هناك الكثير من الأشخاص حولنا المداومين على عادات سلبية أو سيئة أو يتسمون بصفات سيئة ويكررونها بإستمرار وحينما تتحدث معه وتقعنه أن كل شئ فى الحياة يتغير وعليه أن يتغير هو أيضاً، لأن كل شي غير ساكن وثابت كل شئ يتغير ويتحرك المياه تتغير وتتحرك، المعلومات تتغير وتتحرك وتنمو، الناس من حولنا فى تغيُّر دائم، نجد أن هؤلاء فى قالب محدد ومحافظين على هذا القالب الذي قد يتسم بعادات وصفات سلبية وسيئة ويجيبونا دوماً أنه لايريد أن يتغير ولا شئ يدعو للتغير بل لايدركون أنه يجب أن يتغير ومقتنع بماهو عليه من عدم التغيير، برأيك كيف يمكننا إقناع شخص كهذا لأن يسعى للتعيير وللتطوير من نفسه؟!
كيف تقنع شخص أن يتغير؟!
"إنما أنت مذكر * لست عليهم بمصيطر"
حتى الأنبياء عجزوا عن إقناع الناس بما فيه خيرهم؛ لأن هذا هو أساس مبدأ حرية الإرادة التي يتمتع بها الإنسان، ولا يمكن المساس بها. لا أقصد أن أسبب لك حالة من اليأس، ولكن، كل ما تستطيع فعله هو أن تشير للطريق، وتوضحه، وتبينه، وتحذر من عاقبة الاستمرار على نفس الوتيرة، وإلى أين ستنتهي بالشخص نفسه. هذا ما أراه.
كل ما تستطيع فعله هو أن تشير للطريق، وتوضحه، وتبينه، وتحذر من عاقبة الاستمرار على نفس الوتيرة، وإلى أين ستنتهي بالشخص نفسه. هذا ما أراه.
رائع جداً هذا الطرح أنا أتفق معه أننا لايمكننا تغيير الأشخاص لذلك لم أقل كيف نغير بل قلت كيف يمكننا إقناع أحدهم بالتغيير، وكانت النتيجة أننا يمكننا تقديم النصح والدعم والنتائج ليست بيدنا، لكن ماذا لو كان عدم تغيير الشخص المقابل أذية لمن حوله فهو ليس حُر هنا؟!!
نركز حينها على ما بيدنا نحن فعله في اتجاهين: إيقافه عن أذاه، وحماية أنفسنا. فكر في كل إجراء بوسعك عمله، أنت والمقربين منه للحد من أذيته وظلمه. ستجد الكثير من الأمور، ولو كانت بهجرانه، ونبذه اجتماعيا، ورفض التعامل معه حتى يرجع عن ظلمه. والاتجاه الآخر هو حماية أنفسنا: ويكون بإخراج الشخص من حياتك إن كان لا يربطك به صلة قرابة، أو رسم حدود صارمة له إن كان تربطك به صلة قرابة. أعلم أن هذا صعب على النفس كلما كان الإنسان عزيزا.
المشكلة الأساسية هي على أي أساس يتم تحديد ان هذا الشخص بحاجة للتغيير، فما تراه خطأ قد يظنه الآخرون صوابًا، والعكس، فإذا كان شخص ما بحاجة للتغيير فلابد ان يدرك أولًا أن ما يفعله خطأ أو أنه يتحلى بصفة سلبية تتطلب تغييرًا.
هناك شعرة بسيطة بين الإكراه والنصيحة، الإقناع برأيي يأتي كفرع من الإكراه والإجبار ولذلك لا أحبه، أنا مع خطة النصيحة والجدلية، أي لنفترض عملياً أن هناك شخص يقول لك بأن أهم فرع في الجامعة هو الطب وهذا أهم اختصاص علمي بالعالم ولذلك هو بمفاضلة الثانوي أعلى اختصاص، حين يقول ذلك لا أقوم باقناعه.
بل أفرض له جدلية كالتالي: إذاً بماذا تفسّر وجود مفاضلتين بالثانوي الأولى قبل صدور النتائج والثانية بعدها؟ أليس هذا الأمر من أجل أن يرسم حاجات الحكومة من الاختصاصات في الدولة ولا علاقة لأهمية الفرع من عدم أهميته؟ وأن فكرة أنه الفرع الأصعب دخولاً أي أنه الفرع الأكثر الذي لا حاجة لنا به حالياً لكثرة الأطباء؟
هذه الجدليات تمررها وتترك تأثيرها يعمل أو لا يعمل بحسب الشخص وعنادته ولكن بدون أي إقناع ومحاولات أخرى وهو يجب أن يقوم بذلك معك أيضاً.
بدون أي إقناع ومحاولات أخرى وهو يجب أن يقوم بذلك معك أيضاً.
إذاً فمحاولة الإقناع هى فيها شيئاً من الإجبار لكن النصيحة وعرض الأمر على الشخص هى الأفضل وتقدم الإختيار لمن هوا أمامك إقتنعت بما قلته، لكن إذا كان هناك شخص به صفة سلبية لايدرك أنها سلبية وتؤثر على من حوله بالسلب فهذا لا أنصحه بل يجب أن أقنعه حتى لايستمر تأثيره السلبي نعم أنا أريد إقناعه أن يتغير بالإجبار فهناك أمور يجب فيها إن كان الأجبار هوا الحل يجب فيها أن نجبره أن يتغير ولكن غالباً لايستجيب الأشخاص لهذه المحاولات فهل جربت تقنع شخصاً بشئ من قبل؟!
بل لايدركون أنه يجب أن يتغير ومقتنع بماهو عليه من عدم التغيير
الفكرة إذًا أن عليك أن تجعله هو يرى ويدرك المشكلة وتأثيراتها عليه، وعلى غيره بالأخص، ثم هو الذي يقرر التغير، بلا محاولة إقناعه.
إقناع شخص متمسك بعاداته السلبية بالتغيير قد يكون تحديًا، لكن يمكن تحقيق ذلك من خلال بناء علاقة قائمة على الثقة والتفاهم. من المهم أن نبدأ بالاستماع إلى وجهة نظره وفهم الأسباب التي تجعله متمسكًا بتلك العادات. بعد ذلك، يمكننا مشاركة تجارب شخصية أو قصص نجاح لأشخاص آخرين تمكنوا من تغيير حياتهم للأفضل، مما قد يلهمه للتفكير في إمكانية التغيير.
يمكن أيضًا تسليط الضوء على الفوائد الإيجابية للتغيير، مثل تحسين الصحة النفسية والجسدية، وزيادة الفرص في الحياة. من الضروري أن نكون صبورين، لأن التغيير يتطلب وقتًا وجهدًا، وقد يحتاج الشخص إلى دعم مستمر خلال هذه العملية. في النهاية، يجب أن نترك له المجال ليقرر بنفسه، مع تقديم الدعم والتشجيع في كل خطوة يخطوها نحو التغيير.
التعليقات