لكل منا قناعاته، والقناعات تشبه البوصلة التي توجهنا دوما للطريق الصحيح، فعلى أي من المصادر تعتمد ببناء قناعاتك؟
كيف تبنون قناعاتكم؟
القناعات أمر لابد منه وهي أساس يشكل حياتنا كما تقول الحكمة:
اغرس قناعة تحصد فعلاً، اغرس فعلاً تحصد عادة، اغرس عادة تحصد شخصية، اغرس شخصية تحصد مصيراً.
ونستمر في اكتساب قناعات وإسقاط أخرى حتى آخر يوم في حياتنا.
فعلى أي من المصادر تعتمد ببناء قناعاتك؟
اعتمدنا في طفولتنا على بناء القناعات من الوالدين والمحيط الذي كبرنا فيه، ثم المدرسة والمعلمين ثم الكتب التي نقرأها، والبرامج والأشرطة التي نشاهدها وهكذا...
ويستمر الأمر لأن القناعات تتغير، فما كنا نراه بالأمس مبدئا لا يمكن التنازل عنه، قد نتخلى عنه اليوم بكل بساطة.
ومع تقدمنا في العمر تصبح التجربة والملاحظة هي أهم مصادرنا لبناء القناعات.
يحتاج الولاء الوظيفي الى قناعات، ومتى وصلت الفرد الى القناعة، فإنه يلتصق بالولاء ويظهر ذلك في أسلوبه. والأسلوب عامل مهم في العلاقات بين الناس وهذا يرتبط بمدى العلاقة بينهم. وكما أنه لا يمكن اكتساب مهارة او استمرارها بدون وجود قناعات ومبادئ رصينة. فالقناعة هي القاعدة التي تلصق بها المعرفة والمهارة وبالتالي الحياة تحتاج للتحدي والقناعات هي التي تنجح الانسان في كل مراحل التحدي وتجاوز المخاطر.
ويحضرني مثال:
رئيس عمل لديه علاقات طيبة، وشبكة اتصالات جيدة مع العملاء، ولكنه لا يهتم مظهره الشخصي على الإطلاق. فما الذي بحاجته؟ الجواب انه بحاجة الى القناعات. لأن القناعات الراسخة، والتصميم والايمان المطلق بالذات مفتاحك للتغيير
فعلى أي من المصادر تعتمد ببناء قناعاتك؟
نحن كأطفال نستقي قناعاتنا من محيطنا، من الوالدين أولاً ثم المدرسة ثانياً، ثم المجتمع والدولة وأيضاً شيوخ الدين، مع تقدمنا بالعمر قليلاً وانكشاف تعددية المصادر التي يمكننا الحصول منها على المعلومات التي نبني من خلالها قناعات جديدة ونحطم بها قناعات قديمة، يبدأ عقلنا بعملية التشكل من جديد وبناء شكل آخر لقناعاتنا، القراءة والإعلام لهم مساهمة كبيرة في ذلك ولكن النصيب الأكبر والذي يبني لنا قناعات راسخة هي التجارب، التجارب التي نمر بها تسهم بشكل فعال في تكوين قناعات نحتفظ بها إلى نهاية عمرنا، ولم أجد أفضل من التجارب معلماً .
فعلى أي من المصادر تعتمد ببناء قناعاتك؟
غريبة كلمة مصادر، ولم أفهم لماذا وضعت وسط هذه الكلمات؟!
معظم قناعاتنا اكتسبناها في مراحل مختلفة بدءاً من الطفولة ومن خلال التربية والخبرات الحياتية. وتكمن أهمية القناعات في حياتنا بتأثيرها على نظرتنا لأنفسنا وكذلك للآخرين، فإما أن تكون أفكاراً وقناعات داعمة لحياتنا فهي أفكار إيجابية، أو تكون مقيِّدة ومحبِطة فهي أفكار سلبية. وتؤثر على أجسامنا أيضاً، وقناعات المريض هي التي تحدث أكبر الأثر في حالته الصحية. كل القناعات مكتسبة في حياتنا، لذلك يمكن إعادة تقييمها وتطويرها و تغييرها.
نحن لا نصل لقناعاتنا إلا في ضوء معرفتنا الجيدة بذاتنا الحقيقية. أليس لكلٍ منا نهج في حياته يسير عليه؟ وبعد الغوض في داخلنا وتحليل ما يجعلنا نرضى وما يغضبنا، نتمكن من معرفة ذاتنا وحينها يكون من السهل التعرف على قناعاتنا الشخصية، ليس لتأثير شخص آخر وإنما نابعة من داخلنا.
التعليقات