قرار الانسحاب من العلاقات هو قرار صعب على معظم الأشخاص، فالفراق في حد ذاته متعب للروح، فماذا لو كان هذا الفراق قرار وليس إجبار؟ أخبروني متى تعتقدون الانسحاب من العلاقات الشخصية أصبح ضرورة، سواء كانت علاقة زواج أو صداقة أو قرابة وما إلى ذلك؟
متى تجد أنه من الضروري عليك الانسحاب من العلاقات الشخصية؟
قرار الإبتعاد صعب في أغلب الأحوال خاصة إن كانت في المنتصف ذكريات ومواقف كثيرة بينك وبين الشخص الآخر، ولكن أحياناً يجب اختيار "الإبتعاد" كأفضل الخسائر.
لا بد أن يكون قرار الإنسحاب حاسماً حين يشعر الإنسان بأنه مُهان في العلاقة، لا يتم تقديره، أو لا يحصل على حقه المشروع من المشاعر الطيبه، فما نحن إلاّ جوعى مشاعر، نصادق لنستأنس برفيق ونحب لترفرف الروح وينمو العشب ويشب الزهر في أكثر طرقنا وحشة.
وقد تبتعد كذلك لأنه يتم وضعك على الرف دون عمل أي حساب لمشاعرك او لكرامتك.
أو حين تكون مستنزفاً، دائم العطاء دون أي مقابل، وحين تشعر بأنك ثقيلٌ على الطرف الآخر وأنك مصدر إزعاج له ولو بالقدر القليل.
وليس دائماً يتم اتخاذ قرار الإبتعاد بسبب وجود مشاعر سلبية مثل ما ذكرته، أحياناً يتم قرار الإبتعاد برضا الطرفين خاصة بين الشاب والفتاة المقبلين على الزواج وتعارفا وتقاربا ولم يجدا أنفسهما متوافقين، فإنهما يلجئان إلى الإبتعاد وصرف النظر عن استكمال العلاقة.
وأحياناً يتخذ ذلك القرار "قرار الإبتعاد" شخص واحد دون الإتفاق المسبق مع الطرف الآخر مما يتسبب في الضيق والحزن لهءا الشخص وقد يرمي المبتعد عنه ب "الخيانة" .
ولكن ليس شرطا أن تكون خيانة..فقط لا يوجد توافق، هذا كل ما في الأمر، وليس فرضاً على أحد أن يكون في علاقة لا تناسبه. لذا قد يسعى للتخلص منك لأكثر طريقة إنسانية ممكنة..ولا يوجد أمامك سوى تقبل الأمر، وهذا أفضل من أن تفرض نفسك على من لم يجدك مناسباً.
أعلم أن ذلك قاسياً بعض الشئ، ولكنها الحياة!
وليس كل ما يتمناه المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
أنا أومن فعلًا بأن الأسباب الكبيرة وحدها ليست مقياسًا للانسحاب، فالانسحاب من العلاقات قد يكون له دوافع شخصية لا يمكن التعبير عنها. لكن الضروري في الأمر هو أن ينسحب الإنسان فور أن يستشعر الرغبة في ذلك، بغض النظر عن أي معايير، وذلك لأننا جميعًا نمتلك الحرية في هذا، وحتى لا نجني أشواك الندم فيما بعد.
لكن السؤال الأبرز هنا يا صديقي: ما هي الطرق المناسبة التي يمكننا التعبير من خلالها عن مثل هذه المشاعر التي تنمّي بداخلنا رغبة الانسحاب إذا لم ينحصر الأمر وقتها في أحداث خارجية مثل الخيانة وخلافه؟
بالرغم من أنك حينها لن تكون مضطراً لأن تشرح للطرف الآخر موقفك حيث أن الطرف الآخر سيجد صعوبة كبيرة في استيعاب أسبابك وسيظنها تهربا منك بل وقد يتطرق الأمر لمصطلح "خيانة".
فأنا لا أرجح التبرير إن كانت العلاقة في أولها، فلتبتعد في صمت دون إحداث أي ضجيج ودون إبداء رأيك في شئ إلى ان يطلب منك الطرف الآخر قول أسباب إنزوائك عنه وحينها كن معه لطيفاً واضحا.
أما إذا كانت العلاقة متقدمة فأنا هنا ارجح أن تكون صريحاً واضحاً في أسبابك..حتى وإن لم يصدق ما تقول، فعلى الأقل فعلت ما يرضى ضميرك .
عزيزتي شيماء،
قرار الانسحاب من أصعب القرارات التي يتخذها الشخص كما ذكرتي الفراق ليس بالأمر الهين ولكن لا يقرر أي شخص هذا القرار الا بعد مروره بالعديد من المواقف التي أصابته بالاحباط من الشخص الذي توسم فيه أن يمضي باقي عمره معه سواء كا أصدقاء أو ازواج أو حتى أخوة وعائلة.
ولكنني انصح قبل أن يتخذ الشخص قرار مثل هذا، أن يقوم بكتابة ورقة بها مميزات وعيوب هذا الشخص وان يسأل نفسه هل المواقف السلبية التي مر بها هذا الشخص كانت في ظروف سيئة؟ وبالتالي ظهرت تصرفات تؤذي الطرف الآخر عن غير قصد؟
وفي حالة الزواج أو حتى الصداقة يمكن اللجوء الى استشاري في العلاقات سواء الزوجية أو العلاقات في العموم، حتى يتم المساعدة في الوصول إلى قرار سليم سواء بالفراق ام بالاستمرار.
وفي الختام، ليس على اي شخص أن يظل في علاقة ترهقه وتجعله تعيسا في حياته.
أعتقد أن أي علاقة تجعل الشخص يُنهك ويصبح رهينة للتفكير في عدم عطاء الطرف الآخر، وعدم أهمية العلاقة بالنسبة له، أجد هذا هو الوقت الملائم لإنهاء العلاقة.
وصدقيني يا شيماء أن العلاقات المرهقة هي الشيء الوحيد الذي يقتل الشخص نفسيا وجسديا أثناء انتظار الطرف الآخر كي يتغير، الأمر الذي لن يحدث.
لذا يجب عليك الانسحاب متى ما رأيتِ الشخص غير مبالي بالعلاقة ولا باستمراريتها.
لكن يجب أن أشير إلى أن الذي أقصده هو العلاقات مادون الزواج بدون استثناء، أما الزواج فيجب أن يكون القرار بتأني وبعد الكثير من محاولة استكشاف سبب المشاكل ومحاولة إصلاحها، بعد ذلك يقوم الشخص بتقييم العلاقة ثم يقرر إذا كان من الأفضل أن يضحي ببعض الخلافات من أجل الأطفال أو أي عامل آخر، أو يقرر الانفصال وهذا أيضا خيار مطروح قد يتم اتخاذه.
- عندما تصل علاقتنا إلى طريق مسدود مع من نرغب في أن ننسحب من علاقتنا معه.
- عندما نشعر بأن صحتنا النفسية والعقلية تأثرت نتيجة استمرار العلاقة، للأسف هنالك بعض الاشخاص المتواجدين في حياتنا يجعلون حياتنا جحيم. هذا يجعل بأن مثل هذه العلاقات قد استنزفت حياتنا الشخصية والمهنية والعاطفية.
- عندما أشعر بأن اللحظات الحزينة فاقت اللحظات السعيدة بشكل كبير.
- عندما نشعر بأننا لا نحمل الحب تجاه أنفسنا بالاضافة إلى أننا نفقتد الرضى عن أنفسنا.
- عندما نشعر بأننا تقاتل بدون توقف.
- عندما يكون جل تفكيرنا في قرار الانفصال.
كل هذه عوامل مهمة، إن كانت موجودة، قد يكون حان الوقت لاتخاذ قرار الانفصال عنهم. مثل هذه القرارات لا يتم الاخذ به الابعد وقت طويل ومعرفة السبب الذي جعلنا نتخذ هذا القرار، وبالتأكيد تقييم مدى تأثير هذه العلاقة علينا وعلى صحتنا العقلية والنفسية قد يكون حدث لأكثر من مرة قبل اتخاذ القرار.
العلاقات السامة لاشك أنها تدمر حياة الشخص النفسية والعاطفية وتهلكه، فإن استطاع الخروج منها لن يخرج بكامل عافيته، بالأمس فقط تحدثت مع صديقة تطلقت حديثا تطلب مني حلا كيف تقنع أهلها بضرورة أخذ استشارات وجلسات نفسية
ترى الدكتورة كيلي كامبل أن كلمة سام تختلف من شخص لآخر، فقد يرى البعض شخصا على أنه سام وقد يراه البعض الآخر عاديا، لذلك نجد الكثير من الأطراف ولاسيما الزواج لا يستطيعون مغادرة العلاقة لأن أغلب من حولهم يرون الأمر طبيعي.
الانسحاب من العلاقة يجب أن يحدث حين تصبح العلاقة تستهلكك وتستنزفك دون أن تمنحك شيئا غير الحزن والذل وخاصة إن كان لا أمل من تغير الطرف الآخر ولذلك يصبح الخروج منها والتحرر واجبا وليس فقط خيار.
التعليقات