توجد أوقات نرفض فيها النصيحة المقدمة، بالرغم من كوننا نتقبل النصح بصفة عامة. ولكن في ذلك الوقت تحديدًا إما نرفض النصيحة أو الناصح، فما هي الأمور التي تدفعكم لرفض النصيحة؟
ما الذي يدفعكم أحيانًا لرفض نصائح الآخرين؟
في الواقع شيماء رفضنا لنصائح الاخرين هو سلوك ادفاعي نقوم به عندما نرى أن الآخرين يقللوا من مكانتنا أو من شخصيتنا مع أنهم في الواقع ربما يرغبون حقًا في افادتنا وتقديم الدعم لنا أو ربما يقللون من قيمة الشخص.
عمومًا، بالنسبة لي أرفض النصيحة إن قدمت لي بأسلوب غير لائق، تقلل من شأني وتنتقدني بشكل سلبي.
أرفض النصيحة عندما يتم تقديمها من أشخاص لا يعدُ أهلٌ للنصيحة.
أرفض النصيحة من أشخاص لا أحبهم.
أرفض النصيحة التي لا تعالج مواطن الضعف لدي.
أرفض النصيحة إن كانت أمام الملًا.
فما هي الأمور التي تدفعكم لرفض النصيحة؟
يوجد عدة أسباب كافية بالنسبة لي لرفض النصيحة من أحدهم ، على الرغم من أنني لست ممن يرفضون تقبل النصح من الغير، بل أقدره و أعمل به إن وجدت فيه نفعاً لي.
السبب الأول بالنسبة لي هي أن تكون النصيحة تطفلية، أي أن ينصحني شخص في شأن يخصني وفق ميوله الشخصي، مجرد محاولة منه ليصنع مني نسخة منه، بمحاسنه و عيوبه و فشله، كأن ينصحني بدراسة تخصص بعينه فقط لأنه درسه دون أن يعدد لي أسباباً مقنعة ، أو أن تكون النصيحة تخص شأن عائلي من شخص لا يعلم عني سوى اسمي و هيئتي الخارجية و لكنه يمنح نفسه الإذن بالدخول في أدقّ تفاصيل حياتي الشخصية .
و السبب الثاني هو طريقة إبداء النصيحة، كأن ينصحني بتعالي و بنبرة مهينة لي، أو أن ينصحني و كأنه يأمرني أو يجبرني، كما يوجد أولئك مفرطو الثقة في أنفسهم الذين ينصحونك بأمر فيه مفسدة أو ضرر لك و يلحّون عليك به، و السبب الأهم هو أن يكون شخص لا أثق به، فكيف أتلقى النصح منه ؟
لا أستطيع أن أعمّم وجهة نظري لأن العديد منّا يرفض النصيحة لأسبابه الخاصة. لكن على صعيد شخصي، ربما أجد سببًا رئيسيًا لرفض النصيحة، ألا وهو التعالي، حيث أنني أرفض تمام الرفض تلك النصيحة التي تتبادر من الأشخاص الذين يطرحونها بتعالٍ، ويعملون باستمرار مع المسألة كأنها نقطة مكسب لهم على حساب الشخص الذي ينصحونه. لكنني في المقابل أعمل باستمرار على أن أدرّب نفسي على قبول النصيحة من بعض الأشخاص بأعينهم، والذين أصرّ على جمع نصيحتهم لأنني أدرك مدى حبّهم لي وصدقهم معي.
ليس من عادتي أن أرفض النصيحة، إذ إنني أجرد النصيحة من كل الاعتبارات وأنظر إليها بموضوعية فأجدها مناسبة أو غير مناسبة لي، ولكن في بعض الأحيان تقدم لي نصائح نتيجة فهم خاطئ لي، أي أنها نصيحة لا تعنيني أصلًا لإاضطر لرفضها وتوضيح نفسي للناصح أو أحيانًا الترفع
إنني أجرد النصيحة من كل الاعتبارات وأنظر إليها بموضوعية فأجدها مناسبة أو غير مناسبة لي،
لكن كيف تفعلين ذلك يا زينة؟ لأن الأمر لا يبدو سهلا البتة لأنني أحيانا أحاول تجريد النصيحة من كل الاعتبارات لكن هناك شيء يقفز ويحتجّ ويدافع ... لأن الأنا لا ترضى دائما ولاسيما إن كانت النصيحة مغلفة بنبرة من التعالي وتشير إليك بالدونية.
بالنسبة لي أظن أن هناك ثلاثة أسباب تجعلني أرفض النصيحة وقد تكون ردة فعلي غير جميلة إلى حد ما:
- عندما يكون الناصح يقدّم نصيحة لا أرى نتائجها في حياته، فأرى أنه متباهٍ وينصح من موقع متعالي وأرى ذلك غير مُجدٍ
- عندما ألمس في الناصح نبرة أو أشعر أنه يقلل من قيمتي أو يتعمد اهانتي بشكل ما.
- عندما يكون الموقف الذي أمر به لا يحتاج نصيحة خارجية ويأتي أحد لينصحني ...
النصيحة تطلب، لذلك من الأحسن أن لا نقدم النصح هكذا جزافا، إلا في حالة طلب منا ذلك، أو ننصح بشكل عام وفي ايطار مستساغ ومقبول، ولنا في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أسوة حين كان يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا...
فما هي الأمور التي تدفعكم لرفض النصيحة؟
أسلوب النصيحة. فأحيانًا تكون أقرب لفعل الأمر وليس النصيحة، وهو أمر مُنفر ونجده بكثرة على الانترنت، مثل "افعل كذا ولا تفعل كذا" دون ذكر سبب النصيحة أو ما الذي يؤهله لكي يسدي النصيحة.
كذلك النصيحة التي يضع فيها الناصح نفسه في موضع أعلى من المنصوح رغم كونه ليس كذلك، كأن يكون أقل سنًا وخبرة ورغم ذلك ينصح قائلًا بما يعني:"يهمني مصلحتك".
أعتقد أن أكثر النصائح قبولًا هي التي يكون الناصح فيها متواضعًا أثناء النصح كما لا يُظهر أنها نصيحة. على سبيل المثال، أن يذكر قصة شخصية حدثت معه وبالتالي يريد أن يقول لي: لا تُخطئ خطأي. أو يخبرني بشئ قرأه من شخصٍ خبير ورأى أن نصيحة ذلك الخبير ستفيدني. تلك الأمور (أو النصائح) أُقدّرها جدًا، وأعتقد أغلب الناس يقدرونها أيضًا.
كذلك النصيحة التي يضع فيها الناصح نفسه في موضع أعلى من المنصوح رغم كونه ليس كذلك، كأن يكون أقل سنًا وخبرة ورغم ذلك ينصح قائلًا بما يعني:"يهمني مصلحتك".
الشخص الناصح لا يجب أن يكون الأكبر عمرًا ولا الأكثر معرفة أو علمًا، يمكن لطفل أن يدرك ما لا ندركه ويخبرنا بأسلوبه اللطيف وفي هذه الحال سيكون ناصحًا أيضًا. أما ارتباط النصيحة بالعلم والعمر لا أراه صحيحًا أبدًا.
لم أقصد ألا ينصح، وإنما أقصد ألا يكون أسلوبه وكأنه يقول "يهمني مصلحتك" أي وكأنه هو العالِم الخبير ويعرف الأصح لذلك الرجل أكثر منه هو. بعض الأشخاص لمجرد قراءتهم لعدة كتب يقعون في فخ وهم المعرفة؛ فيظنون أنفسهم أصبحوا خُبراء في الحياة.
أعتقد أن الغرض الأول من النصيحة هو تفتيح ذهن مَن أمامنا لأفكار وحلول قد لا يكون قد وضعها في حسبانه، وقد يكون عارفًا بها ولكنه نسيّ، ولكن لا يحق لي أن أفترض أنني أعرف أين مصلحة مَن أمامي أو أنني أجذم بصحة نصيحتي سواء كنت أكبر أم أصغر؛ وذلك لأن الأحوال والظروف عمومًا تختلف من شخص لآخر.
عمومًا، أرى أن النصيحة - خاصةً إن كانت موجهة من شخص أصغر- يجب أن تكون أقرب للاقتراح منها إلى النصيحة، فأن يقول أحدهم للأكبر منه "أنصحك أن تفعل كذا" هو شئ أحيانًا يثير النفور التلقائي من النصيحة لدى أغلب الناس.
يقال بأننا الحكمة يمكن اخذها من افواه المجانين....، ربما كون الحكمة قد تكون شئ اشبه بشئ معنوي قد لا يصلح للعمل بها على ارض الواقع كون ان الظروف وشخصية الفرد يختلف من فرد لاخر.
ولكن النصيحة شى حساس، لابد ان نأخذها من شخص واعي، مر بتجربة نفسها، يحبنا، يحترمنا، يحب لنا الخير، والاكثر انه يعمل بتلك النصيحة التي قالها لنا...
مثلا اذا قال لي شخص لا تختر هذه الوظيفة، ورأيت بأنه عاطلا على العمل او طرد من عمله، كيف بإمكانني ان اقتنع بان نصيحته لي صحيحة وبريئة، لذلك ليس كل من يتفوه شئ يدعي به نصحها، ربما نيته وهدفه شئ اخر...لذلك لا حرج ان نستمع له ولكن الاخذ بنصيحته يتطلب منا البحث والمساؤلة اصحاب الخبرة..
الطريقة التي تتم النصيحة بها..
أنفر من أولئك الأشخاص الذين يشعرونني بالتعاطف، رغم أنني أدرك تماماً أنه نوع من المساندة وممارسة واجب الصداقة (الذي يرونه فرض عليهم)، لذلك بمجرد أن يبدأ بعض الأصدقاء أسلوب النصح المغلّف بعبارات المساندة واستشعار حجم العبء الملقى على كاهلي أو قدرتي على التظاهر بالقوّة (وفق ما يظنونه)، أغلق الحديث مباشرة وأتجاوزه في طريقة استخفافية ملفعّة بالمزاح والضحك.
كما يشعرني بالضيق ذلك النوع من النصائح الذي يسحب مني شعور أنني حرّة بقراراتي (حتى وإن كانت مؤذية لي)، رغم إدراكي بأنه خوف أيضاً عليّ وعلى صحتي، لكنني اخترت ذلك الأمر وأنا أعلم مساوئه وسلبياته، لذلك أحب أن يحترم الآخر قراري بغض النظر عن قناعته عن مدى ملائمته ونفعه.
ولن أنسى أبداً النصائح التي يقدّمها صاحبها مبتدءاً حديثه: أريد أن اخرج من خطيّتك وأن لا يسألني الربّ لماذا لم تنصحها!!
هؤلاء الأشخاص يشعرونني بالضيق جداً.. لم أطلب النصيحة منهم فما الأساس الذي يريد بناء عليه أن يدخل الجنّة بسببي؟؟
التعليقات