كثيرًا ما يُطلب مني أشياء يصعب علي القيام بها أو لا أمتلك الوقت الكافي لفعلها، وأحيانًا اضطر للتخلي عن بعض أموري لأجل تنفيذ طلبات الآخرين. هناك مهارة أحاول اكتسابها وهي مهارة قول "لا" ولكن كيف أوازن بينها وبين اللطف، كيف يمكنني الرفض بلطف ودون أن أظهر كالمغرورة التي ترفض تقديم المساعدات؟
كيف نرفض أمورًا تُطلب منا بلطف؟
في أغلب الأحيان قول الصراحة بشكل مباشر يزعج الطرف الآخر, عدد كبير من الناس يفضل المراوغة والحديث غير المباشرة في التعامل. أساليب الرفض تتأثر بالثقافة السائدة بالمجتمع, فلكل مجتمع أساليبه في قول لا, لذا كل ما عليك فعله هو معرفة أساليب الآخرين في المراوغة واتباعها.
مثلا هناك من يردد إن شاء الله عدة مرات, كأن يقول "حسن إن شاء الله سأفعل إن شاء الله" بمعنى محال أفعل, ولكن بمجتمع آخر فإن ترديد إن شاء الله عدة مرات تعني توكيدا على أنني سأفعل.
عندما يرغب أحدهم التخلص من أحد المستخدمين فيقول له "لاداعي أن تأتي غدا, سأتصل بك لاحقا", فالمستخدم يعلم أنه بنسبة 90 بالمائة لن يتصل به مطلقا, بمجتمع آخر قد يجلس المستخدم ينتظر الاتصال به.
وهكذا عليك قول لا بالأساليب السائدة بمجتمعك, لابد وأن هناك عددا رفض تقديم لك المساعدة دون قول لا, كيف رفضوا؟
أراهن أن عددا كبيرا كذب عليك! أنا لن أنصحك بالكذب ولكن يمكن التحسين من الكذب وجعل الجمل فضفاضة مثل:
لدي أمور كثيرة علي القيام بها إن توفر لي الوقت سأفعل, ولكن لن أعدك.
يمكنك انتهاج الصمت مدة من الزمن, عندما يطلب منك شخص ما خدمة والتظاهر بأنك تفكرين في الموضوع, حينها إما سيقول لك الطرف الآخر حسن لا داعي بما أنك مشغولة, أو يحاول المراوغة هو أيضا لدفعك للموافقة, فقولي له: أنا أفكر هل لدي وقت لمساعدتك أو لدي عمل مهم أو موعد, واجلسي صامتة لعله يفهم! إذا لصقك قولي: لا! انقلع!
مشكلتنا يا جواد تحديدًا في الطرق التي أصبحت سائدة بسبب عدم اكتسابنا لمهارة قول لا، وأن لا لا تعني إنعدام المحبة أو التقدير أو الغرور، بل هو أمر نابع من عدم تقدير المجتمع ككل للرغبة، فقد أرغب أحيانًا في تقديم المساعدة وقد لا أرغب، قد أرغب في الإجابة على المكالمة وقد لا أرغب، ولا يجب أن يكون هناك مبرر قوي لهذا أو ذاك، أعتقد أن الحل في الصراحة، لأنه مع الوقت سيبدأ عدد أكبر من الناس يدركون أن للشخص المقابل مطلق الحرية في رفض أو إجابة أي طلب وتحت أي مبرر، دون أن يفسد ذلك ود العلاقة.
أعتقد أن الحل في الصراحة، لأنه مع الوقت سيبدأ عدد أكبر من الناس يدركون
لايمكن للفرد تغيير المجتمع وثقافته. إن التحول الثقافي المجتمعي يخضع لعمليات معقدة تتداخل فيما بينها عدة عوامل كالتعليم والاقتصاد والدين والتكنولوجيا وحتى الأوبئة والحروب و و و .... لم يحدث في التاريخ أن اتفق أفراد مجتمع ما على تغيير سلوكهم ونجحوا, وإنما التطور يحدث بتلقائية بتغير العوامل, فمثلا تغير سلوك البشر بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وتغيرت الكثير من العادات وظهرت عادات أخرى (تطور تكنلوجي), تغيرت الكثير من ثقافة المجتمعات الافريقية بعد اعتناق الديانة المسيحية بسبب الاستعمار (الدين والاستعمار), تغيرت الكثير من سلوكاتنا وعاداتنا بسبب كورونا (وباء), تغيرت سلوكات المجتمع الكوري جنوبي بعد الثورة الاقتصادية (اقتصاد)...وهكذا.
وبالتالي إن انتهج المرء الصراحة وقرر من تلقاء نفسه تغيير المجتمع فإن ما سيحدث هو التأثير على علاقاته الاجتماعية ومع المحيطين به. يجب على الإنسان التأقلم مع المحيط السائد, لأن لا طاقة له على تحويله.
أهلا شيماء.
فعلا هذه مهارة تختصر علينا الكثير، فأغلب وقتنا يضيع في تلبية طلبات لا تضيف لنا شيئا وتؤثر علينا سلبا، هذا لا يعني أن نقول لا دائما.
كيف يمكنني الرفض بلطف ودون أن أظهر كالمغرورة التي ترفض تقديم المساعدات؟
الأمر لا يتوقف على لطفك بقدر ما يتوقف على انفتاح الآخر ونظرته للأمر، بمعنى مهما كنت لطيفة إن كان الآخر لا يفهم حريات الآخر وحدوده سيراك مغرورة.
لكن الأمر سيتحسّن بالتعوّد، سيرفضون في المرة الأولى والثانية ويغضبون لكن في النهاية سيحترمون حدودك تأكدي من ذلك.
أعطيك مثالا: كان لدي صديقة كلما تتصل تأخذ وقتا طويلا في الكلام، حتى أصبحت أتجنب الرد عليها، وفي أحد المرات أخبرتها أن وقتي يضيع بهذه الطريقة ولدي أعمال وكنت صادقة معها واعتذرت منها عن المرات السابقة فتفهمت الأمر، وأصبحت تستأذنني قبل الخروج وحتى الاتصال.
الأمر يحتاج إلى الصدق والصبر في البداية فقط.
الأمر لا يتوقف على لطفك بقدر ما يتوقف على انفتاح الآخر ونظرته للأمر، بمعنى مهما كنت لطيفة إن كان الآخر لا يفهم حريات الآخر وحدوده سيراك مغرورة.
قد لا أميل إلى هذا الرأي يا دليلة، لأنني أجد أن المسألة لا تتوقف على الإطلاق على رأي الآخر أو مدى تفهمه. فأيا كان مدى فهم الآخر أو تحضّره أو استيعابه، فإن الأمر برمّته يعتمد علينا نحن، أو بالأحرى على رغبتنا في الحفاظ على حقوقنا الاجتماعية، والتي يعتبر حق الرفض أحد أبرز جوانبها.
ليس شرطا ان تقولي لا ولا ان تقبلي منذ اول وهلة، اذا كان يومك مملوئا على اخره بإمكانك اخبار الطرف الاخر بأنك لا تتمتلكين الوقت حقا الان ولكن ستنظرين للامور في اوقات فراغك.
اتذكر امس فقط كنت لا املك وقتا، وصديقة لي احتاجت مني تقديم خدمة، اجبتها بلطف واخبرتها بأن في هذه الاونة لا املك وقت لذلك، ولكن سرعان ما اتفرغ ساتواصل معك، قبلك ردي بصدر رحب.
لذلك قول لست متفرغا ليس عيبا، الانسان عقل وروح، وهذه الروح تتعب ومن حقها ان ترتاح ولا تزيد على نفسها ضغوطا.
الأمر قد يبدوا صعبًا في ظاهره ولكنه بسيط جدًا،
عليك ياصديقي في البداية أن تعرف ماهي حقوقك وواجباتك وماهي مسئولياتك،
ومن أهم حقوقك هو أن تقدم نفسك ومصلحتها على مصلحة الآخرين، وهذا لا يفهم بالأنانية إطلاقًا، ولكن تعال معي نتخيل إذا قدمت الآخرين على نفسك في كل مرة!
ماذا ستكون جنيت بعد فترة؟ هل تكون حققت ما كنت تنوي تحقيقه؟ لا
ماذا سيكون شعورك وقتها؟ الندم ثم الندم ثم الندم
لذا عليك التركيز على أمورك وتعطيها الأهمية الكبرى وإذا جاءك ما يعارض ذلك قُل لا بكل لُطف.. ولا يهمك بعدها أي شئ، لا يهمك أن تفهم بشكل سئ، لا يهمك زعل الآخروين منك، اجعل كل همك هو أن تُنهي ما عليك وبعدها فكر في تدارك الامر إن أمكن،
لا تثقل عليك الامر ياصديقك وهون على نفسك.
قول الصراحة لا يعني أن لا تكون لطيفا، هذا من جهة، من جهة أخرى لا يمكن أن ننال رضا وإعجاب الجميع، الأهم أن نكون راضين عن أنفسنا وأن لا نلحق أذى بالآخرين.
لكن لماذا نخاف من قول لا؟
ربما تكون الإجابة أنه بقولنا لا سيتم رفضنا من الطرف الآخر وهذا الرفض يزعجنا، لكن لماذا تهمنا أراء الآخرين إن كنا واثقين من أنفسنا. الحل هنا هو تعزيز ثقتنا بأنفسنا، كلما وثقنا في أنفسنا أكثر، كلما أصبحنا أكثر قدرة على قول لا.
الشيء الثاني، نحتاج أيضا في تواصلنا مع الآخرين إلى كثير من الحكمة والذكاء الاجتماعي، قدراتنا على استشراف مشاعر الآخرين ومعرفة ردات فعلهم، تمكننا من معرفة الوسائل المناسبة لكل فرد. مثلا أنا لا أحب أن يقول لي الآخرون لا بطريقة غير مباشرة، أفضل أن يكونوا صريحين الطرق الملتوية لا تعجبني مهما كانت منمقة، أحترم الصراحة أكثر.
بعض الأشخاص الآخرين ربما لن يتقبلو الصراحة، وربما احتاجوا أن يتم التعامل معهم بالحيلة والسياسة، فلكل شخص أسلوب معين في التعامل معه.
قول لا هو فن بالنسبة للكثيرين، هناك كتاب جيد ومشهور في هذا المجال، كتاب" كيف تقول لا" لكاتبته سوزان نيومان، حيث تصف 250 طريقة لقول لا.
فى العالم العربى يا " شيماء محمود " نحن نفتقد ثقافة الوقت وأهميته الشديدة سواء فى حياتنا أو حياة الناس الآخرى ،ولذلك فهناك خلط شديد بين الأمور المهمة التى تستوجب مساعدة الآخرين وبين الأمور التى يمكن التغاضى عنها وأعتقد أن هذا الموضوع يعتمد على شيئين أساسيين وهما :
أولاً : مدى اهمية هذا الشخص بالنسبة لكى ، فبالطبع يختلف الأمر إذا كان هذا الشخص هو أحد أفراد عائلتك و أقربائك، أو من أصحابك و جيرانك ف لكلاً منهم التعامل الخاص به خصوصا فى الرفض فإن كان شخص عزيز عليكى سيتوجب أن تبذلى بعض الجهد لأقناعه ولكن بالنسبة للآخرين فلا يتوجب ذلك لأنه من حقك الرفض و "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " صدق الله العظيم .
ثانيا : أهمية تلك الأمور بالنسبة للآخرين ، ف هناك أمور مهمة تستوجب مساعدتنا بحكم أننا مسلمين داخل مجتمع واحد وواجب علينا مساعدة الآخرين ، أما باقى الأمور الغير هامة فيمكنك الرفض لأن أمورك أهم ومع مرور الوقت الناس سوف تتعود ، ولكن لا تنسى أن هناك الكثير من الناس فى هذا العالم التي تعشق استغلال الآخرين بحجة مساعدتهم وهذا النوع يفضل الأبتعاد عنه .
أعتقد أن كلمة لا مع أهميتها البالغة إلا أنها تبدو فظة عند قولها هكذا، بالأخص أن الطرف الأخر عندما يطلب منك أمراً ينتظر منك رداً واحداً وهو حسناً، فعندما تباغته باللا يصبح الأمر كانك قد ألقيت عليه قنبلة، لذا في هذه الحالة أعتقد أنه من الأفضل استخدام تعابير أخرى إضافية مع اللا، مثلاً يمكنك الرد بلا أستطيع، أعتذر، لا يمكنني جميعاً ألفاظ أخف وطأة من لا منفردة .
مرحبا شيماء
ليس من الجرم ان نقول (لا) ولكن من الفطنة ان نقولها وكأنها (نعم) بحيث نصل بها الى رضا من نوجه اللاءات له دون ان نجرحه او يشعر بالغضب او ينظر لنا بان اللاء كانت رفض.
عادة الناس في المساعدات ترفض ان نقول لهم (لا) . ولكن يمكن قولها بكل قوة وبأخلاق وهدوء بان نبرر بالدليل لماذا (لا) ومن ثم يجب الا ننظر الى رد الفعل التالي ممن قلنا لهم لا. فهم يهمهم بالدرجة الاولى ان ينفذ ما يريدون ولا يكترثون لما نريده نحن.
نعم نقدم معالجة تلطيفية للشخص الذي نقول له لا وذلك بان يتم تغليفها بابتسامة رقيقة وكلمات مفهومة موزونة ومقنعة.
التعليقات