يقول الزهاوي الشاعر العراقي عن صغر الإنسان في الكون ومدى دقة حجمه وعقله الذي يطمح به إلى أقاصي الأرض والسماء:

وما الأرض بين الكائنات التي تُرى...... بعينيك إلا ذرة صغرت حجما

وأنت على الأرض الحقيرة ذرة..... تحاول جهلاً أن تحيط بها علما

فعلى الإنسان أن يهدهد من غروره؛ فهو أحقر من أن يحيط بأسرار السماوات و الأرض! وكيف وهو لا يساوي حبة رمل وسط أجرامها المترامية الأطراف؟

غير أنً شاعراً قديماً راح يعظم من الإنسان ويجعله محوراً للوجود قاطبة فجعل يقول ضمن أبيات كثيرة:

وتحسب أنك جرم صغير...وفيك انطوى العالم الأكبر

فلاذرة منك إلا غدت بها....بها يوزن الكون بل أكثر.

فالشاعر هنا يرى للإنسان موضع القلب و المركز من الوجود.

ثم نرى أخيراً مسبار جيمس ويب الفضائي والذي أطلعنا على مجاهيل جديدة للكون فلا أعلم هل ذلك سبب لتحقير شأن الإنسان في الكون أم سبب لتعظيمه؟!! فالإنسان على كل حال من اخترع جيمس ويب ويطارد مجاهيل الكون التي تتفلت منه اكتشافاً بعد اكتشاف!!

هل تفكرتم من قبل في موضع الإنسان في الوجود؟ كيف ترون موضعه! حقير أم عظيم ولماذا؟