أثناء عملي كمعلمة أصادف شخصيات متعجرفة ترى نفسها دائمًا أفضل من الجميع، ولا تستمع إلا لرأيها حتى إذا كان غير صحيح والجميع يعارضه، ودائمًا أحاول الحفاظ على هدوئي وأتجنب الدخول في جدال عقيم معهم، ومن ضمن هؤلاء الأشخاص زميلة تتحدث دائمًا بما يُظهر أنها الأفضل، وتتضمن أحاديثها كلمات جارحة للتقليل من شأن غيرها من الزملاء، برأيكم كيف يمكننا التعامل مع هذا النوع من الشخصيات؟
كيف نتعامل مع الشخصيات المتعجرفة بأفضل طريقة ممكنة؟
المقاطعة أثناء تحدثها وقول بشكل واضح " لا أريد أن استمع إلى كلمات عن الأخرين في غير وجودهم." ومع الوقت يمكن أيضا أن نترك المكان لهذا الشخص حينما يبدء حديثه بهذه الطريقة لكي يعلم أننا غير موافقين على طريقته وكلامه سواء في حضور أو غياب الأخرين الذي يتحدث عنهم. بدلا من الدخول في جدالات ليس لها معنى معه، وهنا سيقرر هذا الشخص على الأقل عدم التحدث أمامك أو سيفكر في تغيير نفسه.
صحيح، ولكن المشكلة أنها قد تفكر في التحدث عني بالسوء ونشر صفات ليست بي لتنتقم من الأسلوب الذي تم التعامل معها به، مع العلم أنه حدث بالفعل هذا الأمر مع زميلة حاولت إيقافها عند حدها، وتعجبت كثيرًا عندما وجدتها تدعي قولها لكلمات سيئة لم تقولها على الإطلاق بغرض تشويه صورتها أمام الجميع.
ما أفعله هو التجاهل، أكثر ما يبحث عنه هؤلاء الأشخاص هو الحصول على اهتمام الآخر سواء بالسلب أو الإيجاب، إذا لم يجدوا صدى لتصرفاتهم وكلماتهم فهذا يزعجهم بنسبة كبيرة، فاللامبالاة وعدم الاهتمام بهم تؤدي لتراجع سلوكهم كونهم لا يجدون نتيجة عدة مرات.
التجاهل في هذه الحالة بالفعل أراه الحل الأمثل، لأن الرد على هؤلاء المتعجرفين سيجعلهم يشعرون أن أحاديثهم مهمة، ويكون ردنا بالنسبة إليهم بمثابة تعزيز إيجابي يزيد من سلوكهم غير السوي، أما التجاهل فسيجعلهم يغيرون من أنفسهم بشكل تدريجي، وهناك حل آخر أيضاً وهو محاولة التحدث مع تلك الشخصية بشكل هادئ وحازم، وإعلامها أن طريقة الحديث عن الزملاء بهذا الشكل لها تأثير سلبي وقد تجعلهم ينفرون منها.
للتعامل مع الشخصيات المتعجرفة في بيئة العمل، إليك بعض الاستراتيجيات التي قد تساعدك:
1. الحفاظ على الهدوء والمهنية: استمري في نهجك الحالي بالحفاظ على هدوئك وتجنب الجدال غير المجدي.
2. التركيز على العمل: وجهي الحديث دائمًا نحو المهام والأهداف المهنية بدلاً من الانجرار وراء المناقشات الشخصية.
3. تعزيز الثقة بالنفس: لا تدعي كلماتها الجارحة تؤثر على تقديرك لذاتك أو لزملائك.
4. التواصل بحزم: عند الضرورة، عبري عن رأيك بأسلوب حازم ومحترم دون مهاجمة شخصيتها.
5. البحث عن أرضية مشتركة: حاولي إيجاد نقاط اتفاق للعمل معًا بشكل أفضل.
6. التوثيق: في حال استمرار السلوك السلبي، وثقي الحوادث بشكل موضوعي.
7. طلب الدعم: إذا تفاقم الوضع، استشيري الإدارة أو قسم الموارد البشرية للحصول على توجيه.
8. تعزيز بيئة عمل إيجابية: شجعي التعاون والاحترام المتبادل بين جميع الزملاء.
9. التعاطف: حاولي فهم الدوافع وراء سلوكها، فقد تكون ناتجة عن عدم الأمان أو مشاكل شخصية.
10. تطوير مهارات التواصل: استمري في تحسين قدرتك على التواصل الفعال والتعامل مع الشخصيات الصعبة.
التركيز على العمل: وجهي الحديث دائمًا نحو المهام والأهداف المهنية بدلاً من الانجرار وراء المناقشات الشخصية.
المشكلة تكمن في كون الشخصية التي ذكرتها في المثال تتسبب في الكثير من المشكلات أثناء العمل، سواء مع الزملاء أو المديرين لذلك لا يحب معظم الزملاء التعامل معها، فهي تميل إلى نشر الكراهية وسوء الفهم بين الجميع وتنقل أشياء لم تحدث لأغراض سيئة، دائمًا أرى أن محاولة تجنب هذا النوع من الشخصيات قد الإمكان أفضل بكثير.
التعامل مع شخصية مسببة للمشاكل في العمل يتطلب توازنًا دقيقًا. الحد من التفاعل معها أمر مفهوم، لكن قد لا يكون كافيًا دائمًا. ركزي على بناء علاقات إيجابية مع زملائك الآخرين وحافظي على مهنيتك. وثقي أي سلوك مسيء بشكل موضوعي، وإذا استمرت المشكلة، فكري في إبلاغ الإدارة أو الموارد البشرية.
حاولي المساهمة في خلق بيئة عمل إيجابية وداعمة للجميع. ركزي على أدائك وإنجازاتك الخاصة، وضعي حدودًا واضحة لما تقبلينه من سلوك. أخيرًا، لا تنسي الاهتمام بصحتك النفسية خارج العمل للحفاظ على توازنك الشخصي.
تذكري أن معالجة المشكلة بشكل بناء قد تكون ضرورية على المدى الطويل لتحسين بيئة العمل للجميع.
التعليقات