قال الشافعي رحمه الله :
اذا شئت ان تحيا سليما من الاذى
وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرء
فكلك عورات وللناس السن
وعينك ان ابدت اليك معايبا
فصنها وقل يا عين للناس اعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
وفارق ولكن بالتي هي احسن
كلام موزون.
هل تعرف مبدأ من لا يأتي في عرض الناس كي لا يتكلم أحد في حقه؟
هذا ليس بشرط، يمكن أن يخوض الناس في عرضي وأنا لا أتكلم عن أحد، يمكن أن يكون إبتلاء لي أو للمغتاب أو قدري أو أيا يكن، لكن ليس بشرط طالما خاض أحد بعرض فلان ففلان يخوض بعرضه، وعلى القياس، فمن كف أذاه عن الناس فليس ضروريًا أن تكف الناس أذاهم عنه.
بالطبع كلام سليم..
منذ فترة كان لي أحد الأصدقاء يقوم بتلك الأفعال، يتحدث عن الغير بالسوء والحسن، وكان يتفحص أمور الناس. حتى أنني نصحته كثيرًا بالبعد عن تلك الصفات السيئة لكن لم يجدي ذلك نفعًا، هذا الموقف جعلني أدرك أن الإنسان ممكن أن يفعل تلك الأشياء رغمًا عنه، هو لا يريد أن يفعلها لكن تلك طبيعته لا يستطيع أن يغيرها، وأنا لم أستطع أن أجد حلًا حقيقًا، هل من حل؟
إن شاء التغيير سيتغير
لو كان كذلك ما صعب أي شيء في الحياة، الأمر ليس هكذا. مثلًا إذا أراد شخص أن يكون ناجح، قراره في أن يكون ناجح لن يكون له أهمية بدون فعلًا بناء أساسيات على أرض الواقع، أي أنه في النهاية سيقوم بخطوات لكي يصبح ناجح.
نعم التغيير ليس سهلا لكن لن يتغير الا اذا اراد اخي .
لو انت تريد تغيير انسان لا يريد ان يتغير فلن تفلح معه مهما حاولت .
ما أحوجنا إلى مثل هذا الكلام حقيقًة، للأسف نحن نعتقد بأننا الأفضل وأننا خاليين من العيوب أما الآخرين هم من يمتلكون العيوب والسلبيات، لِذا دائمًا نلجأ للتحدث عن الآخرين والقيل والقال بشكل سلبي قد ينتهك حياة الآخرين.
أما بالنسبة لمسامحة من اعتدى علينا، اعتقد أنّ هذه صفة شحيحة قد لا نملكها أصلًا، ربما هناك فئة قليلة ترفع شعار التسامح في حياتها، ولكن هذا قلما نراه، نحن تربينا على العين بالعين والسن بالسن!
لو امتلكت مجتمعاتنا التسامح وعدم الغيبة والنميمة تجاه الآخرين لأصبحنا أفضل حال.
إذا رُمتَ أنْ تَحيا سَليماً مِن الأذى
وَ دينُكَ مَوفورٌ وعِرْضُكَ صَيِنُّ
لِسانُكَ لا تَذكُرْ بِهِ عَورَةَ امرئٍ
فَكُلُّكَ عَوراتٌ وللنّاسِ ألسُنُ
وعَيناكَ إنْ أبدَتْ إليكَ مَعايِباً
فَدَعها وَقُلْ يا عَينُ للنّاسِ أعيُـنُ
وعاشِرْ بِمَعروفٍ وسامِحْ مَن اعتَدى
ودَافع ولكن بالتي هِيَ أحسَنُ
لقد كتبت لك القصيدة بالتشكيل وبكتابة صحيحة نحويا وإملائيا..
بالنسبة للموضوع.. أريد أن أقول أنه لم يسلم من أذى الناس الرسول عليه السلام، فمن نحن حتى نسلم.
وليت كل الناس تتبنى حسن الأخلاق، ولكن الأخلاق باتت اليوم في منزلة، والناس في منزلة أخرى!
وأصبحنا اليوم نقول "الدنيا لازالت بخير" حينما نجد شخص صالح!
التعليقات