أحد أصدقائي المقربين ارتكب خطأ في العمل فلقد أهدر جزء كبير من ميزانية المشروع في مهامه رغم وجود قيود واضحة للإنفاق، ولقد اطلعت على ذلك من متابعتي معه بالمشروع، هذا الخطأ قد يؤدي إلى فقدانه وظيفته. هو طلب مني أن ابقى صامتًا لأنه يثق بي. ولكن هذا سيؤثر على سير المشروع بأكمله وخروجه كما يجب، حتى أنه سيقلل من الجزء المخصص لمهامي ماليا، وكل هذا سيجعل المشروع بالنهاية بعيدا عن المتوقع وهذا قد يضرنا جميعا بهذه الحالة فهو مشروع مصيري بالنسبة للشركة، ما رأيكم كيف أتصرف؟
كيف أتعامل مع خطأ صديقي بالعمل؟
العمل ليس فيه عواطف ولا أقل لك أن تؤذيه أيضا لكن ساعده لأن نجاح المشروع من مصلحتك أنت وهو، هذا الموقف يتطلب منك التوازن بين الوفاء لصديقك ومصلحة المشروع والشركة. أولاً، من المهم أن تدرك أن تصحيح الخطأ والتعامل معه بشكل مهني سيكون في مصلحة الجميع على المدى الطويل، بما في ذلك صديقك. إذا تم تجاهل المشكلة، فقد تؤثر العواقب السلبية على سير المشروع وقد يتسبب ذلك في مشاكل أكبر للشركة، وبالتالي فإن تأثير ذلك على صديقك سيكون أكبر في المستقبل.
من الأفضل أن تتحدث مع صديقك بصراحة وباحترام، وتنبهه إلى أن تصحيح الخطأ سيكون في مصلحته الشخصية والمهنية. يمكنك مساعدته في إيجاد حلول لتقليص التأثيرات السلبية على المشروع، مثل تقديم اقتراحات لتعديل الميزانية أو التواصل مع المسؤولين لتوضيح الوضع.
قد يكون من الأفضل أيضًا أن ترفع المسألة إلى الشخص المسؤول في المشروع بشكل احترافي، مع التركيز على الحلول بدلاً من التهجم على الخطأ. يمكنك تقديم مقترحات لتحسين توزيع الميزانية أو إعادة تخصيص الموارد اللازمة لتحقيق أهداف المشروع بنجاح.
رغم وجود قيود واضحة للإنفاق
يتوقف ذلك على عدة أسئلة: من المسئول عن الإنفاق؟ كيف استطاع صديقك الحصول على جزء أكبر من المسموح له وفيم استخدمه؟ من هو صاحب مال المشروع؟
في أي مشروع تكون هناك وظائف رقابية ومؤكد أن أي اختلال بالميزانية سيظهر عاجلاً أم آجلاً
سيجعل المشروع بالنهاية بعيدا عن المتوقع
من الأفضل بدء العمل على حل المشكلة من الآن فهي سوف تظهر، وإذا كان لديك علم بها ولم تقم بالإبلاغ قد تكون هناك مسؤولية قانونية عليك.
صديقي كان مسؤولًا عن تنفيذ جزء من المهام ضمن صلاحياته، والميزانية كانت موزعة بحسب الخطة، لكن استخدامه للمخصصات تم بشكل غير مدروس. الإنفاق لم يتجاوز الصلاحيات رسميًا، لكنه كان غير حكيم وأدى لاستهلاك غير متوازن، خصوصًا على أمور غير أساسية.
التمويل تابع للشركة الأم، والمشروع حالياً في مرحلة حرجة، وأي خلل سيخضع للمراجعة عاجلًا أو آجلًا، وهذا ما يقلقني.
أما عن الرقابة، فهي موجودة لكن مراجعتها دورية، ما سمح بمرور هذا الخلل دون ملاحظة فورية.
وجودي في الصورة ومعرفتي بالتفاصيل تجعل موقفي حساس، لأن الصمت في مثل هذه الحالة قد يُحمّلني تبعات أخلاقية أو حتى مهنية، ولهذا أبحث عن طريقة لمعالجة الموقف دون تفجير العلاقة أو الإضرار بالشركة.
موقفك صعب لأنه يجمع بين الوفاء لصديقك والمسؤولية تجاه المشروع والشركة. الصمت قد يحمي صديقك مؤقتًا لكنه سيؤثر سلبًا على الفريق بأكمله، بما فيهم أنت. الحل الأفضل هو مواجهته أولًا وإعطاؤه الفرصة لإصلاح الخطأ بنفسه أو الاعتراف به قبل أن يكتشفه الآخرون. إذا رفض التصرف، فواجبك تجاه المشروع يفرض عليك إبلاغ المسؤولين بطريقة تركز على الحل وليس على اللوم، حتى لا يتكرر الخطأ مستقبلاً. الحفاظ على الثقة مهم، لكن الأهم هو النزاهة والحرص على نجاح العمل.
الصمت لن يفيد كلايكما ولن يفيد المشروع ، والاسوء من هذا أنه سيأذي أصحاب المشروع الذين وضعوا فيكم كل الثقة والدعم ، لذلك الصمت قد يؤدي إلى ضرر أكبر بكثير من مجرد الخفو على صمعة صديقة وفعلا قد يؤثر على مستقبله، عليك التحدث بصراحة وصدق مع صديقك، شاركه أن نيته بالصمت لن تعالج المشكلة، بل قد تزيد الوضع سوءً، اقترح عليه أن يواجه الإدارة بخطئه ويقدم خطة لتصحيح المسار أو يقدم طلب بالمساعدة من طرف الادارة على أن يعد بتقديم نتائج مرضية تغطي الخسائر التي سببها صديقك، يمكن أيضا أن يقدم حلول أخرى تعويضية مثل أن يقدم مشروع جانبي مساعد لهذا المشروع مجاناً كتعويض، أو أن يعد بالعمل بكلفة أقل في الشروع القادم كتعويض وغيرها ........... إذا رفض، قد تكون مجبرًا على إبلاغ المسؤولين لحماية المشروع والشركة، مع الحفاظ على أخلاقياتك المهنية.
هذا اختبار حقيقى لقيمك فى بيئة العمل. دعنا نتناقش ونحلل الموقف، إذا التزمت بالصمت فقد يحمى ذلك صديقك مؤقتًا، لكنه سيضر المشروع والشركة ومصداقيتك الشخصية، خاصة اذا أدى الخطأ إلى خسائر كبيرة أو عواقب مستقبلية. الصمت هنا يجعلك متواطئ بشكل غير مباشر، مما قد يؤثر على سمعتك وموقفك في الشركة ، ممكن أن تتبع نهج الدبلوماسية والشفافية بدلًا من كشف الخطأ فورًا جرب أولًا مناقشة الأمر مع صديقك بطريقة تجعله يدرك أهمية التصحيح بنفسه. يمكنك إخباره بأن تحمل المسؤولية وإيجاد حلول بديلة سيكون أفضل من إخفاء المشكلة، وإذا لم يستجب صديقك، يمكنك التحدث إلى مدير المشروع بطريقة لا تضع اللوم بالكامل عليه، بل تركز على المشكلة وكيفية حلها دون إضرار الجميع. يمكنك مثلًا أن تقترح إعادة توزيع الميزانية أو البحث عن تمويل إضافي بدلاً من الإبلاغ المباشر عن الخطأ. أن تتبع النهج المتوازن هو أن تعطى زميلك فرصة للتحرك، وإذا لم يفعل، يمكنك التدخل لحماية المشروع دون الإضرار بعلاقتك معه.
يمكنك أولاً التحدث مع صديقك بصراحة وإخباره أن هذا الخطأ سيؤثر على الجميع، بما فيهم أنت، وأن السكوت ليس حل. حاول إقناعه بإصلاح الموقف بنفسه أو إبلاغ الإدارة بطريقة تقلل الضرر. إن رفض وتحول الخطأ إلى خطر حقيقي على المشروع، فقد تحتاج إلى التحدث مع المسؤولين، ليس بهدف الإضرار به، بل لحماية العمل. يمكنك توضيح الأمر دون توجيه اللوم المباشر له، والتركيز على إيجاد حل يساعد الجميع.
التعليقات