حين بدأت رحلتي في الطب، كنت أظن أنني سأواجه الموت أحيانًا، في لحظات نادرة أو حالات استثنائية. لم أتخيل أنه سيكون رفيقي اليومي، يمر أمامي بصور مختلفة، دون استئذان. أدركت أن الموت ليس حدثًا نادرًا، بل مشهد متكرر. تراه في لحظة توقف جهاز، في نظرة وداع، أو في دمعة حارّة من أمٍ فقدت فلذة كبدها.

أتذكر أول مريض فقدته -طفل رضيع- حياته لم تتعدى بضع ساعات. لم يكن مجرد رقم في السجل، بل إنسان له اسم، ووجه، وقصة انتهت قبل أن تبدأ. عدت إلى المنزل يومها وأنا أشعر بثقل غريب على صدري، أتذكر ملمس جسده في محاولتي لإنقاذه، وكأنني حملت جزءًا من موته معي. مرّت الأيام، والمواقف تكررت، وأصبحت أمام خيارين: إما أن أتألم مع كل رحيل، أو أن أرتدي قناع التماسك كي أستمر.

فسؤالي الآن لكم، كيف أتعامل مع مشاهد الموت اليومية كطبيب؟