الصدمة الثقافية، Culture shock، تصف الحالة التي نشعر بها عند الانتقال للعيش في بيئة مختلفة. يتولد لدينا الشعور بعدم اليقين، القلق و الارتباك الناتج عن السفر او الاختلاط مع أشخاص من عادات وتقاليد وثقافات مختلفة.
ما هي تجربتك مع الصدمة الثقافية؟
يمكن تصنيف هذه الصدمة ضمن الأبحاث الإتصالية والإنسانية التي تشخص كل المشاكل الممكن أن يتعرض لها الفرد من المحيط الخارجي وطريقة ردت فعله حولها، وبصفة عامة هي صعوبة تكيف الشخص مع ثقافات جديدة مختلفة عنه، ما يحدث إختلال التوازن لديه، وعادة ما يسبب له خوف وقلق نتيجة معرفته الناقصة أو جهله بتلك الثقافة أو العادات الغريبة عنه.
شخصيا، قد عشت هذه الصدمة عندما إنتقلت لمكان غير المكان الذي ولدت فيه، غيرت المنطقة والجامعة والمسكن والجيران وكل شئ، لكنها كانت صدمة مؤقتة، تأقلمت مع مرور الوقت، لذلك بمجرد أن يعاشر الفرد قوما 40 يوما حقا يصبح كأنه منه، و تزول هذه الصدمة.
الصدمة الثقافية أو الحضارية تكون واضحة وجلية في حالات المهاجرين لدول أخرى، هنا الصدمة تكون في أوجها فهناك اختلاف بالعادات والتقاليد وحتى الأشخاص مختلفين كليا، ثقافة الطعام، هناك اختلاف جذري لذا تجاوزه دون التأثر السلبي يحتاج لوعي وعدم استسلام للانبهار الذي قد يحدث ببداية الصدمة الثقافية والتي يطلقون عليها مرحلة شهر العسل، فالشخص يذهب لبيئة مختلفة ويبدأ بالانبهار مما يجده والعادات ووووو إلى آخره إلى أن يبدأ بإدراك الفروقات بين البيئتين وعدم القدرة على الانخراط مع السكان الأصليين حتى بعد مرور الوقت يبدأ في التكيف.
هناك أيضا مصطلح الصدمة الثقافية العكسية وهذا لاحظته بأحد أقاربي عندما عاد لمحل سكنه بعد سنوات عديدة وبدلا من الاشتياق والسعادة، كان مصدوما من يجد نفسه غريبا ببلده الأم، وكان يريد العودة بأقصى سرعة وكأنه وُلد هناك.
أعتقد كلما كان لدي الشخص القدرة على التأقلم والتكيف وتعلم العادات والالتزام بالقوانين في جغرافيا المكان الجديد، كلما قصرت فترة الصدمة وكلما تكون للفرد كيان جديد مندمج في البيئة الجديدة.
المشكلة في الانماط الشخصية التي يصعب عليها التكيف والتأقلم والاندماج فهذه سوف تعاني كثيرا وربما تتأخر في أداء واجباتها ومهامها وقد تفشل بسبب المعاناة من آثار الصدمة الثقافية.
شخصيًا لم أمر بصدمة ثقافية كبير، ولكن شاهدت العديد من الأمثلة في نطاق معارفي وأرى الحل الأمثل لها أن نقرأ أكثر عن طباع المكان المختلف ثقافيًا الذي سنذهب إليه ونتعرف أكثر عنه من أشخاص يشاركوننا نفس التجربة.
فمثلًا صديق يعيش في دولة أوروبية يقول أن أكثر ما أثار استغرابه أن الناس يقولون "لا" بدون مواراة ولا إحراج عندما يطلب منهم شيئًا وهو شئ قد نراه جافًا أحيانًا ولكن عند علمك أن تلك طباعهم لن تتأثر بنفس الدرجة.
من الأفضل أن نفهم ما نحن مقبلون عليه حينها سيقل تأثير الصدمة بدرجة كبيرة.
بصراحة أول مرة أسمع بها، لكنني عشتها بالفعل، حين نجحت في شهادة البكالوريا انتقلت إلى ولاية أخرى أكبر من المكان الذي نشأت فيه، وكان مختلفا إلى حد كبير من بيتي التي عشت فيها.
- كنت أشعر بالغربة والخوف والقلق وعدم الأمان.
- كنت أرى نفسي مختلفة عنهم في كل شيء تقريبا، حديثي لباسي، أفكاري ونظرتي للحياة.
- كنت أخاف الرفض وأن لا يتقبلوا اختلافي عنهم.
لكن لم يكن ذلك سيئا، فقد وجدت بيئة تناسبني بسرعة واندمجت معهم، وأكملت دراستي وحياتي هناك وأصبحت تلك المدينة أحب على قلبي من غيرها، وحتى أهلها أحببتهم.
التعليقات