القدرة على الإنصات للآخرين والاستماع لحديثهم هو فن ووعي بأهمية الحوار المتحضر، وينتج عنه العديد من المزايا الاجتماعية والعملية وغيرهما. ومقاطعة الآخرين لمحاولة جذب الانتباه أو لمجرد التحدث بأمر متعلق بالحديث أراه فعل سيء للغاية ويجعلني أنفر من فاعله. برأيكم كيف يمكننا اكتساب فن الإنصات للآخرين؟
كيف نكتسب فن الإنصات للآخرين؟
أرى أن اكتسابه لا يحتاج إلى دراسة أو تعلم .
دعيني أخالفك الرأي تمامًا يا شهرزاد، كل شيء وأي شيء في هذه الحياة يمكن دراسته وتعلمه. حينما كنا أطفالًا ونرغب في مقاطعة حديث الكبار كان هناك رد فعل غير مرغوب وآخر جيد، بداية الغير مرغوب وهو كبت مشاعرنا ورغبتنا في الحديث عبر الصراخ في وجه الطفل أو التحدث معه بصورة عنيفة، والجيد منها هو استغلال الموقف للتحدث مع الطفل وإبلاغه أن الإنصات للآخرين لا يفعله إلا الطفل الذكي والمتميز، وأنه لن يحب مقاطعة أحدهم له أثناء حديثه وما إلى ذلك.
هنا لم يولد الطفل بفن الإنصات وإنما تعلمه، ولنخضع لذلك أي مهارة حياتية أخرى. لا أحد يولد وهو فاهم لكل مناحي الحياة، والذكي منا هو من يسعى للتعلم والاستزادة من خبرات الآخرين ومهاراتهم.
مثلما قلتِ شيماء الانصات هو فن ومهارة، ليس الكل يستطيع أن يتقنها. بل تحتاج إلى تدريب وتعلم. صادفت الكثير من الاصدقاء والزملاءالذين لا يحسنون فن الانصات. في الواقع أتذمر من أسلوبهم.
وضعت نفسي مكان هؤلاء الاشخاص وتخيّلت كيف ستكون ردة فعل الحضور، بالتأكيد مثلما انتابني من تذمر سينتابهم هم. لهذا اتبع هذه النصائح.
- التركيز على التواصل البصري، فمثلًا عندما أتحدث مع شخص ما، أحاول أضع عيني في عينه والتركيز عليها وعلى ما يقوله. الأمر سيكون معقد لمن ستواصل عن بعد وخاصة عندما تكون مكالمة صوتية مثلا عبر صعوبة. قد تكون هذه النصيحة غير مناسبة.
- الإيماء بالرأس حل ما يقوله الشخص الذي أمامي ستكون بمثابة الخطوة الناجحة في تعلم فن الصوت.
- تجنب المقاطعة أثناء تحدث الشخص.
- طرح اسئلة مفتوحة على المتحدث قد تجعله يتحدث كثيرًا ونجن نستمع له.
- البيئة المناسبة أثناء الحوار تلعب دورًا في تطبيق مهارة الاستماع.
- ايلاء اهتمام للاشارات الغير اللفظية والتي تثدر من المتحدث قد تجعلنا نكستب مهارة الاستماع وهكذا.
ومقاطعة الآخرين لمحاولة جذب الانتباه أو لمجرد التحدث بأمر متعلق بالحديث أراه فعل سيء للغاية ويجعلني أنفر من فاعله
مع أنني أصف نفسي بأنني شخص مستمع وأحب الإنصات للآخرين ولكنني أحياناً أقوم بالمقاطعة ليس من باب جذب الإنتباه أو غيره ولكن بسبب حماسي تجاه فكرة معينة راودتني ولا أريد أن ينسيني إياها مجرى الحديث، لذلك أفضل التفوه بها حتى لا أدفنها بداخل عقلي ثم أنسى مكانها.. مهلاً أنا لا أبرر ولكنني أعطيك سبباً منطقياً آخر للمقاطعة يخصني أنا شخصياً .
بالنسبة لي لا أتبع وسائل معينة سوى أنني أحاول السيطرة على عقلي وأفكاري وأحاور نفسي داخلياً باستمرار ومن الأفكار التي أستخدمها في التأثير على عقلي أفكار من قبيل : "من المهم الإستماع إليه حتى النهاية لأتعرف عليه أكثر أو لأستطيع الحكم عليه حكماً منطقياً أكثر" ، "لو كنت مكانه لأردت أن يستمع لي الآخرون حتى النهاية" ، "تبدو القصة التي يرويها ممتعة لأترك التعليق في النهاية" ، "من غير اللائق مقاطعة أحدهم، انتبهي يا فتاة لا تتركي انطباعاً سيئاً" ، "الإستماع إلى الآخرين يجعلهم يشعرون بالراحة تجاهك" ، "ستبدين مزعجة وثرثارة عندما تقاطعي الآخرين باستمرار وتضيفين تعليقات لا داعي لها" .
يمكنك أن تقرصي نفسك كلما شعرتي بالرغبة في مقاطعة الآخر، فذلك يترك أثراً ملموساً في الدماغ ويجنبك القيام بذلك في المرات القادمة .
التعليقات