في الأيام الأخيرة كانت تم الإعلان عن نتائج الباكالوريا في الجزائر، والعديد من الأشخاص يطلبون مساعدة أشخاص آخرين في اختيار التخصص أو يستفسروا على تخصص معين وفي أغلب التعليقات كنت أجد العديد من الأشخاص ينصحوهم بعدم دخول الجامعة وتعلم مهارة من مهارات العمل الحر والدخول للعمل، فحسب رأيهم أن الجامعة والشهادة مجرد مضيعة للوقت، ما رأيكم في هذا الكلام؟
هل صحيح أنه لم يعد هناك أهمية للشهادة والمهارة هي فقط المطلوبة؟
على الرغم من أننا في عصر يمكن العمل فيه بدون شهادات جامعية بسهولة، وبالإضافة إلى أن التعليم الأكاديمي لم يعد يهم على الإطلاق، فإن العمل في مختلف المجالات بالطبع يحتاج في أكثر من موقف إلى التعليم الأكاديمي. بالإضافة إلى ذلك، يجب علينا التعامل بحكمة مع ما يخص التعليم الأكاديمي، لأن التخلّص منه بدون حساب أي عواقب فيما بعض على صعيد الأوراق الحكومية وخلافه أمر في غاية الأهمية، خصوصًا بالنسبة للذكور. لكن على صعيد الوظيفة وخلافه، والمسار المهني وما يتطلّبه، فإن العصر الحالي عصر مفتوح، لا أظن أن الإنسان يحتاج إلى أن تكون مهارات مثبتة أكاديميًا بقدر ما يحتاج إلى أن تكون مهاراته مصقلة بالقدر الكافي.
لا أظن أن الإنسان يحتاج إلى أن تكون مهارات مثبتة أكاديميًا بقدر ما يحتاج إلى أن تكون مهاراته مصقلة بالقدر الكافي.
صحيح الوقت الحالي يمكننا العمل بدون شهادة، لكن أنا أرى أن الشهادة والجامعة ليس فقط للحصول على العلم فهي تكون شخصيتنا وتصقل العديد من المهارات لدينا، الحصول على الشهادة يعلمنا الاستمرارية والبحث والتطلع فهي فرصة حتى نطور العديد من المهارات الأخرى التي سنحتاجها في العمل الحر، خاصة الشباب في سن 18 عند نجاحهم في شهادة الباكالوريا أرى أنهم يحتاجون إلى العديد من المهارات الأخرى حتى ينجحوا في تعلم مهارة من مهارات العمل الحر إذا لم تكن لهم مهارة مسبقا.
أظن أن مجال العمل الحر على وجه الخصوص هو من أكثر المجالات الذي لا يرتبط النجاح فيه بالتعليم الجامعي. فباستثناء بضع اختصاصات معقدة وقليلة وغالبا ليست في مجال العمل الحر، يستفيد الطالب من تعلم مهارات العمل الحر بشكل ذاتي أكثر، فعندما نتعلم مهارة بأنفسنا، وأصيحت مصادر المعرفة والدورات متوفرة بسهولة وللجميع، نحن نتعلم الاتكالية على أنفسنا وطرق البحث ولا نحصل على المعلومة جاهزة. ففي العمل الحر، نحن المشرفون على أنفسنا وفي الكثير من الأحيان نحتاج لتطوير مهاراتنا بأنفسنا كي نجاري متكلبات السوق. فالقدرة على البخث والتعلم الذاتي أهم سمة من سمات الفريلانسر الناجح والجامعة لا تساهم في بناء هذه المهارة. فأنا لا أدعو أي شخص إلى إهمال التعليم الجامعي فالشهادة إضافة مفيدة، ولكن الأهم هو تنمية قدراتنا البحثية وتطوير أنفسنا بأنفسنا من خلال حسن استخدام مصادر المعرفة المتاحة.
نحن المشرفون على أنفسنا وفي الكثير من الأحيان نحتاج لتطوير مهاراتنا بأنفسنا كي نجاري متكلبات السوق
مهارة البحث وتسويتها يمكنك تعلمها في الجامعة ولا أتفق معك في أن الجامعة لا تعلمنا هذه المهارة لأن عدم تعلمنا لمهالرة البحث يعود لعدم صدقنا وحبنا للتعلم، نحن من اخترنا الحصول على الجاهز أخذ تعب أشخاص آخرين ممكن، لكن الشخص الصادق في أبحاثه ومناقشاته ودراسته في الجامعة فسيتعلم العديد من المهارة، فترة الجامعة فترة مهمة في حياة الشخص إذا هو عرف كيف يستغلها بالطريقة الصحيحة، زميلة لي في فترة الجامعة وبفضل انخراطها في النوادي تعلمت التصميم الذي لم نكن نسمع عنه في الإنترنت من قبل لإلا من عند الأجانب، هناك من تعلم الإلقاء وهناك من تعلم المنقشة وحتى صناعة العروض التقديمية والبحث في الكتب العديد والعديد من المهارات التي لا تحصى، المهم أنت تكون صادق وفاعل في المجتمع الذي تتواجد فيه.
فهي تكون شخصيتنا وتصقل العديد من المهارات لدينا،
هذه نقطة في غاية الأهمية، ويمكنني القول أنني لاحظت ذلك حين عملت مع فتيات لم يغادرن ولاياتهن للدراسة ولم يسكنّ في الأحياء الجامعية، فرق كبير جدا بين الاثنين.
ما تعلمته خلال الجامعة والإقامة مع فتيات من عقليات وثقافات مختلفة لن أتعلمه في مكان آخر أبدا.
يمكن للطالب تعلم مهارة في الصيف وخلال نهاية الاسبوع والعمل كمستقل أيضا دون أن يؤثر ذلك على دراسته وإن لا يضيع فترة الجامعة ويستغلها في اختيار تخصص يفيده ويحبه، أفضل من سماع هذه الأفكار المتطرفة.
الشهادات هي مهارات موثقة ولذلك فلها أهمية كبيرة حيث أنها أحيانًا تظهر المهارات اللازمة لشخص ما هذه نقطة.
أما النقطة الأخرى فهي أن الشهادة تدل أحيانًا على أن الشخص قد تعلم في طريق معد من قبل الخبراء ويضمن حصوله على نوع معين من التعليم الأكاديمي. ولكن كل هذا يصب في مصلحة واحدة وهي المهارات.
فإن تمكن الشخص من الحصول على المهارات اللازمة بدون الحاجة للحصول على شهادة فهو مؤهل كفاية للعمل. حيث يكون هناك توثيق لمهاراته وهو عمله نفسه بدون الحاجة لكتابة الأمر في ورقة.
لكن أيعني هذا أن الجامعة والشهادة مضيعة للوقت؟ لا بالطبع. فالجامعة الصحيحة والطريق المناسب لنا هو استثمار ممتاز للوقت وإن لم توجد فالتعلم الذاتي يمكنه ببعض الجهد الأكبر أن يحل محلها في بعض الأحيان لكنه لا يمكنه أن يحل محلها في أحيان أخرى كدراسة الطب مثلًأ.
فالجامعة الصحيحة والطريق المناسب لنا هو استثمار ممتاز للوقت وإن لم توجد فالتعلم الذاتي يمكنه ببعض الجهد الأكبر أن يحل محلها في بعض الأحيان لكنه لا يمكنه أن يحل محلها في أحيان أخرى كدراسة الطب مثلا.
توجد بعض التخصصات التي لا يمكننا دراستها ذاتيا وهي تحتاج للجامعة صدقتي في هذا، لكن حتى المهارات التي لا تحتاج لجامعة في نظري شاب في عمر 18 يحتاج لمهارات عديدة غير المهارة الرئيسية حتى يتمكن من الدخول لمجال الحر، المجال يحتاج لصب وإصرار ومداومة وبحث وتطور مستمر ومراهق في هذا السن لا أدري إن كان سيكون مؤهلا لكل هذه الضغوط وسيستمر، ليس مثل الجامعة فالحصول على الشهادة سيعلمه الاستمرارية ويعلمه العديد من المهارات الأخرى الضرورية لخوض غمار تعلم مهارة ذاتيا ودخول مجال العمل الحر.
كبار الشركات في العالم الآن، مثل جوجل وأمازون، لا تعتد بالشهادات الجامعية بل تعترف بالمهارة أكثر وتوظف المتقدمين بناءاً على المهارة وليس الشهادة، فما يهمها ليس الشهادة التي تمتلكها فهي لن تفيدهم في شئ بل ما تستطيع تقديمه للشركة من خلال ما تستطيع تقديمه.
في نفس الوقت لا يجب أن نقول أن التعليم الأكاديمي مضيعة للوقت، لأنه يقوي موقفك في أي وظيفة "في حال وجود المهارة التي تقدمها وإذا لم توجد فلا أهمية للشهادة".
ومن وجهة نظري أنه لا بد أن يهتم الشخص قبل تخرجه من الجامعة بإثقال مهاراته وتنميتها، حتى لا يصطدم بواقع العمل حين تخرجه ويكتشف أن شهادته ما هي إلا ورقة تثبت بأنه مر على سنوات التعليم ولكنها لا تثبت أنه مؤهل للعمل.
ومن وجهة نظري أنه لا بد أن يهتم الشخص قبل تخرجه من الجامعة بإثقال مهاراته وتنميتها، حتى لا يصطدم بواقع العمل حين تخرجه ويكتشف أن شهادته ما هي إلا ورقة تثبت بأنه مر على سنوات التعليم ولكنها لا تثبت أنه مؤهل للعمل.
الشخص عليه الجمع بين الاثنين وممكن تكون حتى المسار الأكاديمي هو الموجه له في المسار المهاراتي، توجد العديد من التخصصات الأكاديمية التي تعلمك المهارة وتمنحك الشهادة، وحتى إن لم تكن كذلك يمكنه البحث في جهة آخر للحصول على المهارة ومرافقتها مع الشهادة وبهذا تكون حجة أقوى عند التقدم لمجال العمل الحر.
لا مجال للمقارنة بين التمتع بالمهارة والحصول على شهادة، بالعكس تماما أرى بأن الشخص الذي يملك مهارة لا يمكن أن يحظى بمنصب بمئة بالمئة، ونفس الوقت لايمكن نضمن عملا بالحصول على شهادة في الوقت الأني.
وبالرغم من الإهتمام الكبير الذي حظي به مجال عمل الحر في الوقت الحالي، إلا أنه من باب التجربة لا أنصح أن يضحي شخص بمستقبله ودراسته من أجل تعلم مهارة معينة في حين أن يمكن أن يتقن مهارة معينة في أوقات الفراغ أو في العطلة الصيفية.
مجال التصميم مثلا يتطلب لإتقانه 6 أشهر على الأكثر، ومجال البرمجة الوحيد الذي يستدعي سنوات لتعلم قد تفوق سنوات الدراسة الجامعية، لذلك التسلح بشهادة معينة لا يمكن أن نعوضها بوجود مهارة معينة.
لذلك التسلح بشهادة معينة لا يمكن أن نعوضها بوجود مهارة معينة
عندما نقرر البقاء في الجزائر علينا التسلح بالشهادة والمهارة والصبر حتى نوفر العيش الكريم على الأقل، اليوم العديد من البلدان الأجنبية والشركات تطلب المهارة أكثر من الشهادة والذين يتمتعون بالمهارة يكونوا أولى بالعمل على حامل الشهادة، لكن في بلدنا لا وجود لا لصاحب الشهادة ولا صاحب المهارة صاحب المعرفة هو من يحظى بالاهتمام لا غير، هذا الأمر أدى لهجرة الكثير والكثير وحتى الفريلانس أغلبهم يفكرون بالهجرة.
بالرغم من الواقع المر الذي نتذوقه اليوم يا مريم، إلا أن مرارة ذلك لا نعيشه وحدنا في الكرة الأرضية، أغلبية البلدان العربية تعيش أزمة بطالة، و ليس هذا فقط فحتى في البلدان الأجنبية لا يمكن أن تعيش يوما إلا لم تكن صاحب مهارة أو شهادة وملتزم بالوقت.
اليوم في البيئة الرقمية أصبح كل شئ متاح لتعلم سواء لتطوير مهارة معينة أو حتى دراسة عن بعد لكسب شهادة علمية، لذلك لا حجة لمن لا يريد أن يتعب على نفسه لتطوير ذاته والإشتغال على نفسه، أما بالنسبة للهجرة فأراه أمرا طبيعيا وستبقى الهجرة موجودة لسنوات قادمة أخرى ليس بسبب المشاكل والظروف القاسية التي يعيشها أصحاب الوطن وإنما الإنسان بطبعه يريد أن يحظى بحياة رفاهية ويطمع للأفضل دائما ومتى وجد الإستقرار وفرص أوسع سيظل يبحث عنها سواء بالهجرة الشرعية أو غير الشرعية.
إتاحة سوق العمل وفتح المجالات العديدة أمام الجميع للتعلّم واكتساب المهارات والعمل، لا ينفي قيمة أن يحمل المرء شهادة إتمامٍ في أمرٍ بعينه، في تخصص بعينه.
أعرف أن هناك الكثيرون ممّن يدرسون من الاختصاصات مالا يجدون فيه شغفه، لكن ثمة فئة لا نستطيع تهمشيها تعتز بكونها جاهدت كثيرًا حتى تصل مرادها، وبالتالي فلا تعميم لانعدام الشهادة الجامعية ..
على صعيد آخر، ليس البشر أجمعهم يعملون في مجالات يحبونها، ولكن الكثير قد فتح اللّه له باب رزق في اختصاصه الذي كان لا يرغب.
الشهادة الجامعية وأخص في وطني، لها أهمية حتى في الزواج ، فالتقارب العملي مطلوب ولا شك في أن سنين الجامعة، التعاملات، وغيرها من المواقف تخلق من شخصياتنا أشخاصًا تود الأُنس والاكتفاء والتقارب الفكري والعقلي.
أنا من مشجعي المجتهدين، الذين إن لم تسنح لهم الحياة بفرصةٍ ما انتهزوا غيرها ، وإن كان في قبضتهم شيء لم يفلتوه ويتشبثوا كل التشبث بغيره.
الشهادة الجامعية وأخص في وطني، لها أهمية حتى في الزواج
كيف ذلك نورهان، ما هي العلاقة التي بين الشهادة الجامعية والزواج في بلدك أثرتي فضولي؟
الشهادة الجامعية إلا وأنها ليس لها ثقل في وقتنا الحاضر إلا أنني وبشكل شخصي أحرص علي التنبية علي أهميتها، نعم الشهادة لا أعمل بها ولاكن مرحلتنا الجامعية تكون والي حد كبير الفترة التي نتعلم فيها ما يؤهلنا لسوق العمل والعمل علي أثرة، بدليل بعد تخرجنا من المرحلة الجامعية نعاني فعلا مثلا من مشكلات أخذ كورس جديد او تعلم شيئ جديد بسبب ضغوط العمل، المرحلة الأكاديمية ممتازة لمن يستغلها صح، بالإضافة لا يمكن التعويل عليها بأنها كل شيئ فالحياة العملية في الوقت الحالي تحتاج أصحاب مهارات لا أصحاب شهادات.
بالإضافة لا يمكن التعويل عليها بأنها كل شيئ فالحياة العملية في الوقت الحالي تحتاج أصحاب مهارات لا أصحاب شهادات.
أود أن أضيف على كلامك أيضًا مصطفى أن الفترة الجامعية ممتازة لجمع هذه المهارات فيوجد العديد من النشاطات والأنشطة الطلابية التي يمكن للمرء الدخول بها في وقت الجامعة كما أن هناك العديد من التدريبات التي تستهدف الطلبة أيضًا والكثير من المواقع التي توفر كورساتها بشكل مجاني للطلبة أيضًا.
على الرغم من أن المهارة مطلوبة إلا أن الشهادة مهمة أكثر، فكل وظيفة تتقدم لها يطلب منك إيداع الشهادات التي تمتلك. بصرف النظر عن الفوائد المالية ، فإن الحصول على شهادة جامعية يعد بمثابة إثبات داخلي لعملك الجاد وفكرك. بصفتك خريجًا جامعيًا ، واليوم ، تعتبر الشهادات الجامعية مهمة للغاية عندما يتعلق الأمر بحياتك المهنية. لن يقتصر الأمر على التحقق من صحة بيانات الاعتماد هذه في نظر أصحاب العمل ، بل ستمنحك الخلفية والأساس في المجال الذي تختاره والذي ستحتاجه لتحقيق النجاح.
التعليقات