تنتشر الكثير من ورشات التنمية البشرية والمحاضرات، وال life coaching والتي تعد بتغيير الحياة، وتمنح كتالوج للنجاح، للحب، للصحة إلخ فهل تعتقدون أن هذه المحاضرات والدورات مفيدة بالفعل ؟؟
هل تعتقدون أن محاضرات التنمية البشرية والدورات مفيدة بالفعل ؟؟
للأسف لا أرى أي استفادة واقعية من خلال هذه الأشكال من التوعية، حيث أنني أرى دائمًا أن الأمر لا يتمحور إلّا حول مجموعة من الأفكار العائمة في الهواء، والتي لا تتمايز فيما بينها إلا بكلمات برّاقة وشعارات غير تقنية لا طائل منها. أمّا بالنسبة للتعلّم التقني، أو المعلومات المكتسبة، أو القدرة على إتمام مهارة معيّنة، فكلّها أمور تخلو منها هذه الأشكال من الندوات، ولا نجد في صلبها أي تأكيد على أي مهاراة من المهارات التي تساعد مباشرةً في ولوج مجالٍ مهنيٍّ ما، أو إتقان مهارة تقنية معيّنة تمكّننا من تحقيق مشروع أو فكرة.
أعتقد أنها تعتمد على الخطابات التحفيزية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، أو أنها تحاول فقط جعل المرء يسمع ما يحب أن يسمعه، وما تطرب له مخيلته من أشكال القوة والثقة والاستحقاق وغيرها، ومن ثم يخرج خالي الجيب ويعود إلى حياته الواقعية، دون أدتى تقدم، أعتقد أن الكثير من الأشخاص يتاجرون بهذا الوهم ويبيعونه للناس فيستغلون أموالهم ووقتهم وطاقتهم، والأجدى أن ينفق المرء كل هذا في مهارة مهما بدت بسيطة.
المشكل ليس في مفاهيم التنمية البشرية بل في المحاضرين ذات أنفسهم, ليس لديهم أدنى تكوين حول موضوع التنمية البشرية مما جعل المصطلح بالعالم العربي مرادفا للنصب والدجل. يمارس التدريب كل من هب ودب وبلا أدنى خلفية معتمدا على معارف سطحية مشوهة وقليل من التهريج والقفز من مكان لآخر.
لقد حضرت دورات تنمية بشرية بموقع coursera لمحاضرين أمريكيين, أولا المحاضر كان حاصلا على الدكتوراه بعلم النفس أو ما شابه لا أذكر, وقد كانت له منهجية واضحة في التدريب, وقدم معلومات غنية بالمعارف التي تنهل من الدراسات الموثقة.
ما فعله هذا المحاضر أنه قام بتجميع باقة من الدراسات حول ما يفيد وما لايفيد البشر من سلوك, وكيف يمكن تعزيز الايجابي منه والتحكم بالسلبي.
دورات أخرى للتنمية البشرية كانت بمحاضرين اثنين أحدهما بتخصص نفسي والآخر علم الإدارة, وقد عملا على خلق محتوى واحد به مزج بين معارف التخصصين.
بصراحة!، لا أحب هذه النوعية من الورشات ولا حتى قراءة هذه النوعية هذه الكتب!.
أراها تحفيزية وكأنها تبيع الكلمات والاحلام ولكنني حين أتابع الأمر باحثة عن الكيفية والطريقة.. لا أجد إجابات.
لا شك أن هناك الكثير من المستغلين الذين يسوقون لأنفسهم على أنهم قادرين تغيير الحياة وهذا لا يحدث بالواقع !
لكن هذا لا يمنع أن هناك من يقدم محتوى فريد ومفيد، ويمكنه تغيير أفكارنا السلبية و التأثير على طريقة تفكيرنا من أجل بناء برمجة عقلية جديدة ؛ تساعدنا على مواكبة الحياة بصورة صحية .
بالنسبة لي تأثرت كثيرًا بالدكتور أحمد عمارة ، إبراهيم الفقي رحمه الله .
تعد بتغيير الحياة، وتمنح كتالوج للنجاح، للحب، للصحة إلخ فهل تعتقدون أن هذه المحاضرات والدورات مفيدة بالفعل ؟؟
بالنسبة للوعودة المقدمة : فأنا مؤمنة أننا المسؤولون عن النتائج . فلو قدمت لنا آلاف الوعود ولم نقم بالتطبيق فهذا بلا جدوى .
ولا أحد مسؤول عن نتائج الآخر . فما عليهم سوى بذل العناية الازمة وتقديم المعلومات الصحيحة أما النتائج فهي على كاهلنا وحدنا .
بالنسبة لي تأثرت كثيرًا بالدكتور أحمد عمارة ، إبراهيم الفقي رحمه الله .
لدي شعور غريب اتجاه دكتور أحمد عمارة، فأشعر وكأنه يبيع الهواء في زجاجات كما نقول. الدكتور يدخل الناس في حالة من الإيجابية السامة برأيي، فلا يمكن لإنسان يعيش مأساة معينة أو ضائقة مادية ثم يأتي أحدهم ليخبره بأن كل الأمور على ما يرام، أو هيا بنا لنعمل ونحصل على الأموال الكثيرة، وغيرها من الشعارات التشبيهية. وكذلك لا أرى أن للعلاج بالطاقة الروحية أثر كبير على الشعوب العربية مثلما يصرح الدكتور أحيانًا.
بداية يجب أن نستمر في المشاركة في ورشات العمل والدورات التدريبية وحضور المحاضرات والاستفادة من تجارب الآخرين، حتى نطور من مهاراتنا. ولنتذكر أن من سبقونا للمعرفة والنجاح والخبرة يختصروا علينا الجهد والوقت ويقدمون لنا خلاصة تجاربهم وأفكارهم، ونحن نكمل معهم الطريق.
ان تنمية المهارات لا تأتي لمجرد الرغبة في ذلك، بل هي عملية تنمية أي بناء، ومن الجميل تنمية المهارة والموهبة من خلال الاطّلاع والقراءة، وأخذ الدورات المتعلّقة فيها، وزيادة المعرفة، وتثقيف النفس بكل المستجدات المرتبطة بها، ومحاولة التفوّق فيها.
ولمن يتابع الشخصيات الأجنبية في التنمية البشرية سيكشف كيف يتحدثون دون تكلف أو تصنع مثل مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس، وروبين شارما محاضر ومتحدث ومؤلف ومدرب في مجال التنمية الذاتية.
حضور ومشاهدة تجارب الآخرين والاستفادة من خبرتهم بالتأكيد أمر جيد، لكنني أتحدث عن الدورات المنتشرة من قبل مختلف المدربين الذين لا يملكون شيء سوا التدريب على عيش الحياة!
فهل تعتقدون أن هذه المحاضرات والدورات مفيدة بالفعل ؟؟
أعتقد أن الأمر يعتمد على كفاءة المُحاضر وقابلية المتلقي على الإستفادة مما جاء في تلك الدورة وتطبيق ما جاء فيها، فهناك من يتحدث عن تجربة ودراسة وبأسلوب بسيط وعملي ويترك أثراً جيداً على المتلقين، وهناك من لا يرتقون إلى هذه المرتبة فيكون تأثيرهم محدوداً أو لا يتعدى كونه مجرد كلام نظري، وهناك أشخاص مهما حضروا من محاضرات ودورات لن يتغير أي تفصيل في حياتهم، لأنهم لا يمتلكون الجرأة والرغبة في التغيير والعمل، بل ينتظرون أن يغيّر لهم هذا المتحدث حياتهم وهم يشاهدونه .
إذن الأمر نسبي، والسؤال هو هل في مادة التنمية البشرية قيمة حقيقية ؟
أم أنه مجرد كلام، يمكن أن يصبح ذا قيمة اعتمادًا على استعداد المتلقي والمحاضر؟
بصراحة انا أراه كلام يباع، بإمكانك تلقي النصائح من والديك والعمل بها وتقوم مقام التنمية البشرية ولا داعي لصرف المال والوقت في الإستماع والقراءة لإملاءات شخص يخبرنا خلطته السحرية في النجاح .
ثم لماذا مسمى مدرب الحياة ؟ هل هو تمرين رياضي يجب علي إتقانه، لكل شخص حياته الخاصة وتحدياته ووضعه النفسي والإجتماعي والإقتصادي المختلف تماماً عن غيره، ناهيك عن اختلاف الفرص والإهتمامات بين الأشخاص، لذلك ليس من الضروري الإنخراط في دورة تدريبية لتعلمك كيف تعيش حياتك، ولكن إن احتجت إلى نصيحة اسأل خبيراً في المجال .
مثال من أهم الكتب في التنمية البشرية والذي قمت بقرائته مسبقاً : الراهب الذي باع سيارته الفيراري، هو استطاع أن يبيع سيارته الفيراري وينطلق في رحلة روحانية إلى الهند، يالها من فكرة ساحرة ! ولكنني لن أستطيع تطبيقها وكثيرين مثلي .
بالتأكيد مفيدة ولكن البعض منا وليس الكل، ومن كثرت ما شاهدت هذه المحاضرات من اصحاب الشأن الكبير والقيمة كأمثال طارق السويدان والشيخ النابلسي مثلا علمت وصححت المفهوم من تنمية بشرية الى ذاتية، للاننا نحن في الاصل ننمي ذواتتا وليس البشر، لذلك الصياغة الشائعة خاطئة دائما.
الكثير من المواضيع مفيدة كالتخلص من التوتر، الاكتئاب، الخوف وغيرها ...، يمكن التخلص منها من خلال هذه المحاضرات، ولو كان في الاصل لا يحدث الامر تلقائيا بمجرد مشاهدة تلك المقاطع، ولكن بعدها قد يندفع الفرد حقا لتفكير في الموضوع من زاوية تساعده في التخلص من ما يؤلمه.
فهل تعتقدون أن هذه المحاضرات والدورات مفيدة بالفعل ؟؟
لا تكاد إلا مخدر لحظي، وتسبب الإدمان وقد يغرق صاحبها في الدخول من دورة إلى دورة دون أي أثر في حياته الواقعية.
المشكلة لا تتوقف هنا، لأن الكارثة أنها قد تدخل الإنسان في إحباط وفقدان أمل، وحتى أكثر من ذلك أحيانا، ولاسيما في ظل ما نراه اليوم من شعوذات ودجل.
وأصبح كل من هب ودب life coach، ومدرب حياة وكأن الإنسان لأول مرة يعيش في هذه الحياة ليحتاج إلى مدرب.
لا أثق في أي شخص ينصح عدد كبير من البشر ليعيشوا حياتهم بطريقة معينة دون أي يكون لديه إطلاع على تاريخ حياتهم. مثلا جزء من تعامل الفرد مع طبيب نفسي هو أن يساعده للوصول إلى أهدافه في الحياة وأن يكون سعيدا وراضيا، لكن الفارق هو أن الطبيب النفسي يطلب التاريخ الشخصي كاملا ليفهم الفرد وليقرر أفضل طريقة للتعامل وأفضل النصائح التي يمكن أن يعرضها على الفرد لكي تناسبه وتناسب ظروف حياته فيكون مثل الlife coaching، لكن من خبير مختص بالنفس البشرية وبالسبل المختلفة التي يستطيع الانسان ان يكون متوازن بها.
هذه اسمها دورات الدجل و النصب و لا يحضرها سوى الجهلة الذين لا يعرفون محتواها أو الأغبياء الذين يريدون أن يعطوا أنفسهم الأمل بالضحك على أنفسهم،كل محتوى هذه الدورات آمن بنفسك و بأنك صاحب قدرات لا محدودة و طاقات كامنة و ابذل كامل طاقتك و انحت الصخر و ستصبح ملياردير،طيب أنا أعمل 12 ساعة في اليوم و مؤمن بقدراتي و أنحت الصخر و لم أصبح ملياردير و هذا دليل كذب و دجل ما يدعون إليه،ثم الدليل الكبير على غباء من يعطون هذه الدورات و من يصدقونهم أن الأمثلة التي تطرح على النجاح هي لأشخاص من أمثال بيل غيتس و ستيف جوبز و إلون ماسك،ما الذي سيستفيده شخص مجال عمله مختلف تمام الاختلاف عن هؤلاء من قصص نجاحهم،ما الذي سيستفيده معلم تاريخ أو طبيب أو مهندس مدني أو محاسب إلخ من قصة نجاح مبرمج كبيل غيتس،أمر عجيب و غريب و مضحك،ما علاقة هؤلاء بالبرمجة و البرامج حتى يتم اعتبار شخص ناجح في هذا المجال قدوة لهم بماذا يقتدون به بالضبط ماذا يفعلون يعني،هل هناك مبرمج عبقري و ناجح ذهب إلى مؤتمر طبي و ألقى محاضرة عن عبقريته و كيف طور البرامج و أحدث البرامج التي اخترعها سيضحكون عليه و يسخرون منه هذا إن سمحوا له أصلا بالإلقاء و المحاضرة،سيقولون له نحن أطباء ما علاقتنا نحن بكلامك الفارغ
لذلك هذه التنمية البشرية نصب و احتيال و دجل بل اسمها تعمية بشرية،يعدون الناس بالنجاح و لا يعطون أمثلة سوى عن الأثرياء لماذا لا يعطون مثال عن أشخاص متفوقين دراسيا أو في الشطرنج أو في الأدب أليسوا هؤلاء ناجحين لكنهم لا يعطون هذه الأمثلة لأنهم يعرفون أن الناس ليس هدفهم ذلك بل يحضرون الدورات رغبة في معرفة طريقة الثراء و هدفهم الثراء،لذلك الأمثلة دائما عن الأثرياء فلماذا لا يقولون إن هدفهم إثراء الناس لن يقولوا ذلك لأنهم يعلمون أن القواعد التي يبشرون بها لن تجعل الناس أثرياء و بالتالي يكشف كذبهم،فيسمونها تسمية مخادعة دورات النجاح لأنهم يعلمون أن الناس تفهم النجاح على أنه كثرة المال لكنهم لا يضربون أمثلة عن ناجحين ليسوا أثرياء
التعليقات