مع تزايد ارقام الطلاق يوم بعد يوم، هل يمكن ان يكون هو الحل في بعض المرات، ومتى يكون الطلاق الخيار الأفضل حتى مع وجود أطفال صغار؟
متى يكون الطلاق الخيار الأفضل حتى مع وجود أطفال صغار؟
"خصوصًا مع وجود الأطفال".
إن العلاقات الزوجية القائمة على عدم الاحترام، العلاقات التي كُسِر فيها حاجز الإنسانيّة، ووصلت الأمر فيها إلى التشابك اللفظي والجسدي، والاعتداءات المخزية، ما هي إلى سموم في ذكريات الأطفال تأكلها يومًا تلو الآخر. وبالتالي فإن الحالة هنا لا تتوقّف عن الطلاق سواء كان هنالك أطفال أم لا، وإنما تمتد إلى تصنيف الضرورة عندما يكون هنالك أطفال. يشيع في مجتمعاتنا العربية الحفاظ على الزواج مهما كان الثمن، بحجّة "خراب البيوت" وأشياء من هذا القبيل. لكن في المقابل، بعد الزيجات تعد مثل القنابل الموقوتة.
ن العلاقات الزوجية القائمة على عدم الاحترام، العلاقات التي كُسِر فيها حاجز الإنسانيّة،
بالفعل ذلكن، الا ترى ايضا بأن الدراما التلفزيونية هي الأخرى ساهمت في تسطيح مفهوم الزواج لدرجة ان جعلت اي شخص كان بدون ان يكون لديه وعي كافي بالمسؤولية التي تقع على عاتق بعد الزواج بأنه يمكنه ان يبني بيتا من علاقات افتراضية غير مؤسسة بشكل صحيح؟
قرأت بالأمس أن تقريبًا من بداية شهر رمضان يوجد 270 حالة طلاق في فلسطين! استغربت الأمر كثيرًا، أعلم أن المشاكل تكون قبل رمضان وهذا ليس سبب منطقي ولكن لا يزال الأمر مستغرب وغالبًا المشكلة هي أن البعض لا يتحمل انقطاع النيكوتين والكافيين فيزيد من العصبية والمشاكل.
على أي حال، الطلاق عندما يكون التفاهم صعب بين الزوجين ضروري، عندما يكون أحدهم يؤذي الآخر أو الأولاد بصورة عنيفة منها الضرب هو ضروري، عندما تكون التربية والبيئة السيئة احتمال كبير في التأثير على تربية الأطفال وقد تخلق منههم شخصيات سامة مستقبلًا وتؤذي غيرها، لأن الطفولة السيئة جزء كبير من هذه الشخصيات حسب ما قرأته من دراسات.
اليوم يوجد استشارات زوجية يمكن اللجوء إليها في هذه المرحلة، إذا لم تفلح المحاولات فالطلاق أسلم خيار.
ولكن ماذا بعد الطلاق؟ بعض الأزواج حتى بعد الطلاق تستمر المشاكل والتأثير على الأطفال ويكونوا شرسين في معاملتهم، وحتى أن الزوج أحيانًا يأخذ الأطفال غصب ويمنعهم من رؤية والدتهم، لهذا ينبغي أن يستمر الاحترام حتى بعد الطلاق وأن تكون العلاقة ودية بينهم بأن يروا الأطفال أن حياتهم لم تنتهي ويمنهم أن يحظوا بجو العائلة حتى بعد الانفصال.
ايضا في السعودية هناك دراسة افادت انه كل 10 دقائق توجد حالة طلاق، وفي الجزائر عندنا كل ساعة يوجد 10 طلاق، ربما هذه مجرد أرقام ولكنها اكيد في تفاقم عام بعد عام، وربما احد الأسباب التي افاد بها احد الأساتذة بأنه زواج القاصرات، والتعارف الافتراضي هو السبب في نهاية الزواج بالطلاق، والأمر مخيف اكثر بوجود أطفال.
ربما هذه مجرد أرقام ولكنها اكيد في تفاقم عام بعد عام،
ليست مجرد أرقام بل هي حقيقة، يفقد الناس عقولهم مع الصيام أحيانًا.
لا أرى أن زواج القاصرات أو عبر الإنترنت هو السبب، بعض الطلاقات تكون لأزواج من 20 سنة لكن أعتقد أن ابوضع العام صعب والمادي أصعب وطاقة التحمل أقل وبالتالي تزداد المشاكل الزوحية ويصعب التفاهم بينهم مما ينتهي الأمر بالطلاق.
الطلاق ليس المشكلة الأساسية، ولكن أن ينتهي الزواج بعنف ومشاكل تؤثر على الأطفال هي المشكلة.
عندما تكون الصحة النفسية الخاصة بالأطفال والزوجين مهددة بالانهيار . يقال أن الطلاق لا يجوز التفكير فيه مع وجود أطفال إذ أنه يؤدي إلى حالة من التشتت والضياع عند الأطفال وقد يوصلهم إلى الانحراف لا سمح الله. ولكن هنا أطرح سؤالا أثار انتباهي في هذا المجال. وأين نظرتنا للصحة النفسية التي أصبحت توازي الصحة الجسدية أهمية بحسب منظمة الصحة العالمية؟
عندما يرى الطفل حدة المشاحنات بين أمه وأباه وعدم الانسجام الذي يحكم علاقتهما ماذا سيكون شعوره؟ ألن تصبح صحته النفسية مهددة بالخطر فيشعر بالتوتر والقلق الدائم؟ وماذا عن الأبوين نفسهما، فإذا ما وجدا أن العيشة لا تطاق مع بعضهما نتيحة اختلافات لا يمكن ردمها أبدا، ألن تصبح تربيتهما للأطفال مهمة شاقة لن يقوا على القيام بها فيضيعا هم والأطفال؟
أنا أجد أن كل المواقف التي تهدد الصحة النفسية للأطراف هي مبرر للانفصال إذ أن حينها كلفة البقاء أعلى بكثير م نكلفة الطلاق.
يقال أن الطلاق لا يجوز التفكير فيه مع وجود أطفال إذ أنه يؤدي إلى حالة من التشتت والضياع عند الأطفال وقد يوصلهم إلى الانحراف لا سمح الله.
بالعكس تماما، ارى اذا تفاقم الأمر لابد ان يضع له الزوجين حدا، والا ادى الى نتائج وخيمة لقدر الله.
وأين نظرتنا للصحة النفسية التي أصبحت توازي الصحة الجسدية أهمية بحسب منظمة الصحة العالمية؟
مؤخرا بدأت لاحظ تغيير نظرتنا اتجاه الخضوع للعلاج النفسي، وهذا مؤشر جيد ان الأشخاص بدؤوا يدركون اهمية الصحة النفسية بقدر اهتمامهم بالصحة الجسدية.
أحيانًا يكون الاستمرار في الزواج لأجل الأطفال أكثر ضررًا عليهم من الانفصال. برأيي أن الطلاق يكون هو الخيار الأفضل عندما نتقين داخليًا من استحالة الحياة سويًا، ويكون الشيء الوحيد الذي يدفعنا إلى الاستمرار هو مؤثر خارجي، كوجود أطفال أو الخوف من كلام الناس. هذا هو المعيار.
يجب أن يكون الطلاق خيارًا آخر وليس الخيار الأول عندما يواجه الزوجان مشاكل في العلاقة الزوجية، خاصةً عند وجود أطفال صغار. فالطلاق يؤثر بشكل كبير على حياة الأطفال وقد يترتب عليه تأثيرات نفسية وعاطفية سلبية تستمر لفترة طويلة من حياتهم.
ومع ذلك، يمكن أن يكون الطلاق الخيار الأفضل في بعض الحالات، وذلك في الحالات التالية:
1- عند وجود عنف أسري: إذا كان هناك عنف أسري من قبل أحد الشريكين، فقد يكون الطلاق الخيار الأفضل لحماية الأطفال والحفاظ على سلامتهم.
2- عدم وجود حلول للمشاكل: إذا كان هناك مشاكل خطيرة في العلاقة الزوجية ولم يتمكن الزوجان من الاتفاق على الحلول المناسبة، فقد يكون الطلاق هو الخيار الأفضل.
3- الخيانة: إذا كان أحد الشريكين قد خان الثقة والوفاء، فقد يكون الطلاق هو الخيار الأفضل لتجنب تأثيرات الخيانة على العلاقة الزوجية والأسرة.
4- انعدام الحب: إذا بدأ الشريكان في الشعور بانعدام الحب وعدم التوافق العاطفي، فقد يكون الطلاق خيارًا أفضل للحفاظ على سلامة الأسرة والحفاظ على صحة الأطفال.
5- التغيرات الشخصية: إذا حدثت تغيرات في شخصية أحد الشريكين تؤدي إلى عدم التوافق وصعوبة الحياة الزوجية، فقد يكون الطلاق هو الخيار الأفضل للحفاظ على الصحة النفسية للشريكين والأطفال.
في النهاية، يجب على الأسرة والزوجين البحث عن الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجههم قبل اللجوء إلى الطلاق، وعدم الانفعال بسرعة، والعمل معًا على تحسين العلاقة الزوجية بما يخدم مصلحة الأسرة ككل.
التعليقات