"تعتبر اللغة العربية حالة مثيرة للاهتمام. فهناك أكثر من 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من المتحدثين "الأصليين" الذين يتكلمون اللغة العربية باعتبارها "لغتهم الأم"، لكن هذه العبارة خاطئة وصحيحة في الوقت نفسه."
كيف يمكننا تحسين مستوى اللغة العربية في منطقتنا العربية؟
نعود مجدداً لنناقش أزمة اللغة العربية في عصرنا الحديث، ويبدو أنها أزمة لن تنتهي إلا بتشكل الوعي الحقيقي لدى جميع العرب حول لغتهم الأم وارتباطهم بها، فمهما حاول الإنسان العربي فصل نفسه عن اللغة العربية الفصحى بحكم أنه لا يعدها كلغته الأم أو لهجته المحكية، أو لأنه لا يرى جدوى من تعلم لغة تعد في نظره لغة قديمة لا تصلح للعصر الحديث، لن يستطيع القيام بالأمر، وسيدرك فشله هذا عندما يقوم لاحقاً بفتح المصحف ليكتشف أنه لا يفهم معاني القرآن على الرغم من أنها نزلت بلسان عربي مبين، حينها سيعود صاغراً ليجدد ارتباطه باللغة ويشق طريقه لتعلمها من جديد، ولم يكن ليحدث أيّ من ذلك لو أن هذا الإرتباط قد نما معه منذ صغره وأصبح وثيقاً به لصيقاً بهويته .
للأسف أن أنظمتنا التعليمية أثبتت عدم جدواها في تخريج أفراد فصيحو اللسان فيما يتعلق باللغة العربية وفروعها، والمثير للدهشة هو نسبة الأطفال متقني القراءة بعد سن العاشرة، حيث أن ما يقارب 50% لا يتقنون القراءة بالعربية قبل سن العاشرة كما ذكر في المقال، وهو أمر صادم بالنسبة لي حيث أتقنت القراءة منذ السابعة من العمر، وأعتقد أنه إن استمر التعليم بهذا النهج العطب سيزداد الأمر سوءاً .
أعتقد أن الدور الذي لعبته قناة سبيستون في ربطنا باللغة العربية منذ الصغر بطريقة ممتعة ومحببة كان ملحوظاً ومؤثراً على معرفتنا اللغوية، فلا زلت أذكر عندما كنا نتحدث بالفصحى في المنزل محاولين تقليد شخصياتنا المفضلة من مسلسلات الكرتون المعرّبة آنذاك، وأعتقد أن محاولة ضم اللغة العربية إلى أنشطة وبرامج الأطفال تعزز من تعلمهم لها، إذاً فأنا مع القيام بالمبادرات والمشاريع الناشئة التي تدعم انتشار اللغة بين البلدان التي تعترف بها كلغة رسمية وترفع من مستوى اتقان الأفراد للكتابة والقراءة بها .
أثارت انتباهي نقطة الاعتراف بازدواجية اللغة في الدول العربية بين الفصحى واللهجة المحكية، وليس لدي فكرة بصراحة إن كان الأمر سيجدي نفعاً وسيعمل على حل هذه المشكلة .
للأسف أن أنظمتنا التعليمية أثبتت عدم جدواها في تخريج أفراد فصيحو اللسان فيما يتعلق باللغة العربية وفروعها،
هذا عكس ما أراه الآن، الحقيقة أن هناك جهود مبذولة من قبل الجهات المسئولة توضح مدى الاهتمام باللغة والمعرفة، من خلال عدة فعاليات مختلفة، منها تحدي القراءة، وهذا يشارك به الطلاب من سن 6 سنوات، ويكون التحدي عبر استعارة الكتب من المكتبة وقرائتها وتقديم الملخص حولها وأوجه الاستفادة من القصة من وجهة نظر الطالب، ومن ينجز التحدي المطلوب (10 قصص) يحصل على جائزة. وأعجبتني الفكرة جدا.
هو نسبة الأطفال متقني القراءة بعد سن العاشرة، حيث أن ما يقارب 50% لا يتقنون القراءة بالعربية قبل سن العاشرة كما ذكر في المقال، وهو أمر صادم بالنسبة لي حيث أتقنت القراءة منذ السابعة من العمر، وأعتقد أنه إن استمر التعليم بهذا النهج العطب سيزداد الأمر سوءاً .
هذا لأن كان هناك إهمال كبير للسلوك اللغوي للطفل قبل دخوله للمدرسة، فيكتسب الطفل كافة مفرداته من البيئة المحيطة ومن اللهجات المستخدمة بكل بلد، فمثلا بمصر لدينا أكثر من لهجة وبكافة الدول العربية، وتذهبين مثلا للجزائر والمغرب تجدي الأمازيغية والفرنسبة المدموجة بالعربية، ويتفاجىء الطفل أنه بمجرد جلوسه على مقعد المدرسة مطالب باستبدال كافة المرادفات هذه بمرادفات أخرى، لذا من المهم جدا تجهيز الطفل عبر مرحلة الروضة وتهيئته عبر البيئة المحيطة بحيث لا يواجه هذه الصدمة الكبيرة لاكتساب لغة جديدة.
هذا عكس ما أراه الآن، الحقيقة أن هناك جهود مبذولة من قبل الجهات المسئولة توضح مدى الاهتمام باللغة والمعرفة، من خلال عدة فعاليات مختلفة، منها تحدي القراءة، وهذا يشارك به الطلاب من سن 6 سنوات، ويكون التحدي عبر استعارة الكتب من المكتبة وقرائتها وتقديم الملخص حولها وأوجه الاستفادة من القصة من وجهة نظر الطالب، ومن ينجز التحدي المطلوب (10 قصص) يحصل على جائزة. وأعجبتني الفكرة جدا.
ربما يختلف الأمر من دولة لأخرى، فعندما أقارن نفسي بأخوتي الأصغر مني سناً في القراءة العربية السليمة والكتابة أجد فرقاً هائلاً بين مستواي عندما كنت في عمرهم ومستواهم الآن، حتى إن الامر يستفزني أحياناً عندما أجدهم يواجهون صعوبة في القراءة السريعة ويستغرقون وقتاً أطول للهجاء، وقد كنت في عمرهم أقرأ بطلاقة وكنت أفوز في مسابقة القراءة سنوياً .
ولكنني بدات أرى بعد المشاريع التي تهتم بربط الطفل باللغة العربية ومنها مبادرة بالعربي التي أحبها كثيراً ومسابقات القراءة العربية التي تلقى رواجاً هائلاً في الوقت الحالي .
للأسف أن أنظمتنا التعليمية أثبتت عدم جدواها في تخريج أفراد فصيحو اللسان فيما يتعلق باللغة العربية وفروعها، والمثير للدهشة هو نسبة الأطفال متقني القراءة بعد سن العاشرة،
هل لاحظت يا تقوى أننا من خلال الاستماع والقراءة ننطق الكلمات صحيحة نحويا دون أن نعرف سبب نصبها أو رفعها، لكننا متأكدين من ذلك.
لأننا تعلمنا ذلك تلقائيا، في حين القواعد التي درسناها وكرهناها وفي النهاية نسيناها بكل بساطة.
أثارت انتباهي نقطة الاعتراف بازدواجية اللغة في الدول العربية بين الفصحى واللهجة المحكية، وليس لدي فكرة بصراحة إن كان الأمر سيجدي نفعاً وسيعمل على حل هذه المشكلة .
اللهجات تزيدنا بعدا عن اللغة العربية وخاصة أن المعلمين في المدارس يتحدثون باللهجة العامية خلال شرح الدروس
الأمر عينه مع القرآن، فنتعلم التلاوة الصحيحة من سماع القراء وليس عبر القراءة مباشرة من المصحف، التعليم التلقيني لقواعد اللغة العربية خلق في قلوب الطلبة نفوراً وعداوة مع اللغة العربية، فهي بالنسبة لهم كالحمل الثقيل الذي يضطرون لحمله من أجل الحصول على علامات جيدة .
اللهجات تزيدنا بعدا عن اللغة العربية وخاصة أن المعلمين في المدارس يتحدثون باللهجة العامية خلال شرح الدروس
بالنسبة لي فمعلماتي كُنّ يشرحن بالفصحى، وأشجع على ذلك، ألا يقال أنه يجب على معلم اللغة أن يشرح باللغة التي يعلمها، كما يفعل معلمو اللغة الإنجليزية مثلاً عبر الشرح بها، ومخاطبة طلبته بها .
الأمر عينه مع القرآن، فنتعلم التلاوة الصحيحة من سماع القراء وليس عبر القراءة مباشرة من المصحف
ليس السماع فقط وإنما تعلم أحكام التلاوة ومخارج الحروف والتطبيق والتكرار والممارسة اليومية والعرض على معلم متمرّس أيضا.
التعليم التلقيني لقواعد اللغة العربية خلق في قلوب الطلبة نفوراً وعداوة مع اللغة العربية، فهي بالنسبة لهم كالحمل الثقيل الذي يضطرون لحمله من أجل الحصول على علامات جيدة .
لو أخبرك بشيء تستغربين، لدي ابن خال كنت ذات مرة أدقق كتابا لغويا وأراجعه، كان يقرأ معي ولديه مهارة فائقة في اكتشاف الأخطاء وتصحيحها، والغريب أن علاماته في مقاييس اللغة العربية سيئة .
لو أخبرك بشيء تستغربين، لدي ابن خال كنت ذات مرة أدقق كتابا لغويا وأراجعه، كان يقرأ معي ولديه مهارة فائقة في اكتشاف الأخطاء وتصحيحها، والغريب أن علاماته في مقاييس اللغة العربية سيئة .
بالمقابل أجد أشخاصاً علاماتهم في اللغة العربية لا بأس بها ولكنهم لا يستطيعون التفريق بين الحروف المتقاربات في النطق كالهاء والتاء المربوطة !!
للأسف لم أجد مدرس لغة عربية سواء كان في مرحلتي الاعدادية أو الثانوية، لديه الاستعدادية والقدرة على غرس اللغة العربية لدينا مثلما قمت بها قناة سبيستون التي جلبت نظري تجاهها بسبب اللغة العربية الفصحى. أتذكر أنني كنت أجتمع أنا وأخوتي أمام التلفاز للتمتع بالدبلجة وبداية الشارة التي كانت باللغة العربية الفصحى.
أتذكر أيضًا كنت أنا وصديقتي نجتمع في نادي القراء الذي تقيمه البلدية آنذاك وننخرط في مناضرة حول الكلمات اللغة العربية الفصحى . الأمر المضيء هنا أنّ صديقتي أفصح مني كثيرًا، لهذا كنت استفيد منها. وهذا حتما ساعد في تحسين اللغة العربية لدي.فبرأيي الاستعانة بصديق، مدرس، دكتور جامعي قد يساعد على تطوير اللغة العربية لدينا.
عمومًا برأيي كي نحسن مستوى اللغة العربية لدى الطلاب والشباب وكبار السن، لابد الأخذ بهذه الأمور في عين الاعتبار:
- اعادة النظر في المناهج العربية، فكان من المفترض أن تحتوي المناهج على الكثير من الخطب والابيات الشعرية مثل كتب الجاحظ وابن المقفع والبخلاء وكتب كليلة ودمنة.
- حث الجميع على قراءة كتب في الأدب العربي مثل كتب طه حسين و مصطفى المنفلوطي إلى جانب الاهتمام بالشعر والخطب الدينية.
- من المفترض أيضًا اقتناء "لسان العرب" إلى جانب بعض القواميس داخل منازلنا.
- الكتابة اليومية إلى جانب القراءة تساعد على التحسين من اللغة العربية لدينا. ولنا في حسوب io مثال على ذلك.
- منصة ادراك وغيرها تقدم احيانًا مساقات مجانية في تعلم اللغة العربية، أيضًا يجب على هذه المنصات أن تحاول أن تولي اهتمامًا أكبر لهذه المساقات وتوفير كما أكبر من هذه المساقات. حقيقًة نعول عليها في هذا الأمر.
- متابعة الوالدين لابناءهم وحثهم على التحدث باللغة العربية الفصحى في ظل مزاحمة اللغات الأخرى للغة العربية.
- توفير قنوات عربية مثل سبيستون لتقديم كرتون يكون باللغة العربية الفصحى.
- الكتب المسموعة ايلاءها اهتمامًا أكبر وجعلها روتين أساسي في حياتنا.
للأسف لم أجد مدرس لغة عربية سواء كان في مرحلتي الاعدادية أو الثانوية، لديه الاستعدادية والقدرة على غرس اللغة العربية لدينا مثلما قمت بها قناة سبيستون
من جعلني أحب اللغة، كان مدرسي بالمدرسة، وكان يمزج كل فروع اللغة ببعضها، بمعنى لو كنا ندرس نصوص، يدخل النحو مع الأدب والبلاغة وما إلى ذلك، وهذا ساهم في رفع مستواي بها لدرجة كبيرة، حبه للغة جعلنا نحبها ونحب مذاكرتها.
اعادة النظر في المناهج العربية، فكان من المفترض أن تحتوي المناهج على الكثير من الخطب والابيات الشعرية مثل كتب الجاحظ وابن المقفع والبخلاء وكتب كليلة ودمنة.
مؤخرا أصبحت النصوص جزء أساسي حتى للأطفال، لكن لدينا بمصر يضيفون نصوص لأحمد شوقي وحافظ إبراهيم غالبا لسهولة الألفاظ تناسبا مع العمر.
لكن بالمراحل الأكبر هناك لعنترة والمتنبي وغيرهم
يمكن الرجوع إلى محاضرة "الهندسة بالعبرية الفصحى" لأيمن عبد الرحيم في هذا الصدد
شاهدت هذه الحلقة للبشمهندس أيمن فرج الله كربه منذ سنوات، وأرى أنه يمكن الاستعانة بها أو ببعض مقتطفاتها ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي لتعريف الناس بأهمية اللغة الأصلية لدى الشعوب، وكيف سعى ناطقو العبرية إلى تطويرها وإحيائها مرة أخرى.
يستطيع الواحد منا إن كان له حسابات في الإنترنت ألا يكتب فيها إلا بالعربية
أجد أن المشكلة الأكبر ليست في قلة الكتابة بالفصحى، وإنما في عدم فهمها من خلال الأجيال الجديدة. هناك عدد من الأشخاص الذين أتابعهم يكتبون منشوراتهم باللغة العربية، وتجد في التعليقات شبابًا صفيرًا ومراهقين يرغبون في المعرفة إلا أنهم لا يستسيغون هذا الكلام ولا يفهون الكثير من مصطلحاته.
حتى في نظام التعليم الحالي يفضل أولياء الأمور أن يذهب أبنائهم إلى مدارس لغات وإن كانت باهظة التكلفة، على أن يتعلموا باللغة العربية الفصحى. إذ يرون أنها دون قيمة مستقبلية في مجالات العمل.
الحل لتحسين مستوى اللغة العربية هي الممارسة، وأساليب الممارسة تختلف مع اختلاف الفئة العمرية. وسأشارك معك تجربتين لفئتين مختلفتين، الفئة الأولى وهم الأطفال، الأداة الأولى والقوية البرامج الترفيهية المفيدة كما ذُكر بالمقال، كبداية الكرتون المفيد ذو المحتوى الجيد، وهذا قد يكون نوعا ما نادرا، لذا نحن بحاجة لتوفير هذا المحتوى بشكل فعال وخاص وإدخاله بالمراحل التعليمية المختلفة وفق ما يتناسب مع قدراتهم.
ثانيا التحدث باللغة العربية في المقرات التعليمية، فأحد الطرق الفعالة تحدث المعلم مع الطلاب باللغة العربية الفصحى.
ثالثا جعل القراءة روتين أساسي من اليوم الدراسي للطلاب، عبر طرق تفاعلية جذابة.
وبالنسبة للكبار، الكتابة والقراءة، أحد الأدوات الأساسية لتحسين مستوى اللغة، والاطلاع الدائم على قواعد اللغة.
عندما اطلعت على البحث الذي ذكر بالمقال، وجدت أن الحل الذي طرحه الباحث هو التعرض السمعي للغة ثانية في وقت مبكر مثل الحضانة ورياض الأطفال. كونه اعتبر أن اللغة العربية الفصحى لغة ثانية بجانب اللغة المنطوقة (اللهجة).
لذا الاهتمام بالوسائل التعليمية المستخدمة وتنوعها بهذه المرحلة العمرية، سينعكس انعاكسا إيجابيا على مستوى الطفل.
لكن لدي تعليق على البحث، وهو أنه لم يوضح جنسيات العرب الذين خضعوا للتجربة، وهل اختلاف اللهجة المنطوقة ومدى قربها أو ابتعادها عن اللغة العربية الأصلية يؤثر على النتيجة؟
كيف يمكننا تحسين مستوى اللغة العربية في منطقتنا العربية؟
اسمحي لي نورا أن أتوسع في السؤال لنقول كيف يمكننا تحسين مستوى اللغة العربية لدى العرب.؟ ولازال السؤال قاصر وكان يمكن لنا أن نقول كيف يمكننا تحسين مستوى اللغة العربية في العالم؟ وبل اجدني قد ظلمت اللغة العربية، فالسؤال الحقيقي هو كيف يمكننا تحسين مستوى اللغة العربية لتكون اللغة الأولى في العالم؟
كل تلك الاسئلة للاسف تسقط في واقع اللغة العربية اليوم، فالامر لا يسر لا عدو ولا صديق، فالجامعات في غالبها لا تتخذ من العربية لغة منهجية في دراسة المساقات المختلفة ولنا مثلا في تركيا مثلا .. تجد الجامعات الخاصة إما بالانجليزية او التركية وبل أن هناك اختبارات يجب اجتيازها بنجاح فيما يخص اللغة الانجليزية للتمكن من الدراسة وهناك سنة تمهيدية تضاف لتعليم اللغة الانجليزية.
وفي البلاد العربية، ربما سوريا قامت بتعريب المناهج واتخذت اللغة العربية هي لغة الدراسة، وبذلك سجلت نقطة انتصار الى اللغة التي تأثصرت بفعل عوامل مختلفة ومنها:
الغزو الثقافي الناجم عن الاحتلالات السابقة للدول العربية، فنجد مثالا الجزائر لازالت تعاني ان مؤسساتها الرسمية تتعامل مع اللغة الفرنسية حتى في المستندات الرئيسية للدولة وتوجد محاولات لتعريب تلك المؤسسات ولكن دون نتائج ملموسة.
ثم غزو السوق العالمية للدول العربيةفمثلا في دول الخليج عامة وفي الامارات خاصة تجد الغالبية العظمي من يافطات المحلات بالانجليزية بل ان الموظفين لا يتحدثون الا بها دلالة على التمكن ولربما وجود عاملين او مدراء أجانب هم الذين ساهموا في أن تتراجع اللغة العربية لتكون لغة غير رئيسية.
ولكن ما هو الحل وكيف نعالج ذلك. في الحقيقة امام المنصات الاجتماعية يبدو الامر مستحيلا فهذه العولمة الاعلامية والاجتماعية تؤثر على اللغة العربية من خلال التحدث باللهجات المختلفة وليس باللغة العربية الفصحى والتي نادرا ما يحدث بها أحد وبل تعتبر امرا مستهجنا ان سمعنا شخصا يتحدث بالفصحي فقط نلتقط معه الصور التذكارية وقج نتنمر عليه.؟
لكي تنجو اللغة العربية يجب ان نبدأ من تعليم النشء اللغة العربية الصحيحة ومن ثم ان تكون لغة قوية رئيسية في المدارس والجامعات لكي يحدث التغيير ومواجهة الهجمات التي تستهدف اضمحلال اللغة العربية واضعافها.
400 مليون عربي كان يفترض ان يتحدثوا العربية الفصحى ولكن لا يوجد منهم 5% يمارسون ذلك وربما في مؤسسات خاصة او في مواقع رسمية ومن ثم يعودون للحديث دون اللغة الفصحى في اماكن أخرى.
اللغة العربية لغة القرآن الكريم وحفظها مرتبط بحفظ القرآن الكريم فلقد انزله عربيا وبالتالي الله الحافظ لبقاء اللغة وقوتها ومنعتها ولكن الخلل ليس في اللغة كلغة بل في العرب المنتشرين في العالم ويتهربون من حماية لغتهم وبل يتفاخرون بالحديث بلغات اخرى. فكيف حين تسمع صوت عربي يتحدث العربية مكسرة والانجليزية بطلاقة اي مستقل للغة العربية هذا وماذا بعد..؟
من الداعي للفخر أن يتحدث الإنسان اللغة العربية الفصيحة ، ولعل هذا الأمر تأكدت منه متأخرًا حين التقيت بمجموعة من رواد الأأعمال الكنديين الذين يسعون بكل جهدهم من أجل تعلم اللغة العربية . بل يبذلون وقت طويل من أجل تذوق معنى قصيدة شعر . لفتني كيف يتحدثون عن الغة العربية بطريقة شعرية . هذه مجموعة واحدة مثلها الكثير في كل دول العالم الغربي .الذين يعلمون جمال هذه اللغة وقوتها ،ويسعون من اجل تعلمها . وللأسف نحن العرب نتباهي بتعليم أطفالنا اللغات الأخرى كالإنجليزية والفرنسية وغيرها .. ونهمل لغتنا الأم . اللغة التي فيها من المعجزات ما يكفي من أجل اعطائها وقتًا أكبر من وقتنا .
فلا بد من تعزيز ثقافة الحديث باللغة العربيةالفصيحة داخل المدارس وحتى في البيوت من أجل تحويلها لعادة وليست مجرد مبادرة تنتهي بعد فترة من الزمن .
أتفق مع الكاتب حول ما أًثرت به قناة سبيستون على متابعيها ؛ويا ليت جميع القنوات الموجهة للاطفال على اليوتيوب ، تيكتوك وغيرهم من المنصات اتخاذ ممارسات تهدف لترسيخ اللغة العربية في الأذهان ، وعمل محتوى يعلم الأطفال النحو والأدب بصورة آلية ومبتكرة ، لا كما يتم تدريسه بالمدارس !
لا يمكننا أن ننكر مدى الدور الذي لعبته سبيستون في تعليم الأطفال اللغة العربية، من خلال معلقين سليمي النطق ومتقني مخارج حروف اللغة، الذي بدأنا نفقده اليوم في بعض الدبلجات.
أما عن كيفية تطوير وتحسين لغتنا العربية، فذلك يكون بزيادة مدخلاتنا بلغة عربية فصحى نقية وليس لغة هجينة ممتزجة بلسان أعجمي، والمدخلات تتمثل في القراءة والاستماع، بعيدا عن مناهج التعليم لأنها ومع الأسف لا تعلمنا أبدا، بل زادت نفورنا وابتعادنا عنها.
يقول المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون : ‘"اللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي ، والعربية من أنقى اللغات ، فقد تفردت في طرق التعبير العلمي والفني"
اللغة العربية أرغمت الجميع أن يثني عليها في الشرق والغرب، لكن عند العرب لاتزال غريبة بعض الشيء، لكن رغم ذلك أرى اقبالا على تحسين الوضع، ولاسيما في عصر الإنترنت بوجود مواقع عربية رائدة مثل حسوب، مجرة ... وغيرها.
ويقول الدكتور عبد الصبور شاهين : "قد يكون من الطبيعي أن تجد العربية خارج حدودها أعداء يكيدون لها ، لكن المفزع حقا أن يكون بعض هؤلاء الأعداء من بينها ، عن قصد أو عن غير قصد . ولذلك فهي تقاتل في جهتين أقربهما أمرّهما وأعصاهما ، لأنها تقاتل قطعا من نفسها ( وظلم ذوي القربى أشد مرارة على النفس ) "
حمايةوتعليم اللغة العربية واجب كل عربي، ومن أفضل الطرق لتعلم اللغة العربية هو تلاوة القرآن الكريم.
ضعف العرب في لغتهم العربية ظاهرة غريبة تستدعي الاهتمام، وتستوجب المعالجة الجادة العميقة من خلال العمل على جبهات متعددة، ولكي نستطيع ذلك لابد من إدراك أخطائنا وأوجه القصور في التعامل مع لغتنا.
فالمعلم الأول للفرد هو الأسرة والعائلة . للأسف يلجأ الآباء والأمهات إلى مخاطبة أبنائهم باللغة الأجنبية معتقدين بذلك أنهم يجهزون الأبناء للمستقبل ويسهلون عليهم الوصول إلى وظيفة مرموقة. بالإضافة إلى أن دراسة المناهج باللغة العربية أصبحت في تراجع دائم واستبدالها بلغات أجنبية. كما أصبح تعلم لغة أجنبة جديدة والحديث بها هو علامة التحضر والرقي وأصبح هذا من المقاييس الاجتماعية التي لابد من تصحيحها، وكذلك الإقبال على الأعمال الفنية والكتب باللغة العربية في تراجع دائم ليحل محلها تلك الأجنبية. وقد أصبح الحديث بالغة العربية في الاعلام مشوباً بالأخطاء وضعف اللغة والاعتماد على العامية في نقل الأخبار.
لذا لابد من تعزيز اللغة العربية وهذا قد يأتي بقرارات صارمة من الدول العربية ولا بد أن توضع موضع التنفيذ باستخدام اللغة العربية في كافة شؤون البلاد. ولن ينجح هذا إلا إذا بدأنا به داخل الأسر والبيوت فتكون ثقافة التحدث بالعربية والتعود على الفصحى والتمسك بها هي السائدة. وخط الدفاع الثاني سيكون إعداد معلم جيد للأطفال يتقن اللغة ويجيدها وكذلك الاهتمام بالمناهج الدراسية منذ الطفولة ووضع الأناشيد والأغاني السهلة التي تجذب الطفل للتحدث بلغة فصحى. ولا يمكننا أن نهمش دور الإعلام أبداً فقد أصبحنا وأطفالنا نقضي الكثير من الوقت أمام الشاشات فإذا كان التحدث فيه بالعربية الفصحى سينتقل إلينا بكل تأكيد بسلاسة وبساطة ولن نجد غرابة في الأمر، وخير دليل على هذا قناة سبيستون التي بمجرد تذكرها نسترجع تلك اللقطات التي أثرت فينا منذ طفولتنا باللغة التي سمعناها بها فأنا أتذكر إلى الآن عبارات كان يقولها المحقق كونان بالعربية الفصحى.
لغة العربية الملقبة بأم اللغات، لكونها ظهرت منذ الازل ومزالت الى الان تحظى بأهمية من قبل محبي لغة العربية، ولكن مع ذلك من المؤسف جدا ان نجد القلة القليلة من تدافع عنها.
ومهما اعتقد الفرد بأن يحسن التكلم باللغة العربية الفصحى ويتقن قواعدها الا انه لن ولن يستطيع ان يصل ان ينتج ادبا يضاهي ما كان منتشرا في عصر الجاهلية مثل شعر ابو نواس، عنترة شداد، المتنبي وغيرهم.
ويمكن للفرد عموما والقارئ خصوصا ان يحسن مستواه في اللغة العربية عبر خطوات:
- يخلص حبه لهذه اللغة الجميلة في مفرداتها وعميقة في مدلولاتها، ان يفتخر بها ويحبها، ان يتحدث بها، ان يتغنى بالمفردات التي تزيد للغة جمالا ويشاركها مع الغير، ان نلاحظ حبه له كلاميا وكتابيا.
- يطالع كثيرا عبر الكتب والمجلات المفيدة والاحسن ان تكون المجالات ضمن اهتماماته.
- الاستماع الى بودكاست لتلخيصات الكتب بالعربية.
- مشاهدة محاضرات للاساتذة لهم صيت مسموع في الوطن العربي، يتقنون اللغة العربية لفظا ومضمونا.
- واكثر يفيد لتوسيع رصيد اللغوي هو قراءة الاشعار لشعراء القدامى.
أجد هذا الطرح منطقي لحد ما ويمكن أن يحل بعضا من المشكل لكن لدي بعض الملاحظات :
1. هل تصل اللهجات المحلية لمستوى اللغة ، لا أظن ذلك فهي تظل أضعف من ذلك، الشيء الثاني أن اختلاف اللهجة يكون في داخل البلد الواحد، فمثلا في المغرب، لدينا العديد من اللهجات المحلية المشتقة من العربية، وهي مختلفة في اللكنة والتصريف وبعض المصطلحات. إذا فهل سنعتبر كل لهجة لغة محلية؟ أظن أن ذلك غير ممكن البتة.
2. بالنظر إلى اللهجات العربية المختلفة في المنطقة العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج، أجد أن نسبة التباين فيها كبيرة، وتتباعد لغويا في ما بينها بتباعد المسافات. لكنها تصب في وعاء واحد وهو اللغة العربية، وربما يعكس هذا الامر ثراء اللغة العربية عن غيرها من اللغات بحيث أفرزت لهجات محلية عديدة، بعكس الإنجليزية مثلا التي رغم وجود لهجات لها مثلا، فإن هذه اللهجات هي متقاربة لفظيا ومختلفة صوتيا وهي أقرب أن تكون لكنات من كونها لهجات.
3. الفرق الكبير في النحو واللغة والتصريف بين اللهجة المحكية واللغة العربية الفصحى ، وهذه النقطة ربما تؤيد فكرة اعتماد اللغة العربية الفصحى كلغة ثانية، خصوصا في ظل وجود أسباب سياسية وثقافية واجتماعية تسعى إلى تمجيد اللهجة المحلية على حساب اللغة العربية الفصحى. وهذا ما انعكس على الحملات التسويقية التي بدأت تتبنى اللهجات المحلية في التلفاز وراديو والانترنت عكس السابق، حيث أتذكر أنه في طفولتي كانت الاعلانات باللغة العربية.
4. مشكل الرسوم المتحركة العربية الفصحى لعب دورا في طفولتنا، بالنسبة لي لم أكن من جيل سبيستون لكنني كنت أشاهد الرسوم المتحركة العربية التي كانت تعرض على القناة المحلية من 6 مساء إلى 7 بعد عودتنا مباشرة من المدرسة، كان هذا الوقت مهيء لمشاهدة التلفاز والاكل وكان يضم رسوما عربيا كسالي، كابتن ماجد، صاحب الظل الطويل وغيرها وبعدها رسوما باللغة الفرنسية.
بالإضافة إلى الرسوم المتحركة أذكر أن جيلي كان يقرا قصص المكتبة الخضراء ويواظب على قراءة مجلة ماجد، كل هذا ساهم في تطوير لغتنا العربية، على عكس هذا الجيل الصاعد الذي لا يهتم بقراءة القصص العربية أو المجلات العربية واعتقد أن الأمر نابع من الآباء أيضا، فقد لاحظت مؤخرا ظاهرة منتشرة، وهي إقبال الأباء على تعليم أبنائهم اللغة الاجنبية في المدرسه كما في البيت وتسجيلهم في البعثات الأجنبية بحيث أن الأطفال أصبحوا يتكلمون فقط باللغة الأجنبية ولا يعرفون حتى العامية، وهذا الأمر بالنسبة لي خطير جدا على الهوية والثقافة العربية. أمثال هؤلاء الأطفال لن يهتموا حتى بالرسوم المتحركة العربية.
في الاخير أظن أن تبني أسس تدريس جديدة لتعلم اللغة العربية سيساهم في الرفع من مستواها لدى شريحة من المجتمع التي تدرس أطفالها في مدارس حكومية أو محلية، لكن هناك شريحة أخرى وهي في ازدياد تحاول الانسلال من اللغة العربية باعتبارها لغة ميتة.
إنه الموضوع القديم الجديد!!!
وربما تكراره والحديث المستمرّ عنه يعني لأيّ حدّ لا نتقبّل فكرة الانفصال عن اللغة، أو وضع تلك النتواءات العاميّة التي أفقدت الفصحى بهجتها!!
في البحث الذي تمّ نشره في العام 1959 قدّم الباحث الأميركي شارلز فيرغسون مصطلح ازدواجية اللغة أو متلازمة الازدواجية اللغوية، طارحاً أربع لغات لديها الازدواجية بين لغة عامّة وأخرى محكيّة وهي اللغة العربية واليونانية والألمانية السويسرية واللغة الهاييتيّة المهجنة.
لم يكن فيرغسون أول من سلّط الضوء على ذلك النتوء في اللغة، حيث سبقه الألماني كارل كرمباخر والفرنسي وليم مارسين، والذي عرّف ازدواجية اللغة بأنها: الصراع القائم بين لغة أدبية مكتوبة وأخرى عامية شائعة.
لم تكن تلك الازدواجية مستحدثة على العربية، بل كانت منذ زمن بعيد، وفي ذلك قال ابن منظور: (غلب في هذا الأوان من اختلاف الألسنة والألوان، حتى لقد أصبح اللحن -الخطأ- في الكلام يُعدّ لحنا مردوداً، وصار النطق بالعربية من المعايب معدوداً).
ولن أقول أن ذلك بدأ في بداية دخول جنسيات كثيرة للدين الإسلامي وهو ما جعل هنالك تكسير بتعلّم اللغة، لأنّ الأمر كان موجوداً قبل نزول القرآن وانتشار الإسلام، لكن قد يكون دخول العديد من الجنسيات مما ساهم في تلك الازدواجية، ثم لاحقاً الاستعمار الذي جاء للدول العربية وحاول إنهاء تاريخ اللغة وفرض سيطرة لغة الاستعمار على البلاد العربية.
كلّ تلك أسباب ساهمت في ابتعاد أبناء العربية عن فصحاها، وساهم بإقحام التلوين اللغوي للمفردات العربية لحتى صار أسهل على الأذن أن أقول تلفزيون من قول الرائي مثلاً، أو تلفون من قول محمول، ولاب توب من قول حاسوب محمول..
التدرج والتعود لن يكون سهلاً فصله وإعادة تثبيت قواعد اللغة إن لم يطغى ذلك على كلّ محاور حياتنا.
ودعينا يا نورا نكون صادقين، إننا نتباهى بأننا نتقن الإنجليزية والفرنسية والألمانية والكورية و و و ، لكنني لا أجد هذا التباهي حين نقول بأنني أتقن العربية!!
أبنائنا نضعهم في مدارس مميزة أغلب كتبها تدرّس بلغة غير العربية، حتى تصبح العربية هجينة عليهم، لا يعرفون الحديث بها، ولا حتى الكتابة وفقها، (العربية العامية أعني) فماذا سيكون الحال للعربية الفصحى؟؟؟
بالنهاية لا يمكننا أن نقول بأننا في مشكلة حقيقية مع عروبتنا ونحن ندعم كلّ قنوات تعزيز التقارب للغات الأخرى ونترك عربيتنا موجودة فقط في سطور كتاب نقرؤه أو في ردّ نتشارك فيه هنا أو هناك.
التعليقات