منذ فترة وأنا أعاني من جلد الذات، تجاه أمر معين لا أتمكن من إتمامه كما يجب، ولكن رغم أني لست مقصرة بالواقع، فلدي أمور أهم يجب إتمامها ولكن أعاني من جلد الذات باستمرار، وكأني ألوم نفسي لماذا اليوم لا يتجاوز 24 ساعة. أشعر بظلمي لنفسي وأريد تجاوز ذلك، ما هي نصائحكم؟
جلد الذات، كيف تتخلصون منه؟
اعمل على أن تحب نفسك أكثر ممّا أنت عليه، ويتأتي ذلك بسهولة من خلال متابعة البشر والاطلاع على المزيد من القصص والمحتويات الفنية والأدبية في رأيي، حيث أن فتح الأفق أمام أعيننا على طبيعة البشر بشكل أكثر وضوحًا يساعدنا دائمًا على أن نفهم أنفسنا بالشكل الكافي. وإذا استطعنا التصالح مع بعض المفاهيم حول وجودنا وطبيعتنا، وإذا أدركنا بشكلٍ ما رغباتنا وغرائزنا وتصالحنا معها لأن البشر جميعهم يمتلكون الطبيعة نفسها تقريبًا، سوف تتوافر لدينا فرصة كي لا نقيم المحاكم لأنفسنا، وسوف نعتني بأصغر الأمور التي تعيننا على تحسين صحتنا النفسية وتحسين نظرتنا لأنفسنا بالتدريج.
لقد كنت أعاني من جلد الذات سابقًا وعلى أتفه الأمور، لكنني تخلصت من الأمر بحمد الله..
بدأت في فهم أنني أجلد ذاتي فمعرفة المشكلة نصف الحل، وأعتقد أنك تجاوزت هذه الخطوة، ثم حددت الأسباب وراء جلد الذات وما هي الأفكار السيئة التي تراودني حتى أنقاد لجلد الذات في أمر معين، وبدأت بوضع الحجج المنطقية التي تفند ما أشعر به، وعليك دائمًا أن تذكر نفسك بمسؤولياتك الحقيقية وأن تحاول تذكير نفسك بعدم تحميلها هم أمور إضافية، تكرار أي فكرة يجعلها تترسخ مع الوقت وستشعر أن جلد الذات تلاشى تدريجيًا
إنني أعاني مثلك، ولكنني أرى أنه إن كان الأمر لا يتعدى كونه النفس اللوامة التي ذكرها الله في القرآن الكريم فلا داعي للتخلص منها وإسكاتها فقسوتها في كثير من الأحيان تقوّمني وتفتح عينيّ على حقيقتي، ولذا أحبذّ التعاطي الصحيح مع الأمر وليس قتله تماماً، مثلاً يمكنك الإجابة عن هذه التساؤلات بداخلك، حاوري نفسكِ .. لمَ لا ؟ واسعِ لوضع الحلول والعمل بها، ذكّري نفسك باستمرار بمن تكونين، مجرد إنسان محدود الإمكانيات يسعى لإنجاز بعض الأشياء التي لا تتجاوز قواه، وهدفه الأسمى في الحياة هو إرضاء الله، لا تأسري نفسك بوهم إرضاء المجتمع والعائلة فكل هذه أوهام لا تفرض عليكِ سوى ضغوطات لا تنتهي، لأنهم لن يرضوا وستظلين في أعينهم فاشلة، قدّري كل مجهود تقومي به مهما كان بسيطاً، كافئي نفسك على ترتيب غرفتك، على إنهاء واجبك، على إعداد وجبتك، اشعري بقيمة هذا الروح التي بداخلك، مارسي هواياتك، ضمّني بعد الأمور المحببة إليكِ إلى جدولك اليومي، مثلاً فنجان قهوة أثناء مشاهدة الغروب، أضيفي بعض البهجة إلى تفاصيل يومك، ثم بعد ذلك يمكنكِ البدء بترتيب حياتك وخططك بجديّة ودقة .
عانيت نفس الأمر؛ لذا أتفهم هذا الشعور جيداً. بالنسبة لي وجدت الحل في التأمل و التنفس العميق و ممارسة الرياضة حتى أشعر بتحسن على الصعيد النفسي ثم أقوم بعملية ترتيب أولوياتي بشكل دوري و وضع خطط جديدة أكثر مناسبة و أحاول إقناع نفسي أنه من الطبيعي ألا أحقق كل ما أريد فهذه هي طبيعة الحياة. فإذا كان سعيي كافياً، إذن لن أسمج لنفسي بجلد ذاتها.
وكأني ألوم نفسي لماذا اليوم لا يتجاوز 24 ساعة. أشعر بظلمي لنفسي وأريد تجاوز ذلك، ما هي نصائحكم؟
جلد الذات شعور مؤذي جدا، وإن الجلد النفسي مؤلم بمراحل من الجلد الجسدي، لكن معرفتك وادراكك للأمر نصف الحل.
بقي عليك فقط معرفة كيف تتجاوزين ذلك، النصائح تتراوح بين استرخاء ورياضة وتنفس وتأمل، لكن الأمر يعود إليك كل شخص ولديه ما يفضله وما يأتي بنتيجة معه، أي كل وتجربته الخاصة.
بداية يجب وضع الأهداف في مقدمة الأعمال .. والتركيز على تحقيق النتائج التي تعتمد على الوقت الأقل والجهد الغير مرهق مع وضوح النتيجة الملموسة. لأنه في كل مرة تحقق فيها هدفاً، ستشعر بحافز أكبر للعمل على أهدافك الأخرى. بالتالي يصبح للوقت قيمة مرتبطة بالانجاز.
قد تتساءل معي وهل هذه نصائحك؟ سؤال مثير حقا واجابتي اختصرها في أنه في كل مرة نحقق فيها هدفاً، سنحصل على دفعة من تعزيز ثقتنا بانفسنا وتحسين مزاجنا، وهذه المعززات المزاجية والثقة ستفعل المعجزات لتحفيزنا.
ان الشخص الناجح لا يكتفي في تحقيق هدف واحد في حياته بل يسعى باستمرار لتحقيق المزيد من الإنجازات، كما يعمل على مواكبة تغيرات الحياة في سبيل التقدم الدائم إلى الأمام، ويترك بصمته واضحة.
ونصيحتي الشخصية لك: أنت كشخص يجب أن تُحفّز نفسك باستمرار وأن ترتقي بذاتك حتى تحقق أهدافك على أرض الواقع.
أنا أتفهم ألم الشعور بالسوء واليأس. ثق بي لقد كنت مكانك. لكن ما فهمته بالتدريج هو أنه بغض النظر عن مدى جدلي لذاتي أو تأنيبي لنفسي على كل قرار فلا يمكنني تغيير ما حدث، لذا ما عليك سوى أخذ درس من كل تجربة والبدء في حب نفسك، واهتم بمشاعرك كما تهتم بمشاعر الناس والخوف من جرحهم، وتذكر دومًا أن الخيرة فيما اختاره الله وأن تدابيره دائمًا تصب في مصلحة الإنسان حتى لو كانت لا ترضيه حسب مخيلته المحدودة.
يميل الأشخاص الذين يجلدون ذواتهم لكونهم ناجحين و يأتي هذا العمل لنقص قدرتهم على الثقة في أعمالهم و الشعور الدائم للعمل أكثر و الإنجاز أكثر حيث يزيد ذلك من هرمون الدوبامين الذي يجعلهم يشعرون بالسعادة اللحظية. لذا حاولي إقناع نفسكِ أن هذا الأمر ليس إلا اهتمام زائد بالنجاح. وهو إلى ذلك لا بأس أن نخفق في بعض الأمور لأن هذا الشيء طبيعي للغاية و يحدث مع الجميع. أيضاً، أعتقد أن قيامكِ بعملية إعادة التقييم لمخططاتك و إعادة ترتيب الأولويات ستساعد على تجاوز ذلك.
يمكنك تحديد حجم هذا الأمر إن كان متوافق مع قدراتك لكي تتمّميه بالشكل الذي يرضيكي أم لا. أو يمكنك باستعانة بشخص تثقي فيه ويعطيكي خبرته في هذا الأمر ( إذا كان يُسمح)
أما إذا كان متوافق ولستِ مقصّرة بالواقع، فأنتِ عملتي ما عليكِ ولا داعي لجلد الذات الذي يؤول بكِ إلى الإحباط.
وترتيب الأولويات مهم جدًا، الأهم فالأهم...يمكنك إنجاز شيئٍ أهم تحبيه وإتمامه بالشكل المطلوب، هذا يعزّز لديكِ قوة نفسية وثقة بالنفس، والتخلص إن شاء الله من جلد الذات.
أتمنى أن يكون تعليقي نافعًا.
التعليقات