ما أكثر تجربة تعليمية أثرت بك سواء كانت أكاديمية أو مهنية أو تجربة شخصية؟ وكيف غيرت منظورك أو أضافت لك مهارة جديدة ذات قيمة؟
ما أفضل تجربة تعليمية مررت بها؟ وماذا تعلمت منها؟
العمل ضمن منصة خمسات منذ عام 2019 حتى اليوم، هي أكثر تجربة تعليمية أثرت على منظوري تجاه أشياء كثيرة، وطورت بفضلها مهارات جديدة، مثل: القدرة على الإتيان بأفكار تسويقية والتفكير خارج الصندوق لإيجاد الحلول، الأمر الذي جعلني أنال في فترة سابقة جائزة مادية بسيطة (أعتبرها عينية) من إحدى منصات العمل الحر لقاء طرح أفكار تسويقية إبداعية (مسابقة شارك فيها مئات المستقلين، من بينهم خبراء تسويق كما يصفون أنفسهم).
أنا مثلك أيضًا، تجربتي الشخصية في العمل الحر، من أكثر التجارب التي جعلتني اكتشف قدراتي العقلية، بجانب بعض الصفات الشخصية، التي أهلتني للاستمرار في مجالي، هذا بجانب كورس المهارات الناعمة من شركة Mckinsey&Comapny وتحدثت عنه هنا في عدة مساهمات، ساعدني جدًا على صقل مهارات التواصل والتفاوض والتفكير النقدي وغيرها.
أرى أنك كمن وجد شغفه الحقيقي. أعتقد أن بعض الناس لديهم موهبة طبيعية قابلة للتطوير في بعض المجالات، لكن المشكلة أنهم لم يخوضوا تجربة فيها. هل تظن أنك كان لديك فهم جيد لطبيعة التسويق، والبيع من قبل؟ أم كانت هذه التجربة أول مرة تجرب فيها هذا المجال؟
لا أدّعي أنني خبير تسويق ولا حتى محترف بهذا المجال أو شغوف به، لأنني لم أدرسه أو أتعلمه من الكتب والخبراء، ولست شغوفاً به رغم أهميته الكبيرة، وإنما فقط خضت غمار تجربة لسنوات خرجت منها بأفكار وآليات أعطت نتائجها، وكانت أساساً حصيلة أشياء مجتمعة، صقلتها رحلتي بخمسات تحديداً، حيث جربت لأول مرة تسويق الخدمات (خدماتي).
سبق وأن تحدثت عن تجربتي في العمل التطوعي منذ الصغر وتأثيرها عليّ، وأنا أرى أن العمل التطوعي بشكل عام ولا أعني في المجال الخيري فقط كما يتبادر إلى الأذهان عند سماع كلمة "تطوع"، أي تبرعات ومساعدة المحتاجين ومن هذا القبيل، بل أي مساهمة مجتمعية لا تأخذ عليها مقابل مادي، هو ما أعنيه.
مثلًا عملت في كتابة المحتوى على مواقع التواصل الإجتماعي تطوعًا ضمن إحدى المبادرات الشبابية في البلاد، المشاركة في تنظيم بعض الفعاليات ذات الأهداف التنموية والإجتماعية المختلفة في الجامعة، كلها تجارب أضافت إليّ الكثير.
بالمناسبة هذه مساهمتي عن العمل التطوعي:
شكرا على المساهمة اللطيفة.
لعب العمل التطوعي دورا كبيرا في تغيير مساري شخصيا. بفضله، اكتشفت أن لدي قدرة جيدة في شرح وتبسيط المعلومات التقنية. ولم أكن لأجرب شيئا كهذا لولا التطوع في الشرح للأطفال. وكذلك بدايتي في الأتمتة، كانت لصالح مؤسسة خيرية بغرض مساعدتهم في حال لم أكن موجودة حتى لا يتوقف العمل. وانتهى الأمر بإعجابي بالفكرة، واستفاضتي في دراستها.
دراسة الماجستير، كتجربة تعليمية أضافت لي الكثير وتعلمت منها الكثير من المهارات مثل مهارات البحث العلمي بداية من جمع البيانات وتحليل النتائج، كذلك المهارات التحليلية والنقدية وطبعا المهارات التقنية أثناء العمل بالمخبر ووإجراء التجارب المختبرية بدقة.
التجربة كانت مع صاحب أحد الشركات الذي لم تربطني به علاقة قوية وقتها، وضعتنا الظروف معًا حين حدث له ظرف وكان وحيدًا في رحلة عمل في بلد غريب بعيد، فحضرت معه الاجتماعات كلها التي أجراها مع أناس يتعرف عليهم لأول مرة ولا يعرف عنهم شيئًا تقريبًا، لكن كانت له دخلاته القوية وحضوره الطاغي وقصصه المثيرة التي تجعله في موضع قوة للتفاوض وعرض وجهات نظره. وفي أحد المرات حدثت مشكلة كبيرة بسبب سوء الفهم المشترك وعدم معرفته لأعراف وقوانين المجتمع المختلف، فصرت انا بدون سابق إنذار الذي عليَّ أن يعمل على تدارك الأمر كي لا تتفاقم المشكلة أكثر وتطالنا سويًا، وأن أوفق بين الأطراف المختلفة بينما بقي هو في الظل كأننا تبادلنا الأدوار وصار هو الأصغر، وكانت أقل الخسائر التي يمكن أن نخرج بها من الموقف هي الخسارة المادية البسيطة نسبيًا التي تقبَّلها هو وارتضت بها الأطراف الأخرى بعد عناء، وفي رحلة العودة كان محرجًا وحزينًا، لكنه ظل يقول أن الجرأة جبارة التأثير، لكن جَلَّ من لا يخطئ.
التجربة كانت بالضبط تشبه أفلام أن يجد البطل نفسه في مكان غيره وسيتحمل هو العقبات إن زاد الطين بلة. كأن تدير في لحظة شركة وأنت لا تعرف عنها شيء أصلًا.
التعليقات