بعد اكثر من ثلاث سنوات من طبيب مقيم وهو مجتهد في عمله، لكن مع الضغط وانه لا يرغب في هذا المجال أثر عليه وسقط من بناية المستشفى، ليس عمدًا لكنه قال من داخلي كنت أرغب بذلك، السبب كان مشاريب الطاقة لكن بعد العملية ترك الطب وذهب للعمل في مجال يحبه وهو التسويق الطبي ولكن قلبه توقف بعد فترة هذا مجرد مثال بالطبع، لكن برأيي هذا ما يفعله العمل في مجال او مكان لا تحبه، ولا انصح أبدًا!
نادرا ما نجد أشخاصا درسوا تخصصات أحبوها وعملوا فيها بعدها، أحيانا سوق العمل قد يحتاج الى مجالات معينة قد لا تتوافق مع ميولاتك الا أنك تذهب للعمل فيها من أجل لقمة العيش، أعرف صديقة لانها لا تحب تخصص قد فرضوه عليها أهلها ذهبت لتغييره بدون درايتهم للأمر، وعندما تخرجت أخبرتهم بأنها الأولى في الدفعة ولكن في المجال الذي اختارته هي.
لذلك لايمكن أن نلوم أو أن ننصح اشخاصا بترك مهنتهم بمجرد أنه لا يحبونها، لابد قبل تغييرها أن يؤمنوا لأنفسهم مكان عمل أخر يحبونه، واذا لم يجدوا فليستمروا في ذلك العمل أحسن من أن يكونوا عاطلين عن العمل.
فيما يخص الدراسة الأكاديمية يا عفيفة، فأنا أجد فصلًا تامًا بينها وبين المسار المهني، لأن المسار المهني لا يتوقف بشكلٍ أو بآخر على الدراسة الأكاديمية إلا في حالة توافر فرصة في المجال نفسه. أمّا اشتراط الاقتران بينهما، فالأمر زائف بالنسبة إليّ ولا يحتّم علينا السير في أي مسار.
أمّا بالنسبة لمتطلبات سوق العمل، فالبحث المستمر هو الفرصة المتاحة في هذه الحالة، حيث يمكن للإنسان بالكثير من الاحتكاك وبكثرة الاطلاع أن يجد فرصة مناسبة تقف به على أرض محايدة بين شغفه وسوق العمل.
لم يكن هذا التفكير شائع من قبل علي، ظهر هذا الخيار بالعمل في مجال مختلف عن مجال الدراسة الاكاديمية ينتشر مؤخرًا بعد ظهور العمل الحر والعمل عبر الانترنت زادت الخيارات، كما ان امكانية التعلم من الانترنت بطريقة مجانية زادت من هذه الميزة. ولكن كثيرًا ما يتم ربط مجال الدراسة بالعمل حتى ولو كان بطريقة ما مختلف، ألا تلاحظ هذا؟
صديقتك تعتبر مثال حي على أن الشخص لا يستطيع ان يكمل في شيء لا يحبه للأبد وهذا ما كنت أقصده في كلامي، لم اعني ان الغنسان يجب فقط ان يعمل ما يحبه بالطبع الحياة تفرض علينا أمور لا نحبها وننجزها بشكل كامل وجيد جدًا، لكن في النهاية لا نستكيع ان نجبر انفسنا على محبة تغيير شعورنا مجال لا نحبه حتى وإن أبدعنا به.
بهذه المناسبة، نجد كثير من الأشخاص عندما يصلون مرحلة التقاعد بعد سنوات عمل طويلة في مجال معين يقومون بالبدء في مشاريع صغيرة في مجال مختلف كليًا لأنهم هذا ما يفضلونه من الأساس.
في سياق مثل هذا يا غدير، أظن أن الإنسان لا يمكنه أن يستكمل طريقصا نحو النجاح بهذه الآلية، فهذه العقلية يجب أن تكون لدينا بشكلٍ أو بآخر إذا ما أردنا تحقيق إنجازٍ ما. فعلى الرغم من إشارتك إلى الظروف والمواقف التي قد نضطر فيها إلى أن نُجبَر على عمل لا نحبه، مثل الحاجة إلى المال مثلًا، أجد أن الأمر يمتد من الحاجة إلى الضرورة، حيث أن مختلف النجاحات لا تتأتّى إلّا بالإجبار بشكل أو بآخر على تحقيق شيء، حتى وإن لم نكن مضطرين له.
ماذًا لو كنت لا تحبذ الكتابة وتهوى الموسيقى وتفضل أن تكمل في مجالها ولكن الظروف المحيطة ليست مناسبة أبدًا والكتابة هي خيارك الوحيد؟ بالطبع ستستمر في الكتابة وممكن أن تحقق تقدم كبير في المجال، لكن سيبقى عائق وستفضل دائمًا مجالك الذي تحبه. لم أقل أبدًا أن الإنسان يجب أن يحصر خياراته، لكن لا تستطيع أن تغير شعورك اتجاه عمل او شيء لا تحبه.
في البداية حاولت وضع طرق واساليب قد تساعد الشخص على ان يحب عمله، لكن بعد تفكير وجدت أنه سيقنع نفسه بهذه الأشياء لكن داخله لن يتغير.
اذا تغيرت قرائن العمل وبيئته ورموزه او دخل طارئ نفسي ما يمكن ذلك أجل، ربما يكون سبب كره العمل هو البيئة غير المريحة، واذا تغيرت البيئة تحسن الشعور واختفى الامتعاض منه، او ربما يكون السبب هو مدير العمل السيء، واذا تم تغيير المدير او تحسن معاملته يكون هناك امل في تغير الشعور نحو العمل برمته.
شخصيا لا أؤمن بأن الإنسان يدخل للعمل وهو شغوف به منذ البداية،وذلك للطبيعة الكسولة للبشر، لكن الشغف يبنى مع الوقت تجاه العمل الذي يزاوله مع رؤية النتائج المعززة للشعور الايجابي تجاهه فكلما حقق الانسان نجاحات صغيرة واحس بقدرته على المنافسة وفرض وجوده في وسط العمل كلما امتلئ مخزون الشغف لذيه.
لذلك اقول ان سبب انعدام الشغف وظهور علامات التململ والتكاسل لذى العامل، هو نفسه الحل لاسترجاع الشغف وحب العمل.
أختلف معكِ فيما يخص مسألة الشغف يا خلود. لقد دخلتُ العديد من البيئات بالحماسة والشغف نفسهما، على الرغم من أنني لم اكن أتوقّع الكثير من وراء هذه الأدوار. لذلك فإن مفهوم انعدام الشغف أو وجوده لا يمكننا الاستقرار عليه أو التأكّد منه بمعايير ثابتة لدى كل شخصٍ والآخر. يجب علينا أولًا أن نعتني بالمزيد من أشكال التطوير، وأن يكون شغفنا أو حماسنا له أساس منطقي ومحسوب، وإلّا أصبح الأمر معلّقًا في الهواء.
هذه كما نسميها حماس البدايات، بكل شيء أي عمل جديد، أو دراسة جديدة، نكون بقمة حماسنا وشغفنا ولكن الفيصل والحقيقي هو ماذا بعد الاستمرار، أتذكر في فترة من فترات حياتي كنت أحب مجال التعليق الصوتي، وكان ذوي الخبرة يشيدون بخامة صوتي فتشجعت وقررت الدخول بالمجال ودراسته وبعد أن بدأت بالمجال كعمل وجدت أن حماسي اختفى تماما وأصبح عبئا علي، وتركته ولم أحاول العودة له مجددا.
لن يتغير شعور الإنسان تجاه عمله، فعندما يعمل الإنسان في عملا يكرهه، يؤثر عليه نفسياً وعلى إنتاجه بل من الممكن أن يصاب بالاكتئاب أو تتكون لديه أفكار انتحارية بسبب اليأس من العمل ومن الحياة، وقد رأينا في الفترة الأخيرة الكثير من الحوادث الانتحارية التي تحدث داخل مقر العمل، أعرف شخصا يعمل منذ ست سنوات في عمل يكرهه لكنه مضطر أن يعمل به حتى يستطيع أن يمارس العمل الذي يحبه، وفي ظل الست سنوات لم يتغير شعوره بالغضب نحو عمله وكرهه له وللبيئة المحيطة به، بل أحيانا يوهم نفسه أنه تأقلم لكن بعد فترة يدرك الوهم الذي عاشه وحينها يكتئب أكثر، فلا أعتقد أن من الممكن أن تتغير مشاعره إلا لو تغير هو وحينها سيكون الأمر سيئا لأنه سيتغير لنسخة لم يكن يريد أن يتحول لها.
من الطبيعي بكل تأكيد ألّا يقدم الشخص على حب عمل كهذا. ومن المفارقات الغريبة بعض الشيء التي ذكرتها أكثر من مرة أنني استقلتُ من الشركة التي وقع فيها حادث الانتحار الشهير منذ فترة، وذلك قبل وقوع الحادث بحوالي أسبوع.
في هذا السياق، يمكننا أن نضمن بالتأكيد أن مشاعره لن تتغيّر. لكن الخروج من نفق هذه الأزمة لن يتأتّى إلّا من خلال العمل أيضًا. تتمثّل النقطة الأبرز هنا في قدرة الإنسان على الخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر، ظافرًا بما يريد فعلًا.
اعتقد ان هذه الفكرة قد يمكن تطبيقها الا أنني فشلت بها بمنتصف مشواري الدراسي اضطررت للعمل بشركة عقارات ووظيفتي تحديدا كانت بقسم المبيعات وان سألتني ما أكثر شئ قد اكرهه بالحياة سأخبرك بلا تردد انها المبيعات!
ولكن عملت بها لسنتين وأصبح الجميع يمدح بأجتهادي وخبرتي التي أصبحت واضحة بها.
ولكن بالرغم من هذا انا لم احبها يوما، لم أراها الوظيفة المناسبة لي و مازالت اتطلع لانهاء دراستي فقط لاقدم استقالتي رغم التغييرات الكثيرة والمساعدة التي قدمتها تلك الوظيفة لي الا انها تسببت بكثير من المتاعب النفسية لي، وغيرت شخصيتي تماما لا أعلم بصدق ان كان هذا التغيير بسبب الوظيفة او بسبب سوق العمل بشكل عام.
لكن ما اقصده من الممكن ان أنجح بالوظيفة التي لا احبها ولكن لا يمكن أن احبها بالرغم من هذا.
وهناك بعض الاشخاص الذين قد يحاولون التأقلم مع هذا، وتوفير بعض الأساليب التي قد تساعدهم على تقبل الوظيفة وقد ينجحون ايضا.
اكيد ممكن أن يتغير الشعور فتغير الأسباب يؤدي إلى تغير النتائج ، توجد العديد من الأسباب لكره عمل وجه انتباهك إلى ما يمكن تغييره و يحدث فرق و لو ضئيل في أقل مدة زمنية ممكنة . إلى جانب شعور الكراهية فيوجد شعور الحب ، أي انسان يحب عمل ما أو تخصص ما ما عليك سوى إضافة بعض ما تحب لما انت مجرب على عمله
الاهم هو أن تنجز عملك لكن الطريقة غير مهمة لدى اعمل عملك بالطريقة التي تحب أن كان هذا ممكن
برأيي, أكيد. شعور الانسان يتغير على الدوام. فمن الطبيعي ان يأتي وقت يحب الأنسان العمل الذي لطالما كرهه وهذا الشيء لا يعني ان يضل يحبه ولكنه قد يتغير. لا اعتقد ان هناك عمل يستطيع الانسان ان يحبه بالمطلق, فجميعنا نحب اشياء ونكره اشياء في اعمالنا. في المحصلة لو ان الامور التي لا احبها زادت على الامور التي احبها يصير العمل لي منفراً. لو اردت المحافظة على هذا العمل سأعمل على التركيز على الجوانب الجميلة و الجيدة في العمل الحالي لكي لا تتأثر صحتي.
يمكن أن يحدث ذلك بالفعل، ولكن قد يستدعي الأمر سنوات عدة من أجل التأقلم وتغيير شعوره، وقد يسهل ذلك الأمر إذ وجد شئين في عمله:
تأكد بأن نظرته ستتغير اتجاه ذلك العمل، والعكس صحيح لو كان الشخص يحب عمله حبا شديدا لن يستمر فيه اذا وجد بيئة عمل غير مشجعة.
تأكد بأن نظرته ستتغير اتجاه ذلك العمل، والعكس صحيح لو كان الشخص يحب عمله حبا شديدا لن يستمر فيه اذا وجد بيئة عمل غير مشجعة.
يمثّل فريق العمل نقطة فاصلة في هذا الصدد طبعًا، والذي أعتبر رئيس العمل جزءًا لا يتجزّأ منه. أمّا إذا ما تطرّقنا إلى فكرة التفاهم مع الآخرين، فهذا أمر -بعيدًا عن سلوكيات الآخرين في بيئة العمل- يعتمد على الموظّف نفسه.
لكن في بعض الحالات تكون حاجتنا إلى الدور أو الوظيفة مهنية بحتة يا عفيفة، حيث يجب أن نحصل على قدر من الخبرة من هذا المكان أو ذاك مثلًا كي نحقّق التطور الذي نريده، ونكتشف أن بيئة العمل التي قصدناها لم تكن بالدرجة المحتملة. ماذا نفعل في هذه الحالة؟
التعليقات