في الوقت الحالي، نرى تدنيًا في المستوى التعليمي للمدارس (خصوصا الحكومية) ولا ترقى أبدًا للمستوى المطلوب لتهيئة الطالب على التكيف مع التغيرات الحديثة، أي أن النهج التعليمي نفسه لا يتغير، فهل فكرة التعليم المنزلي قد تكون في مصلحة الطفل؟ وفي رأيكم ما مميزاتها وعيوبها بالموازنة مع التعليم المدرسي؟
ما رأيكم في موضوع "التعليم المنزلي" بالنسبة للأبناء، هل يمكنكم تبني تلك التجربة؟
أعتقد أن الفكرة نفسها تعتمد على وضع العائلة والطفل. يكون الأمر إيجابي في رأيي في حالة فقط توافقت بعض النقاط مثل:
١- الأهل لديهم الوقت الكافي لمتابعة سير العملية التعليمية والمال الكافي للحفاظ على تجربة متوازنة.
٢- يوجد مصارف اجتماعية أخرى يمكن للطفل أن يتعرف فيها على الأطفال من عمره مثل القدرة على الذهاب إلى النادي أو النشاطات التعليمية وخلافه.
٣- يوجد منهج قوي غير منحاز قريب من أهداف المناهج الأكاديمية الموجودة، وموضوع على يد خبراء وليس فقط أهواء شخصية.
بالنسبة للعيوب فهي ما سيحدث في حالة عدم توافر ما ذكرت مثل العزلة الشديدة أو الضياع بسبب الإهمال وخلافه، بالنسبة لي لا أفضل الفكرة بصراحة إن كانت معي الموارد الكافية أعتقد سأحاول إدخال الطفل في مدرسة غير حكومية لها منهج قويم وهناك نماذج كثيرة يمكن الرجوع إليها. مع المحافظة على التعليم المنزلي كشيء جانبي ربما في أشياء غير متخصص بها التعليم الأساسي.
ذكرت نقاطًا مهمة بالفعل، ولكن في رأيي هناك موضوع الانضباط، لنفترض أننا على الوعي الكافي لوضع مناهج مناسبة للطفل في كل مرحلة (وهو أمر عسير) كيف سنتمكن من جعله ينضبط ويقبل فكرة أن هناك ساعات محددة يجب أن يفصل فيها بين حياته الشخصية ووقت الدراسة؟ اعتقد أن الطفل يربط بين المكان والمهمات الخاصة به، النادي سيلعب ويلهو مع أصدقائه، البيت يجتمع مع عائلته، المدرسة يتعلم وينمي مهارات عقله، هل مثلًا تخصيص غرفة مجهزة في البيت للدراسة قد يساعد في هذا الأمر؟
أعتقد أن تخصيص غرفة مفيد فعلاً، وحاليًا يوجد مناطق للمذاكرة والعمل مثل ال co-working spaces يمكن أن تحل محل المنزل كمكان للتعليم بأجر زهيد، وعادة ما أذهب لأماكن مشابهة للمذاكرة فأجد طفلًا أو مجموعة من الأطفال يحضرون دروسهم أو يذاكرون أيضًا وهذه الأماكن تجعل من السهل التركيز وكذلك الفصل بين وقت المذاكرة ووقت اللعب.
لكن بشكل عام إن تمكن الأهل من جعل الطفل ينشيء العقلية المناسبة للفصل في منزله سيكون أمرًا مفيدًا على المدى البعيد، لأن وقت المنزل أيضًا ليس كله للعب قد يكون هناك به وقت للقراءة أو لممارسة الرياضة أيضًا وغيرهما
هناك فكرة، ربما تكون توقع شخصي فقط، لكن أشعر أننا في المستقبل القريب، سنجد أن هناك توجه فعلي من الأهالي لموضوع التعليم المنزلي، وربما حتى إنشاء أماكن ممولة منهم لتوفير بيئة وأشخاص لديهم القدرة على تعليم الأولاد وفقًا لأساليب ومنهجية يضعها الأهالي بأنفسهم، تناسب هذا التطور السريع، من تعلّم لغات مطلوبة، لأساسيات التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، لمناهج تربوية تؤهل الطفل على اكتشاف قدراته ومهاراته، وفي نفس لا تنحاز لأمر دون الآخر، وهذه الفكرة ستعطي مساحة لتبني أساليب مختلفة من التعليم تناسب من يعانوا اضطرابات عقلية كالتوحد واضطراب فرط الحركة وغيرها من الاضطرابات التي تعيق سياق العملية التعليمية، فهل تجديها فكرة يمكن تحقيقها فعلًا؟
الفكرة جيدة لو تم تطبيقها لكن مشكلتي مع الأنظمة الموازية أنها ترفع المسؤولية عن النظام الأساسي. وفي مصر مثلًا أصبح نظام الدروس الخصوصية بمثابة النظام الموازي للتعليم العالم لكنه ورغم أنه قام بحل بعض المشاكل إلا أنه خلق مشاكل أكثر ناهيك عن الكمية الضخمة من المال التي يحتاج الأهالي لدفعها للحصول على أبسط الأشياء وهذا غير أنه وبدون رقابة على هذا النظام خرجت لها تريندات غريبة بحق وأشياء لا تمت للتعليم بصلة. لذلك لا يمكنني أن أضمن أن نظامًا كهذا لن يخلق مشاكل جديدة بدلًا من النظام الأول والثاني القائمين بالفعل.
ن الكمية الضخمة من المال التي يحتاج الأهالي لدفعها للحصول على أبسط الأشياء وهذا غير أنه وبدون رقابة على هذا النظام خرجت لها تريندات غريبة بحق وأشياء لا تمت للتعليم بصلة.
أنا معك أن كل نظام جديد، ستأتي معه تحديات ومخاطر جديدة بلا شك، فالدروس الخصوصية بدات بأنها مجرد وسائل مساعدة لمن يحتاج لشرح مستفيض عن المدرسة، أو كمجموعات تقوية، ولكن تحول الأمر إلى "سبوبة" أي أن كل المدرسين تحولوا للدروس الخصوصية لأنها أكثر ربحًا، وأصبح معظم المدارس الحكومية تحديدًا (وحتى الخاصة احيانًا) لا تقدم شرح ومنهج تعليمي حقيقي، اعتمادًا على فكرة أن الطالب يأخذ دروسًا خصوصية. في رأيك ما نوع التحديات أو المشكلات التي قد يواجهها نظام التعليم المنزلي؟
أرى أن التعليم المنزلي هو المستقبل بصراحة، ففي دول كثيرة بالعالم لا يوافق الوالدين على المحتوى والمنهج المتبع للمؤسسات الحكومية والخاصة، خصوصًا ما يتعلق بأخلاق الأطفال وأفكارهم وتأسيسهم من الناحية الشرعية وعموما طريقة الأب والأم في التربية، خصوصا في بلاد الغرب مثلا بالنسبة للمهاجرين والمسلمين وعموما أصحاب الأفكار والديانات المختلفة.
خصوصًا ما يتعلق بأخلاق الأطفال وأفكارهم وتأسيسهم من الناحية الشرعية وعموما طريقة الأب والأم في التربية،
اراها سبب حقيقي لانتهاج طريق التعليم المنزلي، لكن تبقى نقطة، هل يكون التعليم النزلي معترفًا به مجتمعيًا وفي سوق الغمل، بمعنى هل يمكن دمج هؤلاء في وظائف وحصولهم على شهادات جامعية مكافئة لأقرانهم في المؤسسات التعليمية الحكومية؟
هذا يختلف حسب المكان وقوانين الدولة فالتعليم المنزلي في أمريكا وكندا مثلا قانوني ومنظم وفي أوروبا، بعض الدول مرنة وبعضها يفرض قوانين صارمة للحضور الإجباري في المدارس مثل ألمانيا . وفي آسيا وافريقيا، التعليم المنزلي ليس معترفًا به على نطاق واسع، رغم أن بعض الدول تسمح به بشكل غير رسمي. وفي منطقتنا العربية تعترف بعض الدول به وتنظمه كالسعودية بينما لا تفعل ذلك دول أخرى.
الطفل الذكي العصامي لا يحتاج إلى وجود المعلم أصلا و لا حتى إلى وجود الأسرة و لكن يحتاج فقط إلى توفير متطلبات الدراسة من كتب و ألعاب تعليمية تفاعلية و غير ذلك .. و أيضا تخصيص غرفة له خاصة به يتعلم ترتيبها و تنظيفها و العناية بها بنفسه ..
الطفل الذكي العصامي
في الأغلب أنت تتحدث عن فئة نادرة جدًا جدًا في المجتمعات، وحتى كلمة "عصامي" لا نرى معنى حقيقي لها إلا من خلال التربية بهذا المبدا، فتكون هي نتيجة للتنشئة وليست نوع من التمييز لطفل عن آخر، لأن معظم الأطفال اعتمادية بحكم قلة المعرفة في السن الصغير، ومن الطبيعي جدًا أن يحتاج للإرشاد والتعليم والتوجيه، لذا، فكرة أن تتركه في غرفة بمفرده مع مجموعة كتب والعاب تفاعلية، هي فكرة غريبة من وجهة نظري، لأنها تستند لقدرات ووعي أكبر من الواقعي بالنسبة لطفل في هذا السن.
التعليقات