القرارات التي نتخذها في حياتنا يكون لها تأثير كبير في الحياة التي سنحصل عليها خاصة القرارات المصيرية، في سنة 2010 اتخذت قرار دراسة التسويق والتخصص فيه، وفي بلدي كنت أعرف أن هذا التخصص لن أحصل على عمل عندما أنهي دراستي لكن حبي للمجال غلب عقلي رغم اعتراض العائلة، بعد التخرج 3 سنوات وأنا نادمة على قراري حقيقة وخاصة كوني أسكن خارج المدينة، في منطقتي لا توجد لا مؤسسات صناعية ولا شركات ومستحيل أن أسافر وحدي لمنطقة أخرى، لكن مع الوقت اختلفت نظرتي لهذا المجال وأصبحت أكثر سعادة باختياري إياه، وأنتم ما هي القرارات التي اعتقدتم أنها كانت خاطئة لكنها اثبت لكم مع الوقت أنها قرارات صحيحة وسعدتم لاتخاذكم هذه القرارات؟
ما هو القرار الذي كنت تعتقد أنك أخطأت في اتخاذه لكن نتائجه المستقبلية غيرت نظرك فيه؟
ربما حظي اختيار تخصصي بالثانوية أيضًا بمثل شعوري ناحية اختيار تخصصك. لم يخبرني أحد بأنه خاطئ ولكن في دائرة أصدقائي وفصلي وحتى المدرسة بكاملها كانت دائرة المختارات لهذا التخصص (الرياضيات) قليلة بل تكاد تنعدم وهو ما جعلني أشعر بالغربة قليلًا
ثم جاءت تعليقات مثل: "ما الذي ابعدك عن أصدقاءك" أو "هذا المجال ليس مناسبًا للفتيات" لتزيد الطين بلة.
ولكن في النهاية لم أندم لحظة على هذا القرار وكل يوم يمر منذ يوم اختياري يشعرني أكثر أني اخترت الاختيار الصائب رغم عدم اختيار أحد من أصدقائي له أو وجود أحد من أقربائي يعمل به.
ربما بعد التخرج سأواجه بعض الصعوبات بسبب هذه النقاط ولكن سأحاول قدر الإمكان أن لا أندم عليه أيضًا إن حدث هذا.
أهم ما في الأمر يا أمنية هو أن يخلو من الندم، لأن مشاعر الندم هذه هي القادرة في النهاية على إحباط مختلف محاولاتنا في الاستقلال بذواتنا، وقد تعرّضتُ للموقف نفسه على هذا الصعيد، حيث أنني اضطررتُ في العديد من الأحيان إلى تبرير موقفي بأنني دخلتُ كلية اخترتُ مجالها بعد الثانوية العامة، لأنني في المسار الأكاديمي الخاص به لم أكن ناجحًا على الإطلاق. لكن بوقفة مع نفسي، أدركتُ أن القرار كان قراري بالرغم من رفض الجميع وأنني لستُ نادمًا عليه، وبالتالي فقد اكتسبتُ القدرة بعدها على السيطرة على الموقفة واستعادة قدرتي على تخطّي المراحل الدراسية فيها، لأن القرار قراري في النهاية.
أوافقك الرأي علي فحتى لو كان القرار الذي أخذناه خاطئًا بشكل لا يدع مجال للشك فقد تعلمنا وخضنا رحلة طويلة أبعد من أن نندم على ما فاتنا
وقد أضيف أيضًا أنه أحيانًا يكون الندم على ما فات عائقًا لنا في ترك ما لم يعد مفيدًا في المستقبل. كأن تكون في فيلم ممل مثلًا وتقرر الخروج من السينما في المنتصف ولكن يجعلك التفكير في سعر التذكرة والندم على نصف المدة التي ضاعت تضيع النصف الأخر في سبيل عدم اهدار ما استثمرته بالفعل في الفيلم. وربما مثال الفيلم تافه قليلًا لكن لا أتمنى أن يقيدني الندم على الماضي فأكون في موقف كهذا في قرارات حياتي المصيرية
في العام 1991 اجلت التحاقي بالجامعة لحين حصولي على قبول دراسة الطب البشري، وضاعت سنة كاملة من عمري ولكن لم اتمكن من السفر لدراسة الطب. وفي العام 1992 تمكنت من الحصول على قبول لدراسة الصيدلة واعتبره اسوأ قرار في حياتي ولم اكن ارغب فيها حتى اثر ذلك على اول عامين من الدراسة. حتى جلس مع المرشد الاكاديمي وبدا يشرح لي مميزات دراسة الصيدلة والوظائف التي يمكن الالتحاق بها في السوق وكيف يمكنني ان افتح مجالات واسعة في حياتي. واستعدت ثقتي في نفسي حتى تفوقت في الدراسة وتخرجت من الجامعة.
وفتحت لي افاق وظيفية حتى تبوأت الان عضو لجنة خاصة في وزارة الصحة تتبع وزيرة الصحة الفلسطينية ناهيك عن نجاحي على صعيدي المهني والاجتماعي بسبب كوني صيدلاني.
ماذا لو حدث العكس د. مازن؟ بالنسبة لي كانت كلية الصيدلة هي حلمي منذ الصغر وسعيت بأقصى ما لدي للالتحاق بها، وقد كان. ولكن ما إن خرجت إلى سوق العمل حتى أُصبت بالإحباط سواء من عدم موافقته للمنهج الأكاديمي الذي تعلمته، أو لسوء تعامل بعض المرضى، أو للعائد المادي الضعيف للغاية. كيف يمكنني تجاوز هذا الشعور وفقًا لخبرتك الواسعة في المجال؟
علم الصيدلة، واسع للغاية، وذلك لارتباطه بالكثير من المجالات الطبية الاخرى والدوائية، فسوق العمل فيه متاح ومن تجربتي وخاصة مع غيري ونصائحي للغير ان من لم يتمكن من الحصول على وظيفة مستقرة كصيدلي عليه ان يتجه للبحث العلمي واستكمال الدراسات العليا ليتمكن من الحصول على وظائف اكاديمية ..
وكذلك الاتجاه للعمل في الشركات الداوئية والغذائية والتجميل وحتى الكيميائية .
وكما يمكن فتح مشروع خاص كصيدلية او الاتجاه لصناعة بعض المنتجات الصيدلانية وهناك طرق بسيطة يمكن للصيدلي ان يقوم بها وينتج مواد تجميل رائعة ومجزية ماديا.
في كل الاحوال للاسف الصيادلة عليهم ان ينظموا مهنتهم ويلتزموا بالنظم والقوانين لتبقى بالفعل مهنة راقية ونفتخر بها.
لدي قصة مشابهة لقصتك، فأنا في الأساس درست الترجمة، وبعد التخرج، قررت دراسة علم النفس لأني أعتبره مجالا مثيرا للاهتمام، ولكن بعد فترة ندمت واعتبرت أنني شتت نفسي بين اختصاصين وكما نقول في لبنان "من كل وادي عصا". أما الآن أنا سعيد بقراري على الرغم من أنني لم أستفد ماديا من الاختصاص حتى الآن، إلا أنني تعلمت منه الكثير وتغيرت نظرتي للحياة وهذا أهم من أي نجاح مادي. وكذلك أصبحت آفاقي المستقبلية أوسع وأشعر الآن بشغف وحماس أكبر للاستفادة من مجالين، فأنا أشجع أي شخص على السعي وراء شغفه وخلق توازن بين متطلبات سوق العمل ونوع العمل الذي يحبه.
أما الآن أنا سعيد بقراري على الرغم من أنني لم أستفد ماديا من الاختصاص حتى الآن، إلا أنني تعلمت منه الكثير وتغيرت نظرتي للحياة وهذا أهم من أي نجاح مادي
أتفهم مقصدك تمامًا فلدي قصة مشابهة حيث قام والدي بدراسة الحقوق تحت نظام التعليم المفتوح قبل سنوات قليلة رغم أنه درس تخصصًا جامعيًا أخر في فترة شبابه وهو التجارة
ورغم أنه لم يستفد بالشهادة الجديدة ماديًا بأي شكل لأنه يعمل في مجاله الأصلي إلا أنه لم يندم على هذه التجربة الجديدة التي قام بها قبل بلوغه سن المعاش بسنوات قليلة.
وبشكل شخصي أشعر أن استفادتك من المجاليين أمر محتوم خاصة أن الترجمة مجال مفتوح وواسع والآن اصبحتي مترجمة أفضل في تخصصات علم النفس من أغلب المترجمين الذين يعلمون القشور فقط عن هذا المجال.
ما هي القرارات التي اعتقدتم أنها كانت خاطئة لكنها اثبت لكم مع الوقت أنها قرارات صحيحة وسعدتم لاتخاذكم هذه القرارات؟
هو قرار دراستي للبرمجيات وتعلمي إيها وأنا لست من خريجين كليات الهندسة أو المعلوماتية ولاكن حبي لمجال الكمبيوتر تدرج بي إلي البرمجة وكان قراري أن تكون هي عملي وطريقي ، ربما هذا القرار المصيري ظننت أنة خطأ بعد تعلمي وإخراجي لمجموعة مشاريع فلم أجد حولي من الشركات التي أعمل فيها ولاكن مع التدرج وصلت إلي أحد الشركات المحترمة وعملت بها وإتضح لي أن هذا المجال كان هو الصحيح .
اكتشفت انه من تعلم أي شئ خاص بالتكنولوجيا والكمبيوتر في الفترة السابقة لم يندم على قرار تعلمه لأن الغزو الرقمي لحياتنا يجعل التكنولوجيا أولوية في التعلم بل وتتفوق من حيث الأولوية على المواد الدراسية في المدرسة، فسوق العمل في الفترة القادمة سيستوعب كل المبرمجين والمسوقين وسيكون بحاجة للمزيد سواء في الدول العربية التي تتقدم ببطئ نحو التقدم الرقمي أو الدول الأوربية التي تعتمد بالفعل على الرقمنة بصورة كبيرة.
ولكن كن الغريب أنك ظللت تبحث كثيراً عن شركة للعمل، هل هذا بسبب عدم تطور مستواك أم بسبب عدم وجود شركات بحاجة لمبرمجين؟
بسبب عدم وجود شركات برمجية في منطقتي ، بالإضافة لعدم توافر أشخاص في نفس المجال في القريب مني ، فكان لابد من الإنتقال من منطقتي إلي مكان أخر توجد فيه شركات برمجية ، وهذا قرار صعب وخاصة أنني لم أكن علي أعلم ما ينتظرني وهل سأجد غايتي أم لا ، أما علي المستوي المهني فقد إجتزت العديد من المهارات البرمجية بكفائة عالية ، حيث بعد تعرفي علي اولي الشركات التي عملت بها رحبو جدا بما لدي من مهارات تقنية .
هذا هو حال التكنولوجيا منذ سنوات قليلة مضت، فهي تتقدم وتنتشر عام بعد عام.
ولكن قرارك بالخروج والبحث عن عمل خاص بإمكانياتك رغم عدم وجود شركات بمحيط هو قرار جرئ وإيجابي جدا.
منذ فترة سمعت بودكاست لأحمد أبوزيد وأبو سريع بعنوان "لماذا هرب هذا المبرمج من ألمانيا"
إن كنت تخطط للسفر والعمل بالخارج أنصحك بمشاهدة هذا البودكاست خاصة إن كنت تنوي السفر لأوربا.
فهو يشرح الحياة في ألمانيا واوربا عموماً وتناول الإيجابيات والسلبيات التي دفعته للرجوع من هناك
بالفعل كان قرار جريئ جداً والأجرء أنني لم أكن أتوقع عواقبة ، وفي بدايتي فيه كان الكثير من الصعوبات حتي أنني كنت ألوم نفسي في البداية ولاكن قراري كان شريطة عدم الرجوع فيه ، مع الوقت أكتشفت أن هذا هو القرار السليم وأنني كنت سأخسر كثير لولم أفعلة .
تخطيط السفر وإكتساب المزيد من الخبرات علي المستوي العلمي والعملي دائما في مخيلتي فأعمل دائما علي تنمية نفسي في هذا الجانب ، أشكرك علي هذا التوضيح حول السفر والعمل بالخارج.
قرار دراسة اللغة الفرنسية، وقد كنت أدرسها بمفردي لأنني أحبها وعلى حساب واجباتي المدرسية وحين انخفض تحصيلي تركت الفرنسية، لكن في المستقبل بت أشعر أنني أكثر اطلاعًا وفهمًا ممن حولي ويمكنني تبسيط الكثير من الكلمات التي لا يفهمها من حولي أو نستخدمها دون معرفة مصدرها أو نطقها الصحيح، وفي الحقيقة تعلمت ألا أندم أبدًا على أي أمر يمدني بالمعرفة لأن هذه المعرفة ستؤتي ثمَمرها في حياتي وفي أدق التفاصيل
قرار دراسة اللغة الفرنسية
على الأغلب أنك لست من بلاد المغرب العربي وأنك يا أردنية يا فلسطينية، أنا درست اللغة لأنها ضمن منهجنا الدراسي وما زلت أدرسها رغم عدم حبي لها والعديد من زميلاتي الأردنيات والفليسطينيات يخبرنن على حبهن في تعلم اللغة الفرنسية.
ذلك القرار الذي كان اتخاذه سيعرقلني لسنوات عديدة ، هو أنني منذ خمس سنوات قررت الإنقطاع عن التعليم الثانوي والإلتحاق بالتعليم الفني، وقد كانت تسوقني رغبة عنيفة لا تحتكم لأي منطق، مصدرها هو حالة نفسية صعبة مررت بها آنذاك، ولم أكن أستمع لأية نصائح تخبرني أن هذا سيؤثر على مستقبلي..ومع انتهاء اجراءات التحويل من الثانوية إلى الصانعية، ذهبت لأسحب ملفي من المدرسة الثانوية وسحبته بالفعل، فقابلني مدير المدرسة وبعض الأساتذة وظلا يقناعاني بأن أعدل عن ذلك القرار، حتى أخذ أحد الأساتذة الملف من يدي وقال لي جرب ان تحضر اليوم في فصلك مع زملائك وبعدها اتخذ قرارك...فذهبت وحضرت في ذلك اليوم فاستقبلني زملائي بحفاوة أدخلت السرور إلى قلبي..ومن هنا عدلت عن قراري الغبي واستمريت.
والآن أدرس التخصص الذي أحبه في الجامعة وما كنت سأصل إلى الجامعة أصلاً إن كنت اتخذت ذلك القرار وقتها.
التعليقات