كيف أكتب رسالة استقالة؟ وما هي النقاط التي أوضّحها؟

ليس هناك من حاجة لكتابة مبررات أو شرح نقاط لتقديم الإستقالة فقط أعمل مثل أنا عملت وكتبت إستقالتي في جملتين :

ولكن لزيادة التقدير للمؤسسة التي كنا نعمل بها يجب وضع مبررات حتى ولو كانت صورية، للحفاظ على جو الود بين الموظف ومكان عمله الذي ينوي تركه.

ولكن لاحظت أن الإستقالة قد يتأخر الرد عليها !

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الرد عليها أو رفضها؟ وهل من حق الشركة أن تمنعنا من الإستقالة؟

لا أعني هنا فكرة الموافقة من عدمها يا بيتر، فالأمر ليس معنيًا بذلك أصلًا، لأن فكرة الاستقالة نفسي تعني أن الرأي المؤسسة لا يهمك. أنا أعني فكرة تقديم الاستقالة الواعية التي تتيح لنا التعامل مع الشركة مرة أخرى، بدون أي صدامات غير احترافية، وبالطريقة المثلى التي تترك الانطباع الجيّد لدى الإدارة القائمة على التوظيف والتعيين. هذا الأمر لا يستهان به على الإطلاق، لأن مفهوم التوظيف في رأيي من أبرز الأعمدة التي يعتمد عليها هو السمعة الخاصة بالمرشّح، وبالتالي يجب عليه أن يعتني باحتمالية عودته إلى المكان مرّةً أخرى.

الصياغة احترافية فعلًا يا نورهان إلى حد كبير. وإلى جانب ذلك، أرغب في أن أطرح عليكِ سؤالًا مهمًا. ما رأيك في الغرض الرئيسي من الاستقالة؟ بعيدًا عن الآليات المتبعة في كتابة الاستقالة والتقدم بها، فإن علينا بالطبع أن نتبع المنهج الاحترافي حتى اللحظة الأخيرة. ومن جهة أخرى، يمكننا الهرولة فجأة إلى خارج الشركة مهملين أي نداءات من رؤساء العمل الذين لم نعد نطيقهم ولا نعود مرة أخرى إلى الشركة أبدًا. لكن هذا غير احترافي. لماذا؟ ما الذي يوجب علينا التقدّم بالاستقالة الاحترافية في رأيك؟

فقد تلجا الادارة الى رفع راتبك مقابل التنازل عن استقالتك

هنا من الأجدر مناقشته في اجتماع يعقد بين الموظف وصاحب العمل وليس في خطاب الاستقالة. لهذا ماهر مناقشة الأسباب في الاجتماع وليس في خطاب الاستقالة.

إنها آلية ذكية للغاية في التفاوض يا صديقي. لكن في البداية يجب أن تكون أولويتنا فعلًا مذكورة بصدقٍ في هذا الصدد، حتى نستطيع التعامل مع أي عروض تعديلية تمكّن الشركة من تعديل وضعنا الحالي فيها، فإن كنّا نرغب في التفاوض من خلال الاستقالة، فهذا الأمر يحتّم علينا التعامل بصدقٍ على الرغم من أن خطوتنا نفسها ليست بالصدق نفسه.

لكن من جهة أخرى، ألا ترى أن التفاوض من خلال التقدّم بالاستقالة يعتبر مخاطرة كبيرة؟ أم أنكَ مع تأمين الإنسان لنفسه بفرصة موازية قبل التقدّم بالاستقالة للجهة التي عمل فيها؟

الوضوح والمباشرة أهم شيء فعلًا يا هدى، خصوصًا أن الأمر يتم في سياق احترافي، وبالتالي فالعملية لا تعتمد مطلقًا على أي تعبيرات جمالية أو جوانب تشجّع على تحسين صورة المحتوى بشكل بعيد عن الغرض.

أيضًا من الأفضل أن يتم تحديد آخر يوم في العمل، فمن الغير منطقي أن أقدم خطاب الاستقالة فجأة، تخيّل لو كنت تعمل في منصب رفيع ولا يوجد موظف بديل وفجأة قدمت الاستقالة! أين هنا الشعور بالاحترافية؟! لِذا من الجيد أن تقول "سيكون آخر يوم في عملي لي بعد ثلاثة أسابيع من اليوم أي في 28 أيلول مثلا" وهكذا.

لذلك أنصح الأصدقاء دائمًا من المقبلين على التقدّم باستقالتهم بسرعة اتخاذ القرار، لأن الأمر يعتبر مضيعة استباقية للوقت، حيث أن العمل على اتخاذ قرار بالاستقالة يحتّم علينا البقاء للمدّة المعنية بالاستغناء عن الموظف بموجب قوانين العمل المختلفة.

كان لابد عليه أن يترك انطباعًا إيجابيًا خلفه، أيضًا لماذا لا يبدأ خطابه بكلمات أو عبارات إيجابية مثل "أقدر الفرصة التي أتيحت لي للعمل في هذه الشركة ومع فريق مميز" وخلافه.

هذا هو ما أردتُ توضيحه للأصدقاء في التعليقات السابقة، حيث أن الغرض من الاستقالة هنا لا ينحصر مطلقًا في فكرة الاستغناء عن الوظيفة بالطريقة أو بالأخرى، وإنما يعني تمسّكنا بوضع كل الاحتمالات في الحسبان.

ذلك يذكّرني بكلمة نصحتني بها الـsupervisor الخاصة بي في وظيفتي الأخيرة في الشركات، حيث أنني أبلغتها أنني من الغد لن أكون متواجدًا. حاولت منعي وأكّدت عليّ أنها معي في أن أترك وظيفة لا أرغب فيها لكن عليّ أن أتقدم باستقالة وأنسحب بطريقة احترافية، وكان تبريرها: "لا تترك بصمة سيئة في مكان أبدا، مهما كنت متأكدًا من أنك لن تعود للعمل فيه". وعلى الرغم من أنني فعلًا تغيّبتُ وهجرت الوظيفة بعدم احترافية، فقد أدركتُ أنها كان معها كل الحق في ذلك.

في النهاية فأهم نقطة هي الاحترافية والمحافظة على نهاية سليمة مع المكان أو الشخص، لأنك قد تعمل معه في نطاق أخر في نفس المجال أو قد ترجع في استقالتك لأي سبب، لذلك فيجب المحافظة على قواعد ترضي جميع الأطراف.

إنها رؤية احترافية للغاية يا أمنية، فبالإضافة إلى أنني أشرتُ في الأعلى أكثر من مرة في التعليقات إلى فكرة الفرص البديلة واحتمالية العودة إلى محلّ العمل نفسه مرة أخرى تحت أي ظروف، فأنا لم أفكّر مطلقًا في الفكرة التي طرحتيها، والتي تتمثّل في إمكانية العودة إلى التعامل مع الشركة في سياق آخر. فالأمر حقيقي فعلًا، من الممكن أن يتخذ الشخص مسارًا مهنيًا في شركة أخرى، ويبدأ في التعامل مع أفراد أخرى من شركته القديمة، وبالتالي فالحفاظ على العلاقات الصحّية والمهنية بشكل احترافي في هذا الصدد أمر نافع للغاية على المدى البعيد تخت أي ظرف.

 كتابة خطاب استقالة مختصر, بدون مبررات غير مقنعة.

ما هي نوعية المبررات غير المقنعة في الاستقالة في رأيك يا إمان؟ والأهم من ذلك، بما أن الاستقالة أمر غير خاضع للرفض لأنه خاضع لقرار الموظّف نفسه، فما هو المهم في أن نضع في الاستقالة أسبابًا مقنعةً؟

كتابة تاريخ تقديم الاستقالة, وعمل نسخة لك من ورقة الإستقالة.

بكل تأكيد يجب أن نضمّن تاريخ الاستقالة. لكن ألا ترين أن هنالك الكثير من احتمالات التلاعب القانوني؟ أنا أرى أنه من الأفضل الاستعانة باستشارة قانونية لمحامٍ أو على الأقل البحث بدقة عن كيفية تغطية مختلف الثغرات في هذا الصدد، مثل موقع كتابة التاريخ في نص الاستقالة وخلافه.