"الشعر الحُر" إبداعٌ أم عجز خفي؟


التعليقات

ماذا عنك هل توافقني الرأي؟

لا صراحة. أنا أوافق من يرون أن الشعر الحر هى وسيلة للخروج من القيود القديمة للشعر العمودى ذلك لأننى أجد الكثير من قصائد الشعر الحر ذات موسيقى رائعة، ومعنى رائع فتقرأ نصاً متناغماً موسيقياً. أما الأشعار الجاهلية القديمة كانت مليئة بالكلمات الصعبة، وكذلك الكلمات التى وضعت من أجل القافية وحسب دون وجود أى داعى!

اختلف معكِ يا مي.

أولا لا أجد ان الشعر الحر فيه موسيقى، بل على العكس، ارى ان الشعر الملتزم بالقافية او السجع تكون الموسيقى الصوتية فيه او ما يسمى بعلم العروض تكون متناقسة ومتناغمة وليست مشوهة كما في الشعر الحر.

ثانيا لا يوجد كلمات صعبة في الشعر الجاهلي ولا يوجد كلمات توضع بلا داعي، الكلمات التي نقول انها صعبة هي فقط صعبة بالنسبة لنا نحن لان معانيها اندثرت، ولكنها بالنسبة لهم كانت مستخدمة ومعروفة تماما، عل سبيل المثال هناك بيت في شعر الغزل يقول:

هي الظبي جيْداً والغزلةُ مقلةً وروض الربا عرفاً وغصن النقا قداً

(ذكرت في البيت الغزلة وتعنى الغزالة لكن الشاعر حذف الألف)

قد يبدوا لنا هذا البيت صعبا وبلا معنى، ولكن عند فهم كلماته سنجد انه لا توجد كلمة بلا داعٍ ولا توجد كلمة في غير معناها، وأترك لكي البحث في المعنى.

ولذلك فأنا اتفق تماما مع أحمد في أن ما يسمى الشعر الحر ليس تحررا من القيود بل عجز عن مجاراة الشعر الحقيقي.

ثانيا لا يوجد كلمات صعبة في الشعر الجاهلي ولا يوجد كلمات توضع بلا داعي، الكلمات التي نقول انها صعبة هي فقط صعبة بالنسبة لنا نحن لان معانيها اندثرت،

نعم، وذلك الإندثار للكلمات هو ما تسبب فى ظهور نوع آخر للشعر يسمى الشعر الحر والذى يتحرر فيه الشاعر من تلك المفردات القديمة.

فما فائدة كتابة قصيدة بلغة مُندثرة؟!

هل ستستمر بقراءة مساهمتى إذا كتبتها بكلمات صعبة، وقديمة من العصر الجاهلى؟

أما فيما يخص الكلمات التى توضع بلا داعى توجد فى أبيات أخرى، وقصائد أخرى، وليس هذا البيت بالذات.

فما فائدة كتابة قصيدة بلغة مُندثرة؟!

مغالطة.

+

ظاهرة الرمز (الغموض) أحسبها أشنع في إبعاد الفهم من استخدام الكلمات العربية!

هل يشترط ان اكتب قصيدة بلغة مندثرة؟ أليس هناك مدارس شعرية حديثة تلتزم بمعايير الشعر؟ بل حتى ان هناك شعر بالعامية ولكنه أيضا يظل ملتزما بالوزن والقافية.

ما تتحدثين عنه يسمى الحشو، و هو له معني بلاغية عديدة مثل توكيد المعنى وله انواع عدة

لولا إختلاف الأذواق بارت السلع.

أتفق مع مي في طرحها يا أحمد، ومن وجهة نظري هناك فارق كبير بين حديثنا عن الشعر وحديثنا عن الرياضيات.

فالرياضيات لم تكن من تأليفنا منذ البداية، فهي قواعد ومعارف ثابتة منذ بدء الخليقة، وهي مستنبطة من الطبيعة الكونية، فكيف نضع لها قواعد حرة!!

أما الشعر فهو ذوق فني بالأساس وطريقة في التعبير، قد نحب بعضها وقد نكره بعضها وقد نجد منها ما لا يتناسب مع ذوقنا، إنها تشبه أكثر تقبلك لشرب القهوة، فقد تحبها سادة، وقد ترغب بها بالحليب، وقد لا تحبها أصلا.

حسنا لماذا يسمى شعرا بالأساس، الأمر بسيط يا أحمد، فبرغم أن الشاعر قد تحرر من وحدة القافية والسجع، إلا أنه يلتزم بتفعيلة واحدة منذ بداية القصيدة إلى نهايتها ويطبق القواعد العروضية بشكل صحيح.

لذلك فهو شعر له قواعده التي إلتزم بها، ولا يمكن أن نخرجه من هذا المساق!

الرياضيات تختلف تماماً يا أحمد فهى علم مسنود على قوانين، وحسابات، وتجارب.

أما الشعر فهو فن. ولا يكون شعراً إلا إذا شعرنا بموسيقاه، والموسيقى برأيى هى التى تقوم بدور القافية الموحدة، والوزن.

أليس ذلك قمة الإبداع؟!

أن توحى إلى بقافية ليست موجودة وذلك عن طريق موسيقى الشعر المكتوب؟

ماذا عنك هل توافقني الرأي؟

طيلة عمرى أتساءل نفس السؤال؛ وهو كيف يطلق على الشعر الحرّ شعر، إذ أنني من النوع الذي يحب كثيرُا وجود موسيقى بين الأبيات، ولا أستطيع تذوّق الشعر بدونها..

في حين أن الشعر الحرّ قد يكون كلامًا فصيحًا مُنمقًا، ولكنه يندرج تحت باب النثر أو الكلام المُرسَل، لا الشعر في رأيي..

من شاعرك المفضل؟

حافظ إبراهيم

أعتقد أنك ستحبه كثيرًا، ومن القصائد الشهيرة له؛ قصيدة عن اللغة العربية، ومن أبياتها:

رجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي

وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي

رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني

عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي

وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي رِجالاً

وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي

وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية

وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ

فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ

وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ

..

وأحب أيضًا من شعراء العامّية المصرية؛ صلاح جاهين..

-1

حقيقة لا أعرف هذا الشاعر؟ إلى أي مدرسة ينتمي الشعر أم التعبير الحر؟

كان يتبع لمدرسة تسمى مدرسة الإحياء والبعث وهو اسم أُطلق على الحركة الشعرية التي ظهرت في مصر في أوائل العصر الحديث، وقد التزم فيها الشعراء بنظم الشعر العربي على النهج الذي كان عليه في عصور ازدهاره، بداية من العصر الجاهلي حتى العصر العباسي. ولقب بشاعر الشعب وشاعر النيل كما أطلق عليه أحمد شوقي.

من أبياته في رثائه والده

ولدي، قد طال سهدي ونحيبي ** جئت أدعوك فهل أنت مجيبي؟

جئت أروي بدموعي مضجعا***فيه أودعت من الدنيا نصيبي

الشعر الحر لا يلتزم أصحابه بكل ما يوجد في الشعر العمودي، معناه غامض ومعقّد، أسلوبه ليس بليغا ولا فصيحا بل عادي قد يكون أحيانا ركيك..*

مع كامل إحترامي لرأيك، ولكن طالما أنك تُقارن من ناحية موضوعية وأعطيت الشعر العمودي حقه، فكان لابد أن تُعطي الشعر الحر حقه أيضًا!

الشعر الحر أولًا لا يفرق عن الشعر العمودي سوى في أنه لا يلتزم بقافية؛ ولكنه شعر لغوي فصيح، يعتمد على فكرة موحدة، ويتضمن التدوير في الأبيات، ولا يخلو من الصور الجمالية والشعرية والبلاغة الإبداعية في الوصف؛ وحتى إنعدام القافية يحل بدلًا عنها الوزن الموسيقي والتناغم في الألفاظ وتسلسل الأبيات!

الشعر الحر له رواد عظماء، يستحقون كل التقدير، وكانوا سببًا في تثقيف أجيال لغويًا وأدبيًا؛ على رأسهم محمود درويش الشاعر الفلسطيني، وكذلك نزار قباني الشاعر السوري؛ ورائد الشعر والمسرح صلاح عبدالصبور؛ وكذلك أمل دُنقل !

جميع هؤلاء الأسماء لهم أعمال خالدة ومؤثرة حتى الأن، نقرأها ونقتبس منها ونُشاهدها أفلامًا ومسرحيات!

فهل يُعقل بكل بساطة أن يتم حذف كل ما قاموا به تحت مُسمى الركاكة؟

بالمناسبة .. شاعري المُفضل هو محمود درويش.

أما عندي فالشعر الحر، لا يعدو أن يكون نثرا.

هناك نوعان من الشعر الحر: شعر التفعيلة، وقصيدة النثر:

أما قصيدة النثر ولا تتقيد بوزن ولا قافية ولذلك فأنا أعدها خاطرة أو نثر بديع لأنني أفتقد الموسيقى الشعرية.

وأما القصيدة التفعيلة فهي وسأقتبس من موقع الأستاذ محمود قحطان[1]

قصيدةُ التّفعيلة: الشِّعرُ الحر، طريقةُ استخدامٍ جديدةٍ للبُّحورِ الخليليّة، لا تخرجْ عن التَّفاعيل العَشرة، فكان التّطوير في الشّكل الخارجي فلم تعُد تعتمد على نظامِ البيت الواحد، إنَّما اعتمادها على نظام السَّطر الشّعري، فتُكرَّرُ التَّفعيلةِ بأيِّ عددٍ في السَّطرِ الواحد؛ لذا هي قصيدةٌ موزونةٌ، ولا يُشترط التزامها القافية (مُرسل).

لذلك من التجّني الحديث على أن الشعر الحر (ونقصد هنا شعر التفعيلة) فهناك بعض القيود ولكنها ليست قيود أوزان الخليل بن أحمد..

بالمناسبة، هناك في الشعر العربي انفلات من الأوزان الخليلية، وحدث هذا في بعض الأشعار (والموشحات) الأندلسية، وبعض القصائد التي اقتبست بعض الأوزان (الفارسية) وهي ليست خليلية. وكذلك بعض القصائد الشعبية المتداولة حتى اليوم في اليمن والجزيرة العربية والتي تكون فيها القافية ليست قافية واحدة وإنما قافيتين على طول القصيدة. وبعض القصائد الغنائية وهي كثيرة تتكون من ثلاثة أبيات بقافية واحدة والبيت الرابع بقافية مغايرة تتكرر في كل أربعة أبيات. كل ما سبق لم يلتزم بأوزان الخليل بن أحمد بالإضافة للوزن العاشر (الذي تنسب إضافته للأخفش تلميذ الخليل). وهذه الأوزان لم يخترعها الخليل وإنما استقرأها (بعبقرية قل نظيرها) من أشعار العرب.. فليست قانونا لا ينخرم.

مع أنني منحاز تماما للشعر العمودي لكنني أشعر أنني سأفقد الكثير لو لم يوجد الشعر الحر، وهناك بعض القصائد الرائعة فيه كأشعار: أحمد مطر، وبعض قصائد محمد عبدالباري وتميم البرغوثي وغيرهم. وبالمناسبة فمن ذكرتُ يتقنون الشعر العمودي والتفعيلة ولذا فالقول بأن سبب الشعر الحر هو العجز غير دقيق.

[1]

برنامج تأملات على قناة الجزيرة ستجدونه على اليوتيوب،برنامج جميل بالذات يهتم بالشعر العربي،بالنسبة لي أفضل برنامج على اليوتيوب.

_---------------_

أما بخصوص الشعر الحر فهو في بداية ما يسمونه ب"عصر النهضة-اليقظة"التي ابتدأت من مصر بعد الحملة الفرنسية و كانت أهم ركائزها(حركات اليقظة) استيراد الأفكار الغربية بالجملة و تطبيقها و توطيدها في البلدان العربية منها العالمانية و الوطنية و القومية.....و غيرها من الأفكار التي دمرت بلداننا و التي كان هدفها الأساسي التخلي عن الإسلام و اعتباره شيئا من الماضي و تبني أفكار إنسانية(نسبية) بديلا عن الوحي الإلاهي.

و للتأكد يمكنكم مراجعة كتب أعلام تلك الحركة.

---> السياق التاريخي مهم، الآن بقي الاستنتاج مما سبق.

لا أذم الشعر الحر لكنني أذم من يسميه أو يعتبره شعرا بالأساس.(مع أني قد أسميته شعرا الان 😀) كان بالأساس نسبته إلى "خواطر" مثلا أو "شعارات" و هكذا أسماء.

ولكن ما أبرز العلامات المميزة للشعر الحر؟ والذي إذا ما رأيت إحداها علمت أنه شعر حر؟

ماذا عنك هل توافقني الرأي؟

إن من الأشياء المفصلية للحكم بالنسبة لي، هو هل الشعر الحر ذاك يلتزم بقواعد النحو بشكل تام؟ أم يتساهل فيها؟

-1

أرجوك أرفق مصدر هذه القواعد، ربما يكون هناك تحديثات في الشعر الحر لم يتم إشعارنا بها!

بالنسبة للقصيدة الشهيرة " أُحن إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي، و أعشقُ عمري لأني إذا متُّ أخجلُ من دمع أُمي "

هل هذه غير فصيحة؟

هل بهاكلمات أجنبية مُعربة؟!

وهل معناها غامض؟!

كذلك أرجو منك أن ترفق لي قصيدة شعر حر تتضمن المواصفات التي ذكرتها في تعليقك .

ماذا عنك هل توافقني الرأي؟

كنت أظن هذا سابقًا لكنني بت الآن أراه نوعًا من التمرد على التراث، أو محاولة لمجارة عصر السرعة، إذ هذا عصر السرعة كما نعلم، وأظن ان الشعر من بيتين لم يكن ليحظى بنفس الألفة الآن

من شاعرك المفضل؟

لست من المتابعين الجيدين للأسف لهذا الفن

هذا ليس مبررا حقيقيا أخت أسماء.. فلو رأيت قصة بداية الشعر الحر لوجدتِ أنّها كانت مجرد تمرّد حيث أنّ الكثيرين أصابهم عجز في مجاراة الشعر الحقيقي فابتكروا هذه الفكرة وكانت نازك الملائكة هي أول من ابتكر هذا النوع من الشعر وقد جاء بعد ذلك الشعر الحر كردة فعل على الإستعمار ثم فيما بعد تحول لأداة تغريب للعرب والقصة طويلة..

ندرس هذا بالفعل في مرحلة الثانوية في مصر، أنا على دراية بتاريخ هذا التمرد وافهم ما تعنيه، لذلك قلت لك أنني كنت أظن هذا سابقًا، لكنني الآن ارى خلاف ذلك، ما المشكلة لو لم يرى أحدهم نفسه إلا في نمط الشعر هذا؟ فليفعل! فلينتج ما يرى في نفسه إبداعًا وليقرر الناس ماذا يريد أن يقرأوا!

أنصحك بقراءة الشعر والإهتمام به فأنا ايضا لم أكن أحبه مطلقا لكن مؤخرا أصبحت أقرأ لشعراء عمالقة وأُعجِبت بقصائدهم وقوة كلماتهم ودلالاتها..

حمستني، كنت اقرأ في صغري، وتركته بالانشغال عن الدراسة، سأحاول أن اقرأ فيه

اقرأ للكثير باللغة العربية درويش ودنقل وأبو القاسم الشابي ونزار أحيانا وسوزان عليوان وميثم العتابي ووديع وغيرهم

لست قارئة نهمة ولكني أحب الشعر الحديث وأنا أعيش في هذا العصر ولذلك يناسبني النوع الحديث ولأن تعريف الشعر عندي راجع لمعنى لفظه المعجمي يشعر والشعور عندي حر وغير متكلف لا يخضع لقواعد تغلظه وتفقده معناه قيمة الشعر القديم عندي تظهر في التسلح اللغوي وإطلاع على صفات العصر المدون فيه الشعر

وربما الشعر الحديث أيضا ينقل صورة عصرنا عصر سريع به لمسة من الحرية لا يسمح لأحد بوقت لتنظيم الشعر بشكله السابق أو بالاستمتاع بقواعد رتيبة


الشعر

مجتمع يجمع أروع القصائد والأشعار العربية منها و الانكليزية المترجمة

34.5 ألف متابع