المشاعر الشخصية هي أكثر ما يميز الشخص وتحدد ما إن كان شخص جيد، حنون، منفعل، قاسي، وغيرهم.
أحيانًا تغلبنا تلك المشاعر وتظهر في أوقات لا يجب عليها الظهور فيها، فكيف يمكننا التحكم في هذه المشاعر؟
إنه فن إدارة المشاعر والتحكم بها، والأمر يحتاج لكثير من القدرة على إدارة المشاعر وتوجيهها كما يريد الشخص
self control emotional، ولأوضح نقطة مهمة جدا قبل أن أكمل، وهي أن هناك فرق كبير بين إدراة وقيادة مشاعرنا وقمع وكبت المشاعر، شتان بين الاثنين، فمثلا قد تجدين شخصا تعرض لموقف استفزه بشكل كبير جدا، ويظهر لك أنه هادىء تماما، وهو من الداخل يغلي مثل الماء المغلي، وعندما ينفرد بنفسه تجده يلوم نفسه وهذا مضر كثيرا على المستوى النفسي وهذا عكس تماما إدارة العواطف بالشكل الصحيح.
وأهم طرق التحكم هي التوقف وعدم الاندفاع، عندما يحدث أمر يستفز مشاعري، اعط لنفسي مساحة للتفكير فربما باطن الأمر ليس كظاهره، وهذا التفكير يجعل ردود الفعل حتى منطقية.
الهدوء، والمعالجة، ابدأ بفهم أكبر حول الشعور المتولد وما سببه، وهل هو منطقي، كل هذه الأمور لا تأخد دقائق هي عملية تعود وبالاستمرار تصبح عادة لدى الشخص، والفرق الذي يلمسه الشخص بعد إدارة عواطفه بشكل صحيح وحيادي وموضوعي يستحق.
لقد أشترت إلى نقاط جدا مهمة، وفرقتِ بين إدارة المشاعر وقمع المشاعر وكبت المشاعر:
أرى أن أهم شيء في الإنسان هي مشاعره، في النهاية نحن نختبر كل شيء في الحياة من خلالها، وجودة حياتنا من جودة مشاعرنا، لذلك علينا الوعي بها وتوجيهها إدارتها، وليس التحكم بها وإلا حرمنا الحياة بعفوية وسجية صادقة.
لقد أشترت إلى نقاط جدا مهمة، وفرقتِ بين إدارةالمشاعر وقمع المشاعر وكبت المشاعر:
في هذا الصدد تحديدا ولمن يجد صعوبة بهذا والتحكم بالمشاعر ارشح له كتاب السماح بالرحيل: الطريق نحو التسليم لديفيد هاوكينز ناقشته هنا مسبقا من خلال مبادرة القراءة
هذا محتوى يحفزني للكتابة عن إدارة المشاعر الشخصية وليس التحكم فيها وهنا يكمن الفرق! كي لا ابتعد أكثر، اسمح لي بأن أشاركك أفكاري في كيفية إدارة المشاعر.
إدارة المشاعر تعني التعرف عليها. فهل يمكن لمدير أن يقود مؤسسة دون التعرف على موظفيها أو مرافقها ونظامها. فحين نتحدث عن كيفية تحكم المدير في المؤسسة فإننا نحكم بالفشل عليه وعلى المؤسسة. لذا يمكننا أن نتميز بالقول: كيف يمكن أن يقوم المدير بإدارة المؤسسة وليس التحكم فيها!
اقتربت الفكرة، أليس كذلك؟ نذهب الان الى القسم الأساس في الفكرة هي تنمية الوعي العاطفي وهو الطريقة للتعرف على مشاعرنا والاعتراف بها، فقد تكون عواطفنا سلبية تجاه شيء ما وايجابية تجاه شيء آخر. قد نصرخ ونغضب حين نتعرض لأمر سيء، وقد لا نعبر عن فرحنا حين يستدعي ذلك! يحدث ذلك.
هنا نبحث عن الطريقة لرفع مستوى الوعي العاطفي لإدارة وتحسين العافية العقلية بشكل صحيح. ولابعض يطلق عليه الرضا العاطفي وهو أشبه بالرضا الوظيفي الذي يقودنا الى البيئة الايجابية بحيث يرضى الجميع بالقرارات والتعاميم والحوافز وطبيعة العمل والمهام. أليس كذلك، نحن الان ننظم أمورنا كي ندير مؤسسة العقل بطرق ابتكارية.
انتبه الى إشاراتك الجسدية والعقلية، فهذا يوفر لك طريقة للتعرف على الأوقات التي تمر فيها بمشاعر معينة. وبل دع نفسك تشعر بمشاعرك عند ظهورها بدلاً من محاولة تغييرها. والأجمل أن تأخذ بعض الوقت للتعرف على مشاعرك واجلس مع مشاعرك. قد يكون الأمر غير مريح ، لكنها خطوة مهمة للعمل من خلالها.
إيجاد طرق إيجابية للتعبير عن مشاعرك . التعبير العاطفي ضروري. ستسأل وكيف ذلك؟ سأدلك ببساطة يعد التحدث إلى الآخرين أحد أفضل الطرق للتعبير عن مشاعرك. لكن عليك اختيار من تثق فيه والا يتحول الى ناقد سلبي مدمر لنفسيتك. تخير من ترى فيه مساعد حقيقي لك. فان لم تجد فلا بأس، لا تشقى!
الكتابة عن مشاعرك مفيدة للغاية . قم بتدوين أفكارك في مفكرة. اليس خير جليس في الزمان كتاب، فكن انت الكاتب.
تعال الان معي الى الغرفة المظلمة، لنجعلها مضاءة، نعم لا تجعلها مظلمة خشية أن يراك أحد وان تبكي. الان اقول لك بكل قوة وثقة: ابكي إذا كنت بحاجة إلى ذلك. عندما يشعر الناس بالحزن فإنهم يحررون كل مكونات الأمراض الخطيرة مثل السرطان والأمراض المزمنة مثل السكري والضغط وغير ذلك مثل أمراض القلب وحتى الأمراض النفسية.
حرر توترك بدلا من الغضب الذي لا يفيد .. كيف تحرر غضبك؟ كن متوازنا وحكيما في تصرفاتك.
تذكر صديقي أن تكديس مشاعرك لن يجعلها تختفي - في الواقع ، من المرجح أن تزداد سوءًا. يمكن أن تساهم المشاعر المكبوتة في حالات الصحة العقلية مثل القلق أو الاكتئاب. هل نتفق على المقاومة للمشاعر المدمرة للعاطفة والعقل؟ حسنا ايماءة منك تعني أننا بدأنا في مقاومة إغراء إخفاء أو حجب مشاعرنا السلبية.
لماذا أطلب منك ذلك؟ ببساطة لأن المشاعر السلبية مثل الحزن أو الغضب لها نفس الأهمية بالنسبة لصحتك العقلية مثل المشاعر الإيجابية - فهي توفر لك معلومات حول ما هو مهم بالنسبة لك وما قد تحتاج إلى تغييره بشأن نفسك أو بيئتك.
تضل بخير .. ادارة المشاعر أفضل من التحكم فيها!
ولعل أبرز بعض المقولات التي تظهر النتائج العكسية الممكن أن تخلق عدم التحكم في المشاعر ، ولايوجد شخصا يريد أن يبقى حبيس مشاعره، لأن في الغالب المشاعر قد تضع الفرد في متاهة، لذلك قال الروائي إيرلندي لأوسكار وايلد:“لا أريد أن أكون تحت رحمة مشاعري، أريد استخدامها والاستمتاع بها والسيطرة عليها".
لنعلم بعدها بأن التحكم في المشاعر لن يأتي بين ليلة وضحاها، وكل من يظهرون بأنهم موضوعين وعقلانين في تصرفاتهم ففي الغالب ان بداياته لم تكن كذلك، الخبرة والمواقف الأليمة هي من أكسبتهم تلك المناعة في التحكم مشاعرهم.
لذلك قد نلاحظ بأن اصحاب الإدارة والتنمية البشرية يشيرون الى مصطلحين هما فن إدارة المشاعر وايضا الذكاء العاطفي.
وفي الغالب ما يجعلنا غير متحكمين في مشاعرنا هو وجود بعض الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق الاجتماعي التي تجعلنا منغلقين على أنفسنا وخاضعين لمشاعرنا بدون اتخاذ قرار عقلاني.
أشار الأخوة في الردود والتعليقات إلى المعاني المهمة والكلمات المفتاحية في إجابة هذا السؤال، وما أود أن أشير إليه، هو أن عملية التدريب لا تكون بنفس الوقت الذي تشتعل فيه الحرب، بل تسبق الحرب بكثير، وليكون الأمر أكثر وضوحا، فإن تعلم السيطرة على المشاعر، يأتي من خلال فهم النفس ومكامنها ، والقدرة على فهم اسباب هذه المشاعر، وهل ما نشعر به مناسب تماما للمسبب، ومقدار رد فعلنا تجاهه.
ما دام الإنسان في وقت سكونه، وراحته له القدرة على ضبط نفسه ، وتحليلها، فإنها سيكون أكثر كفاءة على التحكم بها خلال الأزمات.
التعليقات