هل النجاح هو تقدير الناس للعمل؟؟

بالنسبة إلي الإجابة لا قاطعة، لأن النجاح الذي يعتمد في أصله على التقدير الاجتماعي لا يعد معيارًا لأي شيء. إننا بشر، وببساطة يمكن للعديد منا أن يمتلك شغفًا لا يضاهى بداخله، لكن ذلك النوع من الشغف لا يلقى الدعم الكافي من المجتمع المحيط به، فأنا مثلًا شغوف بالكتابة منذ صغري، وعندما بدأت في ممارستها كان كل من حولي يرفضون الأمر ولا يعترفون به ويتعاملون معه كهواية. وعليه، فإذا كنتُ أعتمد في الأساس على تقييم الآخرين، لما بدأتُ مشوار شغفي الشخصي الخاص. أي نجاح مرهون بتقييم الآخرين محكوم عليه بالفشل.

لا أرى علاقة بين النجاح و تقدير الناس.

قد يكون نجاحي في تغلبي على نفسي و الاستيقاظ باكرا مثلا، أنا أعتبر ذلك نجاحا حققته بعد مجهود و مثابرة و أيام من الفشل، فهل أحتاج لتقدير الناس لأشعر بطعم النجاح؟

أحلم بوظيفة معينة، درست و سعيت جاهدة للوصول إليها، فشلت مرارا و نجحت أخيرا و هذا أمنا أعمل في المجال الذي أردته و حلمت به. ما الذي أشعر به الآن؟ سعادة قصوى و لذة بتحقيق للنجاح كما رسمته لي، وقتها لا يهم أبدا تقدير الناس و إن أعجبهم ذلك أم لا. قد تكون هذه الوظيفة عادية بالنسبة لهم، و قد تتطلب التهنئة فحسب و ليس تقديرا كبيرا. لكن هذا لا ينقص أبدا من أنني حققت النجاح على مستوى شخصي.

حلمي أن أعيش بفيلا مثلا، سعيت لذلك و وصلت له، حققت النجاح فيما أردت. قد يكون أمرا عاديا أن أسكن في فيلا، لن يخسر علي الناس سوى كلمة التهنئة لكن هل هذا ينفي أنني في حققت النجاح الذي طمحت له.

مفهوم النجاح يختلف من شخص لآخر، قد يرى فلان أن النجاح بالنسبة له هو نجاحه في الدراسة بمعدل 11/20 مثلا. بهذه النقطة لم يقدرك أحد من الناس و تعتبر كأنك رسبت، لكنه في ذاته حقق النجاح الذي طمح له. بينما قد يكون النجاح بالنسبة لفلان هو دخوله هذه المدرسة مثلا و عليه يحتاج لإحراز نقطة 16/20 مثلا، فالنقطة بالنسبة له ليست أكثر من وسيلة و ليست النجاح بحد ذاته. ها قد حصل عليها و على أكثر منها أيضا، كل الناس سيقدرونه و يهنئونه بحرارة. لكن المدرسة التي أرادها لم تقبل به، سيقولون له، لا بأس هنالك مدارس أخرى. و قد يقبل في مدرسة أخرى بالفعل. لكنه طوال حياته سيترسخ بعقله أنه لم يحقق النجاح الحقيقي الذي طمح له.

ما أرادت إيصاله أن النجاح على المستوى الشخصي لا يدعو دائما لتقدير الناس، لكن هذا لا يمنع الشخص من التمتع بنجاحه. بالمقابل ما يقدره الناس و يعتبرونه نجاحا فائقا قد يعتبره صاحبه لا شيء و إنما نجاحه هو في أمر آخر، و بالتالي لن يغير منه تقدير الناس.

و عليه، فالبنسبة لي زينة، قيمة النجاح قائمة في حد ذاته و تقدير الناس ليس سوى إضافة إن صح القول.

ربما يعتمد الأمر على مفهومنا للنجاح يا زينا.

قد يخبرنا الجميع كم نحن مميزين ورائعين وبأننا استطعنا تحقيق الكثير من الإنجازات رغم سننا الصغير، لكننا لا نشعر بذلك الأمر لأننا نرى الأمر وفق معايير هي ما نعتبرها أصل النجاح. - والعكس صحيح- في أن نكون ننجز أموراً كثيرة ناجحة لكننا لا نراها كذلك لأننا لم نشعر بالتقدير أو بنتائج مرضية لما نقوم بإنجازه.

لذلك، أظن بأن النجاح مسألة نسبية تعتمد على طريقة رؤيتنا وتعريفنا له، وبأن نظرتنا لأنفسنا إن كنا ناجحين من عدمه، تعتمد على تقدير الذات أولاً وأهدافنا التي نسعى للوصول إليها.

مفهوم النجاح يختلف من شخص لآخر حسب البيئة والخلفية الثقافية، وحتى قيم الشخص نفسه.

هل النجاح هو تقدير الناس للعمل

بعض الأعمال نجاحها مرهون بتقدير الناس، لنفترض أنني صاحبة مبادرة خيرية، وأقدم للناس شيء أظنهم بحاجته لكن لا يقدرونه، ربما لأنه من الرفاهية وحاجتهم تتمثل في شيء آخر، هنا أنا فشلت .

النجاح قائم بحد ذاته ؟؟

أظن أن كل نجاح له ركائز ومعايير لنقول أنه ناجح أو لا،

وهنا يختلف الأمر أيضا ولا توجد قاعدة عامة.

حسنا لنتفق أن التقدير جزءًا من ثقافة الناس. فمن الذي يمنح التقدير، ولماذا يمنح؟ بالمقابل ماذا سيؤدي عدم تقديرنا لأعمال الناس؟ وكيف سوف يصل الأداء حين يصبح الهميش والامبالاة هي السائدة؟

التقدير الحقيقي يعترف بقيمة الشخص في جميع أنواع المواقف. والتقدير لا يعني مجرد كلمة امتنان من حين لآخر ؛ هذا يعني إظهارحماستك وتقديريك بالقيمة التي يجلبها عمل الشخص عليك.

تصور معي ان مجموعة من عمال النظافة قاموا بعملية تطوعية في المؤسسة حتى ظهرت بأبهى صورة. انت سوف تعترف بنجاحهم في إحداث التغيير للأفضل. ما هو المطلوب؟ التنكر لهم ام تقديرهم وكيف نقدرهم ولماذا نقدرهم؟

يمكن أن يؤدي تطوير ثقافة التقدير إلى نجاح الأعمال ، والذي سيكون واضحًا في زيادة الأداء والإنتاجية والربحية. وبالتالي هذا يعني دليل على نجاح العمل وصاحبه.

النجاح هو تقدير نفسك والناس لك لمجهودك المبذول.