في بعض الأحيان أقابل أشخاصًا لا يبالون بأي شيء، لا يفكرون في عواقب الأمور وإنما يفعلوها دون تفكير جيد ولا يكترثون بما ستؤول إليه تلك الأمور. فكيف يمكن التخلص من هذا الشعور باللامبالاة؟
كيف يمكن التخلص من الشعور باللامبالاة وعدم الاكتراث بالعواقب؟
دعيهم يفعلون... ستعلّمهم التجربة ونتائج لامبالاتهم..
مثل هؤلاء لن تخدمهم النصيحة.. سيخدمهم فقط دفعهم ضريبة الأمر.. حيث حينها سيقارنون حجم الفوائد مقارنة بالخسائر وحينها سيملكون وحدهم فقط القرار إما بالتغيير أو بالاستمرار على ما هم عليه.
ولكن لامبالاتهم تلك لا تؤثر عليهم وحدهم، بل قد تؤثر على كل من حولهم من عائلة وأصدقاء وأحيانًا مجتمع. يوجد مثال أراه أحيانًا في مجتمعي وهو عن شاب متعلم وصاحب مكانة اجتماعية هو وأسرته، ولكنه يرغب في الزواج من فتاة لا تليق به ويُعرف عنها سوء الخلق وأنها وأسرتها غير متعلمين نهائيًا، هنا يوجد فرق كبير في التكافؤ التعليمي والاجتماعي وسيؤثر ذلك على الأسرة جميعها وعلى الأبناء والأحفاد، ولا أعتقد أن تركه يتعلم من تجربته سيكون افضل خيار حينها.
أحيانًا أشعر بأن اللامبالاة مطلوبة لأنني من الأشخاص التي قد تعاني من الارهاق النفسي بشكل كبير حتى أنني أحسد الاشخاص التي تعاني من اللامبالاة ولكن اللامبالاة المعقولة. عمومًا قبل الاجابة على سؤالك، لابد من معرفة سبب شعور البعض باللامبالاه، فمثلًا هل يعاني من علاقة سيئة سواء أسرية أو مع الاصدقاء وغيرهما؟ هل لأنه يعاني من عدم الارتياح في العمل والدراسة وما إلى ذلك! أم أنه يعاني من عوامل عضوية وجسدية؟ اعتقد أن تحديد سبب الشعور باللامبالاة هي خطوة البداية للتخلّص من هذا الشعور. بعد ذلك من الأفضل أن نحفز أنفسنا على القيام بالمهام التي حقًا نشعر بالسعادة أثناء أداءها. قضاء وقت مع أشخاص جديين، يوفرون الدعم لنا، عدم مقارنة أنفسنا بالآخرين والإيمان بالرضى والقناعة. وآخيرًا الثقة في أنفسنا وقدراتنا.
لا أعلم إن كنت مؤهلة لمنح نصيحة لأحدهم بهذا الخصوص ، فأنا من هؤلاء الذين اتخذوا "اللامبالاة" قالباً لهم في مواجهة الكثير من أحداث الحياة ، فأنا لا أبالي إلا في أمور ديني و مشاعر الآخرين أيضاً ، فبالطبع لن أكسر قلب أحدهم و أمضي و أنا لا أبالي .
أعلم أن الأمر ليس إيجابياً و حميداً طوال الوقت ، و لكنه الطريقة الأفضل لمواجهة السخافات الذي تملأ هذا العالم ، و لتبقي بالك مرتاحاً لأطول وقت ممكن و إن لم يتعدّ الخمس دقائق .
و أحياناً تجلب لي هذه الصفة المساوئ ، فتعاتبني والدتي على الدوام على عدم مبالاتي بعلاماتي الدراسية ، فلست ممن يبكون إذا نقصت درجة واحدة في امتحان ما أو مادة ما ، و لكنني أذاكر و أجتهد بقدر ما أستطيع و أتوكل على الله ، و ما يأتي كله خير و بهذا القدر ، يكفي أنني لا أتوتر أثناء حل الإمتحان .
أعتقد أنه لا حل حقيقي سوا أن ندع هؤلاء الأشخاص يتحملون عواقب أفعالهم، حتى تأتي أحد هذه العواقب فتلقنهم درسًا و عندها سيصبحون أكثر حكمة.
يصل الموضوع إلى درجة من التعقيد في هذا الصدد قد تؤدي إلى نتائج غير محمودة بلا رجعة، فأنا أرى أن الأشخاص المتهورين بشكل عام، ممّن يأمنون عواقب الأمور ولا يفطنون إلى النتائج الكارثية التي قد تؤدي إليها أفعالهم الطائشة، يفقدون القدرة تدريجيًا على التعلم، حيث أن استراتيجية التعلم عن طريق الخطأ هي التي تجعل منّا قادرين على التطور في نهاية المطاف، وهي التي تتحكم في منحنيات حيواتنا المختلفة بشكل عام، لذلك فأنا أجد الأمر شبه مستحيل أن يتم بطريقة آمنة، حيث أنهم -للأسف- لن يجدوا ضالتهم بالتعلّم من الخطأ إلّا بالطريقة الصعبة، والتي قد تكلّفهم خسائر غير يسيرة.
فكيف يمكن التخلص من هذا الشعور باللامبالاة؟
أحيانا أظن أنه لابد من ذلك، وأتمنى لو أستطيع أن أكون شخصا غير مبالٍ لأن الاهتمام وشدة الحرص شيء مؤذي جدا، حتى وإن كان للأمر عواقب فإن التآكل النفسي من الحرص والخوف مؤذي أكثر.
لذلك أرى أنه إن كان شيئا متأصلا في الشخصية فلابأس بذلك، حتى وإن كان فيه بعض الأخطاء المترتبة عن ذلك.
نعم حين ينقص الشعور ويقل الاهتمام وتختفي العاطفة وتبهت الاثارة والقلق، فما هي النتيجة؟ إنها اللامبالاة وعدم الاكتراث بالنتائج. يظهر الاهتمام وتختفي الرعاية ويسود القلق والندية ويختفي الحب والطمأنينة.
هناك لامبالاة سبب لحدث مثل ان سيدة لا تبالي بزوجها لأنها بخيل او خائن او لا يحترمها، فصبح حضوره وغيابه سيان فتخلو من مشاعرها العاطفة. بالتالي السلبية هي نتيجة للامبالاة.
إذا كنت تشعر بعدم تقديرك من مديرك أو إحساس بانك بلا قيمة في المؤسسة بالرغم من كل ما تقدمه. أو الطرد من العمل او الشعور بالضيق الشديد .ما هي النتيجة المتوقعة؟ ستتوقف عن الشعور بالأسف على أي أمور سلبية تحدث مع المؤسسة ولن تعود تهتم بالنتائح!
يمكننا أن نشعر باللامبالاة والإرهاق والانفصال والسلبية في مناسبات متعددة ، لكن هذا لا يعني أننا غير مبالين بالفطرة. في الواقع ، غالبًا ما تكون مشاعرنا اللامبالية مؤقتة. ولذا يجب ان نعمل على ايجاد حلول للمبالاة ومنها اولا ان نعرف سبب اللامبالاة ونوجد الحل مثال:
- هل أنت غير سعيد بعملك؟
- هل تشعر بأنك عالق في علاقة غير مرضية؟
- هل تشعر أنك غير مبال بالحياة؟
حدد المشكلة الأساسية ثم تعامل معها بأي شيء سوى اللامبالاة. على سبيل المثال ، ربما يجب عليك استكشاف فرص عمل أخرى ؛ ربما حان الوقت للتصالح مع زوجتك او ايجاد فرص اخرى لرفع راتبك .. الخ
أعتقد أن كل شخص لديه دوافعه الفريدة الخاصة به التي قد تؤدي لتصرفه بتهور وعدم تفكيره بالعواقب؛ فمثلًا قد تكون القوة الدافعة وراء تلك الأعمال محاولة لتعزيز الشعور بالسيطرة على الحياة، أو قد يتصرف الناس أيضا بهذه الطريقة لتخفيف أو إنكار قلقهم، في حين أن الأشخاص النرجسيين قد يستمتعون بشعور بأن لا شيء يمكن أن يحدث لهم مهما فعلوا، لذا فالأمر يختلف من شخصٍ إلى أخر.
ولكن رأيي في المجمل، أن اللامبالاة قد تكون صحية في بعض الحالات، خاصةً لو كانت بهدف الاستقرار ومعرفة ما نريده حقًا دون قلق أو تفكير في المستقبل والفوضى التي لا تخلو منها الحياة، وسينتج عن هذا أننا سنتجنب الألم على سبيل المثال. وأيضًا لو استعطنا اكتشاف ما نهتم به ثم استخدمنا هذه الأداة للمساعدة في ترتيب أولوياتنا عن طريق العقل العقلاني غير العاطفي، فذلك سيقودنا لمعرفة أفضل طريقة للوصول إلى مُرادنا دون التفكير في العوائق حتى يأتي وقت مواجهتها.
اعتقد في رأيي ان الشعور باللامبالاة هو شعور ناتج عن جزء ما بداخل الانسان ويكون نابعًا من ضغوطات نفسيه اثقلت عليك مما دفعك للشعور باللامبالاه وعدم الاهتمام لما هو قادم ولكن من الافضل ان تقضين يومًا تستمتعين به دون التفكير في كل ما هو يضغطك نفسيًا ومن ثم العودة الى اكمال مهامك بنفس راضية ستكونين قد تخلصتي من جزء من تلك الضغوط النفسية الواقعة على عاتقك
التعليقات