أتعرّض في العديد من الأحيان لشعور سيّء للغاية، عندما يكون أحد المقرّبين أو الأصدقاء في أزمة أو وعكة نفسية شديدة، بينما أقف أنا مكتوف الأيدي، لا أجد سبيلًا لتقديم الدعم النفسي إلّا بالاستماع.
كيف توجّهون الدعم النفسي للمقرّبين الذين يعانون من وعكة نفسية ما؟ وما هي أهم الطرق الفعّالة في ذلك؟
هذه واحدة من المواقف الحساسة فعلًا. شخصيًا ما تعلمته أن أرى أولًا الطريقة المناسبة لهم فما يكون مناسبًا لي قد لا يكون مناسبًا لهم
بعض الناس يحتاج الدعم النفسي أكثر من الحلول والمساعدة العملية والبعض الأخر هو العكس تمامًا. لذلك أحاول معاملتهم بما يريدون وليس بما أريد أنا.
في البداية الاستماع وحده يعتبر دعمًا فنحن ننتظر من يسمعنا بصدق دون أن يكون متحفزًا للرد أو يقضي الوقت في تجهيز رده.
ثم محاولة تقديم الدعم النفسي بكافة الطرق. وأتجنب ما يمكن أن يزعجه حتى لو كان ذلك الحديث في المشكلة نفسها.
وفي النهاية أحاول إيجاد الحلول إن كان هذا ممكنًا والتأكيد على أني موجودة دائمًا متى ما احتاجوا لي.
هذا ما أعاني منه بصراحة، الموقف مربك جدا وشعور قلة الحيلة والضعف متعب لكن أحاول قد الإمكان تقديم الاحتواء والمساعدة من خلال:
يبقى التعامل من الحالات النفسية أمرا حساسا للغاية، لكن نوفق بقليل من الصدق والحب والمراعاة.
إلى أي مدى كانت هذه الخطوات مجدية دليلة؟
فالأزمة النفسية وقسوتها تختلف باختلاف الحدث وقسوته، وعليها تختلف طريقة المعالجة بالتأكيد
يحتاج الشخص المصاب بمرض عقلي إلى مزيد من الحب والدعم. قد لا تتمكن من رؤية المرض ، لكن هذا لا يعني أنك غير قادر على المساعدة. كيف يمكنني المساعدة؟
تؤكد الأبحاث أن الدعم من العائلة والأصدقاء هو جزء أساسي من مساعدة شخص يعاني من مرض عقلي. يوفر هذا الدعم شبكة من المساعدة العملية والعاطفية.
هناك عدد من الطرق الرئيسية التي يمكن للعائلة والأصدقاء أن يساعدوا بها في رحلة التعافي من مرض عقلي:
شخصيا ابدا أولا بمحاولة فهم هذه الوعكة أو التعب النفسي، هل هو اكتئاب، وسواس قهرى، قلق مزمن، ثم اقرأعنه الكثير وقد اسأل من أعرفهم من المتخصصين أو الأخصائيين النفسيين، فعلى الأقل إذا لم أستطع تقديم الدعم ، فلا أضره أو أقوم بسلوك ما أظن انه مناسب لحالته بينما هو يضره.
فمثلا الشخص المكتئب فقط عليك أن تحترم صمته، وعدم رغبته في الحديث أو التواصل دون ملاحقته بأسئله أو إجباره على الخروج مثلا أو غيره إلا إذا بدأت حياته تتوقف تماما، كأن يتوقف عن الدراسة أو عن الذهاب للعمل.
الأهم هو أن تقدر مشاعره، لا تستصغرها ، أو تخبره أن الكل لديه مشكلات وظروف صعبة أيضا مثله تماما محاولا أن تخفف عنه، أو تخلط بين مرضه وبين شعور الحزن وهكذا.
كل حالة منفردة لها مدخل للتعامل، المهم فكرة التقبل دون استعجال للتعافي أو الضغط عليه بتأنيب ضميره تجاه من حوله وتقصيره معهم، فهو فقط قد يحتاج لفترة من الوقت يلملم فيها أشلائه النفسية.
الدعم النفسي شيء خطير للغاية لابد أن نكون حذرين عندما نعالج الأزمات النفسية التي يمر بها أصدقائنا.
في كثير من الأحيان لا يتعلق الأمر بحل المشاكل أو بتقديم حلول بل بإعطاء الدعم وأن نكون مستمعين جيدين ، ولكن هذا لا يغني عن استشارة المتخصصين في حالات الاكتئاب.
في الوقت الحالي أصبح المجتمع يعاني من الهشاشة النفسية لذلك لابد لما جميعا من تعلم أساسيات علم النفس حتى نتمكن من تقديم الدعم لأنفسنا وللأخرين
قرأت مرة، نصيحة أدبية أكثر منها نفسية، أحيانا يحتاج الشخص لنحتضنه عند مشكلته ووعكته، أكثر من أن ننصحه.
الدعم الأمثل في فترة الأزمات النفسية التي يمر بها أحد الأحباب، هو الإنصات جيدا له ولما يقوله، ليس شرطا أن نتفاعل مع ما يقول بقدر ما لابد أن نشعره بأريحية بعد الإنتهاء مما قاله، لذلك أهم شئ يحتاجه الشخص في هذه المرحلة هو البوح وتفريغ ما يجول بداخله، يريد أن يرمي أي شئ يؤلمه نفسيا ليشارك مع شخص يثق فيه تلك اللحظات والمواقف.
من بين الطرق الفعالة أيضا، بعد الإنصات الجيد لهم:
التعليقات