يقول ميكافيلي : "الخداع هو ، في بعض الحالات ، الخيار الأفضل. كيف يمكن أن يكون؟ " هل توافقون على ذلك؟

هل بالفعل الخداع في بعض الحالات هو الحل الأفضل؟

لا أرى أي سيناريو يكون فيه الخداع أو الكذب أمرًا جيدًا إلا في حالة الحرب مثلًا ولا أعتقد أن هذا ما قصده ميكافيللي فهو يتحدث عن الحياة السياسية والعادية بشكل أكبر.

ولن أكذب هنا أيضًا فلم تكن هذه فكرتي طوال الوقت بل إنني في بعض الأحيان قد أكون وافقت ضمنيًا على ما قاله ميكافيللي

حتى تعرضت لبعض المواقف وقرأت كتاب يسمى الكذب لسام هاريس فغير فكرتي عن ذلك تمامًا.

أيمكنك أن تفكر في موقف واحد يكون الكذب والخداع به أفضل؟

وهل بالفعل الخداع في بعض الحالات هو الحل الأفضل؟

من وجهة نظري الكذب والخداع هما سلاح الشخص الفاشل المنهزم الغير قادر على تحمل المسؤولية، لا يمكنني اللجوء للكذب أو الخدع في حالة عدم تمكني من شيء أفضل المصارحة به سواء على مستوى العمل أو الحياة الشخصية، استعمالي للكذب أو الخداع في بعض الأحيان الاضرارية القليلة جدا كانت تنتهي بتأنيب ضمير وقلة ثقة في النفس في داخلي والآن مهما كان الوضع الصراحة هي أهم ما أملك مهما كانت النتائج.

أحياناً تنسد كل طرق الصدق أمامك ولا يبقى إلا الخداع وسيلة للوصول إلى ما تريد.

وعلى الرغم من أنني معارض لمعظم ما قاله ميكيافيللي في كتابه "الأمير" وأجده طريقاً ممهدة نحو الشر، إلاّ أنني أجد في تلك المقولة ما يبررها في أحيان قليلة.

فأحياناً يحدث معي مواقف خاصة لا أجد حلا فيها إلا بالمداراة، خاصة حين سعيي لإنهاء بعض الإجراءات الورقية في المنافذ الحكومية فلا يكون أمامي إلا الطرق الإلتفافية لأنهي تلك الإجراءات البسيطة، وهذا لأنني أقابل تعسف غير مبرر في بعض الأحيان من الموظفين وهذا ما يجعلني ألجأ لطرق لا أحبها حتى تنقضي مصلحتي وأوفر على نفسي الكثير من العناء. يدفعني إلى ذلك حاجتي الماسة التي بحاجة لإنقضاء في أسرع وقت.

وقس على هذا مواقف كثيرة لا تجدي المصداقية فيها نفعا بل ستضاعف مجهودك دون أي جدوى.

لذا فأنا ضد المقولة كأسلوب حياة ولكن يمكن استخدامها للضرورة القصوى كإستثناء من القاعدة.

نعم يمكن أن يكون الخداع الحل الأفضل في بعض الأحيان، كأن تمثل على والدتك بأنك غير مريض كي لا تشغل بالها أو أن تكذب لتصلح بين شخصين. فالحكم على الخداع يكمن في النية التي دفعتنا إليه، ففي بعض المواقف البسيطة يمكن أن يفيد الخداع ولا يترك ضررا على أحد.

لست مغرما بكلمة الخداع او الكذب ولكن الحصيف

من يتعلم متى يتكلم ومتى يصمت.