بطبيعتي لا أكذب
تسألني سؤال فجأة فأجيبك دون لف ودوران
ربما هذا سيء فيني
أجبت صديقتي عن شيء ما غالي الثمن لأنها سألت
والآن لا أشعر بالراحة لا أعرف لم ...
هل لديكم تفسير
ألوم نفسي لأني لم أقل" لا أعلم"
فهو شيء خاص بي في النهاية
هذا يعتمد على علاقتك بصديقتك وكيف هي، إن كانت مقربة وتحب لك الخير، فالأمر طبيعي، وإن كنت تشكين بنواياها فيجب أن تكوني حذرة بعد ذلك، بالنهاية حدث ما حدث، ولا داعي للوم نفسك لأنه لن يجدي نفعا، المهم أن تحاولي أن تكوني كتومة بما يخص أهدافدك وما تنجزين حتى يكتمل، فلا تعرفي نوايا الآخرين مهما كنت تثقين فيهم للأسف
أنا كذلك لا أكذب أبدًا مهما كان السبب ولكن إن وقعت في مآزق مشابهة ألجأ إلى التورية أي محاولة الهروب من السؤال بأسلوب ذكي فإن أعاده مرة ثانية أحاول أيضًًا التورية باستخدام أسلوب آخر كالتطنيش ولكن إن أعاده مرة ثالثة فإما أن أجيب أو أرد عليه بكل صراحة بأنه ليس من شأنه وذلك يعود لطبيعة السؤال ولطبيعة الشخص بالنسبة لي.
بشكل عام مجتمعاتنا فضولية جدًا وربما أغلب الأحيان يكون السؤال بغرض الفضول لكن على الإنسان أن يعرف أن هناك حدودًا لا يحق له تجاوزها مهما كان فأنا مثلًا لا أذكر بحياتي أنني سألت شخصًا كم يتقاضى من راتب لكنني كنت أتعرض كثيرًا لهذا السؤال ورغم أنه غير محرج بالنسبة لي ولا مانع لدي من الإجابة ولكن أراه نوعًا من التطفل والفضول الذي لا يعني سائله بشيء.
أعتقد أنّ هذه المسألة خطيرة جداً على المستوى الروحاني والنفسي، لماذا تريد أن تكتم ما تؤتيك الحياة؟ بناءً على أي أدلة نفسية أو روحية تتصرّف؟ علماء النفس يقولون كثيراً ومراراً وتكراراً بأنّ عليك أن تكون صادقاً جداً مع الناس لكي لا تخاف من أحد ولا تتلون مع الناس على اختلافاتهم، أنت واحد مهما قابلت من ناس ومع كل من تقابل، لذلك حين يسألنا أحد يجب أن نخفي هذه الأمور، ممن نخاف فعلاً؟ وحتى الأدلة الروحانية المقدّسة تشير إلى هذا الأمر عبر: "وأما بنعمة ربّك فحدّث" أنا هنا لا أحاول تحويل هذا الحديث إلى مناقشة دينية، أنا أحاول أن أبيّن لك أنّ كل الجوانب العلمية النفسية والروحية أيضاً تقول لك حدّث وأخبر، لماذا أنت ترفض الأمر؟ بناءً على ما يقولونه الناس ويتقوّلونه؟ بناءً على الخوف من الحسيدة؟ هل فهمنا معنى الحسد فعلاً أم أعطيناه معنى آخر اتفق عليه الناس وسلّمنا بفهمهم؟ اقتراحي أنّك قمت بما يجب القيام به ويجب دائماً أن تكوني صفحة مفتوحة مع الناس، القوي لا يخاف، وحده المتلوّن من يفضّل التستر على النعم في حياته وأعماله.
ربما خوفا من غيرة أو بالفعل معتقد زرعها الناس فينا كالحسد
فحين غادرت أصبحت أتخوف في خيالي من حدوث أمر لما إشتريت
عموما ولكن معك حق أقنعتني تقريبا
في الحقيقة الكذب حرام كأن أقول لا أعلم
ولكن الإنسان أحيانا لا يريد إخبار الآخرين
لا أعلم لم
بما أنني فتحت موضوع الكذب فما رأيك بهذا
آباؤنا لا يريدوننا أن نكذب ويوبخونا على ذلك
ولكن في نفس الوقت. سرعان ما يأتيهم زائر فيأمروننا بأن نقول أنهم ليسو هنا وكذلك أمر الإتصال ويوبخوننا إن أخطأنا الكذب فاضطرو لاستقبال المكالمة أو الزائر
والناس في هذا الزمن حشورين جدا سواء من معرفة أمر ما أو أيا يكن
مبدئيا فلا أعتقد أن هناك داعي لأن ترهقي نفسك والتأنيب واللوم، لأن الواقعة مرت وقد تحدثتي بما خطر في بالك أول الأمر، لكن اعتبرها تجربة مرت عليك لتتعلمي منها، اما هل باستطاعتك قول الحقيقة لصديقتك فهذا يعتمد على نوعية العلاقة بينكما، وكيف تفكير صديقتك، يمكنك اتخاذ مبدأ (استعنوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) كتمان أهدافك وطمحاتك وانجازاتك، لكي لا تنشغل الناس بمراقبتك وتصبحي محط أنظارهم، ولا أظن أن هذا شيء جيد، كما أن هناك نفوس مريضة لا تحب للأخرين ما تحب لنفسها وتسعى والسوء اتجاههم، لذلك فالحكم الأخير يبقى حسب النوع الذي تتعاملين معه.
أنا هنا إحترت
استعينوا على قضاء حاجاتكم بالكتمان أي لا أظهر النعمه
وهناك @Diaa_albasir
أعطانا قول " وأما بنعمة ربك فحدث"
ما الفرق في أي مواقف يجب أن نحدث عن النعمه ومتى نقضي حااجتنا بعيدا عن الناس
في كتابه "المياه كلّها بلون الغرق"، يقول إميل سيوران: لا أحد يستطيع أن يحمي عزلته إذا لم يعرف كيف يكون بغيضا مع النّاس. قد تكون هذه عبارة قاسية بعض الشيء، لكنّها بداية لقاعدة مهمة حول وضع الحدود الصحّية. والحدود الصحّية هي تلك التي تحافظ فيها على مسافة بينك وبين الآخرين بطريقة تضمن لكَ الأمان في أن تقول ما ترغب به حقّا دون التعرض لعواقب وخيمة. وتكمن المشكلة حين تُخلَط علاقات المهنة أو الوظيفة بعلاقات العائلة، وعلاقات العائلة بعلاقات الوظيفة، وكذلك حين نجعل من الرئيس في العمل أبا. نعم، قد يكون هذا مفيدا بعض الوقت، لكنّه سيعود باختراق خصوصيتك واستباحة أوقاتك ورغباتك في أوقاتٍ كثيرة، لذلك فإنّ رسم الحدود دائما ما يحافظ على العلاقات أكثر ممّا يُفسدها على عكس ممّا هو متوقّع.
يحدث في حياتك اليومية أن يطلب أحدٌ منكَ أن تقوم بخدمة له، خدمة تفوق قدراتك وطاقتك لأنّك مُنشغل بمَهام عدّة في هذه الفترة من حياتك، ومع هذا فأنتَ تخجل أن تقول له: لا، ليس بإمكاني ذلك، وتفضّل أن تُجيب بنَعَم كي لا تخذله ولا تجرح شعوره أو لأنّك تخاف أن تبدو كشخصٍ فَظّ ولئيم. وقد تصير هذه عادة لديك، فيفهم الآخرون ذلك ويصيرون على الدوام يُلقون بالمَهام على عاتقك ظنًّا منهم بأنّك شخص طيّب ولطيف ولن تعترض أو تقولَ شيئًا.
كأيّ مشكلة أخرى، يبدأ الحلّ دائما من تحديد أسباب المشكلة والتعمق في فَهمها، فتحديد المشكلة هو نصف الحلّ. لكنّ هذه المهمة ستكون حرجة بعض الشيء، فالمُتّهم هُنا هو أنت، شخصيتك. يحتاج الحلّ بعض الجُرأة بالاعتراف بأنّ كثيرا ممّا يحدث لنا من مشكلات قد نكونُ نحن أنفسنا سببا رئيسيا في إحداثها، فصفات الطيبة واللطف تُعتبرُ بالنسبة إلى أصحابها فضائل حَسَنة، لكنّ المشكلة تكمن حين نستخدم هذه الفضائل وسيلةَ تبريرٍ ذاتي لأنفسنا حين نعجز عن أَخْذ حقوقنا أو المُطالبة بها، فنستعيض عن استردادها بإقناع أنفسنا بأنّنا تنازلنا عنها بمحض إرادتنا لأنّنا أناسٌ طيّبون.
المشكلة الرئيسية لديكَ، بوصفك شخصا توافقيا، هو أنّك تخشى التورّط في الخلافات والنقاشات التي قد تتحوّل إلى نزاعات، لأنّك تعتقد أنّ تحوّل النقاش إلى مشكلة سيُظهرُكَ بمظهر مُحرِج أو قبيح. لذلك يجب أن تتعلّم مهارات التفاوض، وتحديدا أن تتعلّم الاستمرار بالنقاش لإيصال ما تُريد دون أن تنفعل أو تسارع إلى إنهاء النقاش والتخلّي عمّا تريد قوله.
التعليقات