ظلت فكرة الكتابة تراودني لأشهر حتى قررت تجربتها. فما الذي يجذبنا نحو الكتابة؟ هل أوقات الخلوة بأنفسنا هي التي تشدنا نحو ذلك فيصير الورق رفيقنا الوحيد الذي نتحدث معه عن كل مايختمر في صدورنا؟ أم أن للكتابة دوافع أخرى قد تختلف حسب الزمان والمكان وحتى الأشخاص؟
هل الكتابة رفيق الوحيد؟
عادة الكتابة هي أداة قوية وصديق قوي خاصةً للأشخاص الانطوائيين والذين لا يحبون الضوضاء أو الحشود، فهي تكن خير رفيق، فيمكنهم بواسطتها التعبير عن أنفسهم وما يدور بداخلهم، بكل سهولة، يمكنهم ترجمة مشاعرهم بكل يسر دون الشعور بالحرج أو الضغط.
أم أن للكتابة دوافع أخرى قد تختلف حسب الزمان والمكان وحتى الأشخاص؟
الكثير يتخذ الكتابة وسيلة ربح، فيكتب كوظيفة، وكوسيلة للربح منها، ولكن ما ألاحظه أن الكاتب الذي يحقق نجاحا قويا بعمله هو نفسه الشخص المحب للكتابة وتعد أولى هواياته.
هل أوقات الخلوة بأنفسنا هي التي تشدنا نحو ذلك فيصير الورق رفيقنا الوحيد الذي نتحدث معه عن كل مايختمر في صدورنا؟
قد تكون الخلوة سببا يدفعنا للكتابة، فحينما يختلي الإنسان بنفسه تتقاذفه الأفكار وتتنزل عليه الخواطر، فيكون بحاجة إلى إفراغ هذه الخواطر، وكتابة هذه الافكار.
أم أن للكتابة دوافع أخرى قد تختلف حسب الزمان والمكان وحتى الأشخاص؟
نعم للكتابة دوافع أخرى مثل:
حالة تنتاب المبدعين، بحيث يشعرون بالحاجة للتعبير عما يختلج في ذواتهم.
دافع يعتقد صاحبه أنه اهتدى لجديد كفكرة لم يطرق أبوابها أحد.
شعور المفكر بالحاجة لمتعة الكتابة الفنية الشعرية والروائية، التي تعرف انتشارا لا سابق له في المشرق العربي.
وأيضا تعد وسائل التواصل الاجتماعي دافعا للكتابة، فمع انتشار الأفكار المختلفة بكثرة من خلالها يشعر الآخرون بما يدفعهم نحو الكتابة مثل غيرهم.
الكتابة لها فضل كبير علي فهي منحتني فعلًا أصدقاءً حقيقيين، منهم من يشبهني ومنهم من يختلف ويكملني .
الكتابة تساعدنا في اكتشاف أنفسنا والبحث عن ذواتنا ورغباتنا وتقوية مهارات التفكير التي تساعدنا في التعامل مع أي مشاكل تواجهنا في الحياة اليومية
كتب شكسبير لأجل المال، وكتب جابرييل جارسيا ماركيز لأجل أن يعيش وكتب بوكوفسكي تحت تأثير الخمر وكتب ديستويفسكي ليعبر عن الإنسان وكتب كافكا ليمارس جنونه وكتب هوجو ليؤرخ المأساة الإنسانية.
غرض الكتابة قد يختلف من إنسانٍ لآخر وإن ما يدفع الإنسان للكتابة، ليس شرطاً أن تكون الموهبة، بل قد يكون إرادة التعبير عن نفسه ومكنوناتها وما يعتمل فيها من مشاعرٍ ومخاوف.
فالكتابة وإن كانت مجرد خربشات على الورق، فإنها قادرة أن تخفف عن الإنسان وطأة ضيقه وحزنه، وتشعره بأن ثمة من يستمع إليه دون أن ينقطع أو يمل، وتكون تلك طريقة مجدية في التخفيف عن الإنسان وإخراج كبته ولو في صورة غير كاملة.
فمهما ابتكر الإنسان من طرق للتخفيف عن نفسه، فإنه لن يستغني أبداً عن وجود شخص بجانبه يشعر بما يمر به ويقاسمه لحظاته بحلوها ومرها. ويحكي له ما يحزنه ويؤرق مضجعه.
ولكني أرى أفضل دافع للكتابة، أن يكون الإنسان مؤمن بقضية معينة ويدافع عنها بقلمه ويكون له مؤلفات ومشروع يقضي فيه عمره دون أن يتنازل.
وهذا هو هدفي من الكتابة.
هل أوقات الخلوة بأنفسنا هي التي تشدنا نحو ذلك فيصير الورق رفيقنا الوحيد الذي نتحدث معه عن كل مايختمر في صدورنا؟
الخلوة عامل رئيسي من وراء لجوء الشخص إلى مهارة الكتابة وخاصة ممن يتصفون بالانطوائية. يمكن لهؤلاء الاشخاص أن يفرغوا همومهم والتخلص من التفكير السلبي من خلال الكتابة.
؟ أم أن للكتابة دوافع أخرى قد تختلف حسب الزمان والمكان وحتى الأشخاص؟
دوافع الكتابة تختلف من شخص إلى شخص أيضًا من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان، فهناك من يراها أنها موهبة، لهذا بحاجة إلى تطوير والعمل بها، هناك من يراها ونيس له في خلوته. وهناك من يرغب في تحقيق مردود مالي من وراءها وهكذا.
التعليقات