لاشك أن محبي التأليف وعاشق الكتابة ،والمهوس بالفن العربي وفروعه ،قد يبحر في كيانه ولوهلة يصادف امامه اعظم مقولة او اعظم شعر ،ومن هذا المنطلق ،ماهو اجمل شعر صادفتموه في مسيرتكم القرائية ؟والذي لمس قلبكم بطريقة لم تشهدوها من قبل .
اجمل شعر
اختيار صعب حيث توجد العديد من القصائد الشعرية المؤثرة ولهذا سيكون اختياري مبنيا على الظروف التى صادفت قراءتي لتلك الابيات واسمحي لي ان اختار قصيدتان اولهما لابي القاسم الشابي: بعنوان الجنة الضائعه ومطلعها
كمْ مِنْ عُهودٍ عذبةٍ
في عَدْوَةِ الوادي النَّضيرِ
فِضِّيَّةِ الأَسْحارِ مُذْهبَةِ
الأَصائِلِ والبُكورْ
أما الثانية فهي لابي فراس الحمداني وتقول،
تُقِرّ دُمُوعي بِشَوْقي إلَيْكَ
ويشهدُ قلبي بطولِ الكربْ
وإني لَمُجْتَهِدٌ في الجُحُودِ،
وَلَكِنّ نَفْسِيَ تَأبَى الكَذِبْ
وَإني عَلَيْكَ لجَارِي الدّمُوعِ،
وَإني عَلَيْكَ لَصَبٌّ وَصِبْ
وما كنتُ أبقي على مهجتي
لَوَ أني انْتَهَيْتُ إلى مَا يَجِبْ
ولكنْ سمحتُ لها بالبقاءِ
رَجَاءَ اللّقَاءِ عَلى مَا تُحِبْ
ويبقي اللبيبُ لهُ عدة ً
لوقتِ الرضا في أوانِ الغضبْ
أختلف معكِ يا شيماء في هذا الإطار. الشعر مثله كمثل الفن، لا يمكننا على الإطلاق أن نسمّي إبداعًا منه الأعظم أو الأفضل أو الأحق بالتقدير من نوعه. إن الفن عالمٌ مفتوحٌ على كل الاحتمالات وكل العوالم، تمنحه اللغة السلطة المطلقة في كل مرة كي يتشكّل تبعًا لما يبتغيه النص ويبتغيه كاتبه. في هذا السياق، لا يسعني أن أذكر أعظم أبياتٍ سمعتها أو قرأتها. يمكنني فقط أن أستعين ببعضٍ من الشعر الذي أتذكّره حبًّا في الوقت الحالي، مثل شطرٍ لأبي الطيّب المتنبّي:
على قلقٍ كأنَّ الريحَ من تحتي
ماهو اجمل شعر صادفتموه في مسيرتكم القرائية ؟والذي لمس قلبكم بطريقة لم تشهدوها من قبل .
لا شكّ في أنّ أبيات الإمام الشّافعي أغلبها أثّرت فيّ، خاصّة هذه:
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً وَشيمَتُكَ السَماحَةُ… لكنّي مع ذلك أتّفق مع الأخ علي في وصف كلمة الأعظم، فالعظمة لله سبحانه وتعالى، أمّا الشّعر فهو فنّ.
لعلك تقصدين بأشعر بيت قاله شاعر او قالته العرب. وأعتقد أن جيمعنا يا شيماء نحفظ أبياتاً تعلق في قلوبنا ولا ننساها ونحس أنها جميلة في صورها وفي تعبيرها وفي انتقائها للكلِم وفي موسيقى الأبيات نفسها. منها مثلاً لابن هانئ الأندلسي:
ولو لم تصافح رجلها صفحة الثرى......لما كنت أدري علةً لللتيمم!
وبيتآخر لم أذكر قائله: محاسنها هيولي كل حسن..... ومغناطيس أفئدة الرجال...
التعليقات