شارك أحد الأصدقاء لدي، أنه أثناء إجراء مقابلة عمل مع أحد أكبر الشركات بمجاله، تم طرح هذا السؤال عليه، ولأن السؤال جديد نوعا ما عن كل الأسئلة التي نحفظها ونرردها دوما حتى أصبح هناك محترفين لتجاوز المقابلات دون أن يكن لديهم نفس الاحتراف بمجال العمل، توقف قليلا ثم أعطى إجابته. ولأن السؤال كان غريب وجديد أيضا علي، أردت طرحه هنا لأرى كيف ستكون الإجابات.
إن كنت بمقابلة عمل ووجه لك هذا السؤال (لو لم تكن إنسانا، ما هو الحيوان الذي ترغب أن تكون) كيف ستكون إجابتكم ولماذا؟
لو لم تكن إنسانا، ما هو الحيوان الذي ترغب أن تكون
قد أجيب: مسؤول موارد بشرية.
حسنا، أحاول فهم سبب السؤال بطريقة مبتكرة، ما سبب طرح هذا السؤال وما ارتباطه بالدور الوظيفي المقدم عليه.
- الثعلب، الدب ووحيد القرن: يعيش وحيدا خارج السرب. العمل منفردا يناسب شواغر وظيفية معينة دون أخرى.
- الكلب، اجتماعي جدا، سعيد بصحبة الآخرين، ويتميز بالوفاء.
- الدلفين: ذكي جدا، مهارات تواصل متقدمة. يجيد اللعب مع الآخرين.
- الفيل: قوي، قائد جيد. يعيش بمجموعات صغيرة ويتميز بالولاء لافراد المجموعة.
- الحصان: يمتاز بقوة التركيز، يستطيع التميز فرديا او مع المجموعة.
- القرد: قادر على حل المشاكل، ذكي، مفعم بالفضول، يتعلم بسرعة.
حسنا، أحاول فهم سبب السؤال بطريقة مبتكرة، ما سبب طرح هذا السؤال وما ارتباطه بالدور الوظيفي المقدم عليه.
هذا أول الخيط، ومع الأمثلة التي طرحتها يوجد بخلافها الكثير، وبرأيي لا تجد إجابة صحيحة وإجابة خاطئة، الأهم هو كيف سأطرح اختياري وكيف سأربط القصة التي سأطرحها بطريقة تفكيري وتوظيف صفاتي.
فمثلا قد اختار النسر الصقر كونه من أكثر الطيور من حيث الذكاء، يمكنه التكيف والتأقلم في أي مكان وإن لم يجد له مكان يقوم ببناء عشه بنفسه وهنا لديه إصرار ولا يستسلم.
ما يثير فضولي هنا هل نحتاج فعليا لهذا النوع من الأسئلة حتى نكتشف ما إذا كان الموظف مناسب للوظيفة أم لا، أليس متخصص محترف بالموارد البشرية قادر على استكشاف ذلك.
ولأن السؤال جديد نوعا ما عن كل الأسئلة التي نحفظها ونرردها دوما حتى أصبح هناك محترفين لتجاوز المقابلات دون أن يكن لديهم نفس الاحتراف بمجال العمل،
للأسف ذلك يحدث بالفعل، حتى ان السؤال الذي طرحته قد تم إدراجه هو الآخر ضمن تلك النماذج الجاهزة للإجابة.
حيث يتم توضيح دلالة إختيار أي من الحيوانات، وبناء على ذلك تتم الإجابة وفق متطلبات الوظيفة!
فالغرض من توجيه هذا السؤال، هو معرفة السمات الشخصية للمتقدم لشغل وظيفة ما، فشخصية المرء تتميز ببعض الأمور التي عندما تجتمع تكوّن مزايا معينة خاصة به دون سواه. ولكن هناك ميزة واحدة رئيسة تحدد هوية الشخص وطريقة تعاطيه مع الأمور وتصرفاته. وهذه الميزة الأساسية تحدد أي شخصية تكونين، وكيف يمكنك أن تتصرفي في ظروف معينة.
وأخيرا إذا ما وجه إلي هذا السؤال، فغالبا سأفضل أن أكون نباتا وليس حيوان :)
حيث يتم توضيح دلالة إختيار أي من الحيوانات، وبناء على ذلك تتم الإجابة وفق متطلبات الوظيفة!
برأيي الإجابة تحتاج للتفكير والإبداع بنفس الوقت، وأعتقد من المفترض أن تكون الإجابة وفق ما لدى الموظف من مهارات فعلية وليس فقطا تطويعا للوظيفة وإلا ما الجديد الذي قد يحققه هذا التغيير بطرح الأسئلة حتى يتم اختيار الموظف المناسب.
وأخيرا إذا ما وجه إلي هذا السؤال، فغالبا سأفضل أن أكون نباتا وليس حيوان :)
جميل، أي نبات ستختارين أماني ولماذا؟
وأعتقد من المفترض أن تكون الإجابة وفق ما لدى الموظف من مهارات فعلية وليس فقطا تطويعا للوظيفة..
فعلا نورا، وهذا هو الغرض من إجراء المقابلات الشخصية بالأساس.. إلا أن ما ذكرته أقصد به من يقدمون إجابات نموذجية لمثل هذه الأسئلة، ظنا منهم بأنهم يساعدون المتقدمين للمقابلات بهذه الطريقة!
جميل، أي نبات ستختارين أماني ولماذا؟
لقد كان مجرد إقتراح...
ومع ذلك فإن اضطررت للإختيار، سأختار النخلة أو شجرة الصفصاف... وصدقيني ليس عندي أية مبررات لهذا الإختيار :)
السؤال مثير للدهشة جدًا، لكنني لستُ متفاجئًا لسبب سوف أذكره فيما يلي.
بالنسبة للحيوان الذي أتخيّل نفسي في هيئته لو تسنّت لي الفرصة، فهو بالتأكيد طائر، لأنني مهووس بتجربة الطيران الحر وأسعى إلى ممارسة سباحة الهواء في فترة من فترات حياتي إذا ما تسنّى لي الأمر، لذا فلنقل النسر مثلًا.
أمّا بالنسبة لعدم شعوري بالمفاجأة من السؤال هو أنني قد شاهدتُ عملًا سينمائيًا رائعًا به التصوّر الخيالي نفسه، وهو فيلم The Lobster الذي يتحدث عن مجتمع بشري تخيّلي منقسم فيما بينه إلى طبقتين: الطبقة السائدة، وهي طبقة لا تقبل بأن يعيش الإنسان وحيدًا دون حبيب، وإذا لم يستطع إيجاد حبيب يشبهه يحكم عليه بأن يقتل ويحبس وعيه في جسد الحيوان الذي يفضّله. أمّا الطبقة المتمرّدة فهي طبقة خارجة عن هذا القانون، ولا تسمح إلّا بأن يكون الإنسان وحيدًا وأعزب، وإلّا طبقت عليه عقوبات وخيمة تصل إلى التشويه. الفيلم عبارة عن صراع بين المفهومين وأنصحكِ بمشاهدته لأنه يستحق فعلًا، خاصةً في إطار سؤالكِ يا نورا.
لذا فلنقل النسر مثلًا.
هناك أنواع من الطيور كثيرة، لماذا اخترت النسر تحديدا، ما الذي لديه ولا يوجد عند باقي الطيور؟
لقد اخترت النسر ربما نظرًا لسرعته، حيث أنني في سياق رغبتي في اختبار الطيران، أود أن أختار النسر من أجل سرعته وإتقانه الفطري لهذه المهارة بهذه القوة والسرعة المعروفتين عنه، إضافةً إلى خصائصه البيولوجية على صعيد العنينين القوتين اللتين يتمتّع بهما وتمنحانه أداة مراقبة رائعة وفعّالة في إدراك الطبيعة والموجودات من حوله. ربما يكون هذا التصوّر هو الذي دفعني إلى اختيار النسر.
أعتقد أن السمات الشخصية لكل حيوان يمكن أن تعكس سبب اعجاب الانسان وبذلك قد تتكون لدى فريق المقابلات فكرة أولية عن الباحث عن عمل ..
فمن يختار الفيل سيختلف عمن يختار الاسد او الغزالة أو حتى الزرافة.
من طبيعة كل حيوان قد نفهم ماذا يرغب الشخص ان يكون في واقعه.
ولكن أعتقد ان هذا يمكن ان يستنتج من خلال اخضاع الشخص لمجموعة من الأسئلة المتمحورة حول السؤال المطروح من حضرتك!
أعجبني السؤال رغم غرابته فالسائل يريد أن يرى كيف تنعكس صفاتي الشخصية في حيوان ما، لذا سأحاول عند إجابتي أن أوضح لما اخترت هذا الحيوان بالذات لكي يرى الطرف المقابل طريقة تفكيري واستعراضي للمشكلة. أما عن الحيوان نفسه فأعتقد أنني سأختار القرد، فهو حيوان ذكي وسريع وباستخدام عقله يستطيع التفوق على القوة الجسدية والسرعة لبعض الحيوانات كما أنه مرن في وجوده وحركته وتسلقه ويجيد العمل وحيدًا وفي جماعات، تعلمت مؤخرًا أيضًا أن القردة لها إشارات مختلفة قد تصدر صوتًا يدل على وجود نسر فتهرب القردة إلى الأسفل وقد تصدر صوتًا أخر يدل على وجود أسد فتهرب إلى الأعلى فبذلك هي ماهرة أيضًا في التواصل والتكيّف مع بيئتها.
ولكن في الواقع قد أسأل أيضًا عن إمكانية اختيار حيوان أسطوري أو خرافي حينها ساختار العنقاء فبعيدًا عن شكلها المميز الموصوف في الأساطير وفخرها فهي مشهورة بإعادة الولادة من تحت أنقاضها وهو ما أراه ساحرًا ومعبرًا عن شخصيتي العنيدة المثابرة التي وإن تحولت إلى أنقاض ستتمكن من النهوض من بينها عنقاء أسطورية من جديد.
عندما يتم طرح سؤال بهذا الشكل فإنه يكون بغرض التعرف على السمات المميزة لهذا الحيوان وبناءً عليه ربط هذه السمات المميزة بشخص المتقدم للوظيفة، ثم اسقاط الأحكام عليه بأنه قد تتوفر فيه هذه الصفات أو يعمل على اكتسابها، هذا أمر، الأمر الآخر هو أنني أرى أنه في بعض الأحيان هناك أسئلة تطرح بغرض نصب الكمائن للمتقدمين للوظيفة، فقد يجيب أحدهم ويقول أتمنى أن أكون ذئباً، ليرد عليه من يجري المقابلة ويقول لماذا ترغب أن تكون ذئباً، هل لا تعتز بكونك إنسان كرمه الله وفضله على سائر مخلوقاته،
فعلى المستوى الشخصي سأجيب هذه الإجابة لو وجه لي هذا السؤال أنني أعتز بكون أن خلقني الله إنسان.
سيبدو جوابي غريبا، لكن لو طرح علي هذا السؤال، فالأكيد سأختار أن أكون ثعلبة، وإختياري لهذا الحيوان كان بعد معرفة السمات الممكن أن تمثل نقاط قوة لي في أداء العمل بكفاءة وفعالية.
جوابي سيكون هكذا : "عالم الأعمال يتطلب أن يكون العامل متقمصا للفرص الممكن أن تصادفه في بيئة العمل، يمتاز بالحيلة والتفكير في إيجاد الحلول، أن يكون عقلاني ومنطقي في تصرفات ولاوجود للإستخدام العاطفة، فضولي، ويعمل بفعالية، والأهم أن يكون واثقا من أداءه للمهامه حتى يتمكن من أن يكسب لواء صاحب الشركة، وشخصيا بعد تفكيري في بعض الخياٍرات قد وجدت بأن لا وجود لحيوان يمكن أن يقدم إضافة للعمل في مؤسستكم من غير أنا الثعلبة".
هذا أغرب سؤال يمكن أن يُسأل في مقابلة
لكن، بالنسبة لي يمكنني اختيار الحيوانات التي أحبها: وابتداءً بالطيور وأكثر طير أحبه الأوز، أحب فكرة هجرته في المواسم المختلفة واستمتاعه بالخريطة الجغرافية أثناء طيرانه، ثم الخيول لكن قبل هذا اﻹبل التي قال الله فيها (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) ، ثم الزرافة وهي من أكثر الحيوانات التي أفضلها وأتمنى أن يزيد عددها ولا تصل إلى حافة اﻹنقراض
التعليقات