في دراسة أُجريت عام 2003 -زمان الخير إذ كانت هذه المواضيع مُباحة عند الغرب- درسوا ردود فعل ما يقرب من 500 مريض فُحصوا من أطبّاء ذكور وأناث.

وجدوا أنَّ الأطباء الذكور كانوا يصرفون غالبية وقت الجلسة في إعطاء العلاجات العملية التي تتعلَّق بالأدوية، في حين كان الإناث يملن لإعطاء النصائح الوقائية.

وممّا وجدوا أيضًا أنَّ المرضى قد فضّلوا الإناث على الذكور لأسباب قد تُعزى إلى الاستماع والتعاطف الذي تُجيده النساء، لم تُشر الدراسة إلى المهارة فنحن أمر على كل حال!

ما أردته من نقل الدراسة هو بيان أثر جنس الطبيب على تقبّل المريض له والإلتزام بنصائحه، لكن الأمر يأخذ منحنى جديد عندنا، فالنظام الصحّي في الغرب لا يسمح بتخيّر جنس الأطباء، بل حتّى لا يسمح بتخيّر شخصهم إلّا في حالات العيادات الخاصّة باهضة الثمن. ويا ويلك وسواد ليلك لو رفضتَ طبيبًا بسبب جنسه في عام 2022!

لكن نحن نملك رفاهية أختيار اسم الطبيب وجنسه في الكثير من الأحيان، فكيف يُمكن أن يتقبَّل أحدكم موضوع علاج طبيب له من غير جنسه؟

أخصّ بالذكر تلك الأمراض التي فيها شيء من الكشف والحرج، كالمسالك البولية والتناسلية.

أخبرني صديقي عن طبيب قريب له قرّر أن يختص في النسائية والتوليد، فأخذه الأقارب بالهمز واللمز، إلى أن أصبح من الأمهر في اختصاصه، فأصبح نفس هؤلاء الناس يخصّونه الزيارة في حالاتهم المستعصية.

بالنسبة لي في المستشفى، فحينما أدخل لردهات النساء، لا أستطيع القيام بالفحص حرجًا إلّا على القواعد من النساء، أمّا البقية فأحتاج أن يكون بجانبي هالة من الصدريات البيضاء التي تُعطيني الثقة لأن أفحص من دون خوف من تداعيات محتملة.

هل تقبل أن تفصحك طبيبة أنثى في مثل هذه الحالات المُحرجة؟ وأنتِ، هل تقبلين أن يفحصك طبيب ذكر لنفس الحالات؟