نحن الان وحتى مع وجود الانترنت لا زلنا نشعر بالملل
فماذا كان يفعل الناس في وقت فراغهم او يومهم في الماضي طول اليووم
قبل وجود الانترنت كنا ومازلنا نفعل الكثير من الاشياء في وقت الفراغ فالحياة مليئة بالاشياء الجميلة غير الانترنت ومثال ذلك وليس الحصر:
1- مطالعة الاخبار العالمية عن طريق الجرائد والمجلات اليومية والاسبوعية والشهرية.
2- قراء الكتب والمراجع العلمية
3- مشاهدة البرامج العلمية وغيرها عن طريق التلفاز او مسجلة عن طريق الفيديو كاسيت.
4- الاستماع الى المذياع ( مثال: راديو مونت كارلو - بي بي سي )
5- ممارسة كافة الهوايات الطوابع والعملات - فن الرسم - كتابة المذكرات اليومية و الشعرية وغير ذلك
6- ممارسة الرياضة اليومية مثل المشي وغير لذلك من كافة انواع الرياضة
7- الجلوس مع اهل البيت وتبادل الحديث معهم اثناء شرب الشاي والقهوة وغير ذلك
8- الاستماع الى الموسيقى عن طريق شريط الكاسيت او الاقراص الممغنطة او الاسطوانات الفينيل
9- مشاهدة الافلام السينمائية عن طريق الفيديو كاسيت او اجهزة دي في دي وغيرها
10- الذهاب الى الشاطيء وممارس السباحة او الغوص وغير ذلك من النشاطات البحرية
11- الذهاب الى المسجد لأداء الصلوات
12- الذهاب مع الاهل الى الحدائق العامة
13- اداء الاعمال المنزلية مثل مساعدة اهل البيت او اصلاح بعض الاشياء وغير ذلك
السلام عليكم شقائق النعمان
الجلوس سويا ومشاركة الأفكار والافراح والأحزان وكل موقف في حينه اي في وقت حدوثه دون الحاجة إلى اشعارات إلكترونية بعد الحدث بساعة أو ساعتين
أسأل الله تعالى أن تعود تلك الايام
ولماذا نذكر الجوانب السلبية فقط؟ لماذا لانذكر أنه قديما من أراد أن يعرف أدنى معلومة يجب أن يشتري كتاب وبعض الناس لاتستطيع تحمل ثمنه بينما الآن يمكنك تعلم حرفة كاملة من الإنترنت مجانا؟ لماذا لانذكر أنه قديما اذا سافر شخص من العائلة لبلد آخر لاترى وجهه حتى يعود وربما تمنعه الظروف من العودة أساسا وأسعار الهواتف الثابتة كان باهض بينما الآن يمكنك الدردشة معه وترى وجهه وتعرف ماذا يفعل خطوة بخطوة؟
نسأل الله تعالى ألا تعود تلك الأيام.
أشاركك الرأي وأظن أن الكثيرين يبالغون في إعطاء قيمة للزمن الماضي وهذا انحياز معرفي طبيعي. فلكل زمن جماليته وتحدياته الخاصة والزمن الماضي قبل التكنولوجيا لم يكن بهذه المثالية التي يتديعها البعض. فيقال أن العلاقات في الماضي كانت وطيدة أكثر وأن الناس كانوا أكثر طيبة، ولكن هذا ليس صحيحا بالضرورة، فالتكنولوجيا لم تغير البشر بل أظهرتهم على حقيقتهم وسلطت الضوء على جوانب لم تكن تظهر إلى العلن في الماضي. فدائما تذكر النواحي السلبية للتكنولوجيا التب ليست سوى نتيجة لاستخدامنا الخاطئ ولكننا لا نقدر النواحي الإيجابية الأخرى الكثيرة.
فعلًا ريان فالناس منحازون بطبيعتهم خاصة للماضي ولكن الحقيقة أن أجمل ما في الماضي أنه صار ماضيًا. أما إن كان حاضرنا فسيكون هناك العديد من النواقص التي سنشتكي منها أيضًا.
كما أننا في المستقبل سنجد من يحن لهذا الوقت. ليس لأننا نتقدم للأسوأ بل لأن الإنسان يحن دائمًا لماضيه ولا يدرك أنه في أيام الزمن الجميل إلا بعدما تكون انتهت بالفعل.
فعلا ولاحظت شيء آخر، عندما تكبر وتتذكر الماضي سترسم في عقلك صورة وردية لماضيك كأنه كان عبارة عن فترة بدون مشاكل بدون هموم فقط سعادة وراحة ربما لأن بعض الناس ينسون معاناتهم في الماضي ويميلون لتذكر لحظاتهم السعيدة.
فماذا كان يفعل الناس في وقت فراغهم او يومهم في الماضي طول اليووم
في الماضي لم يكن لهم وقت فراغ مثل أيامنا هذه، كانوا يعملون في الحقول ويزرعوم حتى يحصلوا قوت يومهم، يذهبون إلى مكان توفر الماء لغسل الملابس ولم تكن لهم آلة غسل الملابس وآلة غسل الصحون، يطبخون بأيديهم وعجنون لم يكن هناك أكل سريع ومطاعم ومخابز، جلابي يوم أعملي بس 3 أو أربع أشياء بايدك وشوفي إذا رح يضلك وقت فراغ.
الأمر يتوقف على متطلبات العصر نفسه، ما أعنيه بهذا أن البشر قديما أمام قلة المصادر، وقلة وسائل التواصل الافتراضية، لم تكن لهم المتطلبات الاجتماعية الموجودة لدينا في الوقت الحالي. أنا لا أعني بذلك أفضلية عصر على آخر، فلو خيّرت بين كلا العصرين، بالطبع سأختار العصر الحالي بما هو متاح لنا من وسائل للتوعية، وهو ما لم يكن متاحًا وقتها. لكن من جهة أخرى، بالتأكيد ذلك له ضرائبه، وهو ما يعود علينا بهذه المشاعر السلبية في بعض الأحيان. لكن لأن المجتمع كان محدودًا وقتها، فالأمر لم يكن له متطلباته.
مثلك تماما يا علي، أعتبر بان لكل عصر يحمل من المزايا والسلبيات التي قد لا نجدها في عصر أخر، وقد نجد الكثير من يقومون بمقارنة بين الماضي والحاضر، وهذا الأمر ليس عدلا بتاتا.
وللذين يرون بأن الماضي أفضل لكون أن فرص العمل الحكومية كانت متاحة، فهم فقط يخفون الشمس بالغربال كما يقول المثل الشعبي عندنا، اليوم اصبح كل شئ متاح ومعلومة متواجدة أضعافا مضاعفة يكفي فقط الإصرار والرغبة للتعلم.
لكل عصر وقته ومتعته الخاصة وسبب حدوث الملل لنا ليس قلة ما لدينا بل توافره بشكل ضخم.
أما الماضي فقد كانت الاختيارات محدودة لذلك لم يتعب الإنسان في الاختيار وتركها كلها.
بدلًا من الألعاب الإلكترونية كان هناك الألعاب العادية وألعاب الورق وغيرها.
وبدلًا من الإنترنت كان هناك الكتب والمجلات والخطابات وغيرها من الوسائل التي كانت توصل بين الناس وبعضهم وبين الناس والمصادر والأخبار التي يحتاجونها.
وهذا لا يعني أنهم لم يصابوا بالملل لساعات طويلة. فقد لم تكن لديهم وسائل التواصل ليخبرونا بذلك.
لا تقاس الأمور هكذا يا صديقي، فكل مجتمع لة متطلباته ووسائلة المعرفية في وقتها، فهل من 100عام مثلا لو قلت لأحدهم أنك تسطيع الإطمئنان علي عزيز لك وهو في دولة أخري او مكان أخر غير مكانك ؟ طبعا لا ولااتهمك بالجنون، معني هذا ان وسائلنا اليوم لم تكن تعني لهم شيئ قبل 100عام وكانت وسائلهم في حينها أحدث عما قبلها ولربما طرح أحدهم سؤلا مثل سؤلك "كيف كان الناس يعيشون قديما" فلكل زمان أدواتة ووسائلة التي يعمل دائما علي تطويرها فحداثت اليوم لم تأتني من فراغ بل هي ناتج عمل قديم، والناتج القديم لأقدم منه، حتي وصلت الوسائل المعرفية الي ما نحن علية اليوم.
لكل عصر خصوصيته وظروف معيشته، والتي يتكيف معها الناس، حتى أنني تسائلت من قبل عن سؤال مشابه لذاك السؤال وهو : كيف كان يعيش من قبلنا دون كهرباء؟ سألت هذا السؤال لأشخاص من العائلة عاشوا في فترة لا يوجد فيها أي إضاءة أو أي جهاز كهربائي، قال لي شخص شخص منهم:
أنت تتوقع أن حياتنا كانت مملة لأنك الآن تعيش وسط الكهرباء والإنترنت ولكن حينها لم نكن على علم بهذا التطور فلم نشعر أننا محرومون من شئ.. بالعكس لقد كنا نقضي أوقاتنا أفضل مما تقضونها أنتم.
وأظن أن إجابته هي إجابة لسؤالك يا شقائق النعمان، فنحن نظن أنهم كانوا يشعرون بالملل والضيق لعدم وجود ذلك الإختراع العجيب "الإنترنت" ولكنهم أصلا لم يكونوا على علم بوجودها حتى يصابوا بالملل والضيق. إنما نحن من نشعر لذلك حين تنقطع الكهرباء ساعة واحدة وهذا لأننا أصبحنا نقضي معظم أوقاتنا على الإنترنت.
الناس القدامى أو حتى أجدادنا لم يكونوا يشعرون بالوقت بتاتا، تجدينهم يبدأ نهارهم مع الصباح الباكر وكل يذهب لعمله ونشاطه من أجل البحث عن لقمة العيش، وأغلبيتهم كانوا مزارعين وتجار ومع أخر اليوم تجتمع العائلة على صينية واحدة للعشاء وبعدها قصص وأحاجي وينشغلون بممارسة الأشغال اليدوية وهكذا الى غاية أخر اليوم، ومع ذلك قد لا نجد بأن نهارهم لا يسع لعمل كل شئ.
جدتي حفظها الله كانت تخبرني بروتينها اليومي، وبأن كل يوم يحمل قصة ما يقومون به جيرانها تتعاون معهم لتحضيره يشعرون كأنهم عائلة واحدة.
اليوم مع الأسف نشعر بأن كل أيامنا متشابهة وفقط، وفي أسبوع واحد قد يحمل إنجازا أو إنجازين، أتعلمين ما السبب هو تأثيرنا بالتصفح الدائم بمواقع التواصل الإجتماعي نجلس من أجل التصفح لخمس دقائق حتى نجد أنفسنا أننا مكثنا فيها ساعات وساعات.
تقول لي أمي :- كنّا نذوق صدق الجَمع، ولهفة السؤال والقُرب، جوابٌ بخط اليد كان بمثابة الدفء لهم، رسالة صوتية مسجلة على شرائط الكاسيت من مسافر لدولة بالخارج كفيلة أن تجمع الأسرة كلها وتسرّ قلوبهم ..
الجَمع حيثُ لا هواتف يُنظر فيها طيلة الوقت، ولا انشغال لأحد عن البقية، هم قادمون لقضاء وقت بالأنس لا بالهواتف .
تقول لي أمي :- لم يكن ليعلم أحد بخصوصية غيره، المنازل لها قدسية، الحديث من الأزواج عن بعضهم البعض لها سِتر، العيون مَرضية حيث لا مقارنة، لا رهق، لا مدَّ أعينٍ وترقب لحياة الغير.
وعلى لسانها :- أيام صِبانا كانت مليئة بالبركة عن ذاك اليوم الخاص بكم يا جيل اليوم حتى فقدتم السيطرة على التمييز بين فترات اليوم أنحنُ في الصباح أم في المساء ، وبلهجتها:- الموبايلات أكلت دماغكم ') كانت تعبر في سخط عن تلك التكنولوجيا التي اقتحمت حياتنا .
ومن واقع حياتي الآن يا شقائق، صدقت أمي، فأنا في الوقت الذي أقرر فيه العزلة تمامًا عن الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي أشعر بأن حياتي قد عادت لوتيرتها التي فطرها اللّه عليها ولا أستشعر وحشة ولا رهق.
التعليقات