لا تكاد تصادف باحثا عن كاتب محتوى، إلا وقد اشترط مراعاة السيو.
ألا ترون أن السيو يقضي على الكتابة الأدبية الإبداعية؟
الكتابة الأدبية والسيو
اسمح لي أن آتيك من المستقبل يا محمد وأخبرك بأنّ محركات البحث وتوافقك معها أصبح كما نقول دقة قديمة، فقد دُمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في المتصفحات ولم يعد الانشغال بالكلمات المفتاحية يُؤرق الكثير من الآن، فيمكنك من الآن وصاعدًا كتابة ما يحلو لك لكن سيبقى التساؤل الأهم: بعد اختفاء المفهوم التقليدي للتوافق مع محركات البحث ما هي المعايير التي ستُقاس عليها المحتويات؟ هل ستعود الجودة بدلا من شكل الكتابة؟ أم سيكون للذكاء الصناعي رأي آخر؟
أعتقد أن الاتجاه القادم هو توافق الكتابة مع محركات الذكاء الصناعي حتى تظهر الصفحات المكتوبة في نتائج بحث الذكاء الصناعي، فلم يعد يكفي أن تظهر الصفحات في نتائج بحث محركات البحث التقليدية.
أتفق معك في أن الذكاء الصناعي يغير قواعد اللعبة، لكن الفكرة ليست فقط في "توافق الكتابة" معه، بل في كيفية فهمه للمحتوى. محركات البحث التقليدية تعتمد على الكلمات المفتاحية والروابط، بينما الذكاء الصناعي يعتمد على تحليل المعنى والسياق، وهذا يجعل اللعبة مختلفة تمامًا.
المحتوى الذي سيتصدر ليس فقط المكتوب بطريقة تتناسب مع الذكاء الصناعي، بل المحتوى القيم والمباشر والواضح، لأن الذكاء الصناعي لا يعرض روابط فقط، بل يحاول تقديم إجابة مباشرة. لذلك، السر لن يكون في مجرد تحسين محركات البحث التقليدية، بل في إنشاء محتوى يفهمه الذكاء الصناعي على أنه مفيد وموثوق ويستحق الظهور في إجاباته.
ربما قلت ذلك، لأنك ظننت بأن السيو قد يقيّد الكاتب في كتابة محتواه، ولكن ما المشكلة في ان اهتميت بالفكرة المطروحة والتركيز عليها مع عدم تجاهل السيو من خلال اضافة الكلمات المفتاحية و الاهتمام بالعنوان الخلاب والمقدمة و الفقرات الرئيسية والفرعية.
فضلا على أن الكاتب بحاجة إلى أن يفهم جمهوره، ما الذي يريده ويبحث عنه دومًا، ومعرفة ما المحتوى الذي يضيف لهم الفائدة والقيمة، مع تجنب الحشو والكلمات المكررة والمحتوى السطحي.
لذا برأيي السر هنا هو التوازن بين الاهتمام بالمحتوى الذي يتسم بالجودة المرتفعة مع استخدام السيو ومواكبتها وهذا سيكون له أثر ايجابي على المحتوى الذي ينشره الكاتب.
هو طبعا يقيد الكاتب، إذ يجعل أسلوبه خاضعا لمعايير لا يسعه مخالفتها مخافة أن لا يتصدر النص محركات البحث.
السيو هو اداة تساعد على نشر المحتوى ، المشكلة فى التطبيق السيء حيث ان بعض الكتاب يركزون على تكرار الكلمات المفتاحية بشكل مصطنع، لكن عندما يتم استخدامه بذكاء يصبح داعماً
ذاك يجعل النص الأدبي كثير الحشو، متكلفا، وما أكثر ذلك، تجده وإن تصدر محركات البحث لا يقدم الفائدة المرجوة بسبب ذلك التكرار المصطنع.
برأيي لا يتعارض السيو مع الكتابة الأدبية الإبداعية، كل ما في الأمر أن السيو يضمن انتشار المقالات ورواجها وتصدرها لصفحة محرك البحث وسهولة وصول الزائرين لها، لذلك أرى أننا لو تعلمنا قواعد السيو ومارسنا قواعد الكتابة الإبداعية بشكل مدمج فلن يضر هذا العمل في شئ
ربما يكون ذلك إن وظفت الكلمات المفتاحية بذكاء، بعيدا عن التكلف المبالغ فيه، وذلك ما لا يجيده إلا المتمرسون الذين جمعوا بين إتقان البيان العربي، وبين قواعد السيو.
أظن هؤلاء موجودين فعلاً لكن للاسف مؤخراً هناك دخلاء على مهنة الكتابة وصناعة المحتوى غرضهم قواعد السيو دون الالتفات مطلقاً لقواعد الصياغة والكتابة الإبداعية
ما أكثر أولئك الدخلاء الذين يهدمون المحتوى! قد أفسدوا اللغة من حيث أرادوا أن يفيدوا.
التعليقات